المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا تقدر تقرر متي تفرح وتحزن لاتدخل !!!!!!!!



عضوو
13-02-2013, 12:50 PM
" الحكمه الخلقيه في المشاعر الفطريه (الحزن)"

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبع هداهم إلى يوم الدين ، أما بعد...

فقد خلق اللهُ الأنسان في أحسن تقويم ، وجعل له السمع والبصر والفؤاد ، وكذلك جعل له العقل ، فالسمع والبصر هي حواس تنقل لقلب الأنسان وعقله مايدور حوله في مجتمعه أو عالمه الذي يعيش فيه ، فالتركيبه النفسيه ((السايكيلوجيه)) للأنسان غير كافيه بحد ذاتها لكي يطور الأنسان نفسه ويؤدي واجباته في عالمه الذي يعيش فيه ، وأنما هذه التركيبه النفسيه ((السايكيلوجيه)) هي عباره عن الشكل الخارجي المتغير الذي يظهر عليه الأنسان بعد أستصدار قرار من عقله أو عاطفه من قلبه ، فأما أن يكون نفسياً ((سايكيلوجياً)) مرتاح (راضي) أو غير مرتاح (غير راضي) ، لذلك كان لابد من وجود العقل والقلب لتكتمل التركيبه العجيبه لخلق الأنسان.




أن العقل فالأنسان هو مصدر القرار كما أن القلب هو مصدر العاطفه ، ولكلاً منهم وظيفته التي فطر وخلق عليها ، فتصرفات الأنسان والشكل النفسي تكون ناتجه أما عن قرار يتخذه أو عاطفه لا إراديه يشعر بها ، أو عاطفه وقرار معاً ينتج عنهما تصرف ما ، ومثال على الوظائف المستقله لكل من العقل والقلب ، مثال١( عندما أريد أغلاق باب أو نافذه أو إطفاء جهاز التلفاز ، فأن هذا التصرف يعد قرار من العقل دون حاجه لتدخل القلب وعاطفته ) ، مثال٢( عندما أشاهد على التلفاز مشاهد تنتهك فيها حقوق الأنسان في مكان ما في العالم ، فأن القلب يصدر عاطفته دون أن يقوم العقل بأي قرار ، عندما لا أكون قادراً على فعل شي ) ، مثال٣( عندما أشاهد شخص كبير في السن أو أعمى أو معاق في الطريق ويحتاج إلى مساعده ، فأن القلب يصدر عاطفته ويؤثر على العقل ويجبره على إتخاذ قرار يحقق الأرتياح (الرضى) النفسي ((السايكيلوجي)) ) ، وبهذا المثال يكون تصرف الأنسان ناتج عن عاطفة قلب وقرار عقل معاً .





حسب المثال السابق وغيرها من الأمثله المطابقه وحسب علم تكوين الأنسان وحسب الفطره التي خلق الله عليها البشر ، يثبت لنا أن التصرف البشري الناتج عن عاطفة قلب وقرار عقل معاً لابد فيه من أن تكون العاطفه هي التي تسبق القرار والذي ينتج عنه التصرف ، فمن المستحيل أن تجتمع عاطفة القلب وقرار العقل في تصرف معين وأن يكون القرار هو الذي سبق العاطفه ، فمثلاً من الممكن أن يقوم الأنسان بإتخاذ قرار معين عندما يستشعر القلب عاطفة الحزن أو الفرح ، ولكن من المستحيل أن يقرر الأنسان بعقله متى يفرح أو متى يحزن .

الحزن (( موضوع الحديث )) ، هو طبيعه فطريه عاطفيه مؤقته يستشعرها الأنسان 'عن طريق الحواس المختلفه' كعاطفه قلبيه قد ينتج عنها قرار عقلي يؤدي إلى تصرف معين وقد لا ينتج ، ومن حكمة الله عز وجل أن جعل هذه العاطفه مؤقته أي أنها تنتهي ولا تتجدد لنفس السبب بعد مرور وقت على الأحداث المسببه لهذه العاطفه ، وجاءت هذه الحكمه كي يتسنى للأنسان التعايش مع الحياه والقدره على العطاء والبناء والتطور ، وأيضاً من حكمته عز وجل أنه لم يجعل العواطف التي أستشعرها أنسان ما لحدث ما تورّث (تنتقل عبر الأجيال) من جيل إلى جيل ، على سبيل المثال( لايمكن أن أجبر أبني أو حفيدي على الحزن لوفاة أو مقتل أبي أو جدي ، فهذا منافي للطبيعه الفطريه البشريه ، وحتى لو قرر أبني أو حفيدي ذلك فأن الحزن يستوجب العاطفه فالقلب لن يجدها لأنها لا إراديه وأيضاً لا يمكن للقرار أن يسبق العاطفه أن أجتمعوا.





