المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعتراف بالفضل



امـ حمد
11-12-2012, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الناس في هذه الحياة الدنيا لا غنى لهم عن بعضهم البعض، والعبد الذي يسعى في قضاء حوائج إخوانه ودفع الأذى عنهم

هو من خير الناس وأحبهم إلى الله تعالى،وإذا كان الشرع المطهر قد حث الناس على خدمة بعضهم البعض ورتب على

ذلك مزيد الأجر، فإنه أيضاّ قد حث المسلم ان يشكر لمن أدى إليه معروفا وأن يكافئه إن استطاع وإلا فليدع له،قال أبو حاتم

بن حبانَ رحمه الله تعالى،الواجب على المرء أن يشكر النعمة،ويحمد المعروف على حسب وسعه وطاقته،مع بذل

الجزاء له بالشكر وقوله،جزاك الله خيراّ،والله عز وجل يقول(ولا تنسوا الفضل بينكم )إن الناس قد فطروا على حبِّ الشكر

والثناء عليهم، وهذا مما يؤثر فيهم و يبقي على قابليتهم لبذل المعروف والإحسان غضةً قوية، مع أن الأصل ألا يرجو المرء

بفعله من الناس جزاءً ولا شكوراً، لكن شكر الناس لمن أدى إليهم معروفا، واعترافهم بالفضل يشيع في المجتمع روح

المروءة والنجدة والنخوة والبذل والإحسان، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث الناس على شكر بعضهم عند

الإحسان فقال(من لا يشكر الناس لا يشكر الله)حديث صحيح صححه الألباني ورواه أحمد،يعني ينبغي للمؤمن أن يشكر على

المعروف من أحسن إليه من أقارب وغيرهم، كما يجب عليه شكر الله سبحانه وتعالى على ما أحسن إليه،فعليه أن يشكر

الناس أيضاً على معروفهم وإحسانهم إليه، والله جل وعلا يحب من عباده أن يشكروا من أحسن إليهم، وأن يقابلوا المعروف

بالمعروف، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا

له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)رواه النسائي،وصححه الألباني،ولهذا يشرع للمؤمن أن يدعو لمن دعا له، وأن يقابل

من أحسن إليه بالإحسان، وأن يثني عليه خيراً في مقابل إحسانه إليه،وبذل المعروف له، فهذا من مكارم الأخلاق ومحاسن

الأعمال،وأن من يشكر الناس على صنائع المعروف ويعترف لهم بالفضل إنما هو في الحقيقة يشكر الله عز وجل،وانظر إلى

الرجل الصالح صاحب مدين حين سقى موسى عليه السلام لابنته أرسل إحداهما إليه تقول(إِن أَبي يدعوك ليجزيك أَجر ما

سقيت لنا)وقد كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،أنه يقبل الهدية ويثيب عليها، وحين اقترض من عبد الله بن أبي

ربيعة المخزومي قرضاّ،ردَّه إليه وقال له(بارك الله لك في أهلك ومالك)(رواه أحمد وغيره بإسناد جيد)كان الصالحون والعلماء

يرون أنه ينبغي على العبد أن يشكر ويعترف بالفضل لمن سعى في قضاء حاجة أخيه،وإن لم يتيسر له إنجازها،يكفيه أنه سعى
واهتم،فالعاقل يشكر الاهتمام أكثر من شكره المعروف،

أنشد عبد العزيز بن سليمان،
لأشكرنك معروفاّ هممتَ به،،، إن اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إن لم يُمضه قدرٌ،،، فالشيء بالقدر المجلوب مصروف

وقال رحمه الله،الحر لا يكفر النعمة،ولا يتسخط المصيبة،بل عند النعم يشكر، وعند المصائب يصبر،والنعم لا تُستجلب

زيادتها ولا تُدفع الآفات عنها إلا بالشكر،فكن شـاكراّ للمنعمين لفضلهم،وهكذا يكون أصحاب النفوس السامية، والهمم

العالية،يُحيون المعروف بين الناس، فلا يدعون محسناً إلا ويكافئونه ويعترفون بفضله،فلا يمكن أن يكون المؤمن جحوداّ ولا كفوراّ.

وروى أَحمد من حديث الأَشعث بن قَيس،مثل حديث أَبي هريرة
(إن أَشكر الناس للَّه تعالى أَشكرهم للناس)وعن عائشة رضي

الله عنها قالت(من أَتى إليه معروف فَليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فَقد شكره)رواه أَحمد،وعن أسامة(من صنع

إليه معروف فَقَال لفاعله،جزاك اللَّه خيراّ فَقد أَبلغ في الثناء)رواه الترمذي،وقال سليمان التميمي،إن الله عز وجل أَنعم على عباده بقدر طاعتهم وكلفهم من الشكر بقدر طاقتهم،


أسأل الله أن يجمعنا في الدنيا على طاعته،وفي الآخرة في جنته.

kay93
12-12-2012, 01:47 AM
الدرس هذا في غاية الأهمية و موضوع جداً جميل و أشكرك، الحمد لله كثير من الناس من يشكر و يحمد الله و يشكر الآخرين على مساعدتهم و هذا الموضوع يذكر من نسى و تجاهل هذا الأمر.
دمتم بــِود.

امـ حمد
12-12-2012, 06:20 AM
الدرس هذا في غاية الأهمية و موضوع جداً جميل و أشكرك، الحمد لله كثير من الناس من يشكر و يحمد الله و يشكر الآخرين على مساعدتهم و هذا الموضوع يذكر من نسى و تجاهل هذا الأمر.
دمتم بــِود.

بارك الله فيك
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصغيره
12-12-2012, 07:07 AM
جزاك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه
وبارك الله لك بجهدك وعطائك ولا حرمك الاجر
اللهم امين

امـ حمد
12-12-2012, 05:36 PM
جزاك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه
وبارك الله لك بجهدك وعطائك ولا حرمك الاجر
اللهم امين


بارك الله فيج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري

Eng/AbdallaH
14-12-2012, 03:32 AM
بارك الله فيكم

امـ حمد
14-12-2012, 05:28 PM
بارك الله فيكم

وبارك الله فيك
وجزاك ربي جنة الفردوس