المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلينظر كلاً منا احوال نفسة



امـ حمد
22-01-2013, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)

يا لها من قاعدة عظيمة تدلنا على المخرج من مصائبنا وهمومنا، إن المخرج هو،تقوى الله مخرجاً من الضيق والعنت في الدنيا

والآخرة،ورزقاً من حيث لا يتوقع الإنسان ولا يحتسب،فلينظر كلا منا احوال نفسه،هل اتقى الله حقاّ،وعمل بما يرضيه وتجنب

مايسخطه،وحافظ على شعله الإيمان موقده في قلبه مصونه من رياح الأهواء والشهوات،قد يقول قائل،هناك من لا يفتر عن ذكر

الله ليل نهار ويملئ قلبه من التقوى مايملئ،ومع ذلك لا تكشف عنه الهموم واحواله كل يوم في غموم،ومطالبه في الدنيا

متعسره،وهذا نجيب عليه بقوله تعالى(إِن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)فكفى المتقين جزاءً أن الله معهم بنصره

ومعونته وتأييده،ومن كان حاله ذاك فقد حيزت له الدينا فالعبره في الخواتيم،وحسن العاقبه والدنيا ليست الا كرماد اشتدت به

الريح في يوماّ عاصف،فازرعوا التقوى في قلوبكم،حتى تنبت نباتاً حسناً،وتحصدوا منه ثماراً يانعة،قطوفها دانية،والتوفيق والفلاح

والخيرات والمسرات في الدنيا والآخرة، فالله سبحانه كريم،يرى العبد من ثواب عمله في الدنيا قبل الآخرة،من السعادة والسرور وما يكرمهم الله تعالى به من النعيم،وفي هذه الدنيا لم نخلق للراحة

والعافية،إنما خلقنا للكد والتعب(لقد خلقنا الإنسان في كبد)فلسنا في جنات عدن، كلا،بل نحن في دنيا،الأصل فيها الشر والبلاء، كما

قال عليه الصلاة والسلام(الدنيا ملعونة،ملعون ما فيها،إلا ذكر الله وما والاه،وعالما ومتعلما)ابن ماجة، صحيح الجامع،فلا بد إذن،أن

يمسنا من خيرها وشرها القدر المكتوب، لا مفر من ذلك. فالناس كلهم يصيبهم من بلائها وكدها ونكدها، لكن يختلفون في أنواع

البلايا التي تقع عليهم،فهذا مصيبته في بدنه،وآخر في نفسه،وثالث في أهله وولده وزوجه،ورابع في ماله،وهكذا،لا

يوجد أحد إلا وهو مبتلى،إن لم يبتل اليوم فغداّ،فهذه قاعدة تشمل جميع البشر، وإن أظهروا البشر والسرور، ولو كان أحد سالماّ

من مصائب الدنيا، لكان النبي أولى الناس بذلك، لكن الواقع أن الأنبياء هم أكثر الناس بلاء،قال سعد بن وقاص،قلت،يا رسول،أي

الناس أشد بلاء،قال، الأنبياء،ثم الأمثل فالأمثل،فيبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان دينه صُلباّ اشتد بلاؤه،فما يبرح البلاء بالعبد،

حتى يتركه يمشي على الأرض، ما عليه خطيئة)رواه الترمذي،إن الله قدر على العباد هذه المصائب ليبلوهم أيهم أحسن عملا، وأكثر

صبراّ واحتساباّ،فإن المحن،كفارات للذنوب،ومعظمات للثواب،وتمحيص للإيمان،واختبار للصدق، فهي التي تبين المؤمن

من المنافق، والصادق من الكاذب(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون،ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله

الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)وقال رسول الله(الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)رواه مسلم،يجب علينا أن نوطن أنفسنا على

تحمل ما يصيبنا،دون جزع،فالنفّس إذا تهيأت لقبول ما يصيبها،تصبرت،وعرفت أن جزعها لا يقدم ولا يؤخر ولا يخفف

من المصاب،والأمل في الله تعالى، وحسن الظن به، باب الفرج وزوال المحن،واليأس والقنوط من أسباب فساد الحياة،فلذا كان

التفاؤل خيراّ، كما أن التشاؤم شر،لأن التفاؤل حسن ظن برب العالمين، والتشاؤم سوء ظن برب العالمين، واليائس والقانط

سيء الظن بالله تعالى، وهو ذنب عظيم لم يصف الله به إلا، المشركين، والمنافقين، والكافرين، والضالين،قال تعالى(ويعذب

المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم

جهنم وساءت مصيراّ)ثم إنه لا بد أن نفكر بعدل وإنصاف في نعم الله علينا،ونقارن بلايانا بها،وإن الدنيا فترة امتحان،والراحة

والسلامة لا تكون إلا بعد الامتحان،أي بعد الدنيا،أي في الآخرة، لكن رحمة الله تأبى إلا أن تنالنا وتغمرنا حتى في دار الامتحان،فلا

بد أن كل منا يجد ساعات فيها السعادة والعافية،ولو كان يعاني المر والكد والنكد،فقد تكون هنالك أشياء تكدر علينا حياتنا،لكن هل

كل أحوالنا كذلك،ألسنا في نعم لا تعد وتحصى، فأين نحن من ذكر هذه النعم،لم لا نذكر إلا مصائبنا،وكأن كل حياتنا كذلك،بعض

المصائب سببها الذنوب، فالإقلاع عنها سبب في زوال تلك المصائب،ومن رحمة الله أنه يعجل بها في الدنيا، فعقوبة الدنيا

أهون من عقوبة الآخرة،إن الصبر على أقدار الله تعالى واجب فرض، لقوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا

واتقوا الله لعلكم تفلحون)وإن الصبر له أسباب معينة عليه فمن ذلك،أولاّ،كثرة ذكر الله تعالى، خاصة الاستغفار والتوبة وقول(لا

حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)أي لا تحول من حال إلى أخرى، ولا قوة على ذلك إلا بالله تعالى، فهو كنز من كنوز الجنة،

تحمل عن المهمومين همومهم، وتزيح عنهم أمثال الجبال من الكرب،كذلك الإكثار من قول( يا مقلب القلوب،ثبت قلبي على

دينك،ثانياّ،وكثرة النظر في سير الصابرين، كأيوب عليه السلام،ثالثاّ،زيارة،المرضى،والمصابين،والفقراء،فإن من نظر في

مصيبة غيره هانت عليه مصيبته،قال صلى الله عليه وسلم(ان عظم الجزاء من عظم البلاء،وان الله تعالى اذا أحب قوماً ابتلاهم،فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط)رواه الترمذي.

العميل 007
23-01-2013, 06:24 AM
جزاك الله خير

كازانوفا
23-01-2013, 09:39 AM
اسال الله ان اتقيه ليجعل لي مخرجا من الدنيا باكملها على خير وسلام يارب العالمين

اشكرك حبيبتي

امـ حمد
23-01-2013, 03:17 PM
جزاك الله خير

وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
23-01-2013, 03:18 PM
اسال الله ان اتقيه ليجعل لي مخرجا من الدنيا باكملها على خير وسلام يارب العالمين

اشكرك حبيبتي

الشكر لله
بارك الله فيج حبيبتي
تسلمين ياعمري