المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزو فرنسا: بلاط الشهداء: عبدالرحمن الغافقي



اجودي
03-02-2013, 10:38 AM
القائد الفذ والشهيد المقدام والفارس الذي يصيبه الحزن حين يغمد سيفه لبعض الوقت عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغَافِقِيّ العَكِّيّ (ت 114هـ=732م)، ينتسب إلى قبيلة (غافق) وهي فرع من قبيلة (عك) باليمن، ويُكنى أبا سعيد, وكان من كبار القادة الغزاة الشجعان، وهو أحد التابعين –رحمه الله


ولايته رحمه الله (112هـ=730م)

بعد استشهاد عَنْبَسَة بن سُحَيْم -رحمه الله- بدأت الأمور في التغيُّر؛ فقد تولَّى حكم الأندلس مِن بعده مجموعة من الولاة على غير عادة السابقين، فعلى مدى خمس سنوات فقط (107-112هـ=725-730م) تولَّى إمارة الأندلس ستة ولاة، كان آخرهم رجل يُدعى الهيثم بن عبيد الكلابي –أو الكناني حسب بعض الروايات- وكان عربيًّا متعصبًا لقومه وقبيلته.

ومن هنا بدأت الخلافات تدبُّ بين المسلمين: المسلمون العرب من جهة والمسلمون الأمازيغ (البربر) من جهة أخرى، وكانت خلافات بحسب العِرْقِ وبحسب العنصر، وهو أمر لم يحدث في تاريخ المسلمين منذ فتح الله على المسلمين هذه المناطق وحتى هذه اللحظة، ولم تمرّ خلافات العصبيات هذه مرور الكرام، وإنما دارت معاركُ ومشاحناتٌ بين المسلمين العرب والمسلمين الأمازيغ (البربر)، حتى مَنَّ الله على المسلمين بمَنْ قضى عليها ووحَّد الصفوف من جديد، وبدأ يبثُّ في الناس رُوح الإسلام الأولى، التي جمعت بين الأمازيغ (البربر) وبين العرب، والتي لم تُفَرِّق بين عربي وأعجمي إلاَّ بالتقوى، ذلك هو عبد الرحمن الغَافِقِيُّ -رحمه الله.



موقعة بلاط الشهداء

http://im33.gulfup.com/N8WQ1.jpg (http://www.gulfup.com/?xbJnBd)

من أشهر المعارك الفاصلة في التاريخ تلك المعركة التي قامت بين المسلمين والفرنجة في سهول فرنسا علي ضفاف نهر اللوار في اكتوبر سنة 732م، والتي يطلق عليها معركة بلاط الشهداء.. حيث كان يقود جيوش الفرنجة 'شارل مارتل' ويقود جيش المسلمين في الاندلس عبدالرحمن الغافقي.

ولم تحظ معركة بكل هذا التهليل من جانب أوروبا كتلك المعركة، حيث تغني بها الشعراء والأدباء والفنانون، لاعتقادهم بأنه لو تم النصر للمسلمين في هذه المعركة لاكتسح الإسلام أوروبا كلها كما كان يأمل عبدالرحمن الغافقي. وبالتالي كانت هذه المعركة الحد الفاصل بين عصر وعصر، وانقلبت الموازين، وأمنت أوروبا من الزحف العربي الكاسح الذيفتح نصف فرنسا علي يد عبدالرحمن الغافقي

و لنعد قليلا الي الوراء حيث استطاع موسي بن نصير أن يرسل قائده طارق بن زياد أن يعبر جبل طارق ويفتح الاندلس 'أسبانيا'.. وكان جيش طارق بن زياد يضم 12 ألف مقاتل واستطاع جيش طارق أن يخترق الاندلس التي كانت تعاني من حكم ملك ظالم هو 'لوزريق'.. وبعدها دخل موسي بن نصير نفسه بجيش قوامه 18 ألف مقاتل، فوصل الي طنجة سنة 712م = 95ه، وبدأ يحكم أسبانيا، ويخضعها للحكم الاموي، بعد أن ضم أهم المدن الاندلسية وأصبحت أشبيليه هي العاصمة.

وعرف الاسبان تحت الحكم الإسلامي معني التسامح الديني، فلا اكراه لأحد علي دخول الإسلام، كما شاهد الاسبان عن قرب احترام المسلمين للآخرين، وسيادة قيم العدل والفضائل، فدخل الكثير منهم في الإسلام، بعد أن عاشوا عصرا جديدا مختلفا تماما عما كانت عليه الاندلس من قبل الفتح الإسلامي.

