المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الابتعاث : مواصلة لتوصيات لويس التاسع في تغريب المسلمين



كاشف
01-01-2013, 11:04 AM
( إن خبرة الصيادين تعرف أن الفيلة لا يقودها إلى سجن الصياد الماكر إلا فيل عميل أُتقن تدريبه ليتسلل بين القطيع فيألفه القطيع لأن جلده مثل جلدهم ويسمعون له لأن صوته يُشبه صوتهم فيتمكن من التغرير بهم وسوقهم إلى حظيرة الصياد ) .

بهذه الوقاحة يعلنها بكل صراحة المنصِّر زويمر ليحقق خطة لويس التاسع في غزو المسلمين فكريا وكان من هؤلاء : رفاعة الطهطاوي وطه حسين وأحمد خان وخير الدين التونسي وضياء كوك ألب وغيرهم من الأتباع والمتأثرين مثل علي عبد الرزاق وأحمد لطفي السيد وقاسم أمين ولويس عوض و محمد التابعي والقصيبي ونوال السعداوي والقائمة طويلة لا تنتهي جمعهم هدف واحد هو القضاء على الاسلام وتقويضه وأخطر ما في الأمر أنهم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويظهرون حرصهم على الأمة والشعوب والمرأة والحريات إلى آخر شعاراتهم الجوفاء ..

وهم الذين أشار إليهم القس زويمر أيضاً بقوله: ( لقد نشرنا مكامن التبشير المسيحي لدى شخصيات لا تجوز الإشارة إليها )

وهم الكلاب الذين ينبحون ، كما عبّر عنهم أستاذهم ( سارتر ) بقوله: ( شرعت الصفوة الغربية تضع فئة من السكان الأصليين أخذت تصطفي فتياناً مراهقين ، ترسم على جباههم بالحديد الأحمر مبادئ الثقافة الأوروبية وتحشو أفواههم بشعارات رنّانه ثم تردُّهم إلى ديارهم وقد زُيفوا ، إن مثل هؤلاء أكاذيب حية لا يملكون ما يقولون لإخوانهم لأنهم يرجّعون ما يسمعون ، وكنا نحن المستعمرين الأوروبيين نقول لأنفسنا سراً ، دعوهم يعووا فذلك يسري عنهم وإن الكلب الذي ينبح لا يعض ) .

مصر المحروسة:

لم ترحل الحملة الفرنسية عن مصر مكتفية بتقليب الأرض الاجتماعية الإسلامية الهامدة، بل خلّفت وراءها بذوراً ملقَّحة فكرياً يمكن استنباتها في هذه الأرض، ويعد الشيخ حسن العطار (1190ـ1250هـ-1776ـ 1834م) نموذجاً لهذه الشريحة من المتأثرين فكرياً بالحملة، فقد اندمج إلى حـد كبير في علـوم الحملة الفرنسية وكثيراً ما تغزل في أشعاره بأصدقائه منهم، كما إنه نقل عنهم علومهم، وفي الوقت نفسه تولى تعليمهم اللغة العربية، وهو الذي أطلق قولته الشهيرة: "إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها" لذا: يعده العلمانيون المعاصرون "رائداً من رواد النهضة؛ حيث تتلمذ على يديه جيل من الرواد كرفاعة الطهطاوي، ومحمد عياد الطنطاوي".

غير أن هذه البذور ما كانت لتنبت بغير رعاية لها، وهذا ما كان؛ فبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر استطاع الجندي الألباني ـ تاجر الدخان سابقاً ـ محمد علي (1769م ـ 1849م- 1183هـ ـ 1265هـ) الوثوب إلى رأس السلطة في مصر، وبعد أن اطمأن الحاكم الجديد إلى قوته ضرب العلماء بعضهم ببعض، وتخلص من خصومه المماليك (القوى الرجعية !) في مذبحة شهيرة سنة (1226هـ-1811م).

وبعد أن قضى على القوى المناوئة له في الداخل والقوى المهددة له في الخارج تفرد بالحكم وتفرغ (للإصلاح) و(التحديث)، وهما الاسمان اللذان استخدما مطية للعلمنة والتغريب!


فقد شرع محمد علي أيضاً في تنفيذ ما طلبه نابليون من خليفته كليبر ولم يمتد به الأجل لتنفيذه، ولكن محمد علي استطاع تنفيذه بصورة أدق وأخطر مما اقترحه نابليون نفسه، فقد انتقى بعض الشباب المختارين بعناية ثم أرسلهم في بعثات إلى أوروبا وخاصة فرنسا؛ ليكونوا في باريس تحت إشراف أحد أعضاء المعهد العلمي الذي أسسه نابليون في مصر من قبل، ويدعى: جومار.

وعندما فتح محمد علي ودعاة النهضة المدارس والمعاهد وأرسلت البعوث إلى أوروبا بهدف اللحاق بنهضتها.. كان بدهياً أن تُمَد هذه المدارس "بالأساتذة الأوروبيين أو بالمتعلمين في أوروبا، ورغبوا بطبيعة الحال في أن يدرِّبوا أساتذة من عندهم، وبهذا أوسعوا المجال للمؤثرات التي كانوا يرجون تجنبها وزادوا في قوتها، فليس هناك طالب ذكي يقضي ثلاث أو أربع سنين في عاصمة أوروبية مختلطاً بأهلها كل يوم وقارئاً ما يكتبون خيره وشره من غير أن يشرب في نفسه شيئاً أكثر من قشور المدنية الغربية، ثم عاد الطلبة أفراداً وبعوثاً، لا بدراسات فنية بحسب، ولكن بجراثيم الأفكار السياسية، بل بجراثيم العادات الاجتماعية أحياناً، مما كان متضارباً مع تقاليدهم الموروثة، وقد كان الأثر في مجموعه ضعيفاً في الجيل الأول، ولكنه تضاعف في الجيل الثاني، وظل يتضاعف باطراد".

كان من أبرز المتأثرين في هذه البعثات والمؤثرين في غيرهم: الشيخ رفاعـة رافع الطهطاوي الذي ذهب إلى باريس ـ بترشيح من أستاذه الشيخ حسن العطار ـ سنة (1241هـ-1826م) مع بعثة كبرى ليقيم الصلاة في أعضائها، فكان سبَّاقاً إلى قراءة كتب آباء الثورة الفرنسية! كجان روسو ودومونتسكيو وفولتير، كما نهل من كبار المستشرقين الفرنسيين وعاين الحياة الفرنسية (بحلوها ومرها).

وبعد رجوعه إلى مصر أثَّر الطهطاوي في الحركة الفكرية لدى قطاعات كثيرة من مثقفي الشعب المصري، بل نستطيع القول: إن القسم الأكبر من المصريين الذين دخلوا المدارس الحديثة بين عامي (1831م و1880م) (1246هـ ـ 1297هـ) هم من تلاميذ رفاعة المباشرين أو غير المباشرين عن طريق من تخرجوا على يديه، هذا إذا لم نأخذ في حسابنا قراءه خارج هذه الحلقة، ولا شك أنهم كانوا كثيرين.

وإضافة إلى كونه أول الداعين إلى (تحرير المرأة) وإلى استعمال العامية لغة للكتابة والتصنيف، ساهم الطهطاوي في تحبيذ بزوغ وعي وطني مصري بمفهوم تغريبي، فـ "كان هو الأول في تمييز (الوطن) عن (الأمة الإسلامية)... وها هو كل شيء يبدو في صورة جديدة: لقد بدَّد ابن طهطا ظلمات القرون الوسطى التي غمرت الجماعة الإسلامية واستعاد جذوره الفرعونية... ".

وقد ألف كتابه ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) والذي أدعى فيه أن السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعياً للفساد .
وقد دعى إلى إنشاء المسارح والمراقص مدعياً أن ( الرقص على الطريقة الأوروبية ليس من الفسق في شيء بل هو أناقة وفتوة ) .

وفي سنة 1894م أي بعد احتلال الإنجليز لمصر بحوالي (12سنة ) ظهر أول كتاب في مصر أصدره صليبي من أولياء كرومر يُدعى ( مرقص فهمي ) وكتابه هو ( المرأة في الشرق ) دعا فيه صراحة وللمرة الأولى في تاريخ المرأة المسلمة إلى ..
1- القضاء على الحجاب الإسلامي .
2- إباحة اختلاط المرأة المسلمة بالأجانب منها .
3- تقييد الطلاق وإيجاب وقوعه أمام القاضي .
4- منع الزواج بأكثر من واحدة .
5- إباحة الزواج بين المسلمات والأقباط .

وقد أحدث كتابه ضجة عنيفة ، وقد تلاه كتاب ألفه ( الدوق داركير ) باسم (( المصريين )) حمل فيه على نساء مصر وتعدى على الإسلام ، ونال من الحجاب وقرار المرأة المسلمة في البيت ، وهاجم المثقفين المصريين بصفة خاصة لسكوتهم وعدم تمردهم على الأوضاع .

ثم تلاه قاسم أمين بكتابه ( تحرير المرأة ) سنة 1899م ، ودعى إلى ما دعى إليه الصليبي مرقص بحذافيره ، إلا أنه لم يتعرض لزواج المسلمات بالأقباط ، وانصرف جهده إلى ( إن الحجاب بوضعه السائد ليس من الإسلام ، وأن الدعوة إلى السفور ليس فيها خروج على الدين أو مخالفة لقواعده ) .

وقد ركّز في كتابه هذا على النصوص الشرعية وفسرها بهواه . وقد كتب بعض فصول هذا الكتاب محمد عبده وذكر ذلك محمد عمارة عندما عدد إنجازات محمد عبده فقال: ( ومن أبرز أعماله الفكرية في هذه المرحلة .. الفصول التي شارك بها في كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين ) .

