المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : داهية العرب



عضوو
19-02-2013, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الارطبون : القائد الداهية .

نبذه مختصرة لداهية العرب عمرو بن العاص كقائد تسمى بــــ أرطبون العرب , اسلامه , ووفاته

أرطبون العرب

داهيه العرب

(عمــرو بن العـــاص).

كان ممثل قريش أمام النجاشي ليعيد المسلمين المهاجرين للحبشة التي على اثرها
أسلم عمرو بن العاص -رضي الله عنه- مع (خالد بن الوليد) قُبيل فتح مكة بقليل
{ شهر صفر سنة ثمان للهجرة } وبدأ إسلامه على يد النجاشي بالحبشة ففي زيارته
الأخيرة للحبشة جاء ذكر النبي الجديد ودعوته وما يدعو له من مكارم الأخلاق، وسأل
النجاشي عمرا كيف لم يؤمن به ويتبعه وهو رسول الله حقاً، فسأل عمرو النجاشي:
{ أهو كذلك ؟}.
وأجابه النجاشي: { نعم، فأطِعْني يا عمرو واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، ولَيَظْهرنّ على من خالفه }.
وركب عمرو من فوره عائدا لبلاده ومتجها الى المدينة ليسلم لله رب العالمين،
وفي طريق المدينة التقى { خالد بن الوليد } الساعي الى الرسول ليعلن إسلامه أيضا،
وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يراهم حتى تهلل وجهه و قال لأصحابه:
{ لقد رَمَتْكم مكة بفَلَذات أكبادها }.
وتقدم خالد فبايع، وتقدم عمرو فقال: { إني أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي }.
فأجابه الرسول الكريم: { يا عمرو بايع. فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله }.

فتوحاته في حرب الروم : فلسطين وغزه ونابلس ورفح وأجنادين ....

فتح مصر: أتى العريش ففتحها، ثم تقدم الى بورسعيد ففتحها، ثم دمياط ثم بلبيس فحاصرها
حصارا شديدا وقاتل من بها وقتل منهم ألف فارس وانهزم من بقى .ثم كتب عمرو بن العاص
الى عمر بن الخطاب يستشيره فى المسير لفتح الاسكندرية فلما وصلت موافقة عمر توجه الى الأسكندرية وحاصرها وكان الروم قد جمعوا جموعهم فيها فتقاتل الجيشان ثم فتحها الله على يد المسلمين.

كان عمرو بن العاص رضي الله عنه حادّ الذكاء، قوي البديهة عميق الرؤية..
حتى لقد كان أميرالمؤمنين عمر رضي الله عنه، كلما رأى إنسانا عاجز الحيلة، صكّ كفيّه
عجباوقال: سبحان الله..!!

ان خالق هذا، وخالق عمرو بن العاص اله واحد!!

كما كان بالغ الجرأة مقداما ولقد كان يمزج جرأته بدهائه في بعض المواطن، فيُظنّ به
الجبن أو الهلع.. بيد أنها سعة الحيلة، كان عمرو يجيداستعمالها في حذق هائل ليخرج
نفسه من المآزق المهلكة..!!ولقد كان أميرالمؤمنين عمر يعرف مواهبه هذه ويقدرها قدرها،
من أجل ذلك عندما أرسله إلى الشام قبل مجيئه إلى مصر،
قيل لأمير المؤمنين:

ان على رأس جيوش الروم بالشام أرطبونا أي قائداوأميرا من الشجعان الدهاة،
فكان جواب عمر: لقد رمينا أرطبون الروم،بأرطبون العرب، فلننظر عمّ تنفرج الأمور..!!
ولقد انفرجت عن غلبة ساحقة لأرطبون العرب، وداهيتهم الخطير عمرو بن العاص، على
أرطبون الروم الذي ترك جيشه للهزيمة وولى هاربا إلى مصر، التي سيلحقه بها عمرو بعد قليل،
ليرفع فوق ربوعهاالآمنة راية الإسلام.

وماأكثر المواقف التي تألق فيها ذكاء عمرو ودهاؤه.
ولضيق المقام سنذكر فقط مواقف بسيطة لمن اراد أن يشهد صورة لدهائه، وحذق بديهته،

ففي موقفه من معركة أجنادين ....
أراد عمرو بن العاص رضى الله عنه أن يعرف أمرا عن قائد جيش الروم فذهب اليه
علي أنه رسول من قائد جيش المسلمين ولما انتهى من مهمته اراد ان يخرج وكان قائد
الروم قد أعطى أمرا لبعض رجاله بإلقاء صخرة فوقه اثر انصرافه من الحصن،وأعدّ كل
شيء ليكون قتل عمرو أمرا محتوما..ودخل عمرو على القائد، لا يريبه شيء، وانفض لقاؤهما،
وبينما هو في الطريق الى خارج الحصن، لمح رجل كان يعرفه فقال له أحسنت الدخول فأحسن الخروج.
وعلى الفور تصرّف بشكل باهر.لقدعاد الى قائد الحصن في خطوات آمنة مطمئنة وئيدة ومشاعر متهللة
واثقة، كأن لم يفزعه شيء قط، ولم يثر شكوكه أمر!!ودخل على القائد وقال له:لقد بادرني خاطر أردت
أن أطلعك عليه.. أن معي حيث يقيم أصحابي جماعة من أصحاب الرسول السابقين إلى الإسلام،
لا يقطع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمرا دون مشورتهم، ولا يرسل جيشا من جيوش الإسلام إلا جعلهم على رأس مقاتلته وجنوده، وقد رأيت أن آتيك بهم، حتى يسمعوا منك مثل الذي سمعت،
ويكونوا من الأمر على مثل ما أنا عليه من بيّنة..

وأدرك قائدالروم أن عمرا بسذاجة قد منحه فرصة العمر..!!

