المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة نجوم التلفزيون



كاشف
16-01-2013, 01:46 PM
لقد استخدم الإنجليز في مصر بقيادة كرومر خطة ماكرة في سبيل صناعة الطائفة العصرانية وتقديمها لأبناء المجتمع المصري المسلم كممثل للصوت الإسلامي.

ومن المهم جدًا معرفة نقاط هذه الخطة الماكرة؛ لأنها مما كرره ويكرره الغرب وأذنابه في مختلف بلاد المسلمين؛ ليحذرها أهل الإسلام لا سيما الدعاة -. فإليك ما تبين لي منها:


1-الثناء والمديح من الغرب على الطائفة العصرانية:

وأنها تمثل (وسطية) الإسلام! واعتداله! فمن ذلك: قول اللورد كرومر عن محمد عبده ومدرسته: "لما أتيت مصر القاهرة سنة 1883م كان الشيخ محمد عبده من المغضوب عليهم لأنه كان من كبار الزعماء في الحركة العرابية. غير أن المغفور له الخديوي السابق صفح عنه طبقاً لما اتصف به من الحلم وكرم الخلق فعين الشيخ بعد ذلك قاضياً في المحاكم الأهلية حيث قام بحق وظيفة القضاء مع الصدق والاستقامة. وفي سنة 1899م رقي إلى منصب الإفتاء الخطير الشأن فأصبحت مشورته ومعاونته في هذا المنصب ذات قيمة عظيمة ثمينة لتضلعه من علوم الشرع الإسلامي مع ما به من سعة العقل واستنارة الذهن. وأذكر مثالاً على نفع عمله: الفتوى التي أفتاها في ما إذا كان يحل للمسلمين تثمير أموالهم في صناديق التوفير، فقد وجد لهم باباً به يحل لهم تثمير أموالهم فيها من غير أن يخالفوا الشرع الإسلامي في شيء.

وقال أيضاً: "إن حزب الشيخ محمد عبده هو الحزب المعتدل في مصر"، ويقول أحد المستشرقين عن محمد عبده: "يعد من أشهر الشخصيات المحترمة في تاريخ الإسلام الحديث….. إن كتابات الشيخ محمد عبده تمتاز بشيء من الجدة في روحها …"،

ويقول الدكتور الإنجليزي ادوارد براون عنه: "ما رأيت في الشرق ولا في الغرب مثله"!!.


2- تسليط الأضواء عليهم وتلميعهم عبر وسائل الإعلام:

فقد أحيطوا بالأسباب التي تبني لهم مجداً وذكراً بين الناس، ولم يكن الغرض من ذلك هو خدمتهم، ولكن الغرض منه كان ولا يزال هو خدمة المذاهب والآراء التي نادوا بها، والتي وافقت أهداف الاستعمار ومصالحه.

فقد أصبح يكفي في ترويج أي مذهب فاسد في تأويل الإسلام كما لاحظ جب في كتابه (Modern Trends in Islam) أن يقال: إنه يوافق رأي فلان أو فلان من هؤلاء الأعلام. ويكفي في التشهير بأي رأي سليم أن يُنسب إلى ضيق الأفق، الذي لا يلائم ما اتصف به هذا أو ذلك من سعة الأفق والسماحة وصحة الفهم لروح الإسلام، على ما تزعمه الدعايات. وليس مهماً أن يكون ذلك عن حسن قصد منهم أو عن سو قصد، وليس مهماً أن يكون الاستعمار هو الذي استخدمهم لذلك، ووضع على ألسنتهم وأقلامهم هذه المذاهب والآراء، أو أن تكون هذه الآراء قد نشأت بعيدة عن حضانته ورعايته، ثم رآها نافعةً له، فاستغلها وعمل على ترويجها.

المهم في الأمر هو أن المجد الذي ينسب لهؤلاء الأفراد ليس من صنعهم ولا هو من صنع الشعوب التي عاشوا فيها، ولكنه من صنع القوى التي استخدمتهم أو التي تريد أن تستغلهم، سواء كانت هذه القوى هي الاستعمار أو هي الصهيونية العالمية بمختلف وسائلها وأجهزتها.

وخطة الاستعمار والصهيونية العالمية في ذلك كانت تقوم ولا تزال- على السيطرة على أجهزة (الإعلام)، وإلقاء الأضواء من طريقها على كتاب ومفكرين من نوع خاص، يُبْنَون ويُنَشَّؤن بالطريقة التي يُبْنى بها نجوم التمثيل والرقص والغناء، بالمداومة على الإعلان عنهم، والإشادة بهم، وإسباغ الألقاب عليهم، ونشر أخبارهم وصورهم.

وذلك في الوقت الذي يُهمل فيه الكتاب والمفكرين الذين يصورون وجهات النظر المعارضة، أو تشوَّه آراؤهم وتُسفَّه، ويُشهَّر بهم. ثم هي تقـوم على تكرار آرائهم آناً بعد آن لا يملـون من التكرار؛ لأنهم يعلمون أنهم يخاطبون في كل مرة جيلاً جديداً، أو هم يخاطبون الجيل نفسه، فيتعهدون بالسقي البذور التي ألقوها من قبل".


3- تشجيعهم ودعمهم في تولي المناصب المهمة:

يقول اللورد كرومر: "إنني قدمت لمحمد عبده كل تنشيط استطعته مدة سنين كثيرة، ولكنه عمل شاق، فضلاً عن العداء الشديد الذي كان يلاقيه من المسلمين المحافظين، كان لسوء الحظ على خلاف كبير مع الخديوي، ولم يتمكن من البقاء في منصب الإفتاء، لولا أن الإنكليز أيدوه بقوة"



العصرانية والعلمانية وجهان لعملة واحدة

من تأمل جيدًا أهداف وأفكار (العصرانيين) وجدها نفسها أهداف وأفكار (العلمانيين)، وإنما الفارق شكلي: وهو أن (العصرانيين) قدموا أفكارهم بعد أن غلفوها وألبسوها اللباس (الشرعي)، وأما (العلمانيون) فلم يفعلوا هذا.

فالطائفتان تلتقيان في نهاية الأمر حول أهداف واحدة: كالتقارب بين الأديان، والدعوة للديمقراطية الغربية، والتهوين من شأن الحكم بما أنزل الله، والتحايل على إسقاط أحكام الشريعة؛ لاسيما الحدود، والدعوة إلى تحرير المرأة.. الخ.

لهذا: فإن عقلاء الباحثين ممن ينظرون إلى مآل الأفكار لا حاضرها؛ سواء كانوا من الإسلاميين أم من غيرهم لم يخفَهم هذا الالتقاء بين الطائفتين، ورأوا أن الطائفة العصرانية إنما هي بوابة وقنطرة للعلمانية، وأنه لا مكان في جميع الأفكار التي طرحوها للون الرمادي الذي يزعمون أنهم يتبنونه، وأنه وسط بين الأبيض والأسود، فهذا اللون في الحقيقة- لا يوجد إلا في الأذهان، أما في أرض الواقع فلا مجال إلا بالتزام أحكام الإسلام وهو اللون الأبيض، أو اللحاق بركب العلمانيين، وهو اللون الأسود.

ومن ادعى أنه سيسير بينهما فهو واهم، وعن قريب هو صائر إلى أحدهما كما حدث لتلاميذ المدرسة العصرانية؛ حيث انضم أكثرهم إلى العلمانية (الخالصة)، وتراجع قلة منهم عندما عرفوا مصير السير وراء الأفكار التوفيقية الرمادية؛ كرشيد رضا.

يقول ألبرت حوراني عن محمد عبده: "كان يريد أن يقيم سدًا في وجه الاتجاه العلماني يحمي المجتمع الإسلامي من طوفانه، ولكن الذي حدث هو أن هذا السد قد أصبح قنطرة للعلمانية عبرت عليها إلى العالم الإسلامي؛ لتحتل المواقع واحدًا تلو الآخر، ثم جاء فريق من تلاميذ محمد عبده وأتباعه فدفعوا نظرياته واتجاهاته إلى أقصى العلمانية".

ويقول الدكتور محمد كامل ضاهر: "أعطى الشيخ محمد عبده تشجيعاً كبيراً للعلمانيين ومنطلقاتهم الفكرية، بل إنهم اعتمدوا على الكثير من آرائه لدعم اتجاهاتهم وحركتهم في مجتمع مشبع بالقيم والتقاليد الدينية الراسخة. فماذا يطلب العلمانيون أكثر من رأيه في السلطتين الزمنية والدينية؟! ونظرته إلى العقل، ودوره في تنظيم شؤون الحياة والمجتمع؟ ورأيه في المرأة وفي كثير من المسائل المالية والاجتماعية التي اجتهد فيها لمصلحة الأمة والوطن والفقراء من الناس، وليس للمصالح الفردية؟.

ويقول الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى في كتابه (تاريخ مصر السياسي) عن محمد عبده وتلاميذه بأنهم: "كانوا أكثر فعالية من كل العلمانيين الصرف"!

ويقول الأستاذ نعيم عطيه: "ولا شك في أن محمد عبده لعب دوراً رئيسياً في محاولة التوفيق بين المبدأ الديني والعلم، وبذلك أعطى العقل سندًا قوياً منتصراً له على التقليد. وفتح في الخط الديني الملتزم ثغرة كبرى أتيح بفضلها للتيار العلمي أن يدخل حلبة الصراع الفكري ويثبت أقدامه قوة قائمة بذاتها. وكان طبيعياً بالتالي أن يتحول التيار العلمي على صعيد العمل السياسي البحت إلى دعوة للعلمانية وفصل الدين عن الدولة".

ويقول الشيخ سفر الحوالي: "لم يكن محمد عبده علمانياً، ولكن أفكاره تمثل بلا شك حلقة وصل بين العلمانية الأوربية والعالم الإسلامي، ومن ثم فقد باركها المخطط اليهودي الصليبي، واتخذها جسرًا عبر عليه إلى علمانية التعليم والتوجيه في العالم الإسلامي، وتنحية الدين عن الحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى إبطال العمل بالشريعة والتحاكم إلى القوانين الجاهلية المستوردة، واستيراد النظريات الاجتماعية الغربية".

وهو قائم جميعه تحت ستار الإصلاح أيضاً.

أما الجماهير الإسلامية فقد اتخذت أفكار (الشيخ) الإصلاحية مبررًا نفسيًا لتقبلها للتغيير العلماني".

ويقول الأستاذ محمد حامد الناصر بعد دراسته لأفكار العصرانيين: "حقيقة العصرانية: دعوة إلى العلمانية".

ويقول الدكتور عبد الرحمن الزنيدي: "لقد كان من آثار خبو وهج العلمانية في البيئات الإسلامية أن تقمص بعض أتباعها رداء الإسلام؛ ليتحركوا تحت رايته بعلمانيتهم بأسماء مختلفة؛ كالإسلام التقدمي، وفكر الإستنارة الإسلامي، أو اليسار الإسلامي…"


العلمانيون يدعمون العصرانيين

لقد عرف العلمانيون حقيقة أفكار العصرانيين، وأنها نفس أفكارهم، ولكنها تجد القبول من سُذج المسلمين نظراً لواجهتها الإسلامية، وكونها تستتر خلف الشيخ!! فلان، والداعية!! علان، بخلاف أفكارهم العلمانية الصرفة، ولهذا فقد تترسوا بهم، ووجدوا فيهم خير مطية يمتطونها لاختراق المجتمعات الإسلامية التي لم تجد العلمانية فيها موطئ قدم، وجعلوهم طليعة لهم في غزو تلك المجتمعات وخلخلتها بطرح الأفكار المتنوعة المناسبة لهم، التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب، وكسر هيبة العلماء الصادقين، وشق وحدة الصف فيها؛ ليسهل عليهم بعد ذلك التمكن منها.


ولهذا كله: فلا تعجب إن سمعت أو قرأت بأن فلاناً (العصراني) يُكال له المديح من جماعة العلمانيين، ويُصدر مجالسهم وندواتهم، وتُفتح له وسائلهم، ويكتب في صحفهم؛ لأن الجميع قد التقوا على أهداف واحدة؛ فانطبق عليهم قوله - تعالى - (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)(الأنعام: من الآية128)).


ودعم العلمانيين للعصرانيين يكون بالآتي :

1- إفساح المجال لهم ليبثوا أفكارهم عبر الوسائل الإعلامية التي يسيطرون عليها في مقابل تهميشهم لأهل الإسلام من دعاة الكتاب والسنة، الثابتين على الحق، غير المتلونين أو المتذبذبين.

2- المبالغة في مدحهم ووصفهم بصفات الاعتدال والوسطية وسعة الصدر للآخرين…. الخ. مع لمز أهل الإسلام ودعاة الكتاب والسنة بضيق الأفق، والتحجر!، وعدم قبول الآخر!!.. الخ.

3- عدم السماح لأحد بنقدهم أو النيل منهم، بل إحاطتهم بهالة من القداسة المصطنعة.



نصيحة أخيرة لكلٍ من:

1-علماء الإسلام ودعاته: بأن يحذروا تسلل الأفكار العصرانية إلى عقولهم ولو لم يكن ذلك عن تقصد منهم، وأن يثبتوا على الحق دون تنازلات أو مداهنة لأحد، وأن يكونوا ممن قال الله فيهم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب: 23) قال ابن كثير: "استمروا على ما عاهدوا الله عليه، وما نقضوه، كفعل المنافقين".

وأن تكون مواقفهم مشرفة وقت الملمات التي تمر بالأمة، مبرئة لذمتهم أمام الله؛ لكي لا يلجأ الشباب إلى غيرهم كما سبق-.

وأن يحذر بعض الدعاة بتستره على أهل العصرنة، ومجاملته لهم، والشد من أزرهم، أن يكون داخلاً في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله من آوى محدثًا".

2- شباب الإسلام: بأن يلزموا الراسخين في العلم ويلتفوا حولهم، ويناصحوهم في تقصيرهم، ويَحْذروا ويُحَذّروا من المتلبسين بالفكر العصراني المفسد، مهما حاولوا التضليل عليهم أو مخادعتهم بترويجه بينهم.


بقلم : الدكتور علاء الدين زعتري

كاشف
16-01-2013, 02:07 PM
كتاب : أعلام وأقزام في ميزان الإسلام
للدكتور سيد بن حسين العفاني

كتاب قيم جدا يكشف حقائق الكثيرين ممن ضخم الإعلام أسماءهم و ما هم إلا أقزام

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1758

كاشف
16-01-2013, 07:37 PM
فصل : تعريف العصرانية

قد كثرت عبارات التعريف بهذه المدرسة، ولكن كلها لا تخرج - تصريحاً أو تلميحاً - عن أصالة العقل عندهم، وتقديمه على النقل.

فقد قيل في تعريفها : اتجاه يقدم العقل على النقل، ويجعل العقل مصدراً من مصادر الدين، ومُحَكَماً في النصوص.
(انظر : الاتجاهات العقلية الحديثة ، العقل ص17).

وقيل : إنها وجهة نظر في الدين مبنية على الاعتقاد بأن التقدم العلمي، والثقافة المعاصرة تستلزم إعادة تأويل التعاليم الدينية التقليدية على ضوء المفاهيم الفلسفية والعلمية السائدة.
(أنظر : المدرسة العصرانية ص15 ، العصرانيون ص6 ، لمحمد بن حامد الناصر).

