مغروور قطر
08-07-2006, 05:33 AM
أطباء النفس يحذرون من الزواج المبكر ..مطلقات لم يبلغن الثامنة عشرة| تاريخ النشر:السبت ,8 يُولْيُو 2006 12:55 أ.م.
فتيات مطلقات يروين لـ الشرق قصصهن مع الحلم الذي صار كابوساً
مطلقة: أحمل لقب مطلقة وزوجي لم يدخل عليّ
أخضع لعلاج نفسي بعد صدمة طلاقي ممن أحببت وضحيت من أجله
المطلقات لـ الشرق: نحن صغيرات أصبحن مطلقات فمن يرضى الزواج بنا
د. طاهر شلتوت: الزيجات السريعة فشلت.. والزواج علاقة شراكة
تأهل الزوجين نفسياً واجتماعياً من شروط الزواج الناجح
أغلب زوار العيادة النفسية ضحايا الزواج الفاشل
الزواج المبكر في مجتمعاتنا العصرية غير صحي
د. موزة المالكي: انصح الفتيات بعدم الزواج قبل اكمال تعليمهن
سمية تيشة "
نطقتها وهي في قمة الأسى لم تكن تتوقع أن حياتها ومستقبلها سينتهيان في الحياة بهذه السهولة وبكل حزن قالت: (تطلقت) وأنا لم أكمل الثامنة عشرة من عمري ماذا أفعل الآن بحياتي ومن الذي يرضى أن يتزوج بمطلقة....؟
لتضيف بحسرة لـ الشرق: كنت كما الفتيات منذ صغري وأنا أحلم بالفستان الأبيض والطرحة والكوشة إلى أن بلغت السادسة عشرة من عمري تقدم لخطبتي ابن عمي الذي يكبرني بثلاث سنوات فوافق والديٍّ على الفور ووافقت أنا أيضاً دون إدراك أو وعي وبعد سنة من الخطبة أقمنا احتفالاً كبيراً وسط حضور لفيف من الأهل والأصدقاء وتم كل شيء على ما يرام، وبعد شهور بدأت الخلافات تطرق باب منزلنا لأكتشف بعد ذلك أن الزواج كالصندوق المغلق لا يعرف الزوجان ما بداخله سئمت من حياتي خصوصاً أنني تركت الدراسة وتفرغت لحياتي الزوجية وذلك بناء على طلب زوجي نعم سئمت من كل شيء ومن الخلافات اليومية مع زوجي، مما اضطرني إلى طلب الطلاق منه كي أعيش بأمان واستقرار، فزوجي لم يكن يبالي بشيء فكل همه السهر والسفر مع أصدقائه أما أنا فكنت أمارس حياتي وكأنني غير متزوجة ادخل البيت وأخرج منه دون حسيب أو رقيب وبعد سنة من زواجي فضلت أن انفصل من زوجي لأرجع إلى بيت أهلي مطلقة وأنا لم أكمل الثامنة عشرة من عمري.
فهذه الحكاية ما هي إلا نقطة واحدة في بحر حكايات الفتيات اللاتي تطلقن وهن في ريعان شبابهن وقد كثرت في مجتمعاتنا العربية أو بالأحرى المجتمع القطري نسبة طلاق صغيرات السن نظراً لعدم وعي الأهالي بخطورة هذه المشكلة التي يترتب عليها الكثير من الحالات النفسية والاجتماعية السيئة...
الشرق بحثت في هذا الموضوع الذي بات يؤرقنا ليلاً ونهاراً للوقوف على أسباب ارتفاع حالات الطلاق بين صغيرات السن.
مطلقات تحت العشرين
عدد من المطلقات تحت العشرين سردن لـ الشرق حكاياتهن مع الطلاق حيث قالت إحدى المطلقات: تطلقتُ قبل الدخول عليّ أي في فترة (الملجة) حيث إنني أرتبطتُ بأحد أقاربي ولم يعجبني أسلوبه معي واستمر ذلك معه لمدة سنتين حيث انه كان دائم الشك فيّ وكان يمنعني من الخروج وزيارة صديقاتي مما دفعني لطلب الطلاق منه على الفور وتم فسخ عقد القران وأحمد ربي كثيراً أنه لم يدخل عليّ لا تدمرت حياتي نهائياً.
وقالت مطلقة أخرى: تأثرت كثيراً جراء طلاقي ممن كنت أحبه ووثقت فيه وأعطيته قلبي ولم يحافظ عليه فأنا أحببت شاباً من خارج عائلتي وتم عقد قراني عليه وخلال فترة الخطبة وهي ما تسمى عندنا بفترة (الملجة) اكتشفت بأنه لعوب وله علاقات متعددة مع الفتيات حاولت كثيراً الحفاظ عليه لأنني أحبه لكنه دمرني بعلاقاته مع الفتيات ازدادت المشاكل بيننا مما اضطر والدي لتطليقي منه قبل الدخول عليّ وتم الطلاق وها أنا الآن أتعالج عند طبيب نفسي لأنني بالفعل تأثرت بما حدث لي فأنا صغيرة وكلمة الطلاق كبيرة عليّ والمجتمع لا يرحم والشباب ينظرون للمطلقة الصغيرة على أنها المخطئة دائماً.
وأوضحت إحدى المطلقات أنها تطلقت بعدما أصبحت أماً لطفل قائلة: تزوجت من أحد أقاربي وأنا في الثامنة عشرة من عمري وأقمت احتفالاً كبيراً يحكى عنه بألف ليلة وليلة مرت السنة الأولى من زواجنا على خير لتبدأ بعد ذلك المشاكل في حياتي الزوجية، فتارة مع زوجي وتارة أخرى مع أهل زوجي وبعدما رزقت بولد عشتُ في هدوء لفترة مؤقتة وبعد ذلك قامت المشاكل بيني وبين زوجي مرة أخرى نظراً لضعف شخصيته أمام أهله طفح الكيل بيّ من تصرفات زوجي فطلبت الطلاق منه وبعد ثلاث سنوات من الزواج طلقني زوجي وأخذ طفلي مني ودمعت عيناها لتختم حديثها لـ الشرق: إن من في عمري تدرس الآن بالجامعة أما أنا أصبحت مطلقة وأما تسعى لتربية ابنها بأي طريقة....
الزواج الناجح
وفي صدد هذا الموضوع التقت الـ الشرق بالدكتور طاهر شلتوت استشاري الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية الذي قال: مازلنا نلاحظ حتى الآن ظاهرة الزواج من فتيات صغيرات السن وإن كان هناك نقص ملحوظ في عدد هؤلاء إلا أن وجود هذه الظاهرة حتى الآن يستدعي الوقوف أمامها لأن الزواج في السن المبكرة بالنسبة لكلا الجنسين على حد السواء في مجتمعاتنا العصرية في الوقت الحالي أمر غير صحي من الجانب النفسي على الأقل لأن الزواج يستدعي من الإنسان من الناحية السيكولوجية أن يكون مكتملا في بناء الشخصية وهذا يتطلب منه أن يكون قد أنجز في مجالات متعددة أولاً يجب أن ينضج نفسياً وعقلياً وهذا النضج كما يراه العلماء لا يكتمل إلا في حوالي الـ (18) سنة حين يكتمل بناء المخ النهائي حيث يصل المخ في هذه السن إلى تمام أكتماله ونضجه النفسي والعقلي وثانياً لابد للإنسان الذي يود الزواج أن يكون قد أنجز أشياء متعددة في حياته أي قد تعلم بدرجة معقولة وهو مايطلق عليه في الوقت الحالي التعليم الأساسي وما يوازي التعليم الثانوي لأن كم المعلومات التي تعطى في هذا التعليم تؤهل الشاب أو الشابة على أن يكونا على علاقة جيدة بأمور الحياة العصرية وكيفية التفاهم معها.
وأضاف الدكتور طاهر: وأيضاً من شروط الزواج أن يستشعر الشاب أو الشابة بمكانته في الحياة بمعنى أن يكون على دراية بالمحيطين حوله وبمن يصادق وبمن يثق وبمن لا يثق في هذه الحياة وأن يكتسب بعض الخبرات الحياتية التي تؤهله لكي يعتمد على نفسه في إقامة حياة صحية سليمة كما وإن من شروط الزواج الناجح أن يصبح الزوج والزوجة على قدر من التدريب والتأهيل الذي يمكنهما نفسياً وشعورياً من تربية الأبناء، فأنا لا أتخيل أن تكون هناك أم وهي في السادسة عشرة من عمرها أو السابعة عشرة لأنه تحديداً في هذه المرحلة العمرية للبنات في مجتمعاتنا الحالية بمعنى أن البنت مازالت في مرحلة الطفولة المتأخرة ومعنى ذلك من الناحية النفسية أن اهتمامها ونشاطاتها كلها تدور في مرحلة الطفولة فكيف لها إذاً أن تصبح مشرفة ومربية ومعلمة لطفلة أخرى وكيف يثق المجتمع في أن تصبح أمهات الغد بهذه الصورة الضعيفة لأن هذا بالطبع سوف ينعكس في المستقبل بخروج جيل جديد مهتز الشخصية ضعيف البنيان النفسي والجسدي والأخطر من ذلك أن حدود الطفولة كما هو معروف بالتشريعات الطبية يمتد إلى سن الـ (18) مشيراً بذلك الى انه مازال لدى البعض في المجتمع اتجاه إلى الزواج المبكر للفتيات قبل هذه السن مما يقتضي من المجتمع إعادة التوجيه والثقافة التي تساعد هؤلاء الأسر على إعادة النظر في سن زواج الفتيات حتى يخرج للحياة جيل من الأمهات ينطبق عليهن قول الشاعر( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق).
وأوضح الدكتور شلتوت بقوله: لقد شهدنا بالعيادة النفسية عددا من حالات المشاكل الأسرية كثيراً ما يكون أسبابها الفشل الزواجي مرجعه الاندفاعية وعدم انضباط المشاعر والسلوك لدى الزوجات صغيرات السن لأن خبراتهن بالحياة قليلة جداً ولم ينضجن بعد من مرحلة الطفولة فكما نعلم إن فاقد الشيء لا يعطيه وكثيراً ما كنا نرى هؤلاء الفتيات يتعاملن مع أزواجهن كالآباء لهن يريدن منهن العطف والرعاية الأبوية أكثر مما يردن من الزوج أو الشريك بل من المعروف علمياً أن الفتيات ينضجن قبل الشباب بحوالي ثلاث سنوات فبالتالي من المفيد أن يكون عمر الزوج أكبر على الأقل من عمر الزوجة بأكثر من ثلاث سنوات وأنا لا أفضل شخصياً سرعة زواج الشباب قبل أن ينجزوا أشياء أخرى أساسية في حياتهم أهمها إنهاء التعليم والحصول على وظيفة لكي يكون لهم دخل خاص ثابت يعينهم على إدارة أمور حياتهم بشكل عام.
