المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما أنزل الله من داء إلا انزل وله شفاء



امـ حمد
23-01-2013, 05:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أنزل الله من داء إلا وله شفاء
قال عليه الصلاة والسلام(ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء)ويقول عليه الصلاة والسلام(لكل داء دواء،فإذا أصيب دواء الداء

برأ بإذن الله عز وجل)فما من شيء من الأمراض إلا وقد خلق له الله سبحانه وتعالى ما يضاده،أي،أن هناك أنواعاً من التخصصات

في علاج الأمراض،فليست كل الأمراض تعالج

بنفس الطريقة كما يفعل بعض المعالجين الشعبيين، حيث أنهم

يعطون نفس المادة لعدة حالات مرضية، ويتبعون نفس الطريقة في علاج جميع الحالات، وهذا تعميم خاطئ دحضه الرسول صلى

الله عليه وسلم بحديثه، حيث بين أن (لكل داء دواء)يعني،مختص بدفعه،وأيضاً،لما قيل للرسول صلى الله عليه وسلم


(أرأيت رقىً نسترقي بها،ودواء نتداوى به،وتقاة نتقيها،هل ترد من قدر الله شيئاً،قال صلى الله عليه وسلم،هي من قدر الله)

فالمرض يقع بقضاء وقدر الله، وكذلك نحن ندفع قضاء المرض بقضاء التداوي،والعلاج المناسب المختص بهذا الدواء،وهذا لا

يقدح في التوكل،بل هو من التوكل، لقول رسول الله صلى

الله عليه وسلم(اعقلها وتوكل)ولا شك أن قول النبي صلى الله

عليه وسلم(لكل داء دواء)فيه تقوية لنفس المريض قبل الطبيب،وفيه حث على الاجتهاد في محاولة اكتشاف أدواء

الأمراض،فما من مرض إلا وله دواء إلا الشيخوخة والهرم،كما بين النبي صلى الله عليه وسلم،حتى الأمراض التي عجز الطب

إلى الآن عن اكتشاف دواء حاسم لها كالسرطان والإيدز وغير ذلك،فنحن نوقن قطعاً أن لها دواء،ومن الخطأ أن نقول ليس لها

دواء،لأنه ما من داء إلا أنزل الله له دواء، لكننا لما نعلمه بعد، فمن اجتهد ويسر له الأمر،فإنه يصل إلى علاج هذه الأمراض،ولا

شك أن المريض إذا تعلق بهذا الأمل الذي ورد على

لسان الرسول صلى الله عليه وسلم،فإنه يقوي نفسه،وكذلك

الطبيب يجتهد في إصابة هذا الدواء والتفتيش عنه،للمحافظة على النفس البشرية،أن المحافظة على النفس من المقاصد العليا

والأساسية للشريعة الإسلامية،فحفظ صحة الناس ونفوسهم ليس متروكاً للعبث، والشريعة لا يمكن أن تفتح الباب لكل من


هب ودب أن يعبث بنفوس الناس وبجوارحهم وبأعضائهم بمثل هذه الصورة التي تحصل اليوم،والنبي صلى الله عليه وسلم،أمرنا

بتحري الحاذق من الأطباء،فقد ذكر مالك في موطئه عن زيد بن أسلم(أن رجلاً في زمان النبي صلى الله عليه وسلم،أصابه جرح،

فاحتقن الجرح الدم،وإن الرجل دعا رجلين

من بني أنمار فنظرا إليه،وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال

لهما،أيكما أطب،أي،أيكما أتقن للطب،فقال،أو في الطب خير يا رسول الله، فقال(أنزل الدواء الذي أنزل الداء)وروي عن عمرو

بن دينار،عن هلال بن يساف قال(دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم،على مريض يعوده، فقال،أرسلوا إلى


طبيب،فقال قائل،وأنت تقول ذلك يا رسول الله،قال،نعم،إن الله عز وجل(لم ينزل داء إلا أنزل له دواء)فاطمئنوا،ولا داعي لهذا

الشعور الخفي الذي يجده كثير من الناس من التشكك في الطب،
وفقد الثقة فيه، والنظر إليه نظرة احتقار وازدراء؛ فإن اللجوء

إلى الطبيب في مجال تخصصه يعتبر من الأسباب العادية

التي قد طولبنا بالأخذ بها،إذا ألم بنا مرض أو داء،إن النبي صلى

الله عليه وسلم،شدد في عقوبة من يتولى علاج الناس وليس له خبرة وعلم كافٍ، فلابد أن يأمن إيقاع الضرر بالآخرين نتيجة

الأخطاء المهنية،بل إنه صلى الله عليه وسلم،حمل هذا المتطبب دية الخطأ،كما جاء في قول النبي صلى الله عليه


وسلم(من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن)،أي، فهو مسئول،ويعتبر جانياً إذا أتلف شيئاً من أعضاء المريض، ويؤاخذ