فليوافقه إذن على رأيه، حتى إذا عاد ومعه هذا الرهط من زعماء المسلمين وخيرة رجالهم
وقاداتهم، أجهز عليهم جميعا،بدلا من أن يجهز على عمرو وحده..وبطريقة غير منظورة أعطى
أمره بإرجاء الخطة التي كانت معدّة لاغتيال عمرو..ودّع عمرو بحفاوة، وصافحه بحرارة،
وابتسم داهية العرب، وهو يغادر الحصن..وفي الصباح عاد عمرو على رأس جيشه إلى الحصن،
ممتطيا فرسه، ثم دكهم دكا . وعندها قال قائد الروم لقد خدعنا الرجل إنه أدهي العرب

وأخرى في فهمه للأمور .... عن قيس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو
في غزوة ذات السلاسل فأصابهم برد فقال لهم عمرو لا يوقدن أحد نارا فلما قدم شكوه
الي الرسول قال يا نبي الله " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم،
وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عدوهم قلتهم " فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"
[رواه الإمام أحمد والترمذي.

توفي في مصروكانت في رمضان سنة 43هـ.
وله من العمر ثلاث وتسعون سنة ودفن قرب المقطم

حمد 2002
19-02-2013, 11:17 PM
جزاك الله خير اخووي عضو على الموضوع الممتاز والشيق

تـــــحياتي لك

عضوو
19-02-2013, 11:28 PM
تسلم يابوشهاب وجزاك الله خير على مرورك وكلماتك الطيبه

khalid525
19-02-2013, 11:39 PM
سياسي عبقري عليه رحمة الله

عضوو
19-02-2013, 11:43 PM
شاكر المرور ياخالد وفعلا رحمه الله كان سياسي عبقري ورجل دين وقائد فذ من الطراز الأول

كازانوفا
20-02-2013, 08:24 AM
تبارك الله عليه ربي يجعنا واياكم معه ومع حبيبنا صل الله عليه وسلم
اول مره اقرا عنه هذا الكلام يارب تخلق من امة محمد مثله فالامه بحاااجه لهم

جزيت خيرا

دروب
20-02-2013, 09:12 AM
اللهم ارزقنا أرطبوناً مثله
جزيت خيراً

Buxton
20-02-2013, 09:59 AM
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
شكرا اخي على الموضوع

عضوو
20-02-2013, 10:11 AM
الأخ بوكستون والأخوات دروب كازانوفا الله يجزاكم خير ويرزقنا وياكم الأجر وحسن النيه

مكين
20-02-2013, 10:11 AM
رضي الله عنه

عضوو
20-02-2013, 10:18 AM
تبارك الله عليه ربي يجعنا واياكم معه ومع حبيبنا صل الله عليه وسلم
اول مره اقرا عنه هذا الكلام يارب تخلق من امة محمد مثله فالامه بحاااجه لهم

جزيت خيرا

بالمناسبه اختي الكريمه سألتني عن كتاب من قبل وودت ان اذكر لك كتاب

وهو من اعظم الكتب في القرن الماضي وهو الحاصل على جائزه الملك

فيصل رحمه على مستوى العالم الأسلامي ودخل هذه المسابقه الكثير من علماء

العالم الأسلامي ونال هذه الجائزه شيخ من الهند اسمه المباركفوري وكان

افضل بحث عن يجمع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من جميع النواحي

ويمتاز بلغه بليغه جدا وسهله وشيقه وغني جدا بالمعلومات وكل من قرأ هذا

الكتاب اجمعوا على ان من بدأ القرأه فيه لم يستطع التوقف من حلاوته

اسم الكتاب ( الرحيق المختوم )

اجودي
20-02-2013, 11:12 AM
رضي الله عنه وارضاه

BoAof
20-02-2013, 11:19 AM
ربي يجمعنا بهم

عضوو
20-02-2013, 12:46 PM
قصة أشجع العرب (فارس من بكر بن وائل)

أشجع العرب وأجبن العرب وأحيل العرب


دخل عمرو بن معد يكرب الزبيدي على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال عمر : أخبرني عن أجبن من لقيت وأحيل من لقيت وأشجع من لقيت

قال عمرو : نعم يا أمير المؤمنين خرجت مرة أريد الغارة ، فبينما أنا سائر إذا بفرس مشدود ورمح مركوز ، وإذا رجل جالس كأعظم ما يكون من الرجال خلقاً ، وهو محتب بحمائل سيفه، فقلت له : خذ حذرك فإني قاتلك . فقال : ومن أنت ؟ قلت : أنا عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، فشهق شهقة فمات . فهذا يا أمير المؤمنين أجبن من رأيت

وخرجت مرة حتى انتهيت إلى حي فإذا أنا بفرس مشدود ورمح مركوز ، وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته ، فقلت : خذ حذرك فإني قاتلك . فقال : ومن أنت ؟ فأعلمته بي

فقال : يا أبا ثور ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك وأنا على الأرض، فأعطني عهداً أنك لا تقتلني حتى أركب فرسي ، فأعطيته عهداً فخرج من الموضع الذي كان فيه واحتبى بحمائل سيفه، وجلس

فقلت : ما هذا ؟ فقال : ما أنا براكب فرسي ولا بمقاتلك فإن نكثت عهدك فأنت أعلم بناكث العهد . فتركته ومضيت . فهذا يا أمير المؤمنين أحيل من رأيت

وخرجت مرة حتى انتهيت إلى موضع كنت أقطع فيه الطريق فلم أر أحداً فأجريت فرسي يميناً وشمالاً وإذا أنا بفارس ، فلما دنا مني ، فإذا هو غلام حسن نبت عذاره من أجمل من رأيت من الفتيان ، وأحسنهم . وإذا هو قد أقبل من نحو اليمامة ، فلما قرب مني سلم علي ورددت عليه السلام وقلت : من الفتى ؟ قال: الحارث بن سعد فارس الشهباء فقلت له : خذ حذرك فإني قاتلك