قُوبلت هذه الدعوى الباطلة بردود فعل عارمة من دعاة الحق في جميع بلاد المسلمين وكانت هذه الردود على شكل مقالات وكتب والتي جاوزت مائة كتاب في الرد على قاسم أمين ، وكان من أهم الردود ألفه (محمد طلعت حرب ) والذي قال في رده ( إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في الشرق كله لا في مصر وحدها إلا أن يطرأ على المرأة المسلمة التحويل بل الفساد الذي عم الرجال في الشرق )

ثم لم يلبث مؤلف تحرير المرأة حين واجه هذه المعارضة التي أحرجته كثيراً ، إلا أن أسفر عن وجهه الحقيقي وخلع ثوب الحياء وقناع التدين وكشف في صراحة عن أهدافه المُغرضة في كتاب ظهر في العام التالي ، وهو كتاب ( المرأة الجديدة ) وبينما كان في كتابه الأول يحوم حول النصوص الإسلامية ، انقلب في كتابه الثاني فهو يرى ترك حرية النساء للنساء حتى لو أدى الأمر إلى إلغاء نظام الزواج حتى تكون العلاقات بين الرجل والمرأة حرة لا تخضع لنظام ولا يُحددها قانون . والمرأة الجديدة التي يقصدها قاسم أمين هي المرأة الأوروبية التي أراد من المصرية أن تتحول إليها وتتخذها مثلاً أعلى ، قال: ( هذا التحول هو كل ما نقصد ، وغاية ما نسعى إليه أن تصل المرأة المصرية إلى هذا المقام الرفيع وأن تخطو هذه الخطوة على سلم الكمال ، وأن تكون مثلها تحرراً ، فالبنات في سن العشرين يتركن عائلاتهن ويُسافرن من أمريكا إلى أبعد مكان في الأرض وحدهن ، ويقضين الشهور والأعوام متغيبات في السياحة متنقلات من بلد إلى أخرى ، ولم يخطر على بال أحد من أقاربهن أن وحدتهن تعرضهن إلى خطر ما ، وكان من تحررها أن يكون لها أصحاب غير أصحاب الزوج ، والزوج يرى أن زوجته لها أن تميل إلى ما يوافق ذوقها وعقلها وإحساسها وأن تعيش بالطريقة التي تراها مستحسنة في نظرها ) .

ولما قامت الحرب العالمية وكانت الفرصة سانحة لإخفات صوت الإسلاميين ، انتهز أنصار الحركة النسائية الفرصة وأصدروا مجلتهم ( السفور ) .

وبعد موت قاسم قام بحمل الراية من بعده ( حزب الأمة ) برئاسة سعد زغلول وكانت ثورة 1919م هي بداية سعيه لتحرير المرأة فقد شاركت النساء في مظاهرة يوم 20مارس سنة 1919م وكانت بمثابة جواز المرور الذي تجاوزت به المرأة الحائط القديم الذي قبعت خلفه طويلاً وقمن بحرق الحجاب في ميدان رمسيس الذي سمي بعد ذلك بميدان التحرير .

وكان أول نزع علني للحجاب قام به سعد زغلول عند عودته من المنفى فقد دخل على النساء المحجبات في سرادقهن واستقبلته هدى شعراوي بحجابها فمد يده فنـزع الحجاب عن وجهها تبعاً لخطة معينة وهو يضحك فصفقت هدى وصفقت النساء وبهذا الهتك المهين ونزعهن الحجاب ومن ذلك اليوم أسفرت المرأة المصرية استجابة لرجل الوطنية سعد زغلول.

ثم نشر سلامة موسى كتابه: ( اليوم والغد ) وهو مجموعة مقالات نشرت بين عامي 1925م - 1926م دعا فيه إلى ترك الإسلام واللغة العربية صراحة .

وكتب الدكتور طه حسين كتابه ( الشعر الجاهلي ) عام 1926م طعن فيه بصحة بعض القصص التي وردت في القرآن وزعم أن القرآن نتاج بشري، وأشياء أخرى تمس العقيدة في الصميم ، ثم مقالاته وبحوثه وكتبه تباعاً، فيها التشكيك والطعن في الإسلام بكل وسيلة سواء ما كان في غير الإسلاميات مثل: ( مستقبل الثقافة في مصر )، ( وفي الأدب الجاهلي ) و ( حديث الأربعاء )، ونحوها، أو ما كان في إسلامياته ولا تقل خطراً عما قبلها مثل: ( على هامش السيرة ) و ( الفتنة الكبرى )، التي لم تسلم منها العقيدة الإسلامية وقد تجرد فيها من كل شيء حسب مبدئه إلا من الدس والطعن والتشكيك في القيم والأخلاق الإسلامية !

وكتب الشيخ علي عبد الرازق كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) عام 1925م زعم فيه أن الإسلام لا صلة له بالدولة، أنه بريء من التدخل في السياسة والحكم والقضاء.

وكتب الدكتور محمد حسين هيكل كتابه ( حياة محمد - 1935م ) اهتم فيه بالجانب الإنساني، في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك جوانب الوحي والنبوة والغيب وأنكر المعجزات، بدعوى أن العلم الحديث لا يصدقها وعرض السيرة النبوية على نمط الدراسات الغربية المادية.

وكتب الدكتور أحمد أمين موسوعته الإسلامية، في تاريخ الحياة العقلية للأمة الإسلامية في ( فجر الإسلام وضحاه وظهره ) أكد فيه أثر الجانب العقلي في العقيدة الإسلامية، وقد تأثر بالعقلية المادية الغربية في بعض دراساته .

وكتب محمود أبو رية كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ) طعن فيه بالسنة النبوية وحجيتها طعناً مكشوفاً، كما طعن في عدالة بعض الصحابة رضي الله عنهم. وكتب محمد أحمد خلف الله ( رسالة ماجستير ) زعم فيها أن القرآن اشتمل على الخرافات والأساطير، وطبعها في كتاب بعنوان ( الفن القصصي في القرآن ).

كاشف
01-01-2013, 11:08 AM
يقول المؤرخ النصراني "جوانفيل" الذي رافق لويس: إن خلوة لويس في معتقله بالمنصورة أتاحت له فرصة هادئة ليفكر بعمق في السياسة التي كان أجدر بالغرب أن يتبعها إزاء المسلمين، وقد انتهى تفكيره إلى:

- إن النعرة الدينية في الغرب لم تعد كافية لإثارة الحروب ضد الإسلام والتغلب على المسلمين، فالحروب الصليبية أنهكت قوى الغرب البشرية والمالية، ثم إن قوى الصليبين في الشرق أخذت في الاضمحلال والانهيار ومات في قلب الصليبي ذلك الحافز الروحي الذي كان يحفزه على خوض الحروب، ولا مطمع له فيها غير نصرة المسيحية.

- كما أشار لويس إلى موقف مندوب البابا وحرصه الدائم على فوز الكنيسة بأكبر نصيب من غنائم الحروب الصليبية.

- ثم تساءل لويس: هل في وسع المسيحية أن تواصل وحدها الاضطلاع بمحاربة الإسلام؟ وكان جوابه: أنه لم يعد في وسع الكنيسة أو فرنسا وحدها مواجهة الإسلام وإن هذا العبء لا بد أن تقوم به أوروبا كلها لتضييق الخناق على الإسلام، وتقضي عليه فيتم لها التخلص من هذا الحائل الذي يحول دون تملكها لآسيا وأفريقية.

وهنا يضع لويس خيوط المؤامرة الجديدة على الإسلام والتي تقوم على الأسس التالية:

أولا: تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية تستهدف ذات الغرض، لا فرق بين الحملتين إلا من حيث نوع السلاح الذي يستخدم في المعركة.

ثانياً: تجنيد المبشرين الغربيين في معركة سلمية لمحاربة تعاليم الاسلام ووقف انتشاره، ثم القضاء عليه معنوياً واعتبار هؤلاء المبشرين جنودا للغرب.

ثالثاً: العمل على استخدام مسيحيي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب.

رابعاً: العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق الإسلامي يتخذها الغرب نقطة ارتكاز لقواته الحربية ولدعوته السياسية والدينية، وقد اقترح لويس لهذه القاعدة الأماكن الساحلية في لبنان وفلسطين.

يقول المستشرق (هانوتو) وهو مستشار سياسي لوزارة المستعمرات الفرنسية في أواخر القرن التاسع عشر: "لقد تركزت أهداف الحروب الصليبية قديماً في استرداد بيت المقدس من المسلمين البرابرة، ومما يزعج الغرب المسيحي بقاء لواء الإسلام منتشراً على مهد الإنسانية، ولذا يجب أن نعمل على نقل المسلمين إلى الحضارة الأوروبية بقصد رفع الخطر الكامن في الوحدة الإسلامية وأفضل طريق لتثبيت ولاية المستعمر الأوروبي على البلاد الإسلامية هو تشويه الدين الإسلامي، وتصويره في نفوس معتقديه بإبراز الخلافات المذهبية والتناقضات الشعوبية والقومية والجغرافية مع شرح مبادئ الإسلام شرحاً يشوهها وينحرف بها عن قيمها الأصلية، وتمجيد القيم الغربية والنظام السياسي والسلوك الفردي للشعوب الاوروبية"

وكان ما أراد .. حيث جند الغرب جيوشاً من المبشرين والمستشرقين ودعاة التغريب من المفكرين والصحفيين والإعلاميين الذين قاموا بحركة تشويه للإسلام بهدف تشكيك المسلمين فيه.

كما قاموا بإنشاء قاعدة نصرانية لهم في لبنان، ويهودية في فلسطين، بالإضافة إلى ما قاموا به من تمزيق وحدة العالم الإسلامي عن طريق إشاعة النعرات العصبية في العالم الإسلامي.

كاشف
01-01-2013, 11:14 AM
الحملة الفرنسية غرست البذور الفكرية الأولى للعلمانية والتغريب


نشط هذا المخطط مجدداً بدءاً من عام (1082 هـ = 1671م) على يد الملك لويس الرابع عشر بواسطة وزيره الشهير (كولبير) الذي كلف بعض المعتمدين في الشرق بالبحث عن المخطوطات العربية والتي شكلت فيما بعد القاعدة المعلوماتية التي سهلت لنابليون دراسة المجتمع المصري المسلم واخلاقه وطباعه.

ففي أرض مصر إذن بدأ المخطط يدور في رأس لويس التاسع ملك فرنسا، وبعد أكثر من 500 عام، وعلى ثغر الإسكندرية من أرض مصر أيضاً نزل القائد الفرنسي نابليون بونابرت يُنفِّذ الحملة الفرنسية (علمانية العقل صليبية القلب) على العالم الإسلامي سنة (1213هـ-1798م).