أشار الدكتور طاهر إلى أن السن المناسبة للزواج هو بعد إتمام عملية التعليم قائلاً: قد يكون السن المناسبة للزواج بالنسبة للفتيات بعد السن الـ(18) أما الشباب أتصور بتحديد العناصر الأساسية التي وضعناها فيما قبل يتحقق الزواج الناحج كاكتساب المهارات الاجتماعية وحسن التعامل مع الآخرين واحتمال صدمات الحياة والتكييف معها يعد أمراً يقتضي من الشاب التريث قليلاً حتى يتجمل بهذه الصفات والمقدرات جميعاً إلا إذا كان يخشى على نفسه من تأجيل الزواج لكني أعيد وأوضح له أن كثيراً من الزيجات السريعة التي تمت بناء على رغبة الشاب في إقامة علاقة زوجية حميمة كانت تصاب بمشاكل أسرية وزوجية كثيرة في السنوات الأولى والنصيحة التي أسوقها للشباب والفتيات القادمين على الزواج بأن الزواج هو علاقة شراكة موثقة بأمل أن تكون علاقة أبدية ولهذا فإن على كل منهم أن يحاول أن يضع مالديه من امكانيات عقلية ونفسية وبدنية ومالية لكي يتوافق مع شريك حياته وهذه النصيحة تنصب أيضاً على أولياء الأمور أن يتشددوا في البحث عن الإنسان المناسب فإذا وجد هذا الإنسان أن يتساهلوا معه لأن هذا يعطي انطباعاً نفسياً جيداً لدى الشاب أو الشابة عن الأسرة التي سيرتبط بها ويبقى في الأغلب هذا الانطباع الأولي ملازماً معه طيلة حياته حسب القاعدة النفسية التي تقول إن الانطباع الأول هو الانطباع الأخير لذا فانني أتمنى من الجميع أن ينظروا إلى الزواج على أنه علاقة إنسانية تتطلب من جميع المحيطين أن يبذلوا كل ما لديهم لرعاية هذه النبتة الجديدة.
الشهادة سلاح الفتيات
من جانب آخر التقت «الـشرق» الاستشارية النفسية الدكتورة موزة المالكي التي أكدت أنها عالجت الكثير من الفتيات اللاتي تطلقن قبل الدخول عليهن أي في فترة (الملجة) حيث قالت: للأسف الشديد أصبح عدد المطلقات أكثر مما هو متوقع وقد عالجت الكثير من الفتيات اللاتي أصبحن مطلقات قبل الدخول عليهن لان هذا الطلاق أثر على نفسيتهن كثيراً لأنهن يعتبرن أنفسهن في نظر المجتمع أقل من غيرهن وأنه يستحيل أن يرتبط بهن شخص آخر لكن ما أراه اليوم أن هذه النظرة اختفت تماماً من مجتمعاتنا الخليجية والعربية أيضاً وأن كل شيء قسمة ونصيب مشيرة بذلك الى أن السن المناسبة للزواج بالنسبة للفتيات هو فوق الـ(20) وأما الشباب فسن الـ (25) هو السن الطبيعي الذي يبدأ الشاب فيه بالتفكير في الزواج وذلك بعدما ينتهي من تعليمه الجامعي.
وأوضحت الدكتورة موزة المالكي: الفتاة التي تتزوج في سن الـ (16) تعتبر طفلة وغير ناضجة ولا تستطيع تحمل المسؤولية لذا فانني أنصح الفتيات بعدم الزواج إلا بعد اكمال تعليمهن وأخذ الشهادة فالشهادة هي سلاحهن وهي أهم من الزواج في هذا العصر وبها يستطعن اكمال حياتهن نحو الأفضل لأننا بالفعل نجد فتيات في عمر الزهور أصبحن من ضمن المطلقات والسبب في ذلك يرجع إلى عدم التنشئة السليمة التي تجعل هؤلاء الفتيات لم يفكرن جيداً قبل اتخاذ قرار الزواج والأغلب منهن ضحية الأسرة فأتمنى من الأهل غرس حب الدراسة والشهادة في نفوس أبنائهم خصوصاً البنات والتريث في اختيار شريك مناسب لبناتهن كي لا يندم الجميع مستقبلاً.
آخر احصائية بعدد المطلقات
وفي آخر احصائية أصدرها مجلس التخطيط بدولة قطر وأوضحت الدراسة أن عدد المطلقات في قطر واللاتي تتراوح أعمارهن مابين (15-19) إلى 45 مطلقة.