فقال: الويل لك ، فمن أنت ؟

قلت: عمرو بن معد يكرب الزبيدي

قال: الذليل الحقير ، والله ما يمنعني من قتلك إلا استصغارك

فتصاغرت نفسي ، يا أمير المؤمنين ، وعظم عندي ما استقبلني به

فقلت له: دع هذا وخذ حذرك فإني قاتلك ، والله لا ينصرف إلا أحدنا

فقال: اذهب ، ثكلتك أمك ، فأنا من أهل بيت ما أثكلنا فارس قط

فقلت: هو الذي تسمعه

قال: اختر لنفسك فإما أن تطرد لي ، وإما أن أطرد لك فاغتنمتها منه

فقلت له : أطرد لي

فأطرد وحملت عليه فظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فإذا هو صار حزاماً لفرسه ثم عطف عليّ فقنع بالقناة رأسي وقال : يا عمرو خذها إليك واحدةً ، ولولا أني أكره قتل مثلك لقتلتك

قال: فتصاغرت نفسي عندي ، وكان الموت، يا أمير المؤمنين أحب إلي مما رأيت

فقلت له : والله لا ينصرف إلا أحدنا . فعرض علي مقالته الأولى

فقلت له: أطرد لي

فأطرد فظننت أني تمكنت منه فاتبعته حتى ظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فإذا هو صار لبباً لفرسه ، ثم عطف عليّ فقنع بالقناة رأسي وقال : خذها إليك يا عمرو ثانية

فتصاغرت عليّ نفسي جداً ، وقلت : والله لا ينصرف إلا أحدنا فاطرد لي فاطرد حتى ظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فوثب عن فرسه ، فإذا هو على الأرض فأخطأته فاستوى على فرسه واتبعني حتى قنع بالقناة رأسي

وقال: خذها إليك يا عمرو ثالثة ولولا كراهتي لقتل مثلك لقتلتك

فقلت: اقتلني أحب إلي ولا تسمع فرسان العرب بهذا

فقال: يا عمرو ، إنما العفو عن ثلاث ، وإذا استمكنت منك في الرابعة قتلتك

وأنشد يقول




وكدت إغلاظاً من الإيمـان

ــــــــــــــــــــــــ إن عدت يا عمرو إلى الطعـان

لتجـدن لـهـب السـنـــــان

ــــــــــــــــــــــ أولاً فلـست من بنـي شيـبـــــان





فهبته هيبة شديدة ، وقلت له : إن لي إليك حاجة

قال : وما هي ؟

قلت : أكون صاحباً لك

قال : لست من أصحابي

فكان ذلك أشد عليّ وأعظم مما صنع ، فلم أزل أطلب صحبته حتى قال : ويحك أتدري أين أريد ؟

قلت : لا والله

قال : أريد الموت الأحمر عياناً

قلت : أريد الموت معك

قال : امض بنا

فسرنا يومنا أجمع حتى أتانا الليل ومضى شطره . فوردنا على حي من أحياء العرب

فقال لي : يا عمرو في هذا الحي الموت الأحمر فإما أن تمسك عليّ فرسي فأنزل وآتي بحاجتي ، وإما أن تنزل وأمسك فرسك فتأتيني بحاجتي

فقلت: بل أنزلت أنت . فأنت أخبر بحاجتك مني ، فرمى إلي بعنان فرسه ورضيت والله يا أمير المؤمنين بأن أكون له سائساً ، ثم مضى إلى قبة فأخرج منها جارية لم تر عيناي أحسن منها حسناً وجمالاً ، فحملها على ناقة

ثم قال: يا عمرو ، فقلت : لبيك ! قال : إما أن تحميني وأقود الناقة أو أحميك وتقودها أنت ؟

قلت: لا بل أقودها وتحميني أنت ، فرمى إلي بزمام الناقة ثم سرنا حتى أصبحنا

قال: يا عمرو قلت: ما تشاء ؟ قال: التفت فانظر هل ترى أحداً ؟

فالتفت فرأيت رجالاً فقلت: اغذذ السير

ثم قال: يا عمرو انظر إن كانوا قليلاً فالجلد والقوة وهو الموت الأحمر ، وإن كانوا كثيراً فليسوا بشيء

فالتفت وقلت: وهم أربعة أو خمسة قال: اغذذ السير ففعلت ، ووقف وسمع وقع حوافر الخيل عن قرب

فقال: يا عمرو ، كن عن يمين الطريق وقف وحول وجه دوابنا إلى الطريق ففعلت ووقفت عن يمين الراحلة ووقف عن يسارها ودنا القوم منا وإذا هم ثلاثة أنفار شابان وشيخ كبير ، وهو أبو الجارية والشابان أخواها ، فسلموا فرددنا السلام

فقال الشيخ: خل عن الجارية يا ابن أخي

فقال: ما كنت لأخليها ولا لهذا أخذتها

فقال لأحد ابنيه: اخرج إليه ، فخرج وهو يجر رمحه فحمل عليه الحرث

وهو يقول




من دون ما ترجوه خضب

ــــــــــــــــــــــــــــــ الذابل من فارس ملثم مقاتل

ينمي إلى شيبان خير وائل

ـــــــــــــــــــــــــــ ما كان يسري نحوها بباطل





ثم شد على ابن الشيخ بطعنة قد منها صلبه ، فسقط ميتاً ، فقال الشيخ لابنه الآخر اخرج إليه فلا خير في الحياة على الذل

