المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم بابا فتحت هذا اليوم؟ -



قطري !
21-01-2013, 09:33 AM
قصة معبرة أعجبتني وأتمنى ان نفهم معناها العام


يقول صاحب القصة :



دون أن أقصد تسببت بجريمة في دولة غربية..!! كنت أهم بالخروج من باب مجمع تجاري، وعندما فتحت الباب لم أنظر من يسير خلفي فلم أتوقف وأمسك الباب مفتوحا، وإذا بي أفاجأ بسيدة ترتطم بالباب ثم تتعثر وتتبعثر أغراضها على الأرض دون أن تصاب بأي أذى.



وخلال محاولتي مساعدتها في جمع أشلاء أكياسها طلب مني رجل أمن لحراسة المبنى أن أرافقه إلى مكتب الإدارة في المجمع بصوت عال كالذي ينادي به اللصوص. وفور أن دخلت المكتب دار بيننا الحوار التالي، والذي بدأه بسؤال فظ: (هل لديك مشاعر؟). أجبته باقتضاب: (بالتأكيد). فرد ووجهه يفيض غضبا: (لماذا إذاً لم تفتح الباب للسيدة التي وراءك؟). رددت عليه قائلا: (لم أرها. فلا أملك عينين في مؤخرة رأسي).



فقال وهو يبحث عن قارورة الماء التي أمامه ليطفئ النار التي تشتعل في أعماقه إثر إجابتي التي لم ترق له: (عندما تقود سيارتك يتوجب عليك أن تراقب من هو أمامك ومن خلفك وعن شمالك ويمينك. فمن الأحرى أن تكون أكثر حرصا عندما تقود قدميك في المرة المقبلة).



شكرته على النصيحة، فأخلى سبيلي معتذرا عن قسوته، مؤكدا أن تصرفه نابع من واجبه تجاه أي شخص يبدر منه سلوكا يراه غير مناسب. خرجت من مكتبه وأنا أهطل عرقا رغم أن درجة الحرارة كانت تحت الصفر وقتئذ في هذه المدينة. كان درسا مهما تعلمته في سنتي الأولى في هذه الدولة الغربية عام 2000. فأصبحت منذ ذلك الحين أفتح الأبواب لمن أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي.. ومن فرط حرصي أمسكه لمن يلوح طيفه من بعيد في مشهد كوميدي تسيل على إثره الضحكات.



فتح الأبواب في المجمعات التجارية والمستشفيات والجامعات يعد سلوكا حضاريا ويعكس ثقافة تجيدها دول العالم الأول مما جعلها تقطن الصدارة، فيما نقبع نحن في المؤخرة. لا أقصد فقط الأبواب الفعلية التي نعبرها في أماكننا العامة بل أيضا الأبواب الافتراضية التي تقطننا وتشغلنا.. في يقظتنا وأحلامنا.. باب الوظيفة وباب الترقية وباب الفرصة. هذه الأبواب التي يملك بعضنا مفاتيحها ومقابضها بيد أنها للأسف لا تفتح إلا لمن نحب ونهوى.. لمن له منزلة في نفوسنا وقلوبنا، مما أدى إلى ارتطام وسقوط الكثير من الموهوبين، ممن لا حول لهم ولا قوة، أمام هذه الأبواب، متأثرين بجراحهم ومعاناتهم. فأبوابنا موصدة ومغلقة إلا أمام قلة قليلة لهم الحظوة والشفاعة وربما ليس لديهم أدنى الإمكانات للحصول على وظيفة معينة أو فرصة تتطلب مواصفات ومعايير محددة.



في حفل تخرج صديقي من جامعة مانشستر ببريطانيا العام الماضي تأثرت بكلمة الخريجين التي ارتجلها طالب سوداني حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة. سحرتني كلمته القصيرة التي قال فيها: (لن أفسد فرحتكم بكلمة طويلة مملة. سأختزلها في جملتين. دكتور جون فرانك، شكرا لأنك فتحت باب مكتبك وعقلك لي. هذا الباب هو الذي جعلني أصعد هذه المنصة اليوم وأزرع حقول الفرح في صدر جدتي مريم).



قطعا، لا يرتبط السوداني صلاح كامل وأستاذه جون فرانك بوشائج قرابة وروابط دم. لكن الأخير آمن بمشروع طالبه فشرع له أبواب طالما اصطدم بها في وطنه وعدد من الدول العربية. يقول صلاح وهو يدفع عربة جدته التي جاءت إلى بريطانيا خصيصا لتتقاسم مع حفيدها الوحيد فرحته بالحصول على الشهادة الكبيرة: (الدكتور فرانك الوحيد الذي أصغى إلي. طفت دولا عربية كثيرة وجامعات عديدة ولم أجد أذنا صاغية).



إن مجتمعاتنا العربية تحفل بالأنانية وحب الذات. فتكاتفنا وتعاوننا وفتح الأبواب لبعضنا البعض سيثمر نجاحا غفيرا. يقول المفكر الفرنسي، لاروشفوكو: (الأنانية كريح الصحراء.. إنها تجفف كل شيء).



ثمة حل واحد يقودنا لإفشاء الإبداع وإشاعة النجاح وهو نكران الذات وإعلاء محبة الإنسان عاليا وتطبيقه في كل معاملاتنا. وليبدأ كل واحد منا بسؤال نفسه قبل أن يخلد إلى النوم: (كم بابا فتحت هذا اليوم ؟). إجاباتنا ستحدد إلى أين نتجه. فماذا ننتظر من مجتمعات مغلقة لا تفتح الأبواب... لاشك أنها تركض وراء السراب؟



فجزى الله خيراً من أعان انسانا وفتح له باباً للرقي وا لنهو ض.. وحسبنا الله على من وقف في وجه انسان وحال بينه وبين الرقي والنجاح..