فتيات مطلقات يروين لـ الشرق قصصهن مع الحلم الذي صار كابوساً
مطلقة: أحمل لقب مطلقة وزوجي لم يدخل عليّ
أخضع لعلاج نفسي بعد صدمة طلاقي ممن أحببت وضحيت من أجله
المطلقات لـ الشرق: نحن صغيرات أصبحن مطلقات فمن يرضى الزواج بنا
د. طاهر شلتوت: الزيجات السريعة فشلت.. والزواج علاقة شراكة
تأهل الزوجين نفسياً واجتماعياً من شروط الزواج الناجح
أغلب زوار العيادة النفسية ضحايا الزواج الفاشل
الزواج المبكر في مجتمعاتنا العصرية غير صحي
د. موزة المالكي: انصح الفتيات بعدم الزواج قبل اكمال تعليمهن
سمية تيشة "
نطقتها وهي في قمة الأسى لم تكن تتوقع أن حياتها ومستقبلها سينتهيان في الحياة بهذه السهولة وبكل حزن قالت: (تطلقت) وأنا لم أكمل الثامنة عشرة من عمري ماذا أفعل الآن بحياتي ومن الذي يرضى أن يتزوج بمطلقة....؟
لتضيف بحسرة لـ الشرق: كنت كما الفتيات منذ صغري وأنا أحلم بالفستان الأبيض والطرحة والكوشة إلى أن بلغت السادسة عشرة من عمري تقدم لخطبتي ابن عمي الذي يكبرني بثلاث سنوات فوافق والديٍّ على الفور ووافقت أنا أيضاً دون إدراك أو وعي وبعد سنة من الخطبة أقمنا احتفالاً كبيراً وسط حضور لفيف من الأهل والأصدقاء وتم كل شيء على ما يرام، وبعد شهور بدأت الخلافات تطرق باب منزلنا لأكتشف بعد ذلك أن الزواج كالصندوق المغلق لا يعرف الزوجان ما بداخله سئمت من حياتي خصوصاً أنني تركت الدراسة وتفرغت لحياتي الزوجية وذلك بناء على طلب زوجي نعم سئمت من كل شيء ومن الخلافات اليومية مع زوجي، مما اضطرني إلى طلب الطلاق منه كي أعيش بأمان واستقرار، فزوجي لم يكن يبالي بشيء فكل همه السهر والسفر مع أصدقائه أما أنا فكنت أمارس حياتي وكأنني غير متزوجة ادخل البيت وأخرج منه دون حسيب أو رقيب وبعد سنة من زواجي فضلت أن انفصل من زوجي لأرجع إلى بيت أهلي مطلقة وأنا لم أكمل الثامنة عشرة من عمري.
فهذه الحكاية ما هي إلا نقطة واحدة في بحر حكايات الفتيات اللاتي تطلقن وهن في ريعان شبابهن وقد كثرت في مجتمعاتنا العربية أو بالأحرى المجتمع القطري نسبة طلاق صغيرات السن نظراً لعدم وعي الأهالي بخطورة هذه المشكلة التي يترتب عليها الكثير من الحالات النفسية والاجتماعية السيئة...
الشرق بحثت في هذا الموضوع الذي بات يؤرقنا ليلاً ونهاراً للوقوف على أسباب ارتفاع حالات الطلاق بين صغيرات السن.
مطلقات تحت العشرين
عدد من المطلقات تحت العشرين سردن لـ الشرق حكاياتهن مع الطلاق حيث قالت إحدى المطلقات: تطلقتُ قبل الدخول عليّ أي في فترة (الملجة) حيث إنني أرتبطتُ بأحد أقاربي ولم يعجبني أسلوبه معي واستمر ذلك معه لمدة سنتين حيث انه كان دائم الشك فيّ وكان يمنعني من الخروج وزيارة صديقاتي مما دفعني لطلب الطلاق منه على الفور وتم فسخ عقد القران وأحمد ربي كثيراً أنه لم يدخل عليّ لا تدمرت حياتي نهائياً.