فأقبل الحارث وهو يقول




لقد رأيت كيف كانت طعنتي

ــــــــــــــــــــــــــوالط عن للقرم الشديد همتـي

والموت خير من فراق خلتي

ـــــــــــــــــــــــــــ فقتلتـي اليـوم ولا مذلتـي





ثم شد على ابن الشيخ بطعنة سقط منها ميتاً ، فقال له الشيخ : خل عن الظعينة يا ابن أخي ، فإني لست كمن رأيت

فقال : ما كنت لأخليها ، ولا لهذا قصدت

فقال الشيخ : يا ابن أخي اختر لنفسك فإن شئت نازلتك وإن شئت طاردتك، فاغتنمها الفتى ونزل

فنزل الشيخ وهو يقول




ما أرتجي عند فناء عمـري

ــــــــــــــــــــــــ سأجعل التسعين مثـل شهـر

تخافني الشجعان طول دهري

ــــــــــــــــــــــ إن استباح البيض قصم الظهر





فأقبل الحارث وهو ينشد ويقول




بعد ارتحالي ومطال سفري

ــــــــــــــــــــــــــــ وقد ظفرت وشفيت صدري

فالموت خير من لباس الغدر

ـــــــــــــــــــــــــــ والعار أهديه لحـي بكـر





ثم دنا فقال له الشيخ: يا ابن أخي إن شئت ضربتك ، فإن أبقيت فيك بقية فيَّ فاضربني وإن شئت فاضربني . فإن أبقيت بقية ضربتك

فاغتنمها الفتى وقال: أنا أبدأ

فقال الشيخ: هات

فرفع الحارث يده بالسيف فلما نظر الشيخ أنه قد أهوى به إلى رأسه ضرب بطنه بطعنة قد منها أمعاءه ووقعت ضربة الفتى على رأس الشيخ فسقطا ميتين

فأخذت يا أمير المؤمنين أربعة أفراس وأربعة أسياف

ثم أقبلت إلى الناقة فقالت الجارية: يا عمرو: إلى أين ولست بصاحبتك ولست لي بصاحب ولست كمن رأيت

فقلت : اسكتي

قالت : إن كنت لي صاحباً فأعطني سيفاً أو رمحاً فإن غلبتني فأنا لك وإن غلبتك قتلتك

فقلت: ما أنا بمعط ذلك ، وقد عرفت أهلك وجراءة قومك وشجاعتهم فرمت نفسها عن البعير ثم أقبلت تقول




أبعد شيخي ثم بعد أخوتـي

ــــــــــــــــــــــــ يطيب عيشي بعدهم ولذتي

وأصحبن من لم يكن ذا همةٍ

ــــــــــــــــــــــ هلا تكون قبـل ذا منيتـي





ثم أهوت إلى الرمح وكادت تنزعه من يدي ، فلما رأيت ذلك منها خفت إن ظفرت بي قتلتني ، فقتلتها

فهذا يا أمير المؤمنين أشجع من رأيت

عضوو
20-02-2013, 12:47 PM
الأخوه بوعوف واجودي شكرا على المرور وجزاكم الله خير

نوار قطر
20-02-2013, 12:54 PM
تسلم اخوي على هالموضوع الداهيه :)

كازانوفا
20-02-2013, 12:59 PM
قصة أشجع العرب (فارس من بكر بن وائل)

أشجع العرب وأجبن العرب وأحيل العرب


دخل عمرو بن معد يكرب الزبيدي على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال عمر : أخبرني عن أجبن من لقيت وأحيل من لقيت وأشجع من لقيت

قال عمرو : نعم يا أمير المؤمنين خرجت مرة أريد الغارة ، فبينما أنا سائر إذا بفرس مشدود ورمح مركوز ، وإذا رجل جالس كأعظم ما يكون من الرجال خلقاً ، وهو محتب بحمائل سيفه، فقلت له : خذ حذرك فإني قاتلك . فقال : ومن أنت ؟ قلت : أنا عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، فشهق شهقة فمات . فهذا يا أمير المؤمنين أجبن من رأيت

وخرجت مرة حتى انتهيت إلى حي فإذا أنا بفرس مشدود ورمح مركوز ، وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته ، فقلت : خذ حذرك فإني قاتلك . فقال : ومن أنت ؟ فأعلمته بي

فقال : يا أبا ثور ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك وأنا على الأرض، فأعطني عهداً أنك لا تقتلني حتى أركب فرسي ، فأعطيته عهداً فخرج من الموضع الذي كان فيه واحتبى بحمائل سيفه، وجلس

فقلت : ما هذا ؟ فقال : ما أنا براكب فرسي ولا بمقاتلك فإن نكثت عهدك فأنت أعلم بناكث العهد . فتركته ومضيت . فهذا يا أمير المؤمنين أحيل من رأيت

وخرجت مرة حتى انتهيت إلى موضع كنت أقطع فيه الطريق فلم أر أحداً فأجريت فرسي يميناً وشمالاً وإذا أنا بفارس ، فلما دنا مني ، فإذا هو غلام حسن نبت عذاره من أجمل من رأيت من الفتيان ، وأحسنهم . وإذا هو قد أقبل من نحو اليمامة ، فلما قرب مني سلم علي ورددت عليه السلام وقلت : من الفتى ؟ قال: الحارث بن سعد فارس الشهباء فقلت له : خذ حذرك فإني قاتلك

فقال: الويل لك ، فمن أنت ؟

قلت: عمرو بن معد يكرب الزبيدي

قال: الذليل الحقير ، والله ما يمنعني من قتلك إلا استصغارك

فتصاغرت نفسي ، يا أمير المؤمنين ، وعظم عندي ما استقبلني به

فقلت له: دع هذا وخذ حذرك فإني قاتلك ، والله لا ينصرف إلا أحدنا

فقال: اذهب ، ثكلتك أمك ، فأنا من أهل بيت ما أثكلنا فارس قط

فقلت: هو الذي تسمعه

قال: اختر لنفسك فإما أن تطرد لي ، وإما أن أطرد لك فاغتنمتها منه

فقلت له : أطرد لي

فأطرد وحملت عليه فظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فإذا هو صار حزاماً لفرسه ثم عطف عليّ فقنع بالقناة رأسي وقال : يا عمرو خذها إليك واحدةً ، ولولا أني أكره قتل مثلك لقتلتك