لقد كانت حملة نابليون على مصر حدثا خطيرا استهدف الأمة الإسلامية في الوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في أوروبا من تطور في فنون القتال وتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان نابليون يمنّي نفسه باحتلال إستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية كيانها باعتبارها دولة إسلامية كبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية، وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية في الشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم بقوله: "إذا بلغت الآستانة خلعت سلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان الدولة العثمانية، وأسست بدلا منها إمبراطورية تخلد اسمي على توالي الأيام…".

لم تستغرق هذه الحملة عسكرياً أكثر من ثلاث سنوات، ولكنها خلفت وراءها زلزالاً كبيراً كانت أعدت له عدته، وكانت أحوال المسلمين مهيأة له؛ وأهم ملامح هذا الزلزال ما يلي:

أولاً: أنها ابتدئت بالتلبيس بادعاء تحلي نابليون وجنوده بحُلَّة الإسلام والمبادئ والأهداف السامية، فسياسة نابليون كانت قائمة على (ترويض) الدين لا مقاومته، وهذه السياسة ذات أبعاد خطيرة، وسيكون لها أثرها الذي لا يستهان به في آلية إدخال العلمانية والتغريب إلى العالم الإسلامي.

ثانياً: بدء تنحية الشريعة وإحلال بعض التنظيمات والدواوين (مجالس الشورى) مكانها، وقد أسندوا معظم الدواوين إلى أناس غير علماء بالشريعة، بل إن بعضها كان يرأسه نصارى؛ فمن ذلك ما يحكيه الجبرتي: "شرعوا في ترتيب ديوان آخر وسمَّوْه محكمة القضايا، وكتبوا في شأن ذلك طوماراً {أي: وثيقة} وشرطوا فيه شروطاً ورتبوا فيه ستة أنفار من النصارى القبط، وستة أنفار من تجار (!) المسلمين، وجعلوا قاضيه الكبير ملطي القبطي... وفوضوا إليهم القضايا في أمور التجار والعامة والمواريث والدعاوى، وجعلوا لذلك الديوان قواعد وأركاناً من البدع السيئة..."، بل وصل الأمر إلى حد مناقشة النصارى الأقباط والفرنج للمشايخ في مدى صلاحية أحكام شرعية منصوص عليها في القرآن ومقارنتها بقوانينهم.

ثالثاً: التوجه إلى تهميش القوى الإسلامية المناهضة للتبعية للغرب وتنحيتها، الذي تطور بعد ذلك إلى محاربة تلك القوى، كما وضح التوجه إلى تدجين بعض المشايخ واستمالة أصحاب النفوذ والتأثير بشد وثاق متين بينهم وبين الغرب وإدخالهم في نطاق التبعية لفرنسا، ومن الحوادث ذات الدلالة على ذلك: محاولة نابليون تقليد شيخ الأزهر ـ باعتباره رئيساً للديوان ـ وشاحاً يحمل ألوان علم فرنسا ورَفْض شيخ الأزهر لذلك.

رابعاً: كما أشاعوا الفجور والتحلل الأخلاقي بواسطة نسائهم وبغاياهم، وشجعوا الفسقة وضعاف النفوس من المسلمين على الخوض فيه والتبجح به، وكان واضحاً حرصهم على إخراج المرأة المسلمة من إطارها المعتاد.

خامساً: تدشين عهد النبش في الحضارات القديمة السابقة على الإسلام، وإثارة النعرات الوطنية وروح الفخر بهذا الماضي الوثني، مع عد المسلمين ضمن الغزاة لمصر.

سادساً: ظهور الحملة الفرنسية بمظهر الدولة الحديثة من تنظيمات إدارية وعسكرية وعمران مدني، بل بمظهر الحرص على الرحمة والعدل بين الناس في بعض الأحيان، تلك المظاهر التي بَعُد عهد المسلمين بها في عهود تخلفهم وانحطاطهم، ففوجئوا بها تأتيهم على يد (الكفار).

سابعاً: وفي مقابل ذلك: وضح استعراض الحملة لقوتها العسكرية وقدرتها العلمية؛ وذلك من خلال مظاهر البطش والتنكيل وإحراق القرى والبيوت وإذلال المسلمين الذي كان أبرز أحداثه اقتحامهم الأزهر بخيولهم وسكرهم وتغوُّطهم فيه، كما كانوا يتعمدون إظهار الفارق العلمي بينهم وبين المسلمين، وذلك بإجراء بعض التجارب الكيميائية والفيزيائية التي كان المسلمون يومها يحارون في تفسيرها.

ثامناً: حاول نابليون إيجاد قاعدة دعائية له ولمبادئه العلمانية التغريبية بإرسال (بعثات) إجبارية لبعض الأشخاص؛ ليشكلوا بعد عودتهم تياراً يدعو إلى التغريب ويغير من تقاليد البلاد وعاداتها، كما عمل على غزو المسلمين اجتماعياً باستخدام (الفن) والتمثيل، وقد ذكر ذلك صراحة في رسالة بعث بها بعد رحيله من مصر إلى خليفته كليبر، يقول في ختامها: "ستظهر السفن الحربية الفرنسية بلا ريب هذا الشتاء أمام الإسكندرية أو البرلُّس أو دمياط، يجب أن تبني برجاً في البرلس. اجتهد في جمع (500) أو (600) شخص من المماليك، حتى متى لاحت السفن الفرنسية تقبض عليهم في القاهرة أو الأرياف وتسفِّرهم إلى فرنسا، وإذا لم تجد عدداً كافياً من المماليك فاستعض عنهم برهائن من العرب أو مشايخ البلدان، فإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجزون مدة سنة أو سنتين، يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة (الفرنسية) ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا، ولـمَّا يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب يضم إليه غيرهم"

ويقول: "كنتَ قد طلبتَ مراراً جوقة تمثيلية، وسأهتم اهتماماً خاصاً بإرسالها لك؛ لأنها ضرورية للجيش، وللبدء في تغيير تقاليد البلاد!"

قلَّبت الحملة الفرنسية الأرض الهامدة وأثارتها حتى تهيأت لغرس البذور الفكرية الأولى للعلمانية والتغريب، وقد تولى من جاء بعد الحملة مهمة غرس هذه البذور

وهنا يكشف الشيخ محمود محمد شاكر الزيف الذي ضلل العقل العربي والإسلامي، وغرس في الأجيال الناشئة الاعتقاد بأن النهضة بدأت باجتياح الغزو الصليبي لهذه الديار، وبيّن أنها لم توقظ المسلمين كما يدعون، وإنما كانت لتدمير اليقظة التي بدأت في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين، وهو يقابل نهاية القرن السابع عشر إلى نهاية الثامن عشر، وفي هذين القرنين ظهر خمسة من الأعلام، أسماهم الشيخ صناديد النهضة الإسلامية هم:

(1 عبد القادر البغدادي ، صاحب الخزانة المتوفى 1093هـ 1683م.

(2 الجبرتي الكبير، المتوفى 1118هـ 1774م.

(3 الشيخ محمد بن عبدالوهاب، المتوفى 1206هـ 1792م.

(4 المرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس المتوفى 1205هـ 1790م.

(5 الشوكاني، المتوفى 1250هـ 184م.

ومن يدرس تاريخ هؤلاء الرجال وما أحدثوه من يقظة يتأكد أن الزحف العسكري الصليبي من هذا التاريخ حملة نابليون على مصر كانت سنة 1798م إنما كانت لتدمير هذه اليقظة، وأن المسافة بيننا وبينهم في هذا الزمن قريبة يمكن أن تدرك بقليلٍ من الجد.

وهذا المعنى أكده الشيخ محمود شاكر تأكيداً قاطعاً بما رواه من أحداث ثورة القاهرة الكبرى على الوجود الفرنسي، وكان ذلك في 10 جمادى الأولى 1213هـ 21 من أكتوبر 1798م، أي بعد ثلاثة أشهر من تدنيس نابليون أرض مصر، فارتكب في قمع هذه الثورة من القسوة والتدمير، وذبح الرجال والنساء، وسفح الدماء الغزيرة ما ارتكب، ونذر أن يذبح عند شروق كل شمس خمسة أو ستة تقطع رؤوسهم ويُطاف بها في أنحاء القاهرة.. ويقول الشيخ: لاشك عندي أن هؤلاء الخمسة أو الستة هم من طلاب العلم في الأزهر، ومن المحرضين على مقاومة هذا الغازي المنتهك لحُرمة ديار الإسلام، وأن الاستشراق هو الذي كان يقدمهم لهذا الجزار، وأنه كان يتخيرهم له، لأنه كان على معرفة سابقة بهم، وأنهم كانوا من الطلبة النابهين من ورثة الجبرتي الكبير، والزبيدي، أي أنهم كانوا من طلائع اليقظة التي جاءت الحملة الفرنسية قبل كل شيء لوأدها في مهدها، ومما لا يُنسى أن الفرنسيين قاموا بقتل ثلث مليون مصري في وقت كانت تعداد مصر لا يتجاوز مليونين و460 ألف نسمة، وهدموا الكثير من القرى التي ثارت ضد جيش الاحتلال، والعديد من أحياء المدن،

إن النهضة ووسائلها لم تكن في حسبان الغازين ..

فالمطبعة التي أحضرها نابليون من إيطاليا كانت لطبع بيانات التضليل للشعب المصري، تلك التي زعم فيها أنه مسلم أكثر من المماليك، وأنه نصير لخليفة المسلمين، ثم خرجت هذه المطبعة من مصر بخروج الحملة الفرنسية، ومما لا يُنسى أيضاً أن نهاية كليبر خليفة نابليون كانت على يد شاب أزهري هو "سليمان الحلبي" القادم من بلاد الشام.

كاشف
01-01-2013, 11:22 AM
من الوسائل العملية للغزو الفكري التي انتهجها الأعداء لتنفيذ خطة لويس في كسر شوكة المسلمين وتقويض سلطانهم وسلخهم من هويتهم الاسلامية :

التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبْغ حياة الأمم بعامة، والمسلمين بخاصة، بالأسلوب الغربي، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية والذي يندرج تحته:

التبشير: الدعوة إلى النصرانية ومحاولة دفع الناس للدخول فيها بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة. ومن دعاتهم روجر بيكون وريموند لول.

الاستشراق: حركة دراسة العلوم والآداب والحضارة والثقافة الاسلامية بهدف معرفة عقلية المسلمين وتوجهاتهم وأسباب تفوقهم لضرب هذه القوة والاستفادة من علوم المسلمين والتمهيد للاستعمار النصراني الغربي لها.