وقيل : هي مذهب فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي بدون الاستناد إلى الوحي، أو التجربة البشرية، وإخضاع كل شي في الوجود للعقل لإثباته، ونفيه، وتحديد خصائصه.
(انظر : الموسوعة الميسرة للأديان والمذاهب المعاصرة ص2/796).

وهذا التعريف الأخير تعريف للعصرانية التي ظهرت في أوربا بعد الثورة على الكنيسة في ذلك الحين حيث أن سرد الموسوعة للرموز والأفكار كلها متعلقة بتلك المرحلة.

إذن فالمدرسة العصرانية، أو العقلانية – إن صحت العبارة – هي اتجاه يعمد إلى تطويع أحكام الدين ونصوصه إلى حاجات العصر، وعمدتهم في ذلك ما تؤديه إليه عقولهم مما يعتبره مصلحة يوجب تقديمها بحجة روح الإسلام، ومقاصد الدين، وضرورياته.

كاشف
16-01-2013, 08:00 PM
العصرانيون ومنهجهم في تحريف الشريعة


المجددون العصرانيون لا يجمعهم حزب أو مؤسسة، ولكنهم مجموعة من الناس يختلفون فيما بينهم اختلافًا كبيرًا، فهؤلاء منهم العلمانيون، ومنهم الزنادقة والملاحدة، ومنهم عملاء الصليبيين، كما أن منهم المبتدعين، والمسلمين المخدوعين بدعوة التجديد العصري الذين يظنون أنهم يقولون بما يفعلون، أو يقدمون خدمة جليلة لدينهم في ظل هذا العصر الذي بات يسيطر عليه الصليبيون في الحقيقة.

وهؤلاء المجددون العصرانيون قد يوافقهم في بعض أقوالهم من ليس منهم ولا يسلك طريقهم في الجملة، ونحن في هذا المقام لا يعنينا أن نبحث عن الضوابط التي يتحرك من خلالها المجددون العصرانيون فيما يطرحونه من رؤية تجديدية، أو اجتهادات يرونها تمثل التجديد في العصر الحاضر.

والقاسم المشترك الذي اتفق عليه جميع هؤلاء: هو الدعوة إلى ما يسمى بالتجديد العصري، وهو النظر إلى علوم الغرب واجتهاداتهم في أمورهم وأحوالهم على أنها تمثل المعرفة الحقيقية التي ينبغي اتباعها كشرط أساس للتوافق مع هذا العالم، أو إحراز التقدم في مجال العلوم والتقنية، وهذه النظرة يترتب عليها متابعة الغرب وتقليده فيما يطرحه من موضوعات وتصورات وقيم وحلول.

ومن خلال ما هو مطروح في الكتب والمقالات، وما هو منشور على الشبكة العالمية التي يوجد بها عشرات المقالات ومئات الصفحات عن التجديد العصري يتبين أن هناك عدة ملامح واضحة لهذا المنهج نرصدها في هذه السلسلة إن شاء الله - تعالى -، ومنها:

أولًا: تقدير العقل تقديرًا كبيرًا حتى يتجاوز به حده فيعارضون به الشرع، فإذا دلَّ العقل عندهم على شيء كان هو المقدم، وما خالف العقل عندهم حقه التأخير، ولو كان من نصوص الشريعة الصحيحة الصريحة، ومن هذا الباب وجدناهم يتشككون في معجزات الأنبياء، ويؤولونها بما يخرجها عن ظاهرها، وكذلك تأويلهم للغيبيات: كالجن والشياطين تأويلًا يساوي الإنكار، ورد أحاديث أشراط الساعة، أو تأويلها، ونحو ذلك من الأمور التي يظنونها مخالفة للعقل، وليس في ذلك مخالفة للعقل، لأن معنى مخالفة العقل أن تقام الأدلة العقلية على بطلان تلك الأمور ومخالفتها للعقل، وليس عندهم أدلة على ذلك.

كل ما عندهم في ذلك أنهم لا يقدرون على إثباتها بالعقل، فجعلوا عدم القدرة على الإثبات دليلًا على عدم ثبوتها في الواقع، وليس هذا صحيحًا، فإن الواقع المشاهد والحس الذي لا يدفع يكذبهم في ذلك، فإذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)) [رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، (5203)]، فأي شيء في هذا يخالف العقل، تكلُّم الحجر والشجر؟ وهل قام دليل عقلي على أن الشجر والحجر لا يتكلم؟ كل ما هناك أنه لا عهد لهم بذلك، ولكن ليس في العقل ما يبطله، ألم يقل الله - تعالى -: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]؟ ألم يقل عن الحجارة: (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) [البقرة: 74]؟ ألم يقل في حق عيسى - عليه السلام - عندما أشارت أمه إليه، وطلبت ممن يتشكك في طهارتها من قومها أن يستفسروا عن ذلك من عيسى، وهو كان بعد رضيعًا فقالوا مستغربين: (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) [مريم: 29]، فقال عيسى - عليه السلام - فيما ذكره رب العزة في كتابه: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم: 30-31]؟ فأي شيء في ذلك يخالف العقل؟ إلا أن يكون عقلًا منكوسًا.

ثانيًا: العناية الزائدة عن الحد بالمصالح، حتى تجعل المصالح دليلًا شرعيًا مستقلًا بذاته تعارض به النصوص الشرعية، فيجعلون مطلق المصلحة أصلًا يفرعون عليه، والتعامل مع المصلحة بدون قيود هو الذي يساعد في ترويج القيم العصرية المخالفة للشريعة، فهم يرون مثلًا أن من المصلحة اتفاق الناس ونبذ التعصب فيما بينهم فيحملهم ذلك على الدعوة إلى وحدة الأديان، أو على الأقل إلغاء أحكام الولاء والبراء التي تضبط التعامل مع الكفار والمشركين، والنظر إلى الناس كلهم نظرة واحدة لا فرق في ذلك بين موحد وبين مشرك، وأن هذه الأمور تترك إلى الآخرة، وأما الدنيا فالتعامل فيها إنما يكون من منطلق الإنسانية فقط.

ولذا فإننا نجد الكتابات الكثيرة التي تتحدث عن الآخر (الكافر)، وتطالب بقبوله وإذابته في مجتمع المسلمين، وأنه لا يجب استبعاد المشركين، بل ينبغي أن نبحث عما يجمع بيننا وبينهم، ومن هذا المنطلق أيضًا نجدهم يدعون إلى الاقتباس من حضارة الكفر المعاصرة، ليس من حيث المنجز التقني فقط، ولكن من حيث الأفكار والقيم والمؤسسات الاجتماعية المعبرة عنها في صورتها الثقافية العامة من حيث العادات والتقاليد والأعراف.

فالأعراف تابعة للمصالح، ومن ثم فإن المصالح المتجددة تصلح لنسخ الأحكام السابقة التي لا تتلاءم معها.

ثالثًا: تقديم الاجتهاد المقاصدي على الاجتهاد الشرعي التفصيلي، بغرض التفلت من الأحكام الشرعية الواضحة، فتراهم يستنبطون من الحكم الشرعي مقصدًا، ويقولون هذا هو المقصد من تشريع ذلك الحكم، والمطلوب أولًا هو تحقيق القصد، وأما الحكم الوارد في ذلك فما هو إلا طريق من طرق تحقيق المقصد، وعليه فإنهم ليسوا مطالبين باتباع الحكم تفصيلًا، وإنما يلزمهم من ذلك تحقيق المقصد فقط، فيجعلون المقصد الذي استنبطوه هادمًا للحكم الأصلي.

وهذا لا شك ضلال في الفهم وخبل في العقل، فينظر بعضهم مثلًا إلى أن ارتداء المرأة للحجاب المقصد منه حصول العفة وليس خصوص الحجاب، فإذا أمكن تحقيقه بغير ذلك فلا يلزم لُبْس الحجاب، ويقولون مثلًا: إن الحدود وضعت كعقوبة زاجرة، وهذا هو المقصد وليس المقصد العقوبة نفسها، فإذا تحققت العقوبة الزاجرة بالسجن مثلًا لم يلزم إقامة الحدود، وكل هذا وأمثاله إنما هو مسارعة في متابعة الكفار المعترضين على الشريعة في هذه الأمور، فيعمدون إلى أي شيء يمكن من خلاله موافقتهم.

رابعًا: تعدد القراءات واختلافها:

ومن الأمور التي يلجأ إليها أهل التجديد العصري لتطويع الشريعة، بحيث يمكن تغييرها وتطويرها عند الحاجة: الحديث عن تعددية القراءة، وأن النص له مدلولات تختلف باختلاف القراءة، وأن لكل أحد أن يقرأ النص بطريقته، وخاصة في ضوء المعارف العصرية، ثم يفهم بحسب ما تؤدي إليها قراءته، ويصف هؤلاء ما يخالف قراءتهم من أقوال أهل العلم على أنها قراءات جعلت النصوص الشرعية رهينة لقراءتهم المتشددة، والمشبعة بالصراع السياسي، والاحتقان في التعامل مع المخالفين، ولذلك يظهر هؤلاء النقد الشديد للسلف تحت مسمى (نقد التيار السلفي).

وقد يحدث أن يتورط بعضهم فيكشف عن حقيقة الدافع لدعوى تعدد القراءة من غير أن ينتبه لذلك، فيذكر أن (المجتمعات العربية والإسلامية هي مجتمعات متدينة، ويغدو الحديث عن التقدم والنهضة والحضارة بغير استحضار الدافعية الدينية عن طريق ممارسة قطيعة مع الإرث الثقافي والفكري والاجتماعي؛ يغدو أمرًا غير قابل للتطبيق).

ويقدم من وجهة نظره الحل الذي يجمع بين الدعوة إلى التقدم مع عدم القطيعة من الناحية الشكلية، مع الإرث الثقافي والفكري والاجتماعي، وهو (قراءة حضارية للنص، تخرج ما غيبه التاريخ، وتطرح قيم التواصل مع العالم المفتوح، وقيم الحرية والتسامح والنهضة والتقدم الإنساني، وتعيد مساحة المشتركات الإنسانية الواسعة).

والقراءة الحضارية هي بالطبع ليست قراءة الصحابة أو التابعين أو الأئمة الأعلام، فإن قراءتهم لم تظهر فيها مثل هذه المعاني النبيلة، بل كانت غائبة في بطن التاريخ، ولذا فهي في حاجة إلى من يخرجها الآن، وهم بالطبع المجددون الذين يقومون بالتغيير المطلوب في الأحكام الشرعية باستخدام مثل هذه الألفاظ، غير أنَّا نقول: إن اختلاف الناس في الفهم والاستنباط من النصوص أمر واقع لا يدفع، لكن هذا لا يعني ضياع الحق، أو أنه لا يمكن الاهتداء إليه، أو أنه يمكن لكل أحد أن يفهم بطريقته الخاصة، ويعمل بما فهم من غير معقب.

فالذي يدركه كل أحد بلا عناء أن الفهم منه صواب ومنه خطأ، وأن معرفة الخطأ من الصواب ممكنة وواقعة، لأن الله - تعالى -لم يكلف عباده بشيء لا يعرف خطؤه من صوابه، ومن ثم فإن الحديث عن تعددية القراءة لا يصلح مسوغًا لتجاوز مدلولات الشريعة.

ولعل هؤلاء الذين يبشرون بتلك القراءات المتعددة هم من عناهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم) [رواه مسلم في مقدمة صحيحه، (7)]، وفي رواية: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم في مقدمة صحيحه، (8)].

وقال معاذ - رضي الله عنه -: (يوشك قائل أن يقول: ما للناس أن يتبعوني وقد قرأت القرآن، ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة) [رواه أبو داود، (216)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (4611)].

خامسًا: تاريخية الشريعة:

من الأشياء التي يدندن حولها أصحاب التجديد العصري ربط النصوص الشرعية وفهم العلماء لها بالتاريخ، فيجعلون ما ورد من ذلك مرتبطًا بالتاريخ مفسرًا به، فيجعلون قطع يد السارق مثلًا إنما كان حلًا لعدم وجود سجون في ذلك الزمان، ويجعلون الجهاد لرد عدوان المعتدين فقط، ولا يجعلون من أغراض الجهاد في الإسلام نشر الدعوة، ويجعلون الحديث عن أهل الذمة مرتبطًا بظروف الحرب التي نشأت بين المسلمين وغيرهم، وليست أحكامًا عامة، ويجعلون هذه الأمور ونحوها وكأنها (نشأت في سياقات تاريخية مكتنـزة بالتأزم والصراعات السياسية، والحدة في التعامل مع المختلف الفكري والمذهبي والسياسي).

وهذا ولا شك ينتهي بأصحابه إلى جعل الشريعة خاصة أو صالحة لزمن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما قرب منه من الزمن فقط، وأما ما تلا ذلك من العصور فلم تعد تصلح له الشريعة.

وتختلف عباراتهم في ذلك ما بين مصرِّح شديد التصريح بذلك، وما بين متستر، وما بين متخير لألفاظه منتق لها، لكن الجميع يدور حول ربط النصوص الشرعية وفهم سلف الأمة لها بفترة تاريخية، وفي هذا المجال نجد من يعترض على قول الإمام مالك: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، لأن ذلك من أدلة عموم الشريعة ونفي ربطها بالتاريخ كما يزعم هؤلاء، فيطالب أحدهم بـ (قراءة الدين الإسلامي قراءة معرفية، فتخرج النص المقدس مخلَّصًا من التاريخ غير المقدس، والذي اختلط به كثيرًا، لدرجة التناقض وعدم الانسجام بين روح ومقاصد الإسلام وبين الصورة التاريخية التي تصرُّ السلفية التقليدية على استعادتها كجزء لا يتجزأ من الدين في حدود قول الإمام مالك: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)، وانطلاقًا من تاريخية الشريعة يصبح من الأمور الملحة في التجديد العصري تجاوز الفهم النصوصي، وإحداث القطيعة معه، والانتقال في فهم الإسلام إلى التأويل النصوصي والنقدي للكتب والنصوص الشرعية.

كاشف
16-01-2013, 08:04 PM
سادسًا: الرطانة بالعربية:

من القواسم المشتركة في حديث ما يسمى بالتجديد العصري مجموعة من الألفاظ والتراكيب يزين بها هؤلاء كلماتهم، وهي أمور غير متفق على المراد بها، ويختلف في فهمها الكثيرون، ولا تعبر عن مدلول عام، وإنما تعبر عن توجه وفهم قائلها، ومع ذلك يتعاملون معها كما يتعامل المسلمون مع نصوص الشريعة المحكمة.

وإذا فتشت هذه الألفاظ والتراكيب لم تجد غير الدعوة إلى التغيير في أحكام الشريعة استنادًا إلى تلك التعبيرات، ولا بأس هنا من نقل بعضها، فمن ذلك: (الاهتمام بقضايا النهضة والحضارة وضرورة التنمية والانفتاح على الآخر، والتعددية، والاعتراف بالآخر الفكري والسياسي والمذهبي والديني والتواصل معه).

ولو ذهبنا مثلًا نبحث في المقصود بالاعتراف بالآخر الديني، وماذا يعني التواصل معه، لتهنا في شعاب وأودية هذا الكلام، وقلْ نحو ذلك في كثير من تلك الألفاظ، ثم ما المرجعية في الاعتراف بالآخر الديني والتواصل معه؟ هل الشريعة أم شيء آخر؟ وإذا كانت الشريعة فعلى فهم الصحابة والتابعين وأئمة الفقه أم على فهم "التجديد العصري" الذي يجعل أكثر ما جاء في النصوص من قبيل المخلفات التاريخية؟ ثم يعاد الكلام بأسلوب آخر، فيقال إن: (التنوير الإسلامي يسهم في تكوين مجتمع مدني تعددي، يؤمن بالحريات والديموقراطية، والتنوع السياسي والفكري والمذهبي، ويكرس أولويات النهضة وإقامة مجتمع حضاري متقدم)، وخذ ما شئت من مثل هذه الألفاظ!

