المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة الدعاء على النفس والولد والمال



امـ حمد
28-01-2013, 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطورة الدعاء على النفس أو الولد او المال
إن من الأمور المهمة التي ينبغي أن يراعيها المسلم في دعائه أن يكون متبصراّ بما يدعو به،ويطلبه من ربه سبحانه وتعالى،غير
مستعجل ولا متسرع فيما يطلب ويسأل،بل ينبغي أن يتدبر في أموره حق التدبر،ليتحقق ما هو خير حقيق بالدعاء به،وما هو شر
جدير بالاستعاذة منه،وذلك أن كثيراّ من الناس عند غضبه وتضجره وحصول الأمور المزعجة له،قد يدعو على نفسه أو ولده أو ماله
بما لا يسره تحققه وحصوله،وهذا ناشئ عن تسرع الإنسان وعجلته وعدم نظره في العواقب،يقول الله تعالى(و يدع الإنسان
بالشر دعاءه،بالخير و كان الإنسان عجولا)الاسراء،أي يسارع إلى طلب ما يخطر بباله،متعامياّ عن ضرره وسوء عواقبه،وإنٌما يحمل
الانسان على ذلك عجلته وقلقه،ولهذا قال تعالى(وكان الانسان عجولا)وإن من أبلغ ما يكون خطراّ وأشد ما يكون ضرراّ في هذا
المقام،الدعاء على النفس بالهلاك أو العذاب أو دخول النار أو الحرمان من دخول الجنة أو نحو ذلك،وهذا لا يفعله إلا من بلغ

الغاية في السفة والنهاية في الغي،ومن آفات اللسان ومصائبه عند النساء،فقد تحدث مشكلة بين أم وأولادها فتشتم نفسها وتدعوا على

نفسها وإذا عاتبها أحد على ذلك تقول،لا شأن لكم فإني أدعوا على نفسي وكذلك أيضاً قال الإسلام،ولا حتى على نفسك كأن تقول

لأولادها،ربنا يأخذني ويريحكم مني أو تشتم نفسها وإذا عاتبها أحد تقول،لقد شتمت نفسي فإن ذلك أيضاً منهي عنه لأنها يجب أن

تعلّم أولادها وبناتها على المعاملة الطيبة التي أوجبها الإسلام حتى ولو أساءوا إليها،فهل أوذي أكثر من رسول الله صلى الله عليه

وسلم،من أهله وعائلته وبلده مكة،لا يوجد،ومع ذلك كان يقول(رب اغفر لقومي فإنهم لايعلمون)فلم يدعو عليهم ولكنه دعا لهم وقد

استجاب الله له وهداهم أجمعين في النهاية،ودخلوا في دين الله أفواجاً وبذلك قد أعطانا المثل أن نعود لساننا دائماً على الكلام

الطيب،لا نسب ولا نشتم ولا نلعن ولا ندعوا على أولادنا ولا على أنفسنا ولا على أحد قط،لنفرض أن واحدة قد ظلمتك من وجهة

نظرك لكن من الجائز أنك في الحقيقة قد تكوني الظالمة فمن أين تتأكدي أنك المظلومة،ولذا نهانا النبي حتى عن الدعوة في مثل ذلك

فقال،إذا كان لك حق فإن الله يوم القيامة سيعطي لكل واحد حقه ولو دعوتي عليها فقد ضيعت حقك فقال(من دعا على من ظلمه فقد

انتصر)صحيح البخاري ومسلم،وانتصر هنا يعنى أخذ حقه، ولا يجوز يوم القيامة أن يأخذ حقه منه،كان لا بد علينا أن نفوض الأمر

لله،ونقول(حسبنا الله ونعم الوكيل) أو تقول(وأفوض أمري إِلى الله إِن الله بصير بالعباد)لكن لا ندعوا على أحد قط،وذلك لأننا لا نعرف
مع من يكون الحق ولكن سيظهر الحق يوم الحق إن شاء الله رب العالمين،ومن الآداب النبوية ترك الجدال،والجدال يعني،النقاش

الحاد حتى ولو كان في موضوع مفيد والنقاش فيه حاد،هذا متمسك برأيه وهذا متعصب لرأيه،وعن معاذ بن جبل قال،قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم(أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاّ
وترك الكذب وإن كان مازحاّ وحسن خلقه)رواه الطبراني،والبزار وفي إسناد الطبراني،لأن الجدال يجعل النفوس تتغير أنت متمسك

برأيك،والثاني متمسك برأيه،فالشيطان يحضر هنا من أجل أن يقوى الاثنين وهذا أمر لا يرضاه الله،فالجدال ممنوع ومكروه في الإسلام

وليس حراماً،ومكروه أيضاّ في البيع والشراء،إلا إذا زاد عن الحد فيحرم إن كان سيؤدى للعداوة والبغضاء،عن جابر بن عبدالله،رضي

الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تدعوا على أنفسكم,ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم,لا توافقوا

من الله ساعة فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه مسلم،هذا الحديث الشريف يبين لنا أن هناك أوقات شريفة يستجاب فيها الدعاء،فنهينا

عن الدعاء على أنفسنا وعلى أولادنا وأموالنا , لئلا يوافق دعاؤنا ساعة إجابة,فيستجاب للدعاء فيصيبنا الضر بذلك، وكثير من

الأمهات،هدانا الله وإياهن،يكثرون من الدعاء على أولادهم,ولا يقصدن مضرة أولادهن بل هو مما أخذت عليه الألسنة,وهذا كما

يقولون،عذر أقبح من ذنب , فقد ورد النهي عن الدعاء على الأولاد,فيجب على كل أم في ساعات الغضب أن لا تطلق العنان

للسان واللعن على أولادها سواء قصدت المضرة أم لم تقصد،حتى لا يستجاب لها فتندم ساعة لا ينفع الندم،ولتعلم الأم أنها هي

الخاسرة لو استجيب لها،ومرت الأيام فأصيب الولد بنفسه أو بأولاده أو بماله، بأي مصيبة قدرها الله عليه، وكان سببها دعوة
الأم أو الأب، كم حجم الجناية التي جنت بها على ولدها،
ولو علم الأب أو الأم أن سبب تلك المصيبة هي الدعوة التي دعاها

احدهما على الولد، كم ستكون الحسرة والألم في نفوسهما الرحيمة،وتربية الابناء تحتاج الى صبر وترو وضبط

للنفس،والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم والامساك عن الكلام حين الغضب ثم الدعاء للابناء بالهداية خير من الدعاء عليهم

فالذي يدعو على ابناءه كمن يدعو على نفسه لان الامر مردود عليه،كما يحتاج الامر الى تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل.

NINA RICCI
28-01-2013, 11:20 AM
جزاج الله خيير

بن غيث
28-01-2013, 11:30 AM
يحتاج الامر الى تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل


الحل الجذري لاي مشكلة .. وهو يأتي من الخشوع في الصلاة والتقرب من الله

امـ حمد
28-01-2013, 02:12 PM
جزاج الله خيير

بارك الله فيك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
28-01-2013, 02:13 PM
يحتاج الامر الى تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل


الحل الجذري لاي مشكلة .. وهو يأتي من الخشوع في الصلاة والتقرب من الله

بارك الله فيك
وجزاك ربي جنة الفردوس