وقالت مطلقة أخرى: تأثرت كثيراً جراء طلاقي ممن كنت أحبه ووثقت فيه وأعطيته قلبي ولم يحافظ عليه فأنا أحببت شاباً من خارج عائلتي وتم عقد قراني عليه وخلال فترة الخطبة وهي ما تسمى عندنا بفترة (الملجة) اكتشفت بأنه لعوب وله علاقات متعددة مع الفتيات حاولت كثيراً الحفاظ عليه لأنني أحبه لكنه دمرني بعلاقاته مع الفتيات ازدادت المشاكل بيننا مما اضطر والدي لتطليقي منه قبل الدخول عليّ وتم الطلاق وها أنا الآن أتعالج عند طبيب نفسي لأنني بالفعل تأثرت بما حدث لي فأنا صغيرة وكلمة الطلاق كبيرة عليّ والمجتمع لا يرحم والشباب ينظرون للمطلقة الصغيرة على أنها المخطئة دائماً.
وأوضحت إحدى المطلقات أنها تطلقت بعدما أصبحت أماً لطفل قائلة: تزوجت من أحد أقاربي وأنا في الثامنة عشرة من عمري وأقمت احتفالاً كبيراً يحكى عنه بألف ليلة وليلة مرت السنة الأولى من زواجنا على خير لتبدأ بعد ذلك المشاكل في حياتي الزوجية، فتارة مع زوجي وتارة أخرى مع أهل زوجي وبعدما رزقت بولد عشتُ في هدوء لفترة مؤقتة وبعد ذلك قامت المشاكل بيني وبين زوجي مرة أخرى نظراً لضعف شخصيته أمام أهله طفح الكيل بيّ من تصرفات زوجي فطلبت الطلاق منه وبعد ثلاث سنوات من الزواج طلقني زوجي وأخذ طفلي مني ودمعت عيناها لتختم حديثها لـ الشرق: إن من في عمري تدرس الآن بالجامعة أما أنا أصبحت مطلقة وأما تسعى لتربية ابنها بأي طريقة....
الزواج الناجح
وفي صدد هذا الموضوع التقت الـ الشرق بالدكتور طاهر شلتوت استشاري الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية الذي قال: مازلنا نلاحظ حتى الآن ظاهرة الزواج من فتيات صغيرات السن وإن كان هناك نقص ملحوظ في عدد هؤلاء إلا أن وجود هذه الظاهرة حتى الآن يستدعي الوقوف أمامها لأن الزواج في السن المبكرة بالنسبة لكلا الجنسين على حد السواء في مجتمعاتنا العصرية في الوقت الحالي أمر غير صحي من الجانب النفسي على الأقل لأن الزواج يستدعي من الإنسان من الناحية السيكولوجية أن يكون مكتملا في بناء الشخصية وهذا يتطلب منه أن يكون قد أنجز في مجالات متعددة أولاً يجب أن ينضج نفسياً وعقلياً وهذا النضج كما يراه العلماء لا يكتمل إلا في حوالي الـ (18) سنة حين يكتمل بناء المخ النهائي حيث يصل المخ في هذه السن إلى تمام أكتماله ونضجه النفسي والعقلي وثانياً لابد للإنسان الذي يود الزواج أن يكون قد أنجز أشياء متعددة في حياته أي قد تعلم بدرجة معقولة وهو مايطلق عليه في الوقت الحالي التعليم الأساسي وما يوازي التعليم الثانوي لأن كم المعلومات التي تعطى في هذا التعليم تؤهل الشاب أو الشابة على أن يكونا على علاقة جيدة بأمور الحياة العصرية وكيفية التفاهم معها.
