المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إبراهيم باشـــا في ( حريم السلطان )



لعديد
24-01-2013, 11:04 PM
إبراهيم باشـــا


ذلك الرجل عظيم الطموح والذي كان المتسيد الأكثر شـراسة في بلاط السلطان العثماني سـليمان القانوني، والذي دخل في صراع طويل مع السلطانة هيام، كما هو الحال في كل الدنيا فيما يسمى «نصيب الأسد»، أو بشكل آخر «صراع السلطة».. إبراهيم باشا الصقرجي الذي التقاه السلطان ورفعه إلى مقام الوزير الأول، وزوجه بأخته لم يكن هو الصورة الوحيدة لهذه النوعية من الرجال في التاريخ، بل ربما احتل التاريخ بشكل عام مجموعة من الرجال المغمورين، والذين كانوا من أهم أسباب تقدمهم أنهم كانوا يعرفون ماذا يريدون، وسخروا كل ما يملكون من إمكانات لهذه المعرفة من علم وأدب وتاريخ ولغات وموسيقى وشعر، وخاصة أن مثل هذه الشخصيات قد حباها الله بذكاء فطري، وحس مخابراتي، ولسان مفوه، وقلب يقظ، وقبل ذلك كله ما يسمى بـ «التوفيق»، أو علمياً كل ما يحيط بالشخص من عوامل سياسية واجتماعية وفكرية تكون في صالحه، مثل هذه الشـخصيات التي أتت من أوساط اجتماعية أقل من عادية، دائماً تعمل على أن تكسب ود الآخرين بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان يدعوها ذلك إلى ارتكاب المعاصي، فالغاية تبرر الوسيلة، كما قال ميكافيللي، والأشد من ذلك أنها تتقبل من الآخرين كل ما تتعرض إليه من إهانات، ربما لا يتقبلها من يتمتعون بوضع اجتماعي مرموق، ويبدأ بتصفية كل من يقف في طريقه لتحقيق غايته المثلي، وعادة هذه الشخصيات تتمتع بهدوء وأدب أمام من يودون كسب مودتهم، وشراسة أمام الأشخاص الأضعف منهم، يبدأ معهم التخطيط والطموح منذ أن يلتحقوا بذوي السلطة، فيبدأ علوهم ويبرز نجمهم، مداخلهم في ذلك:
1- رضا أسيادهم عليهم في مقابل تسهيل سبل المتعة لأسيادهم.
2- خلق الصراعات بين كل من يحيط بذوي السلطة حتى يبدأون في الفناء واحداً تلو الآخر.
3- السيطرة التامة على الخدم والحشم حتى وإن دبت النملة تسمعوا لها، فهم مستعدون لقرصتها.
4- التلويح بأهميتهم ومكانتهم لكل قريب وبعيد، وحتى يبدأ الناس يخطبون ودهم دون شعور منهم.
وفي نهاية الأمر يصِلون، وسط صيحات من الاستنكار والتعجب، وتساؤلات من تعلوهم الدهشة كيف وصلوا؟
وتبدأ تحيط هؤلاء مجموعة من القصص، ومنها علاقتهم بالسحرة والمشعوذين، أو قدرتهم على التدليس والكذب، وكل هذا جائز، فالهدف أن يصلوا وليس هدفهم أن يكونوا قديسين.
ومن ضمن تركيبتهم الشخصية أنهم في بادئ الأمر لا يكرهون الشخص الملتصقين به، ولكن ما إن يصلوا أو يصل هذا الشخص صاحب السلطة بهم وهو يداهم جنوده المخلصين، وما إن يثق أصحاب هذه الشخصية بسيطرتهم التامة على زمام الأمور حتى يبدأوا بالتكشير عن أنيابهم والانتقام من كل الأشخاص الذين استهزءوا بهم، أو استنقصوهم، أو يحاولون منافستهم في تصفيات دموية تقشعر منها الأبدان وعبارتهم الشهيرة «نحن من صنعنا هذه السلطة» إلى أن يفيق رب السلطة في لحظة ما، ويرى أن هؤلاء الأشخاص الذين كان يثق بهم ولا يرى الدنيا إلا ممن خلالهم، هم من يسودون صفحته التاريخية، وينسبون أفضال السلطة لهم، وتأتي هنا لحظات التصفية الكبرى التي قرأنا عنها في كل العصور مع أبو سلمة الخلال، وأبو مسلم الخراساني، والبرامكة، وبدر خادم عبدالرحمن الداخل، ومحمد بن أبي عامر، وغيرهم ممن يحفل التاريخ بهم، وحتى أصحاب السلطة صنعوا هذا الشخص، وكانت لهم أهدافهم في صناعته حتى يكتب التاريخ أنهم كانوا الأبطال الصناديد، وأن بطانتهم كانت تفسد عليهم تاريخهم، ولكن في اللحظة المناسبة سيبطشون بهم متلذذين بتلك اللحظة، نحن من صنعناهم ونحن من ننهيهم، فأصحاب السلطة لا يحبون من يذكرهم بلحظات ضعفهم وحاجاتهم وهؤلاء هم من شهدوا هذه اللحظات، وبدأوا يعزفون على تلك الأوتار حتى أصبحت السيمفونية مجرد أسطوانة مشروخة لا تجلب إلا الآهات.
تحياتي لكل الشرفاء في التاريخ ممن كانت غايتهم ووسيلتهم لا تقبل القسمة على اثنين.
وقفة:
الطموح حق لكل إنسان، ولكن أدواته سهام مصوبة، وجروحه مميتة، ومعاركه دامية، وقد يضخم الأنا ويغرر بصاحبه حتى يرديه صريعاً.

للكاتبة / سارة الخاطر
جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1870&artid=227034

الخزرجي قطر
25-01-2013, 12:29 AM
شكرا لك بارك الله فيك على نقلك الموضوع
كما اشكر الكاتبه على موضوعها

التيما
25-01-2013, 01:50 PM
مع أني لست من عشاق أي مسلسل تركي لكن هذا المسلسل بالذات لانه يتكلم عن فترة تاريخية حقيقية .. وطريقة الحياة في الحرملك صحيحة حسب الوقائع التاريخية .. بحكم دراستي وتخصصي المسلسل فعلا واقعي .. فيعتبر اول مسلسل تركي اتابعه وبنجاح .

فيروزه
26-01-2013, 02:09 AM
شكرا لك عالطرح