تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاقتصاد الإسلامي أمان من الإفلاس



جمال النعيمي
10-05-2005, 06:41 AM
الاقتصاد الإسلامي أمان من الإفلاس ويمنع أكل أموال الناس بالباطل
تاريخ النشر: الإثنين 9 مايو 2005, تمام الساعة 06:49 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة


عبدالقادر بن محمد العماري :
لقد تبين أن الربا هو السبب الرئيسي للأزمات الاقتصادية في العالم، لأن الفوائد الربوية تتراكم ويؤدي ذلك إلى تعريض اقتصاد كثير من الدول للسيطرة الأجنبية عليه مباشرة وغير مباشرة وبالتالي إفلاسها والمعروف أن الاقتصاد الإسلامي لا يسمح بتسديد الديون الناتجة من تراكم الفوائد الربوية لأنها فوائد زيادة على ما سدد من قروض اصلية وأن ما يسدد بعد ذلك على القروض الأصلية هو ربا الجاهلية والاقتصاد الإسلامي لا يبيع نقوداً بل يبيع سلعة قد يكون ثمنها مثلا مائة دولار ويبيعها بمائة وعشرة دولارات فعامل السوق من عرض وطلب هو الذي يحقق الربح والخسارة فالربا هو الذي يسبب المشاكل الاقتصادية في العالم قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنينü فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون} البقرة ـ 279-278 وحصل سنة 1973م قامت الدول النفطية بايداع أموالها الكبيرة لدى البنوك العالمية بفوائد ربوية وقامت البنوك باستثمار هذه الأموال في دول العالم الثالث وكانت تقوم باقراض هذه الدول بمعدلات فائدة مرتفعة تتراوح بين %20 إلى %30 وبعد استحقاق الفوائد تبين عجز هذه الدول عن دفع مجرد الفوائد فضلاً عن القروض ولم تستفد الدول النفطية شيئاً غير القليل وإذا أرادت أن تقيم مشاريع فستضطر للاستدانة من البنوك وتتراكم عليها الديون، ولو أن الاقتصاد الإسلامي هو السائد ستكون هناك مشاركة بين الدائن والمدين عن طريق عقود المرابحة وعقود الاستصناع وعقود السلم والمضاربة والقرض الحسن وغيرها من العقود الشرعية التي ليس فيها ربا فلا يمكن أن ينفرد أحد الشريكين بالأرباح ويقع الآخر في الإفلاس ومن هنا يكون الاقتصاد الإسلامي فيه الضمان عن الإفلاس فكل من ابتعد عن الحرام وحرص على الحلال يوسع الله في رزقه ولا يقع في حالة الإفلاس أما الذي يأكل الربا ويظن أنه بذلك سيزداد غنى فهو واهم {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسü ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الرباü وأحل الله البيع وحرم الربا} البقرة ـ 275.
قال الرسول [: «لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه».. والتنمية الاقتصادية لا تكون إلا بالالتزام بالحق والعدل وعدم الاستغلال والاحتكار، فالمال في نظر الإسلام أنه ملك لله والإنسان مستخلف فيه، وظيفته اجتماعية والمسلمون مأمورون بالكسب الحلال والاعتدال في الانفاق قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} الفرقان 67.. فلا مجال الآن من أجل تحقيق العدالة ومنع الظلم والكسب الحرام إلا في عمل المصارف الإسلامية لأنها مقيدة بشرع الله ولا تأخذ الربا أضعافا مضاعفة كما تفعل البنوك الربوية فيحل بالعملاء الإفلاس والفقر المدقع ولا يكون هناك نمو في المجتمعات وتقع على كاهل الدول ديون خارجية لا حصر لها، فنظام الإسلام الاقتصادي يقوم على العدل والتكافل بين أبناء المجتمع والتعاون بينهم فيكون بعضهم أولياء بعض وأن ينتفعوا جميعاً برزق الله الذي أعطاهم على أساس التكافل والتراحم والتنمية في المجتمع ولا يكون المال كله بيد أفراد في المجتمع ويحرم منه آخرون قال تعالى: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} الحشر ـ .. «أي كي لا يبقى من الأموال مأكله يتقلب عليها الأغنياء ويتصرفون فيها بمحض الشهوات والآراء ولا يصرفون منها شيئاً للفقراء» تفسير ابن كثير.

فيجب أن تعالج مشاكل البطالة والضمان الاجتماعي ومشاكل النمو في كل القطاعات الاقتصادية وهناك اتفاقيات بين الدول يجب الحرص على تنفيذها ومنها:

1ـ الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول الأعضاء في منطقة المؤتمر الإسلامي.

2ـ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة لمجلس التعاون الخليجي.

3ـ ميثاق التكامل بين مصر والسودان. ويجب ان تكون هناك صناديق للتنمية في مختلف المجالات الاقتصادية من زراعية وصناعية وغيرها وبذلك نكون قد حققنا التعاون الذي يدعو إليه الإسلام فذلك. بلاشك يخدم الشعوب الإسلامية ويرفع عن كاهلها الفقر والحاجة ويدخل كل ذلك في إطار التعاون على البر والتقوى كما أمر الله في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وإذا قامت الدول الإسلامية بتبني الاقتصاد الإسلامي لاشك أنها ستخدم شعوبها بصورة أفضل من خلال العمل معا لتحقيق التنمية في البلاد الإسلامية بما يعود على الشعوب بالتقدم والازدهار وحل كل المشاكل التي تواجهها {ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب} وفي تطبيق شرع الله وتحريم ما حرمه الله وانفاق الأموال فيما ينفع الناس ويرفع مستواهم الاقتصادي بما يغنيهم عن الوقوع في المحرمات وإذلال أنفسهم للآخرين بسبب الضرورة والحاجة كل ذلك إن شاء الله سيكون في ميزان حسنات القائمين على خدمة الإسلام والمسلمين في مجال الاقتصاد الإسلامي لأنه أمان من الإفلاس ويمنع أكل أموال الناس بالباطل فكل فرد في المجتمع الإسلامي مسؤول بأن يعين أخاه المحتاج والدولة تضمن الحياة الكريمة لكل فرد في المجتمع في ظل النظام الاقتصادي الإسلامي {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} الكهف 30.. {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} الحديد ـ 25.

صدق الله العظيم

ROSE
10-05-2005, 06:51 AM
تسلم على هالنقل الرائع اخي


ويعطيك ربي الف عافية