الابتعاث: هو بعث الطلبة النابهين المميزين للدراسة في الجامعات الغربية لاهداف ظاهرية هي التعليم والتثقيف والحصول على الشهادات العليا في تخصصاتهم ولكن الأهداف الحقيقية كانت هي تشكيك هذا الشباب في دينه وعقيدته مع محاولة جذبه إلى الثقافة الغربية ( ومن رجالاتهم المسيو رفاعة الطهطاوي وطه حسين في مصر وأحمد خان في الهند وضياء كوك ألب في تركيا وخير الدين التونسي في تونس وغيرهم ).

إنشاء النوادي والجمعيات المشبوهة: (المحافل الماسونية واليهودية كالروتارى والليونز والبنى بريث والمائدة المستديرة وغيرها .. ).

تغيير مناهج التعليم: وقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد.

إنشاء المدارس والجامعات الخاصة والمدارس التبشيرية (مثل الجامعة التنصيرية السورية والتي أصبحت فيما بعد الجامعة الامريكية وغيرها ..).

الدعوة إلى الوطنية (مصر للمصريين وفلسطين فلسطينية و.. فلا عروبة ولا اسلام ..)

إحياء القوميات والعرقيات (العربية والطورانية والفارسية والبربرية والهندية و ..)

الدعوة إلى بعث الحضارات القديمة وربط المسلمين بها (الفرعونية والكنعانية والفينيقية والبابلية وغيرها ..)

نشر المذاهب الهدامة والترويج لها (الفرويدية والماركسية والعلمانية والداروينية واللبيرالية والفلسفة البرجماتية النفعية والوجودية والوضعية المنطقية وغيرها ..)

السعي الحثيث لهدم الخلافة الاسلامية وقد تم لهم ذلك في عام 1924 على يد مصطفى كمال أتاتورك ..

محاربة اللغة العربية وتنحيتها بشتى الوسائل على النطاقين الرسمي والشعبي والتشجيع على استعمال العامية واللهجات المحلية وإفشاء العجمة في ألسنة المثقفين فضلاً عن العوام والتباهي بها!.

الدعوة إلى وحدة الأديان .. واختراع دين للانسانية جمعاء!! تذوب فيه هويتنا وحضارتنا في مستنقعات الباطل فلن يضيرهم التنازل عن شئ فليس عندهم ما يخسروه حقاً!

كاشف
01-01-2013, 11:37 AM
مأساة فتاة مبتعثة


نبذة مختصرة: (من الرسائل التي تصل إلى جوال الشيخ د.محمد العريفي أو بريده الإلكتروني)
[وصلت إلى جوال الشيخ يوم السبت 18/6/1432هـ]

الإخوة والأخوات .. هذه الرسالة جاءتني البارحة على جوالي فنشرتها مختصرة ثم أرسلتها الأخت مفصلة
وقد طلبت من الأخت أن تشارك في ضع بصمتك باتصال هاتفي فاعتذرت ..
وأرسلتها بالتفصيل كالتالي :


شيخي العريفي أنت طلبت إني أرسلك قصتي بالتفصيل في ايميلك لكن.. يا شيخ العريفي آسفه ما أقدر بالايميل لانه ضوء الشاشه يضرني..
لكن أنا أبكتب لك الرساله مرة ثانية وأعطيك تفصيل ما كان يحصل لي بعد..
يا شيخ أنا البارحة تابعت برنامجك (ضع بصمتك في الأمراض الجنسية)
أولا.. يا شيخ جزاك الله خير على طرحك لموضوع الامراض الجنسيه والأهم إنك ما جرحت مشاعرنا بصور مخيفة والأهم أنك كنت رفيقا رحيما بمرضى الإيدز..
ما أطول عليك..
قصتي ياشيخ تجمع بين الحلقين مخدرات وأمراض جنسيه..
يا شيخ..
أنا عمري الآن 21 سنه بنت ناس وأبوي إمام مسجد..
لما تخرجت من الثانوي وعمري 17سنة سافرت مع أخوي اللي أكبر مني بسنة مبتعثين ندرس في دولة أجنبيه..
أول سنه من الدراسه كانت الأمور فيها طبيعيه نروح الجامعه ندرس بعدها نرجع السكن ونذاكر مع بعض لكن بعد هاذي السنه أخوي تعرف على شله فاسده..
أول شي علموه على الخمر بعدها سجاير حشيش بعدها حبوب..
أنا هددته إني أبلغ الوالد..
ترجاني إني ما علمه ووعدني إنه يبطل هالخرابيط..
لكنه استمر..
وفي يوم حط لي حبه في وسط العصير..
كنت كل يوم أبكي وأطلب منه يحضر لي من هذا العصير وكنت أدعي في نفسي إنه ما يكون العصير هذا مخدر..
وبعدها رحت في نفس الطريق وصرت زيه أتعاطى وأهملنا دراستنا وصرنا مثل البهايم خمر ومخدرات ونوم..
تنقلنا من حبوب وسجاير حشيش وشراب للابر وكانت غاليه ما كنا نعرف المروج كان يجيبها لنا واحد كويتي يدرس معانا بالجامعه..
ما أبغا أطول عليك ياشيخ..

لمتابعة كامل القصة على الرابط التالي:
http://www.arefe.com/ArticlesView.aspx?ArticleId=3087

كاشف
01-01-2013, 12:02 PM
سفر المرأة للتعلم بلا محرم.. رؤية شرعية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسفر المرأة بلا محرم محرم، ولو كان للتعلم، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله، ولا قول لأحد مع قوله، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس فقال: لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ. رواه البخاري ومسلم .

وهذا الحديث يرد على شبهات كثيرة حول هذا الموضوع، فامرأة الرجل خرجت للحج، والرجل سجل نفسه للجهاد، ومع هذا لم يرخص الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة مع حسن نيتها ولا للرجل مع تسجيل اسمه في الجهاد أن يكون السفر بلا محرم، ولم يقل له هل هي مع رفقة مأمونة أو طريقها آمن ...إلى آخر الشبهات التي تقال في مثل هذه الأحوال، بل قال له: انْطَلِقْ، والكلمة معبرة عن خطورة الموقف وأهميته، وقد بينا هذا بوضوح في فتاوى كثيرة وبينا مخاطر السفر بلا محرم فيها، ومنها الفتاوى اللآتية أرقامها: 96238،30391،9017.

ولا حرج على من أرادت التعلم أن تتعلم ما يناسب طبيعة المرأة مع التزامها بالضوابط الشرعية.

فالأمر بالمحرم في السفر لا يعني الدعوة لترك التعليم، ولماذا نلتزم بشروط وقوانين الدنيا ولا نلتزم بتعاليم وحدود ديننا ونعتبرها عائقا أمام تقدمنا؟!

ثم إن الجميع يعلم أن هذا الزمان توفرت فيه من الفتن والمثيرات والمفسدين والمفسدات ما لم يتوفر مثله في الأزمنة السابقة، وقد أجمع أهل العلم على تحريم سفر المرأة بدون محرم إذا خيفت الفتنة، ولاشك أن خوف الفتنة متحقق في هذا الزمان أكثر من غيره، وإذا كان العلماء اختلفوا في جواز سفر المرأة مع الرفقة المأمونة لأداء فريضة الحج فلا شك أن سفرها بدون محرم للدراسة ممنوع شرعاً، ثم إن الشارع لم يعلل اشتراط المحرم بعدم أمن الطريق، بل علق ذلك بالسفر، فمتى وجد السفر للمرأة لزمها وجود محرم ليحل سفرها.

وننبه على مسألة مهمة يغفلها كثير ممن يتكلمون في مسألة المحرم في وقتنا هذا ألا وهي أن تحريم سفر المرأة من غير مَحرم مَحلّ إجماع بين العلماء في الحالة المسؤول عنها في السؤال وفي حالات كثيرة مما يترخص فيه البعض بلا علم في هذا الزمان، وقد نقل هذا الإجماع عدد من العلماء منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله حيث قال في فتح الباري : واستُدِلّ به على عدم جواز السفر للمرأة بلا محرم، وهو إجماع في غير الحج والعمرة والخروج من دار الشرك، ومنهم من جَعَلَ ذلك من شرائط الحج. انتهـى .

ونقل النووي عن القاضي عياض قوله: واتفق العلماء على أنه ليس لها أن تخرج في غير الحج والعمرة إلا مع ذي محرم، إلا الهجرة من دار الحرب فاتفقوا على أن عليها أن تهاجر منها إلى دار الإسلام، وإن لم يكن معها محرم. انتهى من شرح النووي على صحيح مسلم .

فلم يختلف العلماء إلا في صور واجبة محدودة، أما السفر المباح أو المستحب أو المكروه فلا خلاف في اشتراط المحرم له، وفي الموسوعة الفقهية : ذهب الفقهاء إلى أنه ليس للمرأة أن تسافر لغير الفرض كحج التطوع، والزيارة، والتجارة، والسياحة وطلب العلم، ونحو هذا من الأسفار التي ليست واجبة إلا مع زوج أو محرم. انتهى.

ولاشك أن سفر المرأة للتعليم ليس بواجب عليها، وقد سبق تفصيل الكلام على سفر المرأة وضوابطه وأقوال العلماء في اشتراط المحرم، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3096 ،3859، 6219، 66905 .

والله أعلم.
http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=121004

رايق البال x
01-01-2013, 12:13 PM
والله الحملات هذي موجودة عندنا والدليل اسلوب التعليم والمناهج فيها العبر
الله يهدي المسؤولين ويراعون الله في اجيال المستقبل وعدم التطلع لدراسة ما يدرسه الغرب فرسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام قاد العالم وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكن اتباعة لشريعة الله هي من رفعته ...

الركادة
01-01-2013, 12:25 PM
مشكور عالموضوع

واشكرك اكثر علرابط

لمتابعة كامل القصة على الرابط التالي:
http://www.arefe.com/ArticlesView.aspx?ArticleId=3087


لا حول ولا قوة الا بالله

كازانوفا
01-01-2013, 12:57 PM
موضوع يستحق القراءة والتمعن فيه
لان الحريه التى تطالب فيه النساء لها مردود غير طيب

عافانا الله واياكم

شاكر لك

كاشف
01-01-2013, 01:23 PM
والله الحملات هذي موجودة عندنا والدليل اسلوب التعليم والمناهج فيها العبر
الله يهدي المسؤولين ويراعون الله في اجيال المستقبل وعدم التطلع لدراسة ما يدرسه الغرب فرسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام قاد العالم وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكن اتباعة لشريعة الله هي من رفعته ...


جزاك الله خير ورفع قدرك في الدارين

كاشف
01-01-2013, 01:44 PM
مشكور عالموضوع

واشكرك اكثر علرابط

لمتابعة كامل القصة على الرابط التالي:
http://www.arefe.com/articlesview.aspx?articleid=3087


لا حول ولا قوة الا بالله


لا شكر على واجب وماخفي كان اعظم ولكن توصيات راند ومخرجاتها لموظفيها هي الاستماتة في الدفاع عن الباطل وإخراجه بطريقة شرعية تحت بند طلب العلم تارة والضرورة تارة اخرى متغاضين عن ان حفظ العرض فرض عين وطلب العلم فرض كفاية ولا يجوز باي حال من الاحوال الغاء فرض عين لحساب فرض كفاية ويصدرون لنا إسلاما أمريكانيا جديدا ما انزل الله به من سلطان

كاشف
01-01-2013, 08:53 PM
موضوع يستحق القراءة والتمعن فيه
لان الحريه التى تطالب فيه النساء لها مردود غير طيب

عافانا الله واياكم

شاكر لك


لا شكر على واجب

(محمد)
01-01-2013, 09:05 PM
يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:
إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم.




(أليس الابتعاث أداة أساسية لتنفيذ ما يرمون اليه؟)




جزاك الله خيرا وبارك فيك

كاشف
02-01-2013, 12:18 PM
يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر:
إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم.




(أليس الابتعاث أداة أساسية لتنفيذ ما يرمون اليه؟)




جزاك الله خيرا وبارك فيك

جزاك الله خير رحل الحاكم العسكري وجاء ليمسك مكانه السفير

كاشف
03-01-2013, 12:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

نظرًا لفتح باب " الابتعاث " إلى الخارج - من جديد - ؛ فقد أحببتُ أن أشير إلى شيئ مما قاله الباحثون الذين تأملوا جميع جوانبه - ذاكرين إيجابياته وسلبياته وضوابطه - ؛ لعله - وقد جاء عن اطلاع وخبرة - يكون نافعًا لأهل هذه البلاد - وغيرها من بلاد المسلمين - ، رعاة ورعية ، وذلك بأخذ النافع منه عند الحاجة ، وتجنب أضراره . وقد ذكر الشيخ الصباغ - كما سيأتي إن شاء الله - ضوابط ذلك ، ويُضاف لها : عدم اقتصار الابتعاث على دول الغرب - لا سيما أمريكا - ، بل التنويع شرقًا وغربًا - عند الحاجة كما سبق - ، واستعمال الذكاء والحكمة في الوصول للهدف ، دون الوقوع في المصيدة ! - واللبيب يفهم - ، والله الهادي والموفق .


1- : الابتعاث إلى الخارج وقضايا الانتماء والاغتراب الحضاري
كتاب للدكتور إبراهيم القعيّد


جاء فيه ( ص 30 - 31 ) : ( قام د. عبدالله البنيان بدراسة الجانب الثقافي من الرحلة العلمية للطلبة السعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقته بتغير اتجاهاتهم وميولهم النفسية والفكرية، وقد استهدفت دراسة البنيان كل الطلبة السعوديين في وقت من الأوقات، وبالتحديد في عام 1972م، حيث أرسل الباحث استبيانا لكل طالب سعودي عن طريق الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا، وقد استجاب للاستبيان 117 (17%) طالب من أصل 700 طالب سعودي يتلقون تعليمهم في الجامعات الأمريكية في ذلك الوقت، وإليك أهم نتائج هذه الدراسة:

1- تبين أن لطول الفترة التي قضاها الطلبة السعوديين في البيئة الأمريكية علاقة قوية بتغير اتجاهاتهم النفسية والفكرية، وقد اتضح هذا التغيير فيما يتعلق بالوضع التقليدي للمرأة في المجتمع السعودي، حيث أدت الفترة الزمنية الطويلة التي قضاها الطلبة في أمريكا إلى تطور ما أسماه الباحث ببعض الاتجاهات نحو تحرير المرأة، وهذا يعني رفض القيم التقليدية والعادات المتعلقة بنظام الحجاب ورفض الحدود المفروضة على اختلاط الرجل بالمرأة في التعليم والوظيفة.

2- تبين أن الطلبة الذين أمضوا في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من سنتين عبروا عن عدم موافقتهم على القيم التقليدية التي تحكم العلاقات العائلية في بلادهم أكثر مما عبر عنه الطلبة الذين أمضوا أقل من سنتين وهذا يعني "أن القيم التقليدية التي تحكم العلاقات العائلية في المملكة تميل إلى فقدان أهميتها عند الطلبة مما يفسح المجال لظهور القيم الأمريكية مع طول فترة الحياة في أمريكا".

وتتفق كل من نتائج دراسات د. إبراهيم عبدالله ناصر ود. إبراهيم العبيدي حول مشاكل تكيف الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة الأمريكية مع ما توصل إليه د. عبدالله البنيان من أن بقاء الطالب السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية فترة طويلة من الزمن يجعله أكثر عرضة للتأثر الاجتماعي من قبل المجتمع الأمريكي.

وتفيد النتائج المأخوذة من الدراسات سالفة الذكر، دراسات افرنورمبل، وغدير الغدير، وعبدالله البنيان، وعبدالله ناصر، وإبراهيم العبيدي أن هناك تأثيراً للفترة الزمنية التي يقضيها الطالب في بلد الدراسة على شخصيته، فيؤدي طول هذه الفترة إلى التخفيف التدريجي للمشاكل الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها الطالب منذ بداية قدومه، ويؤدي إلى تحسن عمليات التكيف، وهذا يعني الألفة لأسلوب الحياة الجديدة والتعود على الممارسات الاجتماعية وعدم استغراب المسلمات الثقافية لهذه الثقافة الجديدة، كما قد تؤدي هذه الفترة الزمنية التي يقضيها الطالب في بلد الدراسة إلى تحولات في الاتجاهات والميول النفسية والفكرية ) .

وقال في نتائج دراسته ( ص 75 - 87 ) :

( 1-إن حياة الطالب المسلم في بلاد الغرب لأهداف الدراسة، لا يجب أن يُنظر إليها من وجهة نظر الانتقال من مجتمع إلى مجتمع، أو دولة إلى دولة، أو كونها رحلة لطلب العلم فقط، بل يجب أن ينظر إلى هذه الحياة بطريقة أشمل وأعم، على اعتبار أنها اتصال حضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وتبعاً لذلك، يجب ألا يغيب عن الأذهان المكانة السياسية والاقتصادية والعلمية المعاصرة لكل من الحضارتين ، والمبررات التي دعت إلى الابتعاث للخارج، وهذا يعني بالضرورة، أن كفة ميزان المعادلة الحضارية ترجح لصالح الحضارة الغربية، التي يذهب إليها أبناء المسلمين لإكمال دراستهم الأكاديمية والمهنية، وهذا يعني أيضاً، أن الطالب الذي يذهب إلى هناك يكون في موقف المتلقي والمتعلم، وقد تتدعم لديه افتراضات تعتبرها الحضارة الغربية من المسلمات لديها، وهي مسلمات مفادها بأن الحضارة الغربية ومنجزاتها في ميادين العلم والفن والأدب والحياة الاجتماعية وما نتج عن ذلك من مظاهر في الفكر والسلوك والأنماط الثقافية الأخرى، تمثل بمجملها أفضل إنجاز للعقل البشري، ومن ثم فهي تعكس التحضر والتقدم وتتربع على قمة الحضارة الإنسانية، وتبعاً لذلك فالحضارة الغربية هي المثال الذي يجب أن يحتذى والمعيار الذي في الإمكان اتخاذه للحكم على الثقافات والحضارات الأخرى.

وإذا كانت هذه الفرضية الداعية إلى تمجيد الحضارة الغربية واتخاذها نموذجاً في التقدم والتنمية تتمتع بالدعم والنماء والانتشار في بلاد المسلمين وتجد لها الدعاة والمساحات الكبيرة في ميادين الفكر والحياة الاجتماعية فإن الابتعاث للخارج قد يكون رافداً مؤثراً من روافد هذا الاتجاه إذا لم تتخذ الضمانات الملائمة لترشيده ) .

أما توصيات الدكتور القعيّد فقد لخصها في التالي :

( أولا : إن أهم قضية في هذا المجال هي الإجابة على السؤال التالي: كيف يستطيع الطالب المسلم الحياة والدراسة في بلاد الغرب مع تجنب الآثار السلبية الناتجة عن ذلك؟

والإجابة على هذا السؤال تجعلنا أمام قضية جوهرية، وهي أن الطالب المسلم الدارس في بلاد الغرب فرد ينتمي إلى عقيدة تختلف بمصادرها وأسسها وقيمها ومظاهر سلوكها الاجتماعي عن الحضارة الغربية، ولكي يتجنب الآثار السلبية الناتجة عن الحياة في بلاد الغرب، عليه أن يلتزم بإسلامه، ويعتز بانتمائه الحضاري، ويبحث عن السبل التي تكفل له هذا الالتزام، وتدعم في شخصيته الانتماء المذكور.

ولا شك أن الطلبة المسلمين يختلفون في الاستجابة لضغوط الحياة في الثقافة الأمريكية ويتأثرون بها بطرق مختلفة، ولكن العنصر الأساس في هذه المعادلة هو مستوى التحصين العقائدي والفكري لدى الطالب المسلم، فكلما ارتفع هذا المستوى من التحصين، كلما كان التأثير إيجابياً وموجهاً نحو الوجهة السليمة، وكلما قل هذا المستوى من التحصين، كلما كان التأثر سلبياً ونحو الوجهة الخاطئة، بمعنى أن الطالب المسلم الذي يفد إلى الغرب للدراسة وهو مزود بالتحصين المناسب أو توفرت له الفرصة للحصول على هذا التحصين في بلاد الغربة يستفيد أكثر من غيره من هذه التجربة الحضارية بأبعادها العلمية والإنسانية.