ومع تأكيد القوم على التمسك بهذه الأمور حتى يعبرون عنها بلفظ الإيمان؛ لا نجد في المقابل تمسكًا أو تأكيدًا للتمسك بالنصوص الشرعية، أو بفقه السلف، أو الانفتاح على المسلم المتمسك بمنهج السلف، بل نجد التأكيد على (نقد التيار السلفي وتفكيك بنيته التقليدية)، وحتى النقد ليس متوجهًا إلى مدرسة معينة قد يكون لها بعض الأخطاء، وإنما النقد متوجهًا للتيار السلفي بكل مدارسه ومذاهبه، أي: أن اتباع السلف لم يعد خيارًا صالحًا في هذا العصر.

سابعًا: الخروج على مصادر الحُجة:

الحجة الشرعية التي يتحاكم إليها المسلمون كتاب الله - تعالى -وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم ما دلَّ عليه هذان المصدران، وهذه الحجج لا يمكن للمسلم الخروج عليها، ثم يكون بعد ذلك محتفظًا بإسلامه، وفي التجديد العصري كانت هناك حاجة إلى الخروج، ولأنه لا يمكن حدوثه مع الالتزام بمصادر الحجة الشرعية؛ فقد حدث التعامل مع ذلك بطريقة ملتوية بحيث لا يبدو الأمر في ظاهره أنه خروج، فمن ذلك: نصب التعارض بين الأدلة الشرعية حتى يسهل ترك ما يراد تركه منها، ومن الأمثلة الشهيرة في ذلك نصب التعارض بين الكتاب والسنة في حكم قتل المرتد، وقالوا: إن قتله لا يرد في القرآن، ولأجل ذلك قالوا: إن المرتد لا يُقتل، وفعلوا مثل ذلك مع رجم الزاني المحصن.

ولو نظرت لوجدت أن هذه الحدود مما يأباها الغرب ويستبشعها، فالغرض الحقيقي هو متابعة الغرب، مع أن هذه من الأمور التي أجمع عليها أهل العلم إجماعًا يقينيًا، ومن ذلك: تضعيف الأحاديث الصحيحة التي لا تلائم التجديد العصري، فكان اجتهادهم هو الأصل المحكم الذي تُضعَّف لأجله الأحاديث أو تُصحح، فالأحاديث الدالة على جهاد الطلب في فقه التجديد العصري عدوان لا ينبغي، ومن ذلك وضع شروط للعمل بالسنة مثل ما يطلب بعضهم في نصوص السنَّة الخاصة بمسائل السياسة والحكم أن تكون نصوصًا قطعية، حتى يمكنهم التفلت من كثير من تلك النصوص، والأحكام المتعلقة بالسياسة مثلها مثل غيرها من الأحكام التي لا يشترط فيها التواتر أو القطعية.

ومن ذلك تقسيمهم للسنَّة: إلى سنة تشريعية، وسنة غير تشريعية، وجعل كل ما تعلق بمسائل السياسة من السنة غير التشريعية، أي: السنة غير الملزمة للمسلمين بعد حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهذه أمور في غاية البطلان والكذب على الدين.

ثامنًا: اختراع علل الأحكام:

كثير من الأحكام معللة، وقد قال أهل العلم: إن الحكم المعلل يدور مع علَّته وجودًا وعدمًا، وانطلاقًا من ذلك يعمد أهل التجديد العصري إلى اختراع علل للأحكام اختراعًا من عند أنفسهم، حتى يتوصلوا من ذلك إلى نفي الأحكام عند انتفاء علة وجودها تطبيقًا للقاعدة السابقة، فيجعلون مثلًا علة تحريم الربا أن القروض كانت في ذلك الوقت للفقراء بقصد العيش منها، لذلك حرمت، لأنها قروض استهلاكية، أما القروض الإنتاجية التي يأخذها الأغنياء بقصد استثمارها، فالعلة فيها غير متحققة، لذلك هي عندهم ليست حرام.

فمن البيِّن أن هذا الكلام القصد منه تسويغ النظام الربوي العالمي الذي يسيطر عليه اليهود، لكن إذا تركنا ذلك فأين نجد هذه العلة المزعومة؟ إننا لا نجدها إلا في أذهانهم، أما في الشريعة فنجد أن الله - تعالى -يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة: 278]، ثم يتوعدهم بقوله: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279]، ثم من قال: إن القروض في ذلك الزمان كانت قروضًا استهلاكية فقط، مع أن أهل مكة كانوا أهل تجارة ولم يكونوا أهل زراعة، وكان الربا عندهم داخلًا فيما يقال عنه قرض استهلاكي وقرض إنتاجي.

تاسعًا: التيسير والتخفيف:

النفس تستروح للتخفيف والتيسير، وقد جاء ديننا بالتيسير فما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين إلا اختار أيسرها، لكن هنا ضابط مهم جدًا كما ورد في الحديث: (إلا أن يكون إثمًا) [متفق عليه، رواه البخاري، (3296)، ومسلم، (4294)]، وأهل التجديد العصري جعلوا التخفيف والتيسير غاية من غير الالتزام بأية ضوابط، فالمطلوب عندهم التخفيف، حتى غدا الأمر تفلتًا وانفلاتًا.

عاشرًا: تقليل شروط الاجتهاد:

الاجتهاد في الدين يتطلب تحصيل عدة علوم متنوعة تمكن الحاصل عليها من الفهم الصحيح والاجتهاد فيما يتجدد من الأمور، وقد كان العلماء قديمًا لا يتصدرون للإفتاء والاجتهاد إلا بعد الوصول إلى درجة عالية من ذلك، وحتى يقرُّهم على ذلك من هم أسبق منهم علمًا، وذلك حفاظًا على الدين من أن يعبث به الجاهلون أو أنصاف المتفقهين.

ويحاول المجددون العصريون التقليل من هذه الشروط والأوصاف حتى يكون ذلك مسوِّغًا لهم فيما يحاولونه من تغيير الشريعة، فليس المجدد عندهم العالم بالقرآن والعالم بالسنة، العالم بلغة العرب التي هي لغة الكتاب والسنة، العالم بأصول الفقه والاستنباط، العالم بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وإنما المجدد عندهم الشخص المستنير العقلاني المنفتح على الآخر الذي يتعامل مع النصوص بنظرة حضارية بعيدًا عن التزمت والانغلاق، الذي ينظر إلى المقاصد، ولا يقيد نفسه بالنصوص، والذي يسبح في فضاء العقل الواسع بعيدًا عن الالتزام بمنهج الصحابة والتابعين وأئمة الدين.

هذه أهم الملامح التي يشترك فيها دعاة التجديد العصري، والتي نتج عنها فساد عريض في فهم الدين وفقه الشريعة، ولا شك أن ما ذكر هنا وما لم يذكر لا يقول به كل واحد من هؤلاء، وهذا صحيح، لكن نظرًا لأن هذا الاتجاه اتجاه مائع غير منضبط بضوابط صحيحة فيدخل تحت عباءته ويتدثر بردائه الكثيرون، لذا نقول لهم: أخرجوا من بينكم الزنادقة والملاحدة والعلمانيين، لكنهم لن يستطيعوا، لأن القواعد التي ينطلق منها الجميع واحدة.

ومن الجدير بالذكر أن أهل التجديد العصري رغم ما يشيعونه في كلامهم عن قيم التسامح والحرية، والاعتراف بالآخر والتواصل معه، والبحث عن المشتركات الإنسانية، إلا أن موقفهم العملي مع من يخالفهم في توجهاتهم من المسلمين المحافظين على دينهم المقتفين لآثار الصحابة والتابعين وأئمة الدين مغاير لذلك أشد المغايرة، مما يجعلهم أصحاب نظرة أحادية في هذا الجانب، فمن وافقهم فهو متحضر، عقلاني، متنور، متفتح، يتمتع بقيم الإسلام التنويري، يدرك متغيرات الزمان والمكان، يفهم البيئة المحيطة به، يتعامل مع الآخر بأفق متسع، ونحو ذلك من مثل هذه الألفاظ، ومن كان مخالفًا لهم فهو ظلامي، متحجر، متزمت، واقف مع حدود الألفاظ، ضيق العطن، لا يفهم روح الشريعة، تغيب عنه مقاصدها وتستتر خلف النصوص، ليس له القدرة على الغوص إلى أعماق المعاني.

كازانوفا
16-01-2013, 08:43 PM
سادسًا: الرطانة بالعربية:

من القواسم المشتركة في حديث ما يسمى بالتجديد العصري مجموعة من الألفاظ والتراكيب يزين بها هؤلاء كلماتهم، وهي أمور غير متفق على المراد بها، ويختلف في فهمها الكثيرون، ولا تعبر عن مدلول عام، وإنما تعبر عن توجه وفهم قائلها، ومع ذلك يتعاملون معها كما يتعامل المسلمون مع نصوص الشريعة المحكمة.

وإذا فتشت هذه الألفاظ والتراكيب لم تجد غير الدعوة إلى التغيير في أحكام الشريعة استنادًا إلى تلك التعبيرات، ولا بأس هنا من نقل بعضها، فمن ذلك: (الاهتمام بقضايا النهضة والحضارة وضرورة التنمية والانفتاح على الآخر، والتعددية، والاعتراف بالآخر الفكري والسياسي والمذهبي والديني والتواصل معه).

ولو ذهبنا مثلًا نبحث في المقصود بالاعتراف بالآخر الديني، وماذا يعني التواصل معه، لتهنا في شعاب وأودية هذا الكلام، وقلْ نحو ذلك في كثير من تلك الألفاظ، ثم ما المرجعية في الاعتراف بالآخر الديني والتواصل معه؟ هل الشريعة أم شيء آخر؟ وإذا كانت الشريعة فعلى فهم الصحابة والتابعين وأئمة الفقه أم على فهم "التجديد العصري" الذي يجعل أكثر ما جاء في النصوص من قبيل المخلفات التاريخية؟ ثم يعاد الكلام بأسلوب آخر، فيقال إن: (التنوير الإسلامي يسهم في تكوين مجتمع مدني تعددي، يؤمن بالحريات والديموقراطية، والتنوع السياسي والفكري والمذهبي، ويكرس أولويات النهضة وإقامة مجتمع حضاري متقدم)، وخذ ما شئت من مثل هذه الألفاظ!

ومع تأكيد القوم على التمسك بهذه الأمور حتى يعبرون عنها بلفظ الإيمان؛ لا نجد في المقابل تمسكًا أو تأكيدًا للتمسك بالنصوص الشرعية، أو بفقه السلف، أو الانفتاح على المسلم المتمسك بمنهج السلف، بل نجد التأكيد على (نقد التيار السلفي وتفكيك بنيته التقليدية)، وحتى النقد ليس متوجهًا إلى مدرسة معينة قد يكون لها بعض الأخطاء، وإنما النقد متوجهًا للتيار السلفي بكل مدارسه ومذاهبه، أي: أن اتباع السلف لم يعد خيارًا صالحًا في هذا العصر.

سابعًا: الخروج على مصادر الحُجة:

الحجة الشرعية التي يتحاكم إليها المسلمون كتاب الله - تعالى -وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم ما دلَّ عليه هذان المصدران، وهذه الحجج لا يمكن للمسلم الخروج عليها، ثم يكون بعد ذلك محتفظًا بإسلامه، وفي التجديد العصري كانت هناك حاجة إلى الخروج، ولأنه لا يمكن حدوثه مع الالتزام بمصادر الحجة الشرعية؛ فقد حدث التعامل مع ذلك بطريقة ملتوية بحيث لا يبدو الأمر في ظاهره أنه خروج، فمن ذلك: نصب التعارض بين الأدلة الشرعية حتى يسهل ترك ما يراد تركه منها، ومن الأمثلة الشهيرة في ذلك نصب التعارض بين الكتاب والسنة في حكم قتل المرتد، وقالوا: إن قتله لا يرد في القرآن، ولأجل ذلك قالوا: إن المرتد لا يُقتل، وفعلوا مثل ذلك مع رجم الزاني المحصن.

ولو نظرت لوجدت أن هذه الحدود مما يأباها الغرب ويستبشعها، فالغرض الحقيقي هو متابعة الغرب، مع أن هذه من الأمور التي أجمع عليها أهل العلم إجماعًا يقينيًا، ومن ذلك: تضعيف الأحاديث الصحيحة التي لا تلائم التجديد العصري، فكان اجتهادهم هو الأصل المحكم الذي تُضعَّف لأجله الأحاديث أو تُصحح، فالأحاديث الدالة على جهاد الطلب في فقه التجديد العصري عدوان لا ينبغي، ومن ذلك وضع شروط للعمل بالسنة مثل ما يطلب بعضهم في نصوص السنَّة الخاصة بمسائل السياسة والحكم أن تكون نصوصًا قطعية، حتى يمكنهم التفلت من كثير من تلك النصوص، والأحكام المتعلقة بالسياسة مثلها مثل غيرها من الأحكام التي لا يشترط فيها التواتر أو القطعية.

ومن ذلك تقسيمهم للسنَّة: إلى سنة تشريعية، وسنة غير تشريعية، وجعل كل ما تعلق بمسائل السياسة من السنة غير التشريعية، أي: السنة غير الملزمة للمسلمين بعد حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهذه أمور في غاية البطلان والكذب على الدين.

ثامنًا: اختراع علل الأحكام:

كثير من الأحكام معللة، وقد قال أهل العلم: إن الحكم المعلل يدور مع علَّته وجودًا وعدمًا، وانطلاقًا من ذلك يعمد أهل التجديد العصري إلى اختراع علل للأحكام اختراعًا من عند أنفسهم، حتى يتوصلوا من ذلك إلى نفي الأحكام عند انتفاء علة وجودها تطبيقًا للقاعدة السابقة، فيجعلون مثلًا علة تحريم الربا أن القروض كانت في ذلك الوقت للفقراء بقصد العيش منها، لذلك حرمت، لأنها قروض استهلاكية، أما القروض الإنتاجية التي يأخذها الأغنياء بقصد استثمارها، فالعلة فيها غير متحققة، لذلك هي عندهم ليست حرام.

فمن البيِّن أن هذا الكلام القصد منه تسويغ النظام الربوي العالمي الذي يسيطر عليه اليهود، لكن إذا تركنا ذلك فأين نجد هذه العلة المزعومة؟ إننا لا نجدها إلا في أذهانهم، أما في الشريعة فنجد أن الله - تعالى -يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة: 278]، ثم يتوعدهم بقوله: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279]، ثم من قال: إن القروض في ذلك الزمان كانت قروضًا استهلاكية فقط، مع أن أهل مكة كانوا أهل تجارة ولم يكونوا أهل زراعة، وكان الربا عندهم داخلًا فيما يقال عنه قرض استهلاكي وقرض إنتاجي.

