المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن من نعم الله علينا الهواء الذي نتنفسه



امـ حمد
18-02-2013, 04:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن من نعم الله علينا هذا الهواء الذي نتنفسه،ولشدة الحاجة اليه جعله الله مبذولاً متاحاً للمخلوقات في كل مكان وبدون ثمن أو

مال،ولكن عندما يتلوث هذا الهواء بالقدر الذي لا يمكن الافادة منه،فإن حال الناس تصبح صعبة وحرجة تصل ربما الى حالات

من الإغماء أو الإختناق،وقد جاء القرآن الكريم ليبين أن الرياح بيد الله الواحد وأنها مسخرة بإذنه متناسقة مع باقي المسخرات

وتسير بنظم ثابتة في هذا الكون ليؤازر بعضها بعضاً،ما هي الرياح،أو ما هو الريح،المصطلح العلمي للرياح هو(حركة

جزيئات الهواء والغازات المكونة للغلاف الجوي,والرياح توصف ككمية موجهة لها سرعة واتجاه)ومن آيات الله أن جعل

في هذه الجزيئات الخفيفة،القوة الخارقة التي تقلع الأشجار,وتهدم الديار,وهي أيضاً الرياح اللطيفة التي تنقل

الروائح الجميلة وعبير الأزهار،وحبوب اللقاح وتسوق السحاب،بإذن الله،الرياح هواء متحرّك عبر سطح الأرض،وقد

تهب الرياح ببطء ولُطف شديدين، لدرجة تجعل من الصعوبة الإحساس بها،أو قد تهب بسرعة وعُنف كبيرين لدرجة تجعلها

تدمر المباني،وتقتلع الأشجار الكبيرة من جذورها،والرياح القوية يمكنها أن تضرب أمواج المحيط العاتية،التي من شأنها

أن تحطم السفن،وأن تغمر الأرض، وبإمكان الرياح إزالة التربة من الأراضي الزراعية،ومن ثم تتوقف المحاصيل عن

النمو،الرياح أيضاً جزء من الطقس، فاليوم الحار الرطب قد يتحول فجأة إلى بارد، إذا ما هبّت الرياح من منطقة

باردة،والسحب المُحملة بالمطر والبرق قد تتكون حيث يلتقي الهواء البارد بالهواء الحار الرطب،وقد تدفع رياح أخرى السحب

بعيداً، وتسمح للشمس بأن تدفئ الأرض مرة أخرى،ويمكن للرياح أن تحمل العاصفة الهوجاء إلى مسافات بعيدة،تُسمى

الرياح وفقاً للاتجاه الذي تهب منه،فعلى سبيل المثال تهب الرياح الشرقية من الشرق إلى الغرب، والرياح الشمالية من

الشمال إلى الجنوب،وجاء ذكر كلمة (رياح) في القرآن الكريم عشر مرات،وذكر لفظة (ريح) أربع عشرة مرة,ولفظ (ريحاً)

أربع مرات،وجاء ذكر الرياح مجموعة دائماً مع الرحمة (مبشرات,حاملات,مرسلات,ناشرات,ذاريات,لواقح)وإن كل مرة

ذكر فيها الريح مفردة تكون مقترنة بالعذاب(عاصف, قاصف,عقيم,صرصر)إلا في سورة يونس في قوله تعالى(جرين

بهم بريح طيبة)الآية,وسورة يوسف في قوله تعالى(لما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)فورود

كلمة الرياح مع الجمع تعني،أن الرياح بهذه الصفة المقرونة بها،قد يحدث في نفس الوقت على أماكن أخرى من الكرة

الأرضية،مثل تصريف الرياح أو يرسل الرياح،فهي كمرسلات هنا وهناك ناشرات في نصف الكرة الشمالي والجنوبي في نفس

الوقت،أما الإفراد فإنها تأتي بمواصفات خاصة كجسد واحد يؤدي غرضاً محدوداً,فريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء تؤدي

غرضاً بعينه،إن الريح جند من جنود الله تعالى التي لا يقاومها شيء،فإذا خرجت عن سرعتها المعتادة بإذن ربها دمرت المدن

وهدمت المباني واقتلعت الأشجار وصارت عذاباً على من حلت بدارهم،فلما عتا قوم عاد وقالوا،من أشد منا قوة أرسل الله عليهم