فمن ناحية علمية، تكون حوافزه للتعلم أقوى، وإنجازه أفضل، لشعوره بالمسئولية تجاه وطنه وأمته الإسلامية، ومن ناحية إنسانية، يتعامل تعاملاً مباشراً مع الحضارة الغربية، ويتعرف عن كثب على مشكلاتها وانحرافاتها، ويستفيد من بعض جوانبها الإيجابية التي وفرت التميز والريادة للمجتمعات الغربية، ومن أجل ذلك، نستطيع القول بأن مثل هذا الطالب قد استثمر هذه التجربة الحضارية " الدراسة والحياة في الغرب " استثماراً علمياً واعياً على مستوى شخصه ومستوى الأمة التي ينتمي إليها.

وعلى النقيض من ذلك، الطالب الذي لا يتوفر لديه التحصين العقائدي والفكري المناسب، أو كان متوفراً لديه ولكنه لم يستطع المحافظة عليه في فترة الاغتراب تحت تأثير الاحتكاك المباشر مع المجتمع الغربي، أو لأي سبب من الأسباب، فإن مثل هذا الطالب تسيطر على عقليته مظاهر الانبهار والتقليد والتأثر سلباً بفكر وسلوك المجتمع الغربي، وعند الرجوع إلى أرض الوطن يكون مثل هذا الطالب سفيراً لتوجهات فكرية وسلوكية تنتمي إلى حضارة أجنبية، الأمر الذي يدعم توجهات التبعية والاتكالية الحضارية ويطيل أمد الضياع والتخبط في متاهات الاغتراب الحضاري.

ثانياً: يجب أن تتحمل المؤسسات والأجهزة الحكومية المسئولة عن الابتعاث في الدول الإسلامية مسئولية كبيرة في دراسة الابتعاث للخارج وآثاره الفكرية والسلوكية، والنظر إليه على اعتبار أنه اتصال حضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وليس فقط رحلة لطلب العلم، ومن ثم وضع العامل الحضاري في الاعتبار عند وضع خطط الابتعاث واختيار التخصصات واختيار المبتعثين، وعند ابتعاث الطالب للخارج يجب الاهتمام اهتماماً مستمراً بمتابعته وتوفير الحلول لمشكلاته في بلاد الغربة، ومن جوانب هذا الاهتمام، اختيار الجامعة المناسبة والمشهورة بمستواها العلمي الرفيع، وتشجيع الطالب على الدراسة في الجامعات التي تضم أعداداً من الطلبة العرب والمسلمين، بحيث يرتبط اغترابه الحضاري مع وجود من يشترك معه في القيم، وبحيث لا يواجه ضغوط الحضارة الغربية معزولاً بمفرده، ومن جوانب هذا الاهتمام أيضاً، تدعيم انتماء المبتعث لدينه وأمته وذلك عن طريق تشجيع الأنشطة التي تخدم هذا الغرض في بلاد الغربة من محاضرات وندوات ومخيمات ومؤتمرات.

ثالثاً: يجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية العليا في الدول الإسلامية أن تسهم إسهاماً فعالاً في ترشيد الابتعاث خارج البلاد الإسلامية، وجعله في أضيق الحدود، بل والعمل تدريجياً على إلغاء مبرراته، ولا شك أن هناك أساليب كثيرة لتحقيق هذه الأهداف، منها على سبيل المثال : توفير التخصصات اللازمة ودعم البحث العلمي وتوثيق العلاقات الأكاديمية والعلمية وتنشيطها بين جامعات الدول الإسلامية وتسهيل الابتعاث والفرص التعليمية بين الجامعات المعنية.

رابعاً: طالما أن الابتعاث للخارج لا يزال يجد بعض المبررات فإن على الجامعات على وجه الخصوص مسئولية عمل دورات وبرامج توجيهيه للمبتعثين للخارج، يتم فيها تعريف المبتعث على الأنظمة والتقاليد الجامعية والثقافية الغربية وأنماط السلوك التي قد يواجهها، ويتم عن طريق هذه البرامج تحصين الطلبة فكرياً وجعل البديل الحضاري الإسلامي واضح أمام الجميع، وقد خطت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض خطوات مباركة في هذا السبيل، ونظمت برنامجاً توجيهياً منذ عدة سنوات ينضم إليه كل مبتعث من المملكة العربية السعودية، ويعتبر برنامجاً رائداً في مجاله.

خامساً: يوصي الطالب المبتعث، على اعتبار أنه المسئول أولاً وأخيراً عن أسلوب التكيف الذي يختاره لنفسه ويعيش به في بلاد الغربة، أن يحاول ما استطاع فهم الأبعاد النفسية والثقافية للابتعاث للخارج، ويتعرف على مدى أهمية مثل هذه الأبعاد في صياغة أنماط فكرية وسلوكية في شخصيته، وأثر ذلك عليه شخصياً وعلى الأمة التي ينتمي إليها، وفي ضوء هذه الرؤية، عليه أن يتعامل مع البيئة الثقافية الاجتماعية الجديدة بطريقة تضمن له الاحتفاظ بتميزه الفكري والسلوكي الإسلامي وفي الوقت نفسه تمكنه من معرفة أصول ومظاهر الثقافة الغربية بأفكارها ومسلماتها واتجاهاتها، وهذا ما أشرنا إليه في دراستنا بالتكيف الراشد والذي يعتبر الموقف الفكري والسلوكي الوسطي في المعادلة الحضارية بين الاندماج والرفض.

سادساً: يوصي المبتعث بألا يخلد –بفعل العادة والألفة- إلى الاستسلام للأفكار والمسلمات والاتجاهات الغربية في الفكر والسلوك، بل يكون دائم التقويم لها وتطوير الحس المقارن بينها وبين الإسلام، بحيث لا تسيطر عليه مظاهر الانبهار والإعجاب بها.

سابعاً: يوصي المبتعث ببذل الجهود في السنة الأولى من الابتعاث في تعلم اللغة، بسبب ما تفرضه مرحلتا الصدمة الثقافية والتكيف الجزئي من ضغوط للتعلم اللغوي، والتي يكون الطالب فيها –عادة- مهيأ نفسياً لاكتساب المهارات اللغوية، وخاصة مهارة الحديث، وذلك لأنه بانتهاء مرحلة التكيف الجزئي تبدأ الضغوط بالزوال ومن ثم تبدأ حوافز التعلم اللغوي بفقدان قوتها وتأثيرها، وهذا بالطبع لا يعني أن يتخلى المبتعث عن التعلم اللغوي بعد السنة الأولى، بل يجب استثمار كل سنوات الابتعاث في التعلم اللغوي وتدعيمه لإتقان اللغة الأجنبية قدر المستطاع، ولكن أهمية السنة الأولى يجب ألا تغفل عن البال لما لها من تأثير قوي في تهيئة الظروف النفسية للتعلم اللغوي، فمستقبل الطالب من الناحية الأكاديمية، وفهمه للثقافة الغربية، بل وصحته النفسية أيضاً، تعتمد اعتماداً كبيراً، كما أوضحنا في دراستنا، على ما يبذله المبتعث من جهود في تعلم اللغة في السنة الأولى من ابتعاثه للخارج.

ثامناً: توصى المؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب بتحمل مسئوليتها الكبيرة تجاه الطلبة المسلمين، خاصة في السنة الأولى من الابتعاث التي غالباً ما يمر بها المبتعث بمراحل تكيفه في البيئة الثقافية الاجتماعية الجديدة، فالطالب في هذه السنة، وخاصة في مرحلة الصدمة الثقافية، في حاجة للمساعدة في فهم المظاهر الفكرية والسلوكية للثقافية الغربية ومؤشرات الاختلاف بينها وبين الإسلام، وهو أيضاً في حاجة للمساعدة الشخصية والتشجيع والمواساة وتبديد مشاعر الغربة وتهيئة الظروف له لتدعيم انتمائه للعقيدة والحضارة التي يحملها، ويجب أن يترجم هذا الاهتمام من المؤسسات المذكورة إلى برامج توجيهية وتعليمية واجتماعية وترفيهية تقدم للرجال والنساء والأطفال.

تاسعاً: توصي المؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب بإقامة العلاقات الجيدة مع الجامعات ومعاهد تعليم اللغة والمؤسسات العلمية الأخرى التي يفد إليها الطلبة المسلمون، واستثمار مثل هذه العلاقات في مساعدة الطلبة المسلمين وتخفيف الضغوط الاجتماعية والثقافية والأكاديمية عنهم، والتعبير عن آمالهم وقضاياهم في بلاد الغربة ) .

كاشف
03-01-2013, 12:58 PM
الابتعاث من غير ضرورة : سياسة خطيرة
مقال نُشر في مجلة المجتمع ( العدد 265 )


جاء في آخره : " إلى متى نبقى عالة على موائد الأمم الكافرة التي تحاربنا وتتآمر علينا، وترضى لنا كل شيء إلا أن نعود خير أمة.

تحدث أستاذ التاريخ في الجامعات الغربية –برنارد لويس- في كتابه "الغرب والشرق الأوسط" عن أسباب ابتعاد المسلمين عن دينهم وقبولهم معتقدات الغرب، وأثبت بالأدلة والبراهين بأن دعاة التغيير وطلائع الذين حاربوا الإسلام وحملته هم من الطلاب الذين عادوا من ديار الغرب مبهورين بالاختلاط والسفور والتبرج والديمقراطية المطلقة التي لا يحدها خلق ولا يضبطها دين .

ومالنا وكلام برناردلويس : فأتاتورك تلميذ من تلامذة الغرب .. وانظروا ماذا فعل بالإسلام والمسلمين!!

وميشال عفلق وانطون سعادة وطه حسين وقاسم أمين والحبيب بورقيبة عاشوا جزءاً من حياتهم في ديار الغرب، ونقلوا لبلادنا وثنية القومية والوطنية، وبدعة الاشتراكية والرأسمالية، وأكثر الزعماء تغذوا الحقد والكراهية من مدارس لندن وباريس وواشنطن ، ومما لا شك فيه أن الله قيض دعاة في بلاد الغرب استقام على أيديهم المنحرفون، وهذا لا يقلل من خطورة الابتعاث.

والذين يفتحون باب الابتعاث على مصراعيه بدون ضرورة ملحة هم مهددون في حياتهم ومصالحهم وأنظمتهم فليخشوا على أنفسهم بعد أن فقدنا غيرتهم على عقيدة أمتهم " .

كاشف
03-01-2013, 01:21 PM
عبدالله.. وليم.. حرام يا بلدي


مِن أين أبدأ لأسردَ قصَّة عبدالله، الشاب ابن التسع عشرة سنة، الذي تخرَّج من بلدته في السُّعودية بين أهله وذويه، وهو لا يعرف من أمور الحياة أيَّ شيء؟

كان يرى أنَّ شُرْبَ السيجارة خطيئةٌ كبرى ليس بعدَها خطيئة، وكان لا يعرف في الحياة مِن النِّساء إلاَّ محارِمَه، أو الصور التي يختلس النظرَ إليها في الشاشات والمجلاَّت.

عبدالله شابٌّ تخرَّج من الثانوية وكرَّمته بلدُه بالالتحاق بالبَعثة إلى... ليس الرياض التي ما رآها إلاَّ مَرَّة أو مرَّتين، ولا جدة التي يسمع عنها؟ بل إلى كندا! إلى حيث شواطئُ العُراةِ في فانكوفر، والملاهي اللَّيليَّة في تورينتو، والجيرل فريند في المعاهد!!

عبدالله خَرَج من أرْضِه بلا أيِّ رصيد من التحصين، وزجَّتْ به وزارةُ التعليم إلى هنا ليعودَ إلى بلاده - إن عاد - عاملاً باذلاً، لكن عبدالله أُصِيب بذهول، فهو يَسكُن مع عائلةٍ لا تعترف بشيء مِن قِيَمه التي جاء بها مهلهلةً مُكسَّرة، ولا بشيء ممَّا تعلَّمه في دراسته - تلقينًا لا يقينًا - عن الأخلاق الإسلاميَّة، والقِيَم العظيمة لهذا الدِّين والرِّسالة التي يجب أن يحملَها.

عبدالله انتقل إلى المعهد المختلط الذي تدرس فيه فتاةٌ فاتنة مِن المكسيك، وأخرى من ألمانيا، وغنوج "مدلعة" من السَّامبا البرازيليَّة، ورابعة مِن تشيلي، ولك أن تُكمِل المشهد.

عبدالله يسْتلِم مبلغًا مُجزيًا من دولته؛ لإكمال ابتعاثه، وتشترط عليه فقط أن يكونَ حضورُه في المعهد، وتقاريرُ المسؤولين في المعهد مطمئنةً لضمان تحصيله. عبدالله يعيش الآن ذهولَ الطفولة، وفزعَ المراهقة، وشرودَ الشباب، فهو يحرِص على كَرمِه الحاتِميِّ ليتكفَّلَ بدعوة تلك الفتاة المكسيكية الجميلة لسهرةٍ في أرقى الملاهي اللَّيليَّة، ويصرف من مكافأتِه لإرضاء طموح جميلات المعهد!

عبدالله عاش هنا، ولكنَّه كره هناك! وفي ليلة مُحزِنة قرَّر عبدالله تغييرَ اسمه إلى وليم، وتغييرَ دِينه وتعليق الصليب على رقبته، وهي القِلادة "الجميلة" التي تلبسها صديقتُه، كما قرَّر أن يُلغِيَ التكلم باللُّغة العربية، ويرفض أن يُصرِّح باسم بلده!!

عبدالله شابٌّ وسيم، حَلَق شعر رأسه بشكل غريب، ولَبِس من الملابس المخيفة، وعلَّق على صدره قِلادةً فِضيَّة، حاولتُ الجلوس معه، ولكنَّه اشترط عليَّ ألاَّ أتكلَّم بالعربية، فهو لا يحبها، واشترط ألاَّ أذكرَ له اسمَ بلده، ولا أُعيد له أيَّ ماض أسود عاشه - حسب تعبيره - لم أستطعْ أن أُكملَ الحوار؛ لأنَّه يرفض أيَّ طريق مفتوح له، وربَّما قام وتركك!

ليس عبدالله - آسف وليم - صورةً واحدة نشازًا تدعونا إلى القول: لا تُضخِّموا الأمور، لا وألف لا، نحن نخاف على عبدالله، وعلى جميع أبناء وطننا الذين امتلأتْ بهم شوارعُ فانكوفر، كما يقول الكاتب والطبيب الفلسطيني هاني التبَّاع، حيثُ قال لي في لقاء مع بعض العرب الكنديين: "أنا هنا منذُ أكثرَ من عشرين عامًا، وأتمتَّع بكلِّ ما يتمتَّع به المواطنُ الكندي، وزوجتي كنديَّة مسلِمة محجَّبة، ولنا مسجدُنا ولقاءاتنا المتكرِّرة؛ لكن ما شاهدناه في السنوات الأخيرة كان مزعجًا من أبنائكم، الذين قلَّدوا أقرانَهم الكنديِّين في اللِّباس و"الموضات"، وتخريم الأنف والأذن، وغشيان الأندية الليليَّة، والبعد التام عن كلِّ ما له عَلاقةٌ بالدِّين الإسلامي، وبعضُهم يلبس القلادة، وربَّما عليها الصليب؛ تلبيةً لدعوة صديقته! وهذا أصبح مشاهَدًا في السنوات الأخيرة بشكل مخيف".

قلت له: يا دكتور، هل هم كِبارُ السِّن، أم صِغارُ السِّن؟ قال: "كِبارُ السِّن من زملائِنا الأطبَّاء نعرفهم قبلَ عشرات السنوات ممَّن يأتون بأهلهم، وتستقرُّ أحوالُهم، هم كِبارٌ مُتَّزِنون بعيدون عن هذه الأمور؛ ولكن ما حصل الآن صادرٌ عن الشباب الأغرار أبناء التاسعة عشرة والعشرين".

وأمَّا الفتاة الصغيرة التي رُمِيت مع زميلاتها لتكملَ دراستها هنا، فهي مأساةٌ أخرى أخشى أن يُقال: إني مبالغٌ لو ذكرتُ لكم شيئًا ممَّا شاهدتُه وسمعتُه من مسؤولي النادي السعودي في أغلب مدن كندا.

يا بلدي الغالية:
إنَّهم أبناؤك، إنَّهم فلذاتُ الأكباد، إنَّهم رجال المستقبل، لا تَقذفِيهم في اليمِّ؛ لأنَّك لا بدَّ أن تخافي وتحزني إذا عادوا - إن عادوا - وهم يحملون فِكرَ وليم، وتَفلُّتَ سارة!

يا ربِّ، احفظْ أبناءَ بلادي، وأبناء المسلمين؛ ليكونوا مشعلَ حضارة حقيقيَّة لأمَّتهم.

كازانوفا
03-01-2013, 02:20 PM
بالفعل من اكثر الدول اللى عليها اقبال شديد هي كندا التى تعتبر الحامي الاول والاخير لاسرائيل
فشيء طبيعي جدا انهم سيتولون بكل مسلم يقع بين ايديهم لضلاله عن عقيدته

هل لي اعرف ما اسم الكتاب الذي تنقل منه لنا موضوعك ؟؟

كاشف
03-01-2013, 05:54 PM
بالفعل من اكثر الدول اللى عليها اقبال شديد هي كندا التى تعتبر الحامي الاول والاخير لاسرائيل
فشيء طبيعي جدا انهم سيتولون بكل مسلم يقع بين ايديهم لضلاله عن عقيدته

هل لي اعرف ما اسم الكتاب الذي تنقل منه لنا موضوعك ؟؟


جزاك الله خير الاخ الفاضل كازانوفا ورحم الله العلامة التقي الشنقيطي
والجواب على سؤالك : سليمان بن صالح الخراشي

كاشف
03-01-2013, 10:22 PM
تقول الخبيرة في علوم التربية الدكتورة منيرة بنت عبد الله القاسم أنه من الناحية التربويّة تزداد خطورة الابتعاث للفتيات في الحالات التالية:

1. ضعف الوازع الدينيّ، وضعف الحصانة الدينيّة والعلم الشرعيّ، وانعدام محاسبة النفس، فتستحسن الفتاة القبيح، وتستقبح الحسن، ويصير المعروف عندها منكراً، والمنكر معروفاً.
2. صغر السنّ وقلة الوعي والخبرة، وانعدام المعرفة بالوسط والبيئة الجديدة، وجهلها بكيفيّة التعامل المناسب مع هذه البيئة بكل معطياتها الثقافية.
3. غياب الرقيب – بعد غياب مراقبة الله – والمتمثّل في السلطة الضابطة كالوالدين والأسرة والمجتمع، و سوء استغلال الحريّة الذي أدّى إلى كثير من المفاسد الاجتماعية.
4. الإنبهار والإعجاب بالحضارة الغربيّة وأخلاقياتها دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد؛ فتلجأ الفتاة إلى تقليدهم بلا رويّة ولا تفكير، وتتبنّى قيمهم ومعتقداتهم المناقض لقيم دينها الإسلامي.
5. ضعف الفتاة في اللغة الإنجليزيّة في بداية المرحلة الدراسيّة؛ حيث لا تستطيع التعبير عن نفسها ممّا يجعلها في موقع المستقبل والمستمع، وكونها طالبة فهي تميل إلى توجهات نفسيّة وفكريّة تلاقي استحسان معلميها ورضاهم.

والنتيجة الطبيعيّة لكلّ ما سبق، كما تقول الدكتورة منيرة, الهزيمة النفسيّة للفتاة، وذوبان شخصيتها، وفقدان ذاتيّتها التي يريدها لها الإسلام، والاندفاع إلى فتنة الحياة الدنيا بكلّ مظاهرها، وفساد أخلاقها ممّا يؤدي بها إلى الميوعة والانحلال، وتفلّت للغرائز، وانطلاق للملذّات والشهوات، حيث تندفع الفتاة إلى ممارسات غير أخلاقيّة ينعدم معها بمرور الوقت إحساسها بالعفّة والشرف والكرامة، متّخذة المجتمع الغربي مثلاً أعلى لها في الحضارة والتقدّم، معتقدة أنّ السفور والاختلاط وتقليدهم في كل شيء سبباً لتحضّرها وقوّتها، متناسية أو جاهلة أسباب تقدّمهم في المجال الصناعيّ والتقنيّ، والذي يمكن التمكّن منه في ظلّ التمسّك بالدين وثوابته.