أن فطرة وجوب العاطفه قبل القرار يحفظ نزاهة الطبيعه البشريه وكرامتها ويمنعها من ممارسة الظواهر السلبيه گ(الكذب والنفاق) ، فمثلاً عندما أقرر البكاء والنحيب وأظهار الحزن دون وجود عاطفه قلبيه فهذا يخالف الفطره البشريه ويعد نوع من أنواع الكذب والنفاق .

أن فطرة وجوب العاطفه قبل القرار يحفظ الدين ، فقد جاء في الدين الإيمان كعاطفه قلبيه والشروط والأحكام كقرارات عقليه ، فالإيمان يتفق مع باقي العواطف من حيث النوع والمكان فهو عاطفه مقره القلب ، ويختلف من حيث المده الزمنيه فالعواطف مؤقته والإيمان دائم 'مادام الأنسان على الفطره' والسبب توافق الإيمان مع الفطره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل مولود يولد على الفطره ، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) ، والضروره العاطفيه القلبيه للإيمان بالدين قبل القرار العقلي بإتباعه يحفظ الدين من الكذب والنفاق ، وخير نموذج لذلك هو المنهاج الذي فرضه الله في الدعوه للدين ، فقد قال تعالى : (( لا إكراه فالدين )) ، وقال تعالى : (( لكم دينكم ولي دين )) ، فأتبع ذلك المنهاج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه رضوان الله عليهم والمسلمون ، فمن خلال الفتوحات الإسلاميه ونشر الدعوه وتبليغ الرساله لم يجبروا أحداً من الناس بإتخاذ قرار الإيمان بالله ، وإلا لكان معظم. المسلمين منافقين ، حيث أن الإيمان عاطفه والقرار يجب أن لا يسبق العاطفه عندما يجتمعان ، وهذا دليل على توافق الدين الإسلامي مع الفطره البشريه .





جعل الله الحزن كغيره من العواطف الفطريه ليستشعرها القلب البشري دون إقرار من العقل ، ولو جعل الله الحزن وغيره من العواطف عباره عن قرار عقلي دون تدخل عاطفة القلب لما حزن أحدٌ أبداً ، فلذلك كان الحزن وغيره عاطفه لا إراديه قلبيه .

هل يحاسب الله البشر على هذه العواطف؟

لم يأتِ الإسلام لينافي الفطره البشريه ، وإنما جاء ليربيها ويعلمها ، فالشروط والأحكام الدينيه التي أنزلها الله ليتبعها الإنسان بقرار من عقله هي التي تضع الحدود والضوابط الواجب مراعاتها عند الشعور بعاطفه ما أو وقوعها في القلب نتيجة حدث معين ، كما حدث عند وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم والحزن الشديد الذي وقع في قلوب الصحابه رضوان الله عليهم عليه ، فذكروا أنفسهم بقوله تعالى : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي اللهُ الشاكرين )) صدق الله العظيم ، فلم ينقلب الصحابه رضوان الله عليهم على أعقابهم ولم يبالغوا في الحزن وإنما أستمروا في العباده والتقرب إلى الله وبناء الدوله وتطويرها ، ثم جاء من بعدهم التابعون ، وتابعين التابعون واستمروا في العباده وبناء الدوله ، ولم يذكر أن أحداً منهم قرر البكاء أو النحيب على وفاة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك لعدم استشعار قلوبهم بعاطفة الحزن بسبب عدم حدوث الوفاة في زمانهم .

نفعنا الله وإياكم بما علمنا ، وغفر لنا ولكم ما جهلنا .


الدكتور/ سعيد السعيدي

حمد 2002
13-02-2013, 12:59 PM
الحزن والفرح امر بديهي بالانسان وماييقدر يتحكم بمشاااعره

تحياتي لك

عضوو
14-02-2013, 01:46 AM
شاكر لك المرور ياخوي حمد

jeep-srt8
14-02-2013, 03:17 AM
قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}

عضوو
14-02-2013, 03:48 AM
قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}

عزوجل
وبارك الله فيك