المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النفوس الشريفة والنفوس الدنيئة



امـ حمد
02-02-2013, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهانة نفـس
ومن تكن العلياء همة نفسه،،،فكل الذي يلقاه فيها محببُ
وحين تعلو همة الـنفس يزداد قدرها،،،ويرتفع ثمنها،

يقول الإمام الشافعي،
أما حين تهون الـنفس على صاحبها،فإنه يهون هو في أعين الناس فإن الناس تضع الإنسان حيث

يضع نفسه،كما قال الجرجاني،ومتى هانت الـنفس عند صاحبها دساها وحقّرها بكل خلق مرذول،
وصغرها بما يشينها،وتخلّق بكل خلق دنيء،ولا يرضى بالدّون إلا دنيء،

قال ابن القيم،

فلو كانت النفس شريفة كبيرة لم ترض بالدُون،فأصل الخير كلّه بتوفيق الله ومشيئته وشرف الـنفس ونبلها وكبرها،وأصل الشر خستها ودناءتها وصغرها،قال تعالى(قد أفلح من

زكاها،وقد خاب من دساها)أي،أفلح من كبّرها وكثّرها ونمّاها بطاعة الله،وخاب من صغّرها وحقّرها بمعاصي الله،فالطاعة والبر تكبر الـنفس وتعزها وتعليها،حتى تصير أشرف شيء وأكبره وأزكاه

وأعلاه،ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره لله تعالى،وبهذا الذل حصل لها هذا العز والشرف والـنمو،فما صغر النفس مثل معصية الله،وما كبرها وشرفها ورفعها مثل طاعة الله،النفوس

الشريفة،ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة،ولا ترضى بالظلم ولا بالفواحش،ولا بالسرقة والخيانة،لأنها أكبر من ذلك وأجل،والـنفوس الدنيئة،تحوم حول الدناءات

وتقع عليها،كما يقع الذباب على الأقذار،والنفس المهينة الحقيرة والخسيسة بالضد من ذلك،فكل نفسٍ تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها،ومن عقوباتها،أنها تصغر الـنفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها

حتى تصير أصغر كل شيء وأحقره،كما أن الطاعة تنميها وتزكيها وتكبرها،وإن مما تهون به الـنفس أن يعتاد الإنسان خلقاً من أخلاق المنافقين،ذلكم هو،الكذب،الذي عير به،مسيلمة،فاقترن

اسمه بوصف الكذب،فلا يذكر إلا ويعرف بالكذاب، والكذب خلق من أخلاق المنافقين،ففي خصال الـنفاق،إذا حدث كذب،كما في الصحيحين،قال منصور الفقيه،الصدق أولى ما به،،، دان امرؤ

فاجعله دينا ودع النفاق فما رأيت منافقاً إلا مهيناً،،،وإنما يكذب الكذاب من دناءة نفسه،والكذب أبغض خُلُق إلى صاحب الخُلُق العظيم صلى الله عليه وسلم،قالت عائشة رضي الله عنها(ما كان

خُلُق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب،فإن كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة)رواه عبد الرزاق ومِن طريقه الترمذي وابن

حبان،وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في خطبته،ليس فيما دون الصدق من الحديث خير،من يكذب يفجر،ومن يفجر يهلك،وقال أنس رضي الله عنه،إن الرجل ليحرم قيام الليل وصيام

النهار بالكذبة يكذبها،وقال عمر بن عبد العزيز،ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر أهله،وإذا كان الكذب بضاعة شيطانية،فإن الصدق منجاة،وهو بِضاعة أهل الإيمان،وقال علي رضي الله عنه،زين

الحديث الصدق،وأصى الخلفاء معلمي أبنائهم بتعليمهم الصدق،قال أسعد بن عبيد الله المخزومي،أمرني عبد الملك بن مروان،أن أعلّم بنيه الصِّدق كما أعلمهم القرآن،وقال مطر

الوراق،خصلتان إذا كانتا في عبدٍ كان سائر عمله تبعاً لهما،حسن الصلاة،وصدق الحديث،وقال الفضيل،لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال،وقال يوسف بن أسباط،يرزق العبد

بالصدق ثلاث خصال،الحلاوة والملاحة والمهابة،قيل للقمان الحكيم،ما بلغ بك ما نرى،قال،صدق الحديث،وأداء الأمانة،وترك ما لا يعنيني،قال ابن حبان،كل شيء يستعار ليتجمل به سهل

وجوده،خلا اللسان،فإنه لا ينبئ إلاّ عما عود،والصدق ينجى،والكذب يردي،ومن غلب لسانه أمره قومه،ومن أكثر الكذب لم يترك لنفسه شيئاً يصدق به،ولا يكذب إلا من هانت عليه نفسه،وقال ابن

حيان،أنشدني الكريزي،
كذبت ومن يكذب فإن جزاءه،،،إذا ما أتى بالصدق أن لا يصدّقاً
إذا عُرف الكذاب بالكذب لم يزل،،،لدى الناس كذاباً وإن كان صادق،

وأصدق من هذا وأبلغ قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة،وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى

يكتب عند اللَه صديقاً ،وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللَه كذاباً)رواه البخاري ومسلم،

فاختر لنفسك منزلتها ومكانتها في الدنيا والآخرة(يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَه وكونوا مع الصادقين)