شيخ الديرة
05-01-2013, 08:05 AM
بعض ذلك صحيح ولكن اكثره قديم. اليوم الثقافة الغربية ليست فقط في بيت البنت، بل في غرفتها وخلف ابوابها المغلقة عن طريق الانترنت واليوتيوب والتويتر وغير ذلك. يبدو ان عجز الكثير عن الإعتراف بذلك قد أدى الى غفلهم عن حجم المعضلة وتبرير هذا العجز بالتمادي في منع الاناث من التعليم والمشاركة السليمة والشرعية في المجتمع. في تجربتي انا لاحظت ان المبتعثة التي تربت على الفخر بدينها وقوميتها، يتكرس هذا عند تغربها لان ذلك يزيد من ثقتها بنفسها وكذلك احترام الآخرين لها. الغاية في ردي هذا ان الابتعاث لم يبقى مثل السابق عملية سفر وانتقال، وإنما اليوم هو اللي في بيوتنا وتلفازنا وموبايلنا وبيبينا، ودعوتي ان تثبت تعاليم الدين الحقة في نفوس الأبناء بدون إكراه وإنما بإقناع هادئ يضمن حسن التصرف عند غياب الرقيب.

كاشف
05-01-2013, 02:06 PM
بعض ذلك صحيح ولكن اكثره قديم. اليوم الثقافة الغربية ليست فقط في بيت البنت، بل في غرفتها وخلف ابوابها المغلقة عن طريق الانترنت واليوتيوب والتويتر وغير ذلك. يبدو ان عجز الكثير عن الإعتراف بذلك قد أدى الى غفلهم عن حجم المعضلة وتبرير هذا العجز بالتمادي في منع الاناث من التعليم والمشاركة السليمة والشرعية في المجتمع. في تجربتي انا لاحظت ان المبتعثة التي تربت على الفخر بدينها وقوميتها، يتكرس هذا عند تغربها لان ذلك يزيد من ثقتها بنفسها وكذلك احترام الآخرين لها. الغاية في ردي هذا ان الابتعاث لم يبقى مثل السابق عملية سفر وانتقال، وإنما اليوم هو اللي في بيوتنا وتلفازنا وموبايلنا وبيبينا، ودعوتي ان تثبت تعاليم الدين الحقة في نفوس الأبناء بدون إكراه وإنما بإقناع هادئ يضمن حسن التصرف عند غياب الرقيب.


الاخ الكريم شيخ الديرة وفقه الله لا احد هنا دعا الى حرمان الفتاة من التعليم الذي ينفعها خاصة في تربية اجيال المستقبل وبناء البيوت الهانئة في المحيط والبيئة المناسبين والحافظين لدينها وعرضها لأن حفظ الدين والعرض فروض عين واجبة اما طلب العلم فهو فرض كفاية
فيرحمكم الله لا نخلط الاولويات ونضع العربة امام الحصان
كما اني وجدت غموضا لم افهمه في مشاركتك وارجو ان تتكرم بتوضيحه
لانك تقول ان التغريب وصل الى غرفة نوم الفتاة وفي نفس الوقت تقول ان البنت التي تفخر بدينها لا ضرر عليها من الغربة
وهذه نتيجة غير منطقية فمادام التغريب وصل الى غرف النوم فلن تجد من تفخر بدينها الا من رحم ربك
ام تقصد انه مادام التغريب وصل الى غرفة نوم الفتاة فلا حرج ان نكمل المسألة الى آخرها ونقذف بالفتاة الى الغرب يكمل اهدافه
حقيقة لم افهم واستشكلت علي مشاركتك الكريمة
كما انه من المسلم به ان مستويات التربية قد تراجعت وتردت كثيرا واهملت خاصة مع المدارس المستغلة وهو سبب يزيد من رصيد الحريصين على حفظ دين وعرض الفتاة والمطالبين بعدم قذفها الى اتون الغرب




تقول الخبيرة في علوم التربية الدكتورة منيرة بنت عبد الله القاسم أنه من الناحية التربويّة تزداد خطورة الابتعاث للفتيات في الحالات التالية:

1. ضعف الوازع الدينيّ، وضعف الحصانة الدينيّة والعلم الشرعيّ، وانعدام محاسبة النفس، فتستحسن الفتاة القبيح، وتستقبح الحسن، ويصير المعروف عندها منكراً، والمنكر معروفاً.
2. صغر السنّ وقلة الوعي والخبرة، وانعدام المعرفة بالوسط والبيئة الجديدة، وجهلها بكيفيّة التعامل المناسب مع هذه البيئة بكل معطياتها الثقافية.
3. غياب الرقيب – بعد غياب مراقبة الله – والمتمثّل في السلطة الضابطة كالوالدين والأسرة والمجتمع، و سوء استغلال الحريّة الذي أدّى إلى كثير من المفاسد الاجتماعية.
4. الإنبهار والإعجاب بالحضارة الغربيّة وأخلاقياتها دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد؛ فتلجأ الفتاة إلى تقليدهم بلا رويّة ولا تفكير، وتتبنّى قيمهم ومعتقداتهم المناقض لقيم دينها الإسلامي.
5. ضعف الفتاة في اللغة الإنجليزيّة في بداية المرحلة الدراسيّة؛ حيث لا تستطيع التعبير عن نفسها ممّا يجعلها في موقع المستقبل والمستمع، وكونها طالبة فهي تميل إلى توجهات نفسيّة وفكريّة تلاقي استحسان معلميها ورضاهم.

والنتيجة الطبيعيّة لكلّ ما سبق، كما تقول الدكتورة منيرة, الهزيمة النفسيّة للفتاة، وذوبان شخصيتها، وفقدان ذاتيّتها التي يريدها لها الإسلام، والاندفاع إلى فتنة الحياة الدنيا بكلّ مظاهرها، وفساد أخلاقها ممّا يؤدي بها إلى الميوعة والانحلال، وتفلّت للغرائز، وانطلاق للملذّات والشهوات، حيث تندفع الفتاة إلى ممارسات غير أخلاقيّة ينعدم معها بمرور الوقت إحساسها بالعفّة والشرف والكرامة، متّخذة المجتمع الغربي مثلاً أعلى لها في الحضارة والتقدّم، معتقدة أنّ السفور والاختلاط وتقليدهم في كل شيء سبباً لتحضّرها وقوّتها، متناسية أو جاهلة أسباب تقدّمهم في المجال الصناعيّ والتقنيّ، والذي يمكن التمكّن منه في ظلّ التمسّك بالدين وثوابته.

كنترول
05-01-2013, 06:02 PM
جزاك الله خير

sahrleel
05-01-2013, 07:22 PM
جزاك الله خير على الموضوع المهم جدا وفي غاية الخطورة

وفعلا استغرب من الأب أو الأم التي تسمح للبنت للبتعاث والسفر والدراسة في الخارج والسفر لوحدها سواء الى دول عربية او اجنبية وطبعاً غالباً تكون دولة اجنبية غير مسلمة وخمر وفساد واختلاط وضياع و...

كاشف
05-01-2013, 10:07 PM
جزاك الله خير


جزاك الله الجنة

ابن الجزيرة
05-01-2013, 11:10 PM
لكل قاعدة شواذ...ان جنح فتى او فتاة ممن ابتعثوا الى الخارج للتعليم فلا يعني ان نعمم

هناك الاف مؤلفة من الشباب والشابات عادوا الى اوطانهم متسلحين بالعلم النافع مما تعلموه في بلاد الغرب

الاف الاطباء والمهندسين والعلماء في كافة مناحي الحياة

الغرب ليس كله مخدرات وجنس وادمان

هل يعقل ان شعوب مخدرة مدمنة تنتج لنا كل شي من الابرة الى الصاروخ

الغرب نعم فيه الكثير من الخطاياء وفيه مخدرات وخمر وادمان..ولكن هل تخلوا بلداننا من هذه الافات

التربية السليمة والصحيحة هي الاساس

مجال الانحراف وارد ان كان الفرد مهيئا له اكان ذلك في السعودية او في كندا

كاشف
06-01-2013, 01:42 PM
جزاك الله خير على الموضوع المهم جدا وفي غاية الخطورة

وفعلا استغرب من الأب أو الأم التي تسمح للبنت للبتعاث والسفر والدراسة في الخارج والسفر لوحدها سواء الى دول عربية او اجنبية وطبعاً غالباً تكون دولة اجنبية غير مسلمة وخمر وفساد واختلاط وضياع و...


مانعيشه الآن من انفلات اسبابه كثيرة ونتائجه كارثية واكبر الكوارث انتكاس الفطرة لدى كثيرين نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية
جزاك الله الجنة

كاشف
06-01-2013, 01:56 PM
لكل قاعدة شواذ...ان جنح فتى او فتاة ممن ابتعثوا الى الخارج للتعليم فلا يعني ان نعمم

هناك الاف مؤلفة من الشباب والشابات عادوا الى اوطانهم متسلحين بالعلم النافع مما تعلموه في بلاد الغرب

الاف الاطباء والمهندسين والعلماء في كافة مناحي الحياة

الغرب ليس كله مخدرات وجنس وادمان

هل يعقل ان شعوب مخدرة مدمنة تنتج لنا كل شي من الابرة الى الصاروخ

الغرب نعم فيه الكثير من الخطاياء وفيه مخدرات وخمر وادمان..ولكن هل تخلوا بلداننا من هذه الافات

التربية السليمة والصحيحة هي الاساس

مجال الانحراف وارد ان كان الفرد مهيئا له اكان ذلك في السعودية او في كندا


الاخ الكريم ابن الجزيرة وفقه الله مادمت ذكرت القاعدة فتحملني قليلا
القاعدة عند المسلمين : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
القاعدة عند المسلمين : اتفق الفقهاء على تحريم سفر المرأة دون محرم إلا في مسائل مستثناة منها سفرها للحج الواجب فمنهم من أجاز سفرها له مع الرفقة المأمونة قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "قال البغوي : لم يختلفوا في أنه ليس للمرأة السفر في غير الفرض إلا مع زوج أو محرم إلا كافرة أسلمت في دار الحرب أو أسيرة تخلصت"
اخيرا وحتى نبتعد قليلا عن التنظير : هل تقبل انت شخصيا اقامة ابنتك او اختك في الخارج بدون محرم؟