الريح العقيم، فقال جل وعلا(وفي عادٍ إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم،ما تذر من شيءٍ أتت عليه إلا جعلته كالرميم)

الذاريات،قال البغوي في تفسيره،هي التي لا خير فيها،ولا بركة، ولا تلقح شجراً،ولا تحمل مطراً،ما تذر من شيء أتت عليه من

أنفسهم وأنعامهم ومواشيهم وأموالهم إلا جعلته كالرميم أي،كالشيء الهالك البالي،وهو نبات الأرض إذا يبس وديس،

قال مجاهد،كالتبن اليابس،وقد سماها الله تعالى(عاتية)في قوله(وأما عاد فأهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية)الحاقة،قال

المفسرون،عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة،كيف لا وهي جند من جنود الله ينصر بها من يشاء من عباده المؤمنين،وعن

عائشة رضي الله عنها قالت،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذا كان يوم الريح والغيم عرف ذلك في وجهه وأقبل

وأدبر‏،فإذا مطرت سرّ به وذهب عنه ذلك‏،قالت عائشة،فسألته‏ فقال‏(‏إني خشيت أن يكون عذاباً سلط على أمتي‏)رواه

مسلم،وكان النبي صلى الله عليبه وسلم،إذا عصفت الريح قال‏(اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به‏،

وأعوذ بك من شرها وشرما فيها وشر ما أرسلت به)رواه مسلم،ونقل ابن كثير في تفسيره عن عبد الله بن عمرو قال،

(الرياح ثمانية،أربعة منها رحمة،وأربعة منها عذاب،فأما الرحمة،فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، وأما

العذاب،فالعقيم والصرصر وهما في البر، والعاصف والقاصف وهما في البحر، فإذا شاء سبحانه وتعالى حركه بحركة الرحمة،

فجعله رخاء ورحمة وبشرى بين يدي رحمته ولاقحاً للسحاب تلقحه بحمله الماء كما يلقح الذكر الأنثى بالحمل، وإن شاء

حركه بحركة العذاب، فجعله عقيماً، وأودعه عذاباً أليماً، وجعله نقمة على من يشاء من عباده، فيجعله صرصراً وعاتياً ومفسداً

لما يمر عليه)قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله،ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية، ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب

الحسية،إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله عز وجل، والله بحكمته جعل لكل شيء سبباً،إما سبباً شرعياً وإما سبباً

حسياً،هكذا جرت سنه الله عز وجل،إن من الناس من يتذمّر عندما يرى الريح والغبار، وربما تطاول فسبها وشتمها، وهذا

أمر قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم،حيث قال(لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا،اللهم إنا نسألك من

خير هذا الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذا الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به) رواه

الترمذي،وقال(لا تسبوا الريح،فإنها من روح الله تعالى، تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من

شرها)رواه أحمد وصححه الألباني،فلنتق الله ،ولنأخذ بأسباب النجاة ،فإن هلاك الإنسان ونجاته مقيد بما كسبت يداه،

نسأل الله أن يهدي كل ضال وأن يرزقنا جميعاً الفقه في الدين،وأن يجعلني وإياكم من عباده الصالحين،ومن الذين إذا وعظوا اتعظوا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، إنه سميع مجيب،

فاللهم أرسل علينا ريحاً طيبة رطبة محملة بالمطر غير المهلك، وقنا شر ريح السموم والعذاب، واجعلنا من عبادك الذين يقدرون نعمك حق قدرها.

كازانوفا
18-02-2013, 08:12 AM
يارب هب علينا من رياح اللى فيها رحماتك يارب العالمين
بالفعل الهواء نعمه
وانتي حبيبتي في الله نعمه علينا بمواضيعك الطيبه ربي يجزيكي كل خير ان شالله

امـ حمد
18-02-2013, 04:13 PM
يارب هب علينا من رياح اللى فيها رحماتك يارب العالمين
بالفعل الهواء نعمه
وانتي حبيبتي في الله نعمه علينا بمواضيعك الطيبه ربي يجزيكي كل خير ان شالله

تسلمين حبيبتي على الكلام الطيب
بارك الله في عمرج يالغاليه