وأضاف الدكتور طاهر: وأيضاً من شروط الزواج أن يستشعر الشاب أو الشابة بمكانته في الحياة بمعنى أن يكون على دراية بالمحيطين حوله وبمن يصادق وبمن يثق وبمن لا يثق في هذه الحياة وأن يكتسب بعض الخبرات الحياتية التي تؤهله لكي يعتمد على نفسه في إقامة حياة صحية سليمة كما وإن من شروط الزواج الناجح أن يصبح الزوج والزوجة على قدر من التدريب والتأهيل الذي يمكنهما نفسياً وشعورياً من تربية الأبناء، فأنا لا أتخيل أن تكون هناك أم وهي في السادسة عشرة من عمرها أو السابعة عشرة لأنه تحديداً في هذه المرحلة العمرية للبنات في مجتمعاتنا الحالية بمعنى أن البنت مازالت في مرحلة الطفولة المتأخرة ومعنى ذلك من الناحية النفسية أن اهتمامها ونشاطاتها كلها تدور في مرحلة الطفولة فكيف لها إذاً أن تصبح مشرفة ومربية ومعلمة لطفلة أخرى وكيف يثق المجتمع في أن تصبح أمهات الغد بهذه الصورة الضعيفة لأن هذا بالطبع سوف ينعكس في المستقبل بخروج جيل جديد مهتز الشخصية ضعيف البنيان النفسي والجسدي والأخطر من ذلك أن حدود الطفولة كما هو معروف بالتشريعات الطبية يمتد إلى سن الـ (18) مشيراً بذلك الى انه مازال لدى البعض في المجتمع اتجاه إلى الزواج المبكر للفتيات قبل هذه السن مما يقتضي من المجتمع إعادة التوجيه والثقافة التي تساعد هؤلاء الأسر على إعادة النظر في سن زواج الفتيات حتى يخرج للحياة جيل من الأمهات ينطبق عليهن قول الشاعر( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق).
وأوضح الدكتور شلتوت بقوله: لقد شهدنا بالعيادة النفسية عددا من حالات المشاكل الأسرية كثيراً ما يكون أسبابها الفشل الزواجي مرجعه الاندفاعية وعدم انضباط المشاعر والسلوك لدى الزوجات صغيرات السن لأن خبراتهن بالحياة قليلة جداً ولم ينضجن بعد من مرحلة الطفولة فكما نعلم إن فاقد الشيء لا يعطيه وكثيراً ما كنا نرى هؤلاء الفتيات يتعاملن مع أزواجهن كالآباء لهن يريدن منهن العطف والرعاية الأبوية أكثر مما يردن من الزوج أو الشريك بل من المعروف علمياً أن الفتيات ينضجن قبل الشباب بحوالي ثلاث سنوات فبالتالي من المفيد أن يكون عمر الزوج أكبر على الأقل من عمر الزوجة بأكثر من ثلاث سنوات وأنا لا أفضل شخصياً سرعة زواج الشباب قبل أن ينجزوا أشياء أخرى أساسية في حياتهم أهمها إنهاء التعليم والحصول على وظيفة لكي يكون لهم دخل خاص ثابت يعينهم على إدارة أمور حياتهم بشكل عام.