وتوالي الولاة تحت الحكم الأموي، بعد ذلك، وكان المد الإسلامي يتجه صوب أوروبا، وكانت من آمال موسي بن نصير فتح جنوب فرنسا وايطاليا والوصول الي عاصمة الخلافة الاموية بعد حصار القسطنطينية. ولكن الخليفة الوليد بن عبدالملك رفض خطة موسي بن نصير لانه كان يري أهمية انتشار الإسلام في البلاد المفتوحة بدلا من هذا التوسع الهائل وتوقفت طموحات موسي بن نصير.

ولكن ظهرت بعد ذلك الاضطرابات في الاندلس، واندلعت الفتنة والدسائس والمؤامرات من أجل الحكم، الي أن تولي عبدالرحمن الغافقي ولاية الاندلس، وكان رجلا من النابغين، تلقي الفقه والحديث عن عبدالله بن عمر وقد ذهب الي الاندلس مع المجاهدين، كما كان يمتاز بالحصافة العسكرية وبعد النظر، ولو ساعده الحظ وانتصر في معركة 'بلاط الشهداء' لكان من أعظم قواد التاريخ ولا ننشر الإسلام في أوروبا كلها، وتحقق الامل الذي لم يستطع أن يحققه موسي بن نصير، ولكن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن كما يقولون.

لقد حكم الاندلس وهي تشرف علي فوضي عارمة فعاد الأمن والأمان الي ربوعها، وضبط الأمور فيها حتي تكون قاعدة لتحقيق ما يرنو إليه من نشر ضوء الحضارة الإسلامية في ربوع أوروبا التي كان يخيم عليها الجهل والتخلف والغباء، واستطاع بالعقل أن يفتح نصف فرنسا.

وهنا استيقظت أوروبا لدرء هذا الخطر، واجتمعت أم الشمال علي ضفاف نهر اللوار بقيادة شارل مارتل لوقف الزحف العربي الإسلامي.

كانت المعركة في سهول فرنسا بين الإسلام والنصرانية بيد أنها كانت من الجانب الآخر بين غزاة الدولة الرومانية والمتنافسين في اجتناء تراثها، كانت بين العرب الذين اجتاحوا املاك الدولة الرومانية في المشرق والجنوب، وبين الفرنج الذين حلوا في المانيا وغاليس 'فرنسا'.. والفرنج هم شعبه من اولئك البربر الذين غزوا روما وتقاسموا تراثها من وندال وقوط وآلان وشوابيين، فكان ذلك اللقاء بين العرب والفرنج في سهول فرنسا، أكبر من نزاع محلي علي غزو مدينة أو ولاية بعينها، كان هذا النزاع في الواقع أبعد ما يكون مدي وأثرا، اذ كان محوره تراث الدولة الرومانية العريض الشاسع، الذي فاز العرب منه بأكبر غنم، ثم أرادوا أن ينتزعوا ما بقي منه بأيدي منافسيهم غزاة الدولة الرومانية من الشمال'.

مهما يكن من شيء فقد ازعج اوروبا أن الزحف الإسلامي يقترب من باريس نفسها.

وهنا عبأ 'شارل مارتل' جيشا ضخما يضم فيما يضم بعض الجرمان، وبعض العشائر المتوحشة، وقد ليسوا جلود الذئاب والنمور وهم متعطشون للقتال واستعد عبدالرحمن الغافقي لهذا الجيش الضخم، واحتدم القتال بين الفريقين في هذا المكان الشاسع بين بواتيه وتور.. واستبسل جيش المسلمين استبسالا رائعا في أول أيام القتال، لم ترهبهم جيوش الفرنجة بملابسهم من جلود النمور والحيوانات المتوحشة، حتي ظن شارل مارتل أن الهزيمة لاحقة بجيشه، وفكر في طريقة يخدع بها أعدائه فاشاع بأن جيشه سوف يستولي علي الغنائم التي غنمها المسلمون في المعركة، فتراجع البعض لحماية هذه الغنائم مما مهد الطريق لانكسار المسلمين، ولم يستمع 'البربر' لنداءات عبدالرحمن الغافقي للتفرغ للمعركة والمعركة وحدها، بل عادوا ادراجهم الي الخلف من اجل الغنائم، فكانت فرصة أمام جيش الفرنج أن يتقدم داخل صفوف المسلمين، وبذل عبدالرحمن الغافقي جهدا يفوق الطاقة البشرية وهو يحارب بسيفه وبنفسه ومع كتيبة الاعداء، مما جعل الاعداء يفرون من هذه الكتيبة، ويرجعون الي الوراء، الا أن الاعداء أحاطوا به بينما اندفع البعض الي الوراء لحماية الغنائم، حتي سقط شهيدا، وبسقوط عبدالرحمن الغافقي، تخاذلت جموع المقاتلين معه، وانسحبوا الي الوراء.. في تلك المعركة الدامية التي أطلق عليها المؤرخون معركة 'بلاط الشهداء' لكثرة ما سقط فيها من الشهداء.

وعندما تقدم شارل مارتل بحذر نحو المعسكرات المهجورة الا من الجرحي والمرضي، كان يخشي أن تكون هناك خدعة يرتد بعدها العرب للحرب، وعندما تيقن من انسحاب اعدائه،

قتل جميع من في المعسكرات من جرحي المسلمين الذين لم يستطيعوا الانسحاب بلا رحمة، ولم يفرق بين جريح وأسير ومريض.

إنما أعمل فيهم السيف، ونهب ما فيه من العتاد والسلاح وحول هذه المعسكرات الي بحيرات من دماء!

ولكنه تخاذل عن متابعة الجيش المنهزم، خشية أن تتحول انتصاراته الي هزيمة.

إن هذه المعركة كما يحدثنا عنها الدكتور محمد رجب البيومي، قد استشهد فيها عبدالرحمن الغافقي بعد أن ابلي احسن البلاء، وبذل اقصي ما يبذله قائد باسل في الزود عن حياضه، ولكن 'مأساة أحد' تكررت في سهول فرنسا مرة ثانية، اذ تكالب المسلمون علي الغنائم، وتركوا الجهاد، فأسفوا البطل الغافقي في الغرب كما سبق أن اسنوا الرسول الهاشمي يوم 'أحد' في الشرق، وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ليبرز للمسلمين شتي العبر وابلغ العظات، ولكن أين من يعقل ويتدبر ويقول أيضا:

ان كارثة الغنائم وحدها هي التي أبعدت النصر القريب، وأخلفت ظنون القائد في شجاعة جنوده، وقد دعا الي التخلي عنها دعوات صارخة حين وجد التناصر عليها يفتح باب الكارثة، واذا ضاق به الامر جاد بنفسه رخيصة هنية في جنب الله، فارتفع الي مقام البررة من الشهداء.


وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:

" وَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ".

اجودي
03-02-2013, 10:53 AM
ومن الجدير بالذكر ان عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي تولى (الولاية الثانية) في شهر صفر سنة 112 للهجرة، واستمرت ولايته فقط سنتين وثمانية أشهر.

وقد استطاع رحمه الله أن يؤلف بين المسلمين هناك وحشدهم في خمسين ألفاً (هذا هو عدد المسلمين او اقل منه قليلا حين واجه جيوش الصليب في موقعة بلاط الشهداء وكانوا 400 ألف).

- فهاجم إقليم أقيطانية "إقتانية"، وفرّ حاكمها "أوديس"، ثم فتح "آبل"، ثم دخل "بوردو" ثم استطاع أن يفتح (طولوشة) عاصمة الإقليم، وفرّ "أوديس" من "سان مارتن" إلى "شارل مارتل" يحتمي به ويستنجده، حيث توجه عبد الرحمن نحو باريس بعد أن فتح مدينة (تور).

- فأخضع بذلك جنوب فرنسا ووسطها، ولم يبق أمامه إلا مدينة "بواتيه" فاصلة على طريق "باريس".

عمر الفاروق
03-02-2013, 10:53 AM
حي والله ذا الراس هذي المواضيع اللي تفتح النفس وتكسبنا أجر وترفع الهمم وتفيد في معرفة تاريخ أجدادنا

(محمد)
03-02-2013, 11:05 AM
وهذا ما يخيف اهل الصليب واذياله من عبدة الدرهم والدينار

ان يعود الجهاد... الذي يطيح بالرؤوس ويفتح البلاد ويقيم الشريعة كما أمرنا بها الله ورسوله

kazoze
03-02-2013, 11:19 AM
تسلم على سرد هاي القصة التاريخية والتي كنا نتمنى ان تكون قد اكملت مسيرتها التاريخية بفتح فرنسا باكملها لانها كانت السد بيننا وبين اوروبا باكملها وأن شاء الله يعود تاريخ المسلمين القديم من جديد بعد الله مايبدل بأحسن قلوب ونفوس في المسلمين من جديد !!

اجودي
03-02-2013, 08:16 PM
اشكر الاخوان الافاضل على مداخلاتهم القيمه

بريق الحق
04-02-2013, 12:09 AM
اخ على ايام عندما كانت افعالهم على ارض الواقع اكثر من الكلام
(الخبر ماترى لا ماتسمع ياكلب الروم ) مقولة هارون الرشيد رحمه الله

MoHaMmEd114
04-02-2013, 12:17 AM
انتظروا المجاهديين في مالي

سوف يرجعون وبقوة لظرب المصالح الفرنسية بإذن الله

وسوف يسجل التاريخ فشل الحرب الصليبية ومن عاونهم من الخونة العرب ضد الاعتداء بمسلمي مالي

اجودي
05-02-2013, 11:11 AM
رفع الله قدركم

بو علاوي
05-02-2013, 11:19 AM
انتظروا المجاهديين في مالي

سوف يرجعون وبقوة لظرب المصالح الفرنسية بإذن الله

وسوف يسجل التاريخ فشل الحرب الصليبية ومن عاونهم من الخونة العرب ضد الاعتداء بمسلمي مالي

اجتمع الغرب والشرق على مالي في اسبوع
في حين ان بشار الاسد المجرم صارله سنتين يقتل السوريين والغرب نايمين ...

GENIUS
05-02-2013, 06:00 PM
جزاك الله كل الخير على هذا السرد الرائع لرجال باعوا الدنيا في سبيل الله . عبدالرحمن الغافقي ويوسف بن تاشفين وغيرهم من أسود الإسلام أسماء تزدخر بها بعض شوارعنا وحفظتهم من أسماء الشوارع قبل الخوض في تاريخهم .

اجودي
05-02-2013, 10:53 PM
جزاكم الله خير
شارع عبدالرحمن الغافقي في بن محمود وانت رايح صوب شارع الخليج

تاسيتوس
06-02-2013, 01:25 AM
الخطأ القاتل حين يتحول الجهاد الى جهاد غنائم مادية عندها تكتب الهزيمة على المسلمين.

اجودي
06-02-2013, 11:22 PM
جزاك الله خير

MoHaMmEd114
08-02-2013, 03:28 PM
http://puu.sh/1TQRo

يجب مقاطعة كارفور فرع قطر ونصح الجمهور بعدم التعامل معه لان يدعم الارهاب الفرنسي ضد مسلمي مالي

وعلى كل من يعلم ان كارفور داعم رئيسي للارهاب الفرنسي ان يتقي الله ولايتعامل مع كارفور


كارفور (بالفرنسية: Carrefour) هي سلسلة مراكز تجارية عالمية فرنسية وهي أكبر سلسلة مراكز تجارية في العالم من حيث الحجم وثاني أكبر مجموعة لمنتجات التجزئة في العالم من حيث الدخل بعد وول مارت. و تعمل كارفور بصورة رئيسية في في أوروبا، الصين، البرازيل، الأرجنتين، جمهورية الدومنيكان وكولومبيا. وتعني كلمة كارفور بالفرنسية الملتقى أو الوصول.

لمحة تاريخية
أفتتح أول متجر لكارفور في 3 يونيو 1957 في ضواحي إنسي الفرنسية. وهو أصغر فرع لكارفور حول العالم حاليا. و قد أسس المجموعة ثلاثة أشخاص هم: Marcel Fournier ،Denis Defforey و Jacques Deffor . و أفتتح أول مركز تجاري و متجر تجزئة ضخم في قرية قرب باريس في 15 يونيو 1963[2]. وفي عام 1999 أندمجت مع شركة كونتنت الفرنسية، إحدى المنافسين الرئيسين في السوق الفرنسي.

كارفور حول العالم
لدي الشركة فروع في عدة بلدان في العالم منها المملكة العربية السعودية والكويت والمغرب وفرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا واسبانيا والبرازيل واليابان والصين وبولندا وماليزيا واليونان وسوريا .




انصروا اخوانكم المسلمين في مالي يامسلمين

اجودي
09-02-2013, 01:15 AM
نعم يجب مقاطعة عباد الصليب المحاربين ومنتجاتهم
جزاك الله خير