تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيان رابطة علماء المسلمين حول الحرب الفرنسية ضد مسلمي مالي



بـارود
24-01-2013, 11:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله ناصر المستضعفين ، وجاعل الدائرة على أعداء الدين المحاربين ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ، وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين القائل : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) والقائل : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ) الحديث ، وعلى آله وصحابته أجمعين ، أما بعد :


فإن الحرب التي تشنها فرنسا على المسلمين في مالي ضرب من العدوان السافر ، والتدخل في شؤون لا مسوغ لدخولها فيها ، لكنها حرب طوائف من الإسلاميين بدعوى الإرهاب والتشدد ، فما كان ذنبهم إلاّ سعيهم لإقامة حكم إسلامي في بلدهم الذي طالما اخضع للاستعمار وشريعة الغرب ، فالمسلمون في مالي لم يرتكبوا جرائم حرب ، ولا جرائم ضد الإنسانية ، ولا هددوا الأمن والسلم الإقليمي فضلاً عن الدولي ! بينما يرتكب نظام مجرم في الشام أبشع الجرائم ضد البشرية ، وفرنسا كسائر الأمم الغربية تتفرج ، وتكتفي بالشجب البارد ، ولا تحرك ساكناً ، بل تتربص للتدخل إذا استتبت الأمور للمجاهدين ، للحيلولة دون أن يقطفوا ثمرة جهادهم !


وحيال هذا الظلم والعدوان نبين للأمة ما يأتي :


أولاً : ما فعلته فرنسا حرب وعدوان على المسلمين ، يجب إنكاره ، ولا يجوز إقراره فضلاً عن دعمه مادياً أو إعلامياً أو بأي نوع من أنواع الدعم المعنوي ، فمظاهرة الكافرين على المسلمين من نواقض الإسلام كما هو ظاهر القرآن وبينه أئمة وعلماء الإسلام ، ولاسيما إن كان الكافر يعلن بأن حربه على قوم يريدون إقامة حكم إسلامي في بلدهم ، فإعانته الكفار في هذه الحال من الموبقات العظيمة التي لا يجوز لمسلم أن يسهم فيها ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) [ المائدة : 51 - 52 ] .



ثانياً : على جميع المسلمين دولا وشعوبا رد هذا العدوان ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، ودعم المجاهدين هناك بما أطاقوا ، فإن لم تكن لهم على الحرب قدرة ، ولم يكن لهم إلى دعم المجاهدين سبيل ، فلا أقل من الوساطة للخروج بحل سلمي مشروع يكف المعتدي ، ويصلح ما بين الإخوة في مالي ، ويقع على عاتق أهل العلم والعقل والديانة في تلك البلاد من ذلك الثقل الأكبر ، وكل ذلك من جملة الولاء الواجب بين المؤمنين ، لأن الكفار يوالي بعضهم بعضا ، كما بين سبحانه ( وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) [ الأنفال : 73 ] ، وقد فعلوا ذلك ، فتمالؤا في هذه النازلة ، ودعموا الفرنسيين دون مواربة ، وحري بالمؤمنين أن يوالي بعضهم بعضاً : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ) [ الأنفال : 72 ] .



ثالثاً : حال المسلمين اليوم ، تقتضي العمل على إقامة الدين بحكمة ، فتراعى العواقب ، وتدرك حدود الطاقة ، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وما آتاها ، ورحم الله امرئً عرف قدر نفسه ، وقدر قبل الخطو لرجله ؛ فلم يعنت نفسه أو يسبب العنت لغيره ، لكن تقدير هذه الأمور كثيراً ما يكون موضع اجتهاد ، فلا يجوز أن يكون الخلاف فيه سبباً في خذلان المسلم لأخيه المسلم ، ولا مسوغاً لإسلامه لعدوه ، دع الإعانة عليه أو الشماتة به ، أو إقرار احتلال بلاده ، فهذا فعل من لا خلاق لهم ، وقد قال الله فيهم : ( الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [ آل عمران : 168 ] ، وقد كان هذا يوم أحد حيث خرج المسلمون باجتهاد ، ونزلوا من الجبل باجتهاد .



وأخيراً ، فإن مما ليس لمسلم أي عذر فيه هو واجب النصرة بالدعاء لإخواننا في مالي بأن يذل الله أعداءهم ، وينصرهم عليهم ، وأن يرزق المسلمين من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء ، وأن يلطف بهم ، ويداوي جرحاهم ويشفي مرضاهم ، ويرحم قتلاهم ، وأن ينجي المستضعفين ويهلك الظالمين ، والحمد لله رب العالمين .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



رابطة علماء المسلمين

كازانوفا
24-01-2013, 01:00 PM
الله ينتقم منهم شر انتقام
من وين طلعولنا