أشار الدكتور طاهر إلى أن السن المناسبة للزواج هو بعد إتمام عملية التعليم قائلاً: قد يكون السن المناسبة للزواج بالنسبة للفتيات بعد السن الـ(18) أما الشباب أتصور بتحديد العناصر الأساسية التي وضعناها فيما قبل يتحقق الزواج الناحج كاكتساب المهارات الاجتماعية وحسن التعامل مع الآخرين واحتمال صدمات الحياة والتكييف معها يعد أمراً يقتضي من الشاب التريث قليلاً حتى يتجمل بهذه الصفات والمقدرات جميعاً إلا إذا كان يخشى على نفسه من تأجيل الزواج لكني أعيد وأوضح له أن كثيراً من الزيجات السريعة التي تمت بناء على رغبة الشاب في إقامة علاقة زوجية حميمة كانت تصاب بمشاكل أسرية وزوجية كثيرة في السنوات الأولى والنصيحة التي أسوقها للشباب والفتيات القادمين على الزواج بأن الزواج هو علاقة شراكة موثقة بأمل أن تكون علاقة أبدية ولهذا فإن على كل منهم أن يحاول أن يضع مالديه من امكانيات عقلية ونفسية وبدنية ومالية لكي يتوافق مع شريك حياته وهذه النصيحة تنصب أيضاً على أولياء الأمور أن يتشددوا في البحث عن الإنسان المناسب فإذا وجد هذا الإنسان أن يتساهلوا معه لأن هذا يعطي انطباعاً نفسياً جيداً لدى الشاب أو الشابة عن الأسرة التي سيرتبط بها ويبقى في الأغلب هذا الانطباع الأولي ملازماً معه طيلة حياته حسب القاعدة النفسية التي تقول إن الانطباع الأول هو الانطباع الأخير لذا فانني أتمنى من الجميع أن ينظروا إلى الزواج على أنه علاقة إنسانية تتطلب من جميع المحيطين أن يبذلوا كل ما لديهم لرعاية هذه النبتة الجديدة.
الشهادة سلاح الفتيات
من جانب آخر التقت «الـشرق» الاستشارية النفسية الدكتورة موزة المالكي التي أكدت أنها عالجت الكثير من الفتيات اللاتي تطلقن قبل الدخول عليهن أي في فترة (الملجة) حيث قالت: للأسف الشديد أصبح عدد المطلقات أكثر مما هو متوقع وقد عالجت الكثير من الفتيات اللاتي أصبحن مطلقات قبل الدخول عليهن لان هذا الطلاق أثر على نفسيتهن كثيراً لأنهن يعتبرن أنفسهن في نظر المجتمع أقل من غيرهن وأنه يستحيل أن يرتبط بهن شخص آخر لكن ما أراه اليوم أن هذه النظرة اختفت تماماً من مجتمعاتنا الخليجية والعربية أيضاً وأن كل شيء قسمة ونصيب مشيرة بذلك الى أن السن المناسبة للزواج بالنسبة للفتيات هو فوق الـ(20) وأما الشباب فسن الـ (25) هو السن الطبيعي الذي يبدأ الشاب فيه بالتفكير في الزواج وذلك بعدما ينتهي من تعليمه الجامعي.
وأوضحت الدكتورة موزة المالكي: الفتاة التي تتزوج في سن الـ (16) تعتبر طفلة وغير ناضجة ولا تستطيع تحمل المسؤولية لذا فانني أنصح الفتيات بعدم الزواج إلا بعد اكمال تعليمهن وأخذ الشهادة فالشهادة هي سلاحهن وهي أهم من الزواج في هذا العصر وبها يستطعن اكمال حياتهن نحو الأفضل لأننا بالفعل نجد فتيات في عمر الزهور أصبحن من ضمن المطلقات والسبب في ذلك يرجع إلى عدم التنشئة السليمة التي تجعل هؤلاء الفتيات لم يفكرن جيداً قبل اتخاذ قرار الزواج والأغلب منهن ضحية الأسرة فأتمنى من الأهل غرس حب الدراسة والشهادة في نفوس أبنائهم خصوصاً البنات والتريث في اختيار شريك مناسب لبناتهن كي لا يندم الجميع مستقبلاً.
آخر احصائية بعدد المطلقات
وفي آخر احصائية أصدرها مجلس التخطيط بدولة قطر وأوضحت الدراسة أن عدد المطلقات في قطر واللاتي تتراوح أعمارهن مابين (15-19) إلى 45 مطلقة.