كازانوفا
21-01-2013, 09:47 AM
قصتك اعادة لي النظر بمصير .... لا اود ذكرهم من يكونون؟؟؟( للخصوصيه) ولكني اسال الله بان اعيد فتح الباب لي ولهم واحتسب الاجره عنده :(

اشكرك على القصه الجميله اخي الكريم

قطري !
21-01-2013, 11:18 AM
قصتك اعادة لي النظر بمصير .... لا اود ذكرهم من يكونون؟؟؟( للخصوصيه) ولكني اسال الله بان اعيد فتح الباب لي ولهم واحتسب الاجره عنده :(

اشكرك على القصه الجميله اخي الكريم




الله يفتح لك ابواب الجنه اختي



وشكرا على المرور

كازانوفا
21-01-2013, 11:22 AM
الله يفتح لك ابواب الجنه اختي



وشكرا على المرور

اللهم امين وياك ان شالله

المزمجرر
21-01-2013, 11:23 AM
اللهم أجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر

سـمـآ
21-01-2013, 12:29 PM
كلام يُنقش على صمّ الصخر ,

ففي مجتمعاتنا يُغتال النجاح والإبداع ,

قد يكون الطالب أو الموّظف مشروع نجاح ومشرّف للبلاد

ولكن من يوصد الباب لا أعتقد أنه يهمه سوى شأنه
وشأن من هم حوله القابعون في التخلّف والجهل لصلة القرابة "مثلا" .

وفي القلب حكايا ..


أشكرك أخي على الطرح الراقي ,,

قطري !
21-01-2013, 12:55 PM
اللهم أجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر




ااااامين


وحياك الله اخوي

قطري !
21-01-2013, 12:58 PM
كلام يُنقش على صمّ الصخر ,

ففي مجتمعاتنا يُغتال النجاح والإبداع ,

قد يكون الطالب أو الموّظف مشروع نجاح ومشرّف للبلاد

ولكن من يوصد الباب لا أعتقد أنه يهمه سوى شأنه
وشأن من هم حوله القابعون في التخلّف والجهل لصلة القرابة "مثلا" .

وفي القلب حكايا ..


أشكرك أخي على الطرح الراقي ,,




اتمنى من الله العلي القدير ان لا نرى كل من يحارب او يغلق الباب في وجه كل مجتهد او طموح او موهبه


الف شكر يا سما

intesar
21-01-2013, 12:58 PM
شكراً لك هذه صفحة من كتاب بيكاسو وستار باكس.. كتاب رائع المحتوى.. أنصح بقراءته..

ودمتم بحفظ الرحمن..

القطو السمين
21-01-2013, 01:11 PM
شكرا على الموضوع الذي يدعي لنبذ الانانية اتمنى اني اكون ساعدت ناس حتى يكملوا مشوارهم العملي وشكرا على التذكير

Abdulraman
21-01-2013, 01:38 PM
شكرا على الموضوع الجيد والعبره من الموضوع حب لاخيك ماتحبه لنفسك وابعد عنك الانانيه

فراغ
21-01-2013, 02:23 PM
لن ترتقي هذه الامة حتى يحب الانسان لاخيه ما يحبه لنفسه
فهل هذا ممكن في هذا العصر
كان ذلك في عصر الصحابة رضي الله عنهم وتقدموا في شتى المجالات ومنها مجال العلم والطب
وبتركنا لهذه الخاصيه ووصول الانانيه لقمتها في حياتنا ومحابات بعضنا لاقربائه في المناصب
هبطنا الى تحت القاع ومزلنا نتاخر عالميآ والشعوب الاخرى تتقدم
نعيب زماننا والعيب فينا ومال زماننا عيبآ سوانا

ارين
24-01-2013, 06:20 PM
الله الله .. على موضوعك الروعة

قطري ... الله يفتح لك أبواب الخير والسعادة بوجهك ..كما فتحت أبواب قلوبنا
بأجمل مشاعر احسست بها عند قراءتي لرسالة الطالب السوداني
والتي عبر فيها لأستاذه عن مقدار محبته وامتنانه لما قام به من أجل مساعدته ..

الله يجعلنا سبباً لفتح الأبواب للناس والعطاء ونفعهم وتيسير أمورهم ..

فـ من فضل الله عليك حاجة الناس إليك
وخير الناس أنفعهم للناس ...


.

ريم 28
24-01-2013, 07:55 PM
اشكرك على حسن اختيارك للموضوع

حقا وجدت فيه العبر

في البدايه تذكرت موقف مضحك عندما امسك الباب ليعبر احد فاجدهم لا ينتهون ولا احد يريد يمسك الباب عني وكاني حراس للباب هههههه

العمل الفردي لا يؤدي الى نجاح العمل ككل
والعمل الجماعي يحقق ذلك اسرع وبنتائج رائعه.
والاهم في العمل الجماعي عدم وجود عقدة الانا. وحب الذات.

ومن يساعد ويعاون ويعلم ويتعلم ويفيد ويفتح الابواب سيجد البركه في عمله والتوفيق وحب الاخرين والرضى الذاتي.

naklan
24-01-2013, 10:03 PM
ياكثر الابواب المغلقة في وزاراتنا وادارتنا يغلقها المسئول
عن من يشاء ويفتحها لمن يشاء مع ان الحكومة شغلتهم لفتح
الابواب والتسهيل على الناس موضوع جميل اخوي قطري !
والله يفتح لك ابواب الرحمة وابواب الجنة :)