تاسعًا: التيسير والتخفيف:

النفس تستروح للتخفيف والتيسير، وقد جاء ديننا بالتيسير فما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين إلا اختار أيسرها، لكن هنا ضابط مهم جدًا كما ورد في الحديث: (إلا أن يكون إثمًا) [متفق عليه، رواه البخاري، (3296)، ومسلم، (4294)]، وأهل التجديد العصري جعلوا التخفيف والتيسير غاية من غير الالتزام بأية ضوابط، فالمطلوب عندهم التخفيف، حتى غدا الأمر تفلتًا وانفلاتًا.

عاشرًا: تقليل شروط الاجتهاد:

الاجتهاد في الدين يتطلب تحصيل عدة علوم متنوعة تمكن الحاصل عليها من الفهم الصحيح والاجتهاد فيما يتجدد من الأمور، وقد كان العلماء قديمًا لا يتصدرون للإفتاء والاجتهاد إلا بعد الوصول إلى درجة عالية من ذلك، وحتى يقرُّهم على ذلك من هم أسبق منهم علمًا، وذلك حفاظًا على الدين من أن يعبث به الجاهلون أو أنصاف المتفقهين.

ويحاول المجددون العصريون التقليل من هذه الشروط والأوصاف حتى يكون ذلك مسوِّغًا لهم فيما يحاولونه من تغيير الشريعة، فليس المجدد عندهم العالم بالقرآن والعالم بالسنة، العالم بلغة العرب التي هي لغة الكتاب والسنة، العالم بأصول الفقه والاستنباط، العالم بأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وإنما المجدد عندهم الشخص المستنير العقلاني المنفتح على الآخر الذي يتعامل مع النصوص بنظرة حضارية بعيدًا عن التزمت والانغلاق، الذي ينظر إلى المقاصد، ولا يقيد نفسه بالنصوص، والذي يسبح في فضاء العقل الواسع بعيدًا عن الالتزام بمنهج الصحابة والتابعين وأئمة الدين.

هذه أهم الملامح التي يشترك فيها دعاة التجديد العصري، والتي نتج عنها فساد عريض في فهم الدين وفقه الشريعة، ولا شك أن ما ذكر هنا وما لم يذكر لا يقول به كل واحد من هؤلاء، وهذا صحيح، لكن نظرًا لأن هذا الاتجاه اتجاه مائع غير منضبط بضوابط صحيحة فيدخل تحت عباءته ويتدثر بردائه الكثيرون، لذا نقول لهم: أخرجوا من بينكم الزنادقة والملاحدة والعلمانيين، لكنهم لن يستطيعوا، لأن القواعد التي ينطلق منها الجميع واحدة.

ومن الجدير بالذكر أن أهل التجديد العصري رغم ما يشيعونه في كلامهم عن قيم التسامح والحرية، والاعتراف بالآخر والتواصل معه، والبحث عن المشتركات الإنسانية، إلا أن موقفهم العملي مع من يخالفهم في توجهاتهم من المسلمين المحافظين على دينهم المقتفين لآثار الصحابة والتابعين وأئمة الدين مغاير لذلك أشد المغايرة، مما يجعلهم أصحاب نظرة أحادية في هذا الجانب، فمن وافقهم فهو متحضر، عقلاني، متنور، متفتح، يتمتع بقيم الإسلام التنويري، يدرك متغيرات الزمان والمكان، يفهم البيئة المحيطة به، يتعامل مع الآخر بأفق متسع، ونحو ذلك من مثل هذه الألفاظ، ومن كان مخالفًا لهم فهو ظلامي، متحجر، متزمت، واقف مع حدود الألفاظ، ضيق العطن، لا يفهم روح الشريعة، تغيب عنه مقاصدها وتستتر خلف النصوص، ليس له القدرة على الغوص إلى أعماق المعاني.



جزيت خيرا اخي الكريم على الموضوع المهم

لذلك انصح نفسي وكل اخوتي واخواتي بدارسة العلم ليكون لنا حصن في الرد على اعداء الدين بالفعل بدراسة العلم نستطيع ان نحمي انفسنا وابنائنا من هذا الضلال والعدو
فهم انقسمو الى اقسام لقتالنا فمنهم من حمل سيفه وقتل فينا ومنهم من حمل عقلانيته السخيفه واتى بها الى دور الاسلام والمسلمين لنشر سمومه وغيرهم ما افنى عمره بمحاربة كل من دخل الى هذا الدين العظيم

اللهم ثبتنا على هذا الدين العظيم يارب العالمين وارنا فيهم

كاشف
17-01-2013, 12:43 AM
جزيت خيرا اخي الكريم على الموضوع المهم

لذلك انصح نفسي وكل اخوتي واخواتي بدارسة العلم ليكون لنا حصن في الرد على اعداء الدين بالفعل بدراسة العلم نستطيع ان نحمي انفسنا وابنائنا من هذا الضلال والعدو
فهم انقسمو الى اقسام لقتالنا فمنهم من حمل سيفه وقتل فينا ومنهم من حمل عقلانيته السخيفه واتى بها الى دور الاسلام والمسلمين لنشر سمومه وغيرهم ما افنى عمره بمحاربة كل من دخل الى هذا الدين العظيم

اللهم ثبتنا على هذا الدين العظيم يارب العالمين وارنا فيهم


آمين جزاك الله خير ورحم الله الامام التقي الزاهد الشنقيطي

غايه الطواش
17-01-2013, 01:03 AM
جزاك الله خير
ولكن هل الوسيطيه فالدين تعني العلمانيه ؟؟

وثاني شي فيما يتعلق بالجهاد
علماء الدين والامه والي يعتبروون مفتيين تغيرت فتواهم بخصوص الجهاد ليتناسب مع مصالح دولهم السياسيه
اذا علما الدين نجد لهم العذر فما بالك بالاشخاص العاديين ؟؟

كاشف
17-01-2013, 11:19 AM
جزاك الله خير
ولكن هل الوسيطيه فالدين تعني العلمانيه ؟؟

وثاني شي فيما يتعلق بالجهاد
علماء الدين والامه والي يعتبروون مفتيين تغيرت فتواهم بخصوص الجهاد ليتناسب مع مصالح دولهم السياسيه
اذا علما الدين نجد لهم العذر فما بالك بالاشخاص العاديين ؟؟


الاخ الكريم العصرانيون ميعوا عقيدة الاسلام تحت شعار زائف يدلسون به على الناس اسمه الوسطية
وهي ليست وسطية الاسلام مطلقا
لان وسطيتهم هي ان يقفوا في نقطة وسط بين الحق والباطل ،، الايمان والكفر ومحاول التوفيق بينهما
اما بالنسبة لسؤالك الثاني وارجو ان اكون فهمت مقصدك
فلن اجيبك من عندي
فقط حاول تدبر قول الله تعالى في الآيتين التاليتين مستعينا بتفسير ائمة التفسير:

- (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))

- (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))

كاشف
17-01-2013, 09:10 PM
العصرانية



الورقة الأولى : وقفة مع المصطلح

إن لفظ ( العصرانية) ليس صحيحاً لغةً، وإنما النسبة الصحيحة ( العصرية ) .. وهي نسبة إلى العصر.
بينما لم يرد في الكتاب او السنة مصطلح أو لفظ يدعى بـ( العصرانية ) أو ( العصرية) .. إنما الذي ورد لفظ ( العصر ).

وأصل المصطلح غربي، فالعصرية في تاريخ الكنيسة النصرانية : حركة نشأت في القرن السابع عشر الميلادي، على إثر انتشار مذهب ( دارون ) في النشوء والتطور ومحاولة تطبيقه على البشر مما يتعارض مع تعاليم الكنيسة.

وأساس العصرية : إنكار الوحي؛ لأنه بحد زعمهم يتعارض مع قوانين الطبيعة، وبالتالي رفضت هذه الحركة العصرية تعاليم الكنيسة وتمردت على نصوص كتابها المقدس.

ويقوم هذا المذهب على الإيمان بالعقل وقدراته وأنه يصل إلى تحصيل الحقائق من العالم دون مقدمات تجريبية، ولا تستمد المعرفة عندهم من الخبرة الحسية .. وأهم فلاسفة هذا المذهب وأربابه : ديكارت، وسيبنوزا، ولايبنتس … وهم الذين رفعوا راية إعلاء العقل كنقيض للخرافة والإيمان.

ومن ثم انتقل مصطلح العصرانية إلى العالم الإسلامي وتبنته جل الحكومات الراضخة للغرب وأصبح يطلق على كل من يدعو إلى إخضاع الدين لمفاهيم العصر ويحاول إيجاد مواءمة بين الإسلام والفلسفات الغربية المعاصرة.
لذلك تجد العصرانيين من أكبر الداعين لدراسة الفلسفة والمزينين لدراستها.

وهي كذلك محاولة لإحداث تجديد وتغيير في المفاهيم السائدة المتراكمة عبر الأجيال؛ نتيجة وجود تغير اجتماعي أو فكري أحدثه اختلاف الزمن.

وقد يأتي أحياناً هذا المصطلح بمسميات أخرى كـ( التنوير ) أو ( الفكر المستنير) وهي تطلق غالبا على بعض الاتجاهات العقلانية التي تدعو إلى إخضاع النصوص الشرعية لما يقرره العقل، أو بمعنى آخر : تقديم العقل على النقل .. و لنا في الورقات القادمة تبيان لترابط هذه المصطلحات مع مصطلح خطير وهدام.




الورقة الثانية : الاستراتيجيات العصرانية

يعتمد العصرانيون بشكل أساسي على : الاشتباك والرشد
وهذان مصطلحان استخدمهما العصرانيون في منطقتنا العربية، ويقصدون بهما على وجه التحديد ما يلي :

1- التعرض للأساس الذي يقوم عليه المجتمع المسلم ( الكتاب والسنة) والتشريعات المنبثقة منهما، وللتاريخ الإسلامي، بالدراسة و التحليل و النقد ( تحت صمت مريب من الحكومات الواقعة تحت التأثير الغربي ) وذلك بغرض إلغاء أو تعديل هذا الأساس إلى الصورة التي تحرك المجتمع المسلم في اتجاه تصوراتهم الفكرية.

2- الاستفادة من التصورات الفكرية والمنهجية القديمة والمعاصرة ( الغربية منها على وجه الخصوص ) والتيارات النقدية في داخل البلاد وخارجها .. وذلك لتحقيق الهدف السابق.

3- الجرأة في النقد والتحليل ومناقشة الثوابت نتيجة سكوت الانظمة عنهم، وإضافة لذلك جرأتهم في التحكم وحذف ما لا ينطبق مع توجهاتهم الفكرية.




الورقة الثالثة : مصادر الاستراتيجيات العصرانية

لعلها تكمن في المحاولات التي قام بها من أسموهم بالمفكرين الدينيين وأساتذة التاريخ والقانون والاقتصاد بالاشتباك مع أساس المجتمع المسلم وكيانه الثقافي الاجتماعي ( على غرار مافعله كبار فلاسفة التنوير في الغرب إبان القرن السابع عشر) ..

فخرجوا على الإسلام باسم ( كسر جموده )، وباسم ( التسهيل ) و ( التجديد ) و ( الوسطية ) و ( الاعتدال ) مستخدمين سلاح ( الرشد ) أو ( العقلانية ) بالمفهوم الغربي الذي يعني : الاحتكام إلى معيار العقل في الحكم على الأشياء وأسبقية العقل في فهم القضايا الجوهرية عن العالم عما سواه …

وقد حققوا بعض النجاح نتيجة دعم الغرب لهم من خلال هذا المصدر في تحقيق ما يلي :

1- الجرأة على التغيير والتجديد في المسائل المرتبطة بالثوابت العقدية في الكتاب والسنة.
2- وضع جميع كتب الحديث والسيرة وجميع ما فيها من أحاديث تحت شبهة الكذب والضعف.
3- شجعت على الاختلاط وترويج السفور بين بنات المسلمين.
4- جعلت الزندقة مقابلة لحكم العقل، وجعلت الإلحاد قرين الاجتهاد، والإيمان قرين الجمود !!
5- صرفت الناس عن التفكير في الدين وشجعتهم على قراءة كتب الغرب لالتماس الحقيقة فيها، لأن كتب السلف جافة ضحلة حشوية !!



الورقة الرابعة : بعضها من بعض

نعم، وهذه حقيقة لا خلاف فيها أو شك .. فالتعاضد والتوافق بين التيار الحداثي والتيار العصراني العقلاني واضح ومصرح به من قبل منظريهم .. بل هذا ما يلمس من أصل نشأة العصرانية ومشابهتها للنشأة الحداثية.

وإن دل على شيء فإنما يدل على السعي الحثيث في الفترة الحالية لإحياء الطرح الحداثي الذي انكشف من جديد لكن على هيئة مغايرة لما سبق، وذلك بإعادة روح الألفة واحتواء أهل الأهواء ( العصرانيون ) في المنابر الحداثية من فضائيات وصحف ومجلات وإذاعات ومواقع الكترونية .. وذلك من اجل إضفاء الصبغة الشرعية للطرح الحداثي المقولب وفق المنظار العقلاني الذي أطر – في وجهة نظر الحداثيين – بإطار شرعي، فيحميه - في زعمهم - من السنة السلفيين الغلاة الحنابلة !!

لذلك .. فلا تعجب إن رأيت الثناء الحار، والترحيب العاطر من حداثي لربيبه العصراني، فإنما هم ( ذرية بعضها من بعض ).



الورقة الخامسة : ما هي أهدافهم ؟

وهذا هو السؤال المهم، فالمصطلحات والمفاهيم التي يستخدمها العصرانيون العرب القدامى والجدد، إن جردت من أغطيتها الفنية وطبقاته اللفظية التي تحتمي بها فلن تكون أكثر من مجموعة فارغة من الألفاظ الكاذبة ذات الرطانة الغامضة التي لا تخدم أي قضية ولا تفيد في أي تحليل ..


لذلك تراهم يمارسون نوعاً آخر من الرؤى التي تتشكل أهدافهم من خلالها .. وهي :

1- السعي في جهود ضرب الصحوة الإسلامية والعمل على حيلولة من أن تجد لها عمقاً في القرى والمدن البعيدة أو المركز التي يسيطرون عليها.
2- الاستمرار في الجهود التي تسمح لهم بوجود المناخ الذي يعطي لهم الحرية والشجاعة في التعرض للقرآن والسنة والتاريخ والتراث .. سواء كان من خلال منبر إعلامي أو لقاء صحفي أو هيئة أكاديمية.
3- محاولة احتواء بعض الرموز الجماهيرية المؤثرة في الناس، وذلك ليشكلوا دعم لمسيرتهم الفكرية.
4- أن تكون لهم اليد العليا في توجيه الناس وحركة المجتمع وفق تصوراتهم الفكرية وان تكون عقولهم هي الحكم النهائي حتى في المسائل التي حسمها الشرع.

وقبل أن اختم القول، أود أن أشير إلى أنني استخدمت التعريض في هذا المقال، لأن اللبيب تكفيه إشارة مفهومة … وسواه يدعى بالنداء العالي.
والله المستعان.

كاشف
20-01-2013, 03:52 PM
كتاب * العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب *

http://www.dorar.net/book_index/7468

كاشف
20-01-2013, 10:54 PM
http://im35.gulfup.com/84N11.jpg (http://www.gulfup.com/?G3Qtrp)


الشيخ عبد العزيز الطريفي :
نشأ (فصل الدين عن السياسة) في الغرب لأن دينهم فاسد وسيُفسد السياسة، ونشأ الفصل في الشرق لأنّ السياسي فاسد والدين يُفسد عليه سياسته.