به شرعاً،إذا كنا نحن الآن ننكر على الذين يعذبون الناس،كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم،عنهم أنهم يغدون في سخط الله

ويروحون في غضب الله، فقال عليه الصلاة والسلام(صنفان

من أهل النار لم أرهما،قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها

الناس)فإن كان هؤلاء من أهل النار، فما بالنا نتساهل مع أناس يمارسون أقبح أنواع الجنايات تحت اسم العلاج بالقرآن،وكأن

كلمة (القرآن) ترس يتترسون خلفه،وحصن يتحصنون به ليستبيحوا إراقة دماء الناس وقتلهم جهلاً وظلماً


وعدواناً،أهمية التثبت من المرض قبل العلاج،عند عدم قدرة الطالب أو عدم رغبته مثلاً في إكمال دراسته،أو عدم تكيف زوجة

في زواجها، أو نحو ذلك من الضغوط،فإنه يحدث نوع من الانشقاق في مستوى الوعي، فتحدث حالات الإغماء،أو الصرع

الهستيري،أو يتصرف الشخص بالفعل كأنه شخص آخر، ليعبر

عما لم يستطع التعبير عنه في حالاته العادية، وأحياناً يغير

صوته، والأطباء يعرفون هذا جيداً، كأن يكون المريض مثقفاً، وكان قد قرأ الذبحة الصدرية،أو يعرفها، فيستولي عليه الوهم

حتى أنه ليأتي بكل أعراض الذبحة وما به من ذبحة، أو يأتي بأعراض الشلل وما به من شلل،كما حصل في أول حالة هستيريا


عولجت، وقد حدثت هذه الحالة في زمان الإغريق،حيث شعر شاب بأنه مشلول،وأتي به إلى المعبد كي يتعالج من الشلل التام

الذي ألم به، فقام أحد رهبانهم ومضلليهم واختطف حقيبة الشاب من يده بسرعة وولى هارباً،فما كان من هذا المريض الذي كان

يدعي الشلل إلا أن لحق الراهب بسرعة وبدون شعور

وأخذ حقيبته،فقد وجدنا انشقاقاً وحيرة عند هذا المريض بين

الشيخ المعالج،وبين الطبيب المعالج أيضاً،وأن السحر والحسد حقيقة ثابتة،بغض النظر عن هذه المبالغات والمجازفات التي

تصدر من جهلة الناس،والله تعالى يقول(الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)


البقرة،قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى،أي،لا يقومون من قبورهم يوم القيامة،إلا كما يقوم المصروع حالة صرعه وتخبط

الشيطان له،وعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه،قال(لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم،على الطائف،جعل

يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي، فلما

رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال،عليه

الصلاة والسلام،ما جاء بك،قلت،يا رسول الله،عرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي،قال،ذاك الشيطان، ادنه، فدنوت

منه، فجلست،فضرب صدري بيده) يعني،ضرب النبي صلى الله عليه وسلم،صدر عثمان بيده،دون كسر عظم أو


ضرب على الوجه(وتفل في فمي،وقال،اخرج عدو الله، ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال،الحق بعملك)رواه ابن ماجة وصححه الألباني

في صحيح ابن ماجة،وعند الشيخين من حديث صفية رضي الله تعالى عنها،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الشيطان يجري

من ابن آدم مجرى الدم)ولاشك أن الطب الغربي أو الطب المادي الملحد لا يعترف بحقيقة الشيطان، ولا بالروح، ولا بالله، ولا

بالقرآن، بل يتعامل مع الأمور المحسوسة، فمن ثم خُدع من خدع من الأطباء،بأن جارى المراجع الطبية في هذه المزلقة المهلكة

والخطيرة،وفي الجهة الأخرى بالغ مُدعو العلم بأسرار السحر في هذا الأمر، فادّعوا أن كل الأمراض هي تأثير سحر،ليستجدوا

المرضى المساكين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يلتمسون الشفاء في أي مكان، وبأية طريقة، وهكذا انتشرت من

جديد على أيدي هؤلاء المعالجين العرافة والكهانة بصورة جديدة،ولكن في هذه المرة تختفي وراء ادعاء العلاج بالقرآن

الكريم حتى يمارسوا هذا الدجل،وكي تزداد ثقة عند عامة الناس بهم،فما زالت هناك أشياء في الطب شديدة الغموض،ولكن بقيت

المسببات في حاجة إلى بحث طويل،مع الاعتراف والالتزام والاعتقاد بما ورد من آيات وأحاديث صحيحة في هذا الشأن،دون تقليل أو تهويل.

التميمي 3
24-01-2013, 06:31 PM
يعطيكي العافيه أم حمد
والله يشفي مرضى المسلمين

امـ حمد
25-01-2013, 12:05 AM
يعطيكي العافيه أم حمد
والله يشفي مرضى المسلمين

بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس