امـ حمد
01-02-2013, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تبارك وتعالى(إِن السمع والبصر والفؤاد كل أولـئك كان عنه مسؤولاً)ويقول ربنا جل جلاله(قل للمؤمنين يغضوا
من أَبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أَزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)قال الإمام ابن القيم رحمه الله،أمر الله تعالى نبيه صلى
الله عليه وسلم،أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم،وحفظ فروجهم،وأن يعلمهم أن الله مشاهد لأعمالهم مطلع عليها(يعلم
خائنة الأعين وما تخفي الصدور)ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر،جعل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفرج، فإن كل
الحوادث مبدؤها من النظر،كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة،يقول نبينا
صلى الله عليه وسلم(ما تركت بعدي فتنة أضرعلى الرجال من النساء)رواه مسلم،والترمذي،وقال،هذا حديث حسن صحيح،إن
الناظر في حياة الناس اليوم أو في حياة بعضهم،يرى تساهلاً عظيماً مخيفاً،إطلاق للبصر،وافتتان بالنساء، وبذل للمال في
سبيل ذلك،عن طريق شراء آلات استقبال القنوات الفضائية وغيرها،ومنه تتبع الأسواق بحثاً عن الفتنة،وبذل المال للسفر
إلى الخارج،لأن من فتن بالنساء وأطلق بصره فيما حرم عليه يصير عبداّ لهذه اللذة، يسافر من أجلها، ويخسر ماله وعرضه
في سبيلها، فتراه الليل والنهار قد أطلق بصره،وأسرته تلك الصور،حتى وهو في عبادته،لا تغيب عنه تلك الصور(بل هي
فتنة ولكن أَكثرهم لا يعلمون)لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بآداب ووصايا، فمن أخذ بها اهتدى وسلم من عاقبة النظر
المحرم،أولاّ،الحث على الزواج لقول نبينا صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)خرجاه في الصحيحين،ثانياّ،صرف البصر عن المحارم،
لما روى الإمام مسلم،في صحيحه، من حديث جرير بن عمرو البجلي رضي الله عنه،أنه قال،سألت النبي صلى الله عليه
وسلم،عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري،ثالثاّ،الإنكار على من خالف أمره صلى الله عليه وسلم، وقصة النبي عليه
الصلاة والسلام مع الفضل بن عباس لما نظر إلى امرأة فحول النبي صلى الله عليه وسلم وجهه إلى الشق الآخر لئلا ينظر
إليها، هذه القصة تدل على الإنكار على من نظر إلى ما حرم الله تبارك وتعالى،رابعاّ،نهي المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن
تتطيب، لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وافتتانهم، وكذلك إذا خرجتت إلى غير المسجد من باب أولى لا تتطيب،خامساّ،نهي
المرأة أن تنعت امرأة أخرى لزوجها، حتى كأنه ينظر إليها، لئلا يقع في قلبه شيء من الميل إلى تلك المرأة،سادساّ،النهي
عن الجلوس في الطرقات، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إياكم والجلوس في
الطرقات،إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا،يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها،فقال صلى الله عليه وسلم،إذا
أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا،وما حق الطريق يا رسول الله،فقال صلى الله عليه وسلم،غض البصر وكف الأذى
ورد السلام،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،أخرجاه في الصحيحين،صحيح البخاري،ومسلم،
وللسلف في هذا كلام حسن نافع،روي أن عيسى عليه السلام قال،النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة،
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه،حفظ البصر أشد من حفظ اللسان،
قال أنس رضي الله عنه،إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك،
قال بعض السلف،النظر سهم سم إلى القلب،
وقال آخر،من حفظ بصره أورثه الله نوراّ في بصيرته،
قال شجاع بن شاه رحمه الله،من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات وطلب أكل الحلال لم تخطأ له فراسته،
واستمع إلى ابن الجوزي الواعظ الناصح وهو يقول،فتفهم يا أخي ما أوصيك به، إنما بصرك نعمة من الله عليك، فلا تعصه بنعمه، وعامله بغضه عن الحرام تربح، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة،
قال موسى الحجاوي،فضول النظر أصل البلاء، لأنه رسول الفرج، أعني الآفة العظمى والبلية الكبرى، والزنا إنما يكون سببه في الغالب النظر، فإنه يدعو إلى الاستحسان، ووقوع صورة المنظور إليه في القلب،
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم،إن لغض البصر فوائدعظيمة وعوائد جليلة،
فمن ذلك،تخليص القلب من الحسرة،فإن من أطلق نظره، دامت حسرته، لأنه ينظر إلى ما لا سبيل إليه، ولا صبر له عنه،
وذلك غاية الألم،وغض البصر يورث القلب نوراّ وإشراقاّ، يظهر في العين والوجه والجوارح،وسروراّ وفرحة أعظم من
الالتذاذ بالنظر، وذلك لقهره عدوه، وقمع شهوته، وانتصاره على نفسه الأمارة بالسوء، فإنه لما كف لذته وحبس شهوته لله
تبارك وتعالى،عوضه الله مسرة ولذة أكمل منها، كما قال بعضهم،والله للذة العفة أعظم من لذة الذنب،وأن غض البصر
يسد عليه باباّ من أبواب جهنم، فإن العين تزني وزناها النظر، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه،ويخلِّص القلب من سكرة الشهوة،
ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر مؤدٍّ للغفلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تبارك وتعالى(إِن السمع والبصر والفؤاد كل أولـئك كان عنه مسؤولاً)ويقول ربنا جل جلاله(قل للمؤمنين يغضوا
من أَبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أَزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)قال الإمام ابن القيم رحمه الله،أمر الله تعالى نبيه صلى
الله عليه وسلم،أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم،وحفظ فروجهم،وأن يعلمهم أن الله مشاهد لأعمالهم مطلع عليها(يعلم
خائنة الأعين وما تخفي الصدور)ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر،جعل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفرج، فإن كل
الحوادث مبدؤها من النظر،كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة،يقول نبينا
صلى الله عليه وسلم(ما تركت بعدي فتنة أضرعلى الرجال من النساء)رواه مسلم،والترمذي،وقال،هذا حديث حسن صحيح،إن
الناظر في حياة الناس اليوم أو في حياة بعضهم،يرى تساهلاً عظيماً مخيفاً،إطلاق للبصر،وافتتان بالنساء، وبذل للمال في
سبيل ذلك،عن طريق شراء آلات استقبال القنوات الفضائية وغيرها،ومنه تتبع الأسواق بحثاً عن الفتنة،وبذل المال للسفر
إلى الخارج،لأن من فتن بالنساء وأطلق بصره فيما حرم عليه يصير عبداّ لهذه اللذة، يسافر من أجلها، ويخسر ماله وعرضه
في سبيلها، فتراه الليل والنهار قد أطلق بصره،وأسرته تلك الصور،حتى وهو في عبادته،لا تغيب عنه تلك الصور(بل هي
فتنة ولكن أَكثرهم لا يعلمون)لقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بآداب ووصايا، فمن أخذ بها اهتدى وسلم من عاقبة النظر
المحرم،أولاّ،الحث على الزواج لقول نبينا صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)خرجاه في الصحيحين،ثانياّ،صرف البصر عن المحارم،
لما روى الإمام مسلم،في صحيحه، من حديث جرير بن عمرو البجلي رضي الله عنه،أنه قال،سألت النبي صلى الله عليه
وسلم،عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري،ثالثاّ،الإنكار على من خالف أمره صلى الله عليه وسلم، وقصة النبي عليه
الصلاة والسلام مع الفضل بن عباس لما نظر إلى امرأة فحول النبي صلى الله عليه وسلم وجهه إلى الشق الآخر لئلا ينظر
إليها، هذه القصة تدل على الإنكار على من نظر إلى ما حرم الله تبارك وتعالى،رابعاّ،نهي المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن
تتطيب، لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وافتتانهم، وكذلك إذا خرجتت إلى غير المسجد من باب أولى لا تتطيب،خامساّ،نهي
المرأة أن تنعت امرأة أخرى لزوجها، حتى كأنه ينظر إليها، لئلا يقع في قلبه شيء من الميل إلى تلك المرأة،سادساّ،النهي
عن الجلوس في الطرقات، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إياكم والجلوس في
الطرقات،إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا،يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها،فقال صلى الله عليه وسلم،إذا
أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا،وما حق الطريق يا رسول الله،فقال صلى الله عليه وسلم،غض البصر وكف الأذى
ورد السلام،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،أخرجاه في الصحيحين،صحيح البخاري،ومسلم،
وللسلف في هذا كلام حسن نافع،روي أن عيسى عليه السلام قال،النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة،
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه،حفظ البصر أشد من حفظ اللسان،
قال أنس رضي الله عنه،إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك،
قال بعض السلف،النظر سهم سم إلى القلب،
وقال آخر،من حفظ بصره أورثه الله نوراّ في بصيرته،
قال شجاع بن شاه رحمه الله،من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات وطلب أكل الحلال لم تخطأ له فراسته،
واستمع إلى ابن الجوزي الواعظ الناصح وهو يقول،فتفهم يا أخي ما أوصيك به، إنما بصرك نعمة من الله عليك، فلا تعصه بنعمه، وعامله بغضه عن الحرام تربح، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة،
قال موسى الحجاوي،فضول النظر أصل البلاء، لأنه رسول الفرج، أعني الآفة العظمى والبلية الكبرى، والزنا إنما يكون سببه في الغالب النظر، فإنه يدعو إلى الاستحسان، ووقوع صورة المنظور إليه في القلب،
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم،إن لغض البصر فوائدعظيمة وعوائد جليلة،
فمن ذلك،تخليص القلب من الحسرة،فإن من أطلق نظره، دامت حسرته، لأنه ينظر إلى ما لا سبيل إليه، ولا صبر له عنه،
وذلك غاية الألم،وغض البصر يورث القلب نوراّ وإشراقاّ، يظهر في العين والوجه والجوارح،وسروراّ وفرحة أعظم من
الالتذاذ بالنظر، وذلك لقهره عدوه، وقمع شهوته، وانتصاره على نفسه الأمارة بالسوء، فإنه لما كف لذته وحبس شهوته لله
تبارك وتعالى،عوضه الله مسرة ولذة أكمل منها، كما قال بعضهم،والله للذة العفة أعظم من لذة الذنب،وأن غض البصر
يسد عليه باباّ من أبواب جهنم، فإن العين تزني وزناها النظر، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه،ويخلِّص القلب من سكرة الشهوة،
ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر مؤدٍّ للغفلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق.