المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نور الطاعة وسعادة الدارين



امـ حمد
04-02-2013, 04:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نور الطاعة وسعادة الدارين

نعيش حالة من السعادة والطمأنينة وراحة البال في مواسم الخير ونفحات الرحمن في رمضان والعشر من ذي الحجة وفي الحج وعند

صلاة الجمعة والأيام الطيبة هذه،فنجد صفاء الروح وطمأنينة النفس وقرة العين وبعد انقضاء هذه الأيام تتغير الحال فلا نشعر بما كنا

نشعر به،فما السبب في هذه الحال،التي نكون عليها في هذه الأيام ، وما السبب في تغيرها وانتهاء ثمرتها،وكيف الوصول إلي دوام

السعادة واستمرار راحة البال،ومقام الرضا والطمأنينة،السر ليس في الأيام والليالي،وإنما السر في الأعمال التي نعملها في هذه

الأيام،السر في الطاعة،في القرآن الذي كنا نقرأه،وفي الصيام الذي يرتقي بالروح ويزكي النفس وما فيه من مراقبة لله عز وجل،وفي

الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه،والدعاء والتسامح ،والتزاور،والتغافر،وصلة الأرحام،والتهادي،وانتشار المودة والمحبة

بين الناس،الطاعة مفتاح السعادة وسبب كل خير،
أي،تطيب وتركن إلى جانب الله،وتسكن عند ذكره،وترضى به مولى

ونصيراّ،فذكر الله سبب الراحة والطمأنينة والسعادة،وهو الإيمان وعمل الصالحات،فطوبى وفرح وقرة عين لهم،وخير وحسنى ونعمة

وبركة،فلا يسعد ولا يفلح ولا يهنأ غيرهم،غير أهل الله وأهل طاعته سبحانه وتعالي،وأن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر

الحسن في الآخرة،في ظلال القرآن،فيا أهل الله أنتم الأغنياء، وأهل الدنيا وأرباب المال والثروات هم الفقراء،طريق السعادة والنعيم

والراحة،هي طريق الله طريق الطاعة والالتزام بمنهج القرآن،هي أن تتعامل بالقرآن،وتتاجر وتمارس كل حياتك بالقرآن فتحيى بالقرآن

وتعيش مع القرآن لا طريق غيرها،أما من أخطأ الطريق وظن أن طريق السعادة في جمع المال وقال أن التجارة شطارة فغش ودلس

في سبيل المال والربح الكثير ووطأ علي رقاب الضعفا ء والمساكين باسم التجارة والاقتصاد وتاجر بالأطعمة الفاسدة واحتكر فقد أخطأ

الطريق،ومن حسب أن السعادة في الطعام والشراب والنساء والملذات والشهوات فقد أخطأ الطريق وضل ضلالاّ مبيناّ،إنما

السعادة أن تطعم بطوناّ جائعة وتكسوا أجساداّ عارية وتداوي أناساّ مرضى،وأن تزيح الهم والحزن عن المهمومين هذه هي السعادة

الحقيقية،عن أَبى هريرة أَن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،قسوة قلبه فقال له(إن أردت أن يلين قلبك فأطعم الْمِسْكِينَ

وامسح رأس اليتيم)رواه أحمد وحسنه الألباني،هذه هي ملينات القلوب،فلم يصف له رسول الله صلى الله عليه وسلم،إجازة في

مصيف أو أكلة شهية أو نومة هنية أو قصراّ مريحاّ أو سيارة فارهة،وليس محرم شيئاّ من هذا فربما احتاجها المرء،بل وصف له

طاعة يتعدي نفعها إلي غيره،وأن يفعل الخير للناس،وهي التي تلين القلب وتزيح عنه قسوته،فمن حافظ علي المعروف بينه وبين

الناس،وحافظ علي الخلق الحسن،فليشعر بكل سعادة وكل طيب في الدنيا،وله في الآخرة الأجر العظيم،ولما حضرت معاذ رضي الله عنه

الوفاة قال،اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا،وطول البقاء فيها،لجرى الأنهار ولا لغرس

الأشجار،ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء،بالركب عند حلق الذكر،وإحياء علوم الدين والثبات عند

الممات،ابن الجوزي،ما كان يعجبهم من الدنيا ويسعدهم إلا الساعات التي يخلون فيها مع الله محبوبهم وعلموا أنها طريق الراحة

والسعادة والنعيم لذلك كانوا سعداء،نعم سعادة البسطاء الأتقياء لا تضاهيها حياه،لأنهم يأكلون شهياّ ويشربون هنيئاّ وينامون عميقاّ لا

ينتابهم خوف أو قلق،كانوا يشعرون بسعادة غامرة،أما أصحاب المال والكنوز فيؤرقهم الخوف علي ثرواتهم وينغص عيشهم القلق علي

كنوزهم،ربما ملكوا شيئاّ ولكن لم يفوزوا بالسعادة لأن الخوف علي أنفسهم لا يهنئهم بلذة،أيها الباحثون علي السعادة وراحة البال يا من

تدخل إلي بيتك فتجد هما وغما ونكدا،لا تعتاضوا عن الأيمان بالله عرض الحياة الدنيا وزينتها، فإنها قليلة،ولو حيزت لابن آدم الدنيا

بحذافيرها لكان ما عند الله هو خير له،وجزاء الله وثوابه خير لمن رجاه وآمن به،وحفظ عهده،والمؤمن يحمل بين جنبيه وبداخله قلب

سعيد لأنه امتلأ إيماناّ وثقة بخالقه وبتدبيره،فاستراح قلبه حتى ولو لم ينل من متاع الدنيا شيئاّ وإن كان في الحقيقة فاز بكل شيء الراحة والسعادة .

فارس قطر
05-02-2013, 09:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكي الله خيراً وبارك في مجهودك الطيب ياام حمد ع موضوع نور الطاعة وسعادة الدارين .

امـ حمد
06-02-2013, 12:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكي الله خيراً وبارك في مجهودك الطيب ياام حمد ع موضوع نور الطاعة وسعادة الدارين .

بارك الله في حسناتك اخوي فارس قطر
وجزاك ربي جنة الفردوس