قال: فتصاغرت نفسي عندي ، وكان الموت، يا أمير المؤمنين أحب إلي مما رأيت

فقلت له : والله لا ينصرف إلا أحدنا . فعرض علي مقالته الأولى

فقلت له: أطرد لي

فأطرد فظننت أني تمكنت منه فاتبعته حتى ظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فإذا هو صار لبباً لفرسه ، ثم عطف عليّ فقنع بالقناة رأسي وقال : خذها إليك يا عمرو ثانية

فتصاغرت عليّ نفسي جداً ، وقلت : والله لا ينصرف إلا أحدنا فاطرد لي فاطرد حتى ظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فوثب عن فرسه ، فإذا هو على الأرض فأخطأته فاستوى على فرسه واتبعني حتى قنع بالقناة رأسي

وقال: خذها إليك يا عمرو ثالثة ولولا كراهتي لقتل مثلك لقتلتك

فقلت: اقتلني أحب إلي ولا تسمع فرسان العرب بهذا

فقال: يا عمرو ، إنما العفو عن ثلاث ، وإذا استمكنت منك في الرابعة قتلتك

وأنشد يقول




وكدت إغلاظاً من الإيمـان

ــــــــــــــــــــــــ إن عدت يا عمرو إلى الطعـان

لتجـدن لـهـب السـنـــــان

ــــــــــــــــــــــ أولاً فلـست من بنـي شيـبـــــان





فهبته هيبة شديدة ، وقلت له : إن لي إليك حاجة

قال : وما هي ؟

قلت : أكون صاحباً لك

قال : لست من أصحابي

فكان ذلك أشد عليّ وأعظم مما صنع ، فلم أزل أطلب صحبته حتى قال : ويحك أتدري أين أريد ؟

قلت : لا والله

قال : أريد الموت الأحمر عياناً

قلت : أريد الموت معك

قال : امض بنا

فسرنا يومنا أجمع حتى أتانا الليل ومضى شطره . فوردنا على حي من أحياء العرب

فقال لي : يا عمرو في هذا الحي الموت الأحمر فإما أن تمسك عليّ فرسي فأنزل وآتي بحاجتي ، وإما أن تنزل وأمسك فرسك فتأتيني بحاجتي

فقلت: بل أنزلت أنت . فأنت أخبر بحاجتك مني ، فرمى إلي بعنان فرسه ورضيت والله يا أمير المؤمنين بأن أكون له سائساً ، ثم مضى إلى قبة فأخرج منها جارية لم تر عيناي أحسن منها حسناً وجمالاً ، فحملها على ناقة

ثم قال: يا عمرو ، فقلت : لبيك ! قال : إما أن تحميني وأقود الناقة أو أحميك وتقودها أنت ؟

قلت: لا بل أقودها وتحميني أنت ، فرمى إلي بزمام الناقة ثم سرنا حتى أصبحنا

قال: يا عمرو قلت: ما تشاء ؟ قال: التفت فانظر هل ترى أحداً ؟

فالتفت فرأيت رجالاً فقلت: اغذذ السير

ثم قال: يا عمرو انظر إن كانوا قليلاً فالجلد والقوة وهو الموت الأحمر ، وإن كانوا كثيراً فليسوا بشيء

فالتفت وقلت: وهم أربعة أو خمسة قال: اغذذ السير ففعلت ، ووقف وسمع وقع حوافر الخيل عن قرب

فقال: يا عمرو ، كن عن يمين الطريق وقف وحول وجه دوابنا إلى الطريق ففعلت ووقفت عن يمين الراحلة ووقف عن يسارها ودنا القوم منا وإذا هم ثلاثة أنفار شابان وشيخ كبير ، وهو أبو الجارية والشابان أخواها ، فسلموا فرددنا السلام

فقال الشيخ: خل عن الجارية يا ابن أخي

فقال: ما كنت لأخليها ولا لهذا أخذتها

فقال لأحد ابنيه: اخرج إليه ، فخرج وهو يجر رمحه فحمل عليه الحرث

وهو يقول




من دون ما ترجوه خضب

ــــــــــــــــــــــــــــــ الذابل من فارس ملثم مقاتل

ينمي إلى شيبان خير وائل

ـــــــــــــــــــــــــــ ما كان يسري نحوها بباطل





ثم شد على ابن الشيخ بطعنة قد منها صلبه ، فسقط ميتاً ، فقال الشيخ لابنه الآخر اخرج إليه فلا خير في الحياة على الذل

فأقبل الحارث وهو يقول




لقد رأيت كيف كانت طعنتي

ــــــــــــــــــــــــــوالط عن للقرم الشديد همتـي

والموت خير من فراق خلتي

ـــــــــــــــــــــــــــ فقتلتـي اليـوم ولا مذلتـي





ثم شد على ابن الشيخ بطعنة سقط منها ميتاً ، فقال له الشيخ : خل عن الظعينة يا ابن أخي ، فإني لست كمن رأيت

فقال : ما كنت لأخليها ، ولا لهذا قصدت

فقال الشيخ : يا ابن أخي اختر لنفسك فإن شئت نازلتك وإن شئت طاردتك، فاغتنمها الفتى ونزل

فنزل الشيخ وهو يقول




ما أرتجي عند فناء عمـري

ــــــــــــــــــــــــ سأجعل التسعين مثـل شهـر

تخافني الشجعان طول دهري

ــــــــــــــــــــــ إن استباح البيض قصم الظهر





فأقبل الحارث وهو ينشد ويقول




بعد ارتحالي ومطال سفري

ــــــــــــــــــــــــــــ وقد ظفرت وشفيت صدري

فالموت خير من لباس الغدر

ـــــــــــــــــــــــــــ والعار أهديه لحـي بكـر





ثم دنا فقال له الشيخ: يا ابن أخي إن شئت ضربتك ، فإن أبقيت فيك بقية فيَّ فاضربني وإن شئت فاضربني . فإن أبقيت بقية ضربتك

فاغتنمها الفتى وقال: أنا أبدأ

فقال الشيخ: هات

فرفع الحارث يده بالسيف فلما نظر الشيخ أنه قد أهوى به إلى رأسه ضرب بطنه بطعنة قد منها أمعاءه ووقعت ضربة الفتى على رأس الشيخ فسقطا ميتين

فأخذت يا أمير المؤمنين أربعة أفراس وأربعة أسياف

ثم أقبلت إلى الناقة فقالت الجارية: يا عمرو: إلى أين ولست بصاحبتك ولست لي بصاحب ولست كمن رأيت

فقلت : اسكتي

قالت : إن كنت لي صاحباً فأعطني سيفاً أو رمحاً فإن غلبتني فأنا لك وإن غلبتك قتلتك

فقلت: ما أنا بمعط ذلك ، وقد عرفت أهلك وجراءة قومك وشجاعتهم فرمت نفسها عن البعير ثم أقبلت تقول




أبعد شيخي ثم بعد أخوتـي

ــــــــــــــــــــــــ يطيب عيشي بعدهم ولذتي

وأصحبن من لم يكن ذا همةٍ

ــــــــــــــــــــــ هلا تكون قبـل ذا منيتـي





ثم أهوت إلى الرمح وكادت تنزعه من يدي ، فلما رأيت ذلك منها خفت إن ظفرت بي قتلتني ، فقتلتها

فهذا يا أمير المؤمنين أشجع من رأيت


سبحان الله قصه غريبه

شكرا

عضوو
20-02-2013, 01:27 PM
سِماك بن خَرَشه وقيل : سِماك بن أوس بن خَرَشه بن لوذان الأنصاري شهد بدراً وأحداً وجميع المشاهد مع رسول الله ، وثبت ‎ عنه يوم أحد مع النبي ، وبايعه على الموت، ودافع عن النبي *يوم أحد هو ومصعب بن عمير، فكثرت فيه الجراحات.هو سماك بن خرشة بن الخزرج أسلم مبكراً مع قومه الأنصار، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عتبة بن غزوان، وشهد معركة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...

كان ‎ من الشجعان المشهورين بالشجاعة، وكانت له عصابة حمراء، يعلم بها في الحرب، فلما كان يوم أحد أعلم بها، واختال بين الصفين، فقال رسول الله : إن هذه مشية يبغضها الله عز وجل، إلا في هذا المقام.
[عدل]موقفه يوم أحد

عرض النبي *سيفه يوم أحد وقال: من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فأحجم القوم، فقال أبو دجانه: وما حقه يا رسول الله ؟ قال: أن تضرب به العدو حتى ينحني. فقال أبو دجانه: أنا آخذه بحقه، فدفعه رسول الله *إليه، ففلق به هام المشركين، وقال في ذلك:
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفـح لدى النخيل
أن لا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرسول
ولما كانت نهاية المعركة, رأى أبو دجانة رجلا يمثل بجثث الشهداء فضربه ضربة قسمت عدو الله إلى قسمين بالرغم من أن الكافر كان أوفرهما عدة وتهيئة [1].
[عدل]استشهاده

استشهد يوم اليمامة بعدما أبلى فيها بلاء عظيما، وكان لبني حنيفة باليمامة حديقة يقاتلون من ورائها، فلم يقدر المسلمون على الدخول إليهم، فأمرهم أبو دجانه أن يلقوه إليها، ففعلوا، فانكسرت رجله، فقاتل على باب الحديقة، وأزاح المشركين عنه، ودخلها المسلمون، وقتل يومئذ. أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته عن الزبير بن العوام قال : عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم سيفا يوم أحد فقال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقمت فقلت : أنا رسول الله فأعرض عني ثم قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقلت : أنا يا رسول الله فأعرض عني ثم قال : من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال : آنا آخذه يا رسول الله بحقه فما حقه؟ قال: أن لا تقتل به مسلما و لا تفرّ به عن كافر قال : فدفعه إليه وكان إذا كان أراد القتال أعلم بعصابة...
فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك فعصبها برأسه فجعل يتبختر بين الصفين - قال ابن إسحاق: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى أبا دجانة يتبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن" -
قال: قلت: لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع قال : فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه و أفراه حتى انتهى إلى نسوة في سفح الجبل معهن دفوف لهن فيهن إمرأة تقول:
( نحن بنات طارق نمشي على النمارق )
( إن تقبلوا نعانق و نبسط النمارق )
( أو تدبروا نفارق فراق غير وامق )
قال فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها ثم كف عنها فلما انكشف له القتال قلت له كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة لم تضربها قالا إني و الله أكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أقتل به امرأة.
مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة عن قتادة بن النعمان قال : كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهي وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيا لظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره حتى امتلأ ظهره سهاما وكان ذلك يوم أحد...
من مواقفه مع الصحابة رضي الله عنهم
قال زيد بن أسلم: دُخل على أبي دجانة وهو مريض - وكان وجهه يتهلل - فقيل له: ما لوجهك يتهلل فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما

ام السعف
20-02-2013, 01:44 PM
رضي الله عنه وارضاه

شكرا على الموضوع تسجيل حضور لحين العودة لقراءته بتفررغ تام ،،

.. الكاش ..
20-02-2013, 10:43 PM
جزاك الله خير معلومات من ذهب

عضوو
21-02-2013, 04:43 AM
الكاش وام السعف شاكر لكم المرور الكريم

عضوو
21-02-2013, 06:30 AM
وهب الله بعض الناس قدرة على التخلص في المواقف الصعبة ..!
فمن هؤلاء المغيرة بن شعبة رضي الله عنه .
استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنهما على البحرين ، فكرهه أهلها فعزله عمر ، فخافوا أن يرده عليهم .!
فقال دهقانهم : إن فعلتم ما أمركم به لم يرده علينا .
قالوا : مُرنا بأمرك .
قال : تجمعون مائة ألف درهم ، حتى أذهب بها إلى عمر ، وأقول إن المغيرة اختان هذا ودفعه إليَّ .
فدعا عمر المغيرة ، فقال : ما يقول هذا ؟
قال : كذب ، أصلحك الله ، إنما كانت مائتي ألف .
فقال : ما حملك على ذلك ؟
قال : العيال والحاجة .
فقال عمر للدهقان : ما تقول ؟
فقال : لا والله ، أصدقنك ، والله ما دفع إليَّ قليلاً ولا كثيراً ، ولكن كرهناه ، وخشينا أن ترده علينا .
فقال عمر للمغيرة : ما حملك على هذا ؟
قال : إنَّ الخبيث كذب عليَّ فأردتُ أن أخزيه .

حميداني
21-02-2013, 07:02 AM
موضوع حلو لكن مكانه الاستراحه مش في الحوار العام
الموضوع الي تنزله في الحوار العام المفروض يكون قابل للمناقشه والحوار
فيه اخذ وعطى في الموضوع يعني

مجرد ملاحظه

بالتوفيق

عضوو
21-02-2013, 07:38 AM
الاخ الكريم شاكر لك مرورك الطيب

عضوو
21-02-2013, 08:41 AM
داهيه من دهاة العرب ( زياد ابن ابيه )

وهو زياد بن عبيد الثقفي ، وهو زياد ابن سمية ، وهي أمه ، وهو زياد بن أبي سفيان الذي استلحقه معاوية بأنه أخوه .

كانت سمية مولاة للحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب .

يكنى أبا المغيرة .

له إدراك ، ولد عام الهجرة وأسلم زمن الصديق وهو مراهق . وهو أخو أبي بكرة الثقفي الصحابي لأمه . ثم كان كاتبا لأبي موسى الأشعري زمن إمرته على البصرة . [ ص: 495 ]

سمع من عمر وغيره .

روى عنه : ابن سيرين ، وعبد الملك بن عمير ، وجماعة .

وكان من نبلاء الرجال ، رأيا ، وعقلا ، وحزما ، ودهاء ، وفطنة . كان يضرب به المثل في النبل والسؤدد .

وكان كاتبا بليغا .
قال ابن سيرين : قال زياد لأبي بكرة : ألم تر أمير المؤمنين يريدني على كذا وكذا ، وقد ولدت على فراش عبيد ، وأشبهته ، وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من ادعى إلى غير أبيه ، فليتبوأ مقعده من النار . [ ص: 496 ] ثم أتى في العام المقبل ، وقد ادعاه .

قال الشعبي : ما رأيت أحدا أخطب من زياد .

وقال قبيصة بن جابر : ما رأيت أحدا أخصب ناديا ، ولا أكرم جليسا ، ولا أشبه سريرة بعلانية من زياد .

وقال أبو إسحاق السبيعي : ما رأيت أحدا قط خيرا من زياد .

قال ابن حزم في كتاب " الفصل " : لقد امتنع زياد وهو فقعة القاع لا نسب له ولا سابقة ، فما أطاقه معاوية إلا بالمداراة ، ثم استرضاه ، وولاه .

قال أبو الشعثاء : كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه .

وقال ابن شوذب : بلغ ابن عمر أن زيادا كتب إلى معاوية : إني قد ضبطت العراق بيميني ، وشمالي فارغة ، وسأله أن يوليه الحجاز .
*

*

عضوو
21-02-2013, 08:44 AM
موضوع حلو لكن مكانه الاستراحه مش في الحوار العام
الموضوع الي تنزله في الحوار العام المفروض يكون قابل للمناقشه والحوار
فيه اخذ وعطى في الموضوع يعني

مجرد ملاحظه

بالتوفيق

طلبك قيد الدراسه وان شاء الله خير

عضوو
22-02-2013, 09:19 AM
سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه

سعد بن أبي وقاص دخل الإسلام وهو ابن سبع عشرة سنة, وكان إسلامه مبكرا, و يتحدث عن نفسه فيقول:«" .. ولقد أتى عليّ يوم, واني لثلث الاسلام"..!!» ، يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا إلى الإسلام، وقد أعلن إسلامه مع الذين أعلنوه بإقناع أبي بكر الصديق إياهم, وهم عثمان ابن عفان, و الزبير ابن العوّام, و عبد الرحمن بن عوف, و طلحة بن عبيد الله.
يعتبر أول من رمى بسهم في سبيل الله, وأول من رمي أيضا ، وأنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال له يوم أحد: «" ارم سعد فداك أبي وأمي"..» ، ويقول علي ابن أبي طالب:«" ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا, فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبي وأمي"». كان سعد يعدّ من أشجع فرسان العرب والمسلمين, وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه. وكان مجاهداً في معركة بدر و في معركة أحد.


معركة القادسيه وهزيمة رستم

بعث سعد جماعة من السادات منهم: النعمان بن مقرن، و فرات بن حبان، و حنظلة بن الربيع التميمي، و عطارد بن حاجب، و الأشعث بن قيس، و المغيرة بن شعبة، و عمرو بن معدي كرب، يدعون رستم إلى الإسلام ودار الحوار معهم ومنهم ربعي بن عامر ، فدخل على رستم وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة، والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت، واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك.
فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت.
فقال رستم: ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فحرق عامتها.
فقالوا له: ما جاء بكم؟
فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لتدعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله.
قالوا: وما موعود الله؟
قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟
قال: نعم*!كم أحب إليكم؟ يوماً أو يومين؟
قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا رؤساء قومنا.
فقال: ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل.
فقال: أسيدهم أنت؟
قال: لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟
فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا، تدع دينك إلى هذا الكلب أما ترى إلى ثيابه؟
فقال: ويلكم لا تنظرون إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي، والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب.
وبعث سعد أكثر من رسول لحوار رستم ، و كان المرض قد اشتد على سعد وملأت الدمامل جسده حتى ما كان يستطيع أن يجلس, فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليه معركة ، عندئذ وقف في جيشه خطيبا, مستهلا خطابه بالآية الكريمة: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] ، وبعد فراغه من خطبته, صلى بالجيش صلاة الظهر, ثم استقبل جنوده مكبّرا أربعا: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. وأستطاع جيش سعد هزيمة الفرس وقائدها رستم و وصل الجيش إلى المدائن.

مبارك سعد
22-02-2013, 04:16 PM
نحن قوم أعزنا الله بالاسلام
فمن إبتغى العزه بغيره أذله الله ...

إنـتــــــــهــــــــــى ...

عضوو
22-02-2013, 06:32 PM
اللهم ردنا للأسلام ردا جميلا

دروب
22-02-2013, 11:25 PM
بارك الله فيكم
وبانتظار المزيد

الخزرجي قطر
23-02-2013, 12:53 AM
جزاك الله خير احسنت بارك الله فيك على اختيارك الموضوع

عضوو
23-02-2013, 12:53 AM
بارك لك فيك وفي الجميع

عضوو
23-02-2013, 05:27 AM
المثنى بن حارثه ( رضي الله عنه )


المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني.

حال المثنى بن حارثة في الجاهلية :
كان المشهور عن المثنى بن حارثة أنه من أشراف قبيلته وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك.

وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني، وهو ابن أخت عمران بن مرة، على بني تغلب، وهم عند الفرات، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه.

قصة إسلام المثنى بن حارثة :
وفد المثنَى بن حارثة بن ضَمضَم الشّيبانيّ إلى الرسول سنة تسع مع وفد قومه، وكان شهمًا شجاعًا ميمون النقيبة حسن الرأي.

أهم ملامح شخصية المثنى بن حارثة :
- حسن إدارته الشديدة للمعارك :

كانت أنباء هزيمة الجسر ثقيلة على المسلمين؛ حتى إن عمر بن الخطاب ظل أشهرًا طويلة لا يتكلم في شأن العراق؛ نظرًا لما أصاب المسلمين هناك، ثم ما لبث أن أعلن النفير العام لقتال الفرس في العراق؛ فتثاقل الناس عليه، وعندما رأى ذلك قرر أن يسير هو بنفسه للقتال والغزو، فأشعل سلوكه ذلك الحماسة في قلوب المسلمين، فقدمت عليه بعض القبائل من الأزد تريد الجهاد في الشام، فرغبهم في الجهاد في العراق، ورغبهم في غنائم كسرى والفرس، وقدمت عليه قبيلة بجيلة، واشترطوا أن يقاتلوا في العراق على أن يأخذوا ربع الغنائم التي يحصلون عليها، فوافق عمر.

وبدأت الجموع المجاهدة تتوافد على المثنى، الذي لم يكف عن ترغيب العرب في الجهاد, واكتملت قوات المسلمين تحت قيادة المثنى بن حارثة، في مكان يسمى "البويب" (يقع حاليًا قرب مدينة الكوفة)، وكان نهر الفرات بين الجيشين، وكان يقود الفرس "مهران الهمداني" الذي أرسل إلى المثنى يقول له: "إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم"، فرد عليه المثنى: "أن اعبروا أنتم إلينا".

وكان ذلك في (14 من رمضان 14هـ = 31 من أكتوبر 1635م) ويرى بعض المؤرخين أنها وقعت في رمضان سنة 13هـ، إلا أن تتبع ما وقع من أحداث في العراق يجعل الرأي الأقرب للصواب هو 14هـ. وقد أمر المثنى المسلمين بالفطر حتى يقووا على القتال، فأفطروا عن آخرهم، ورأى المثنى أن يجعل لكل قبيلة راية تقاتل تحتها؛ حتى يعرف من أين يخترق الفرس صفوف المسلمين، وفي هذا تحفيز للمسلمين للصمود والوقوف في وجه الفرس.

وأوصى المثنى المسلمين بالصبر والصمت والجهاد؛ لأن الفرس عندما عبروا إلى المسلمين كانوا يرفعون أصواتهم بالأهازيج والأناشيد الحماسية، فرأى المثنى أن ذلك من الفشل وليس من الشجاعة, وخالط المثنى جيشه مخالطة كبيرة فيما يحبون وفيما يكرهون؛ حتى شعر الجنود أنه واحد منهم، وكانوا يقولون: "لقد أنصفتنا من نفسك في القول والفعل".

ونظم المثنى جيشه، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى يسمعوا تكبيرته الثالثة، ولكن الفرس لم يمهلوه إلا أن يكبر تكبيرة واحدة حتى أشعلوا القتال، وكان قتالاً شديدًا عنيفًا، تأخر فيه النصر على المسلمين، فتوجه المثنى إلى الله تعالى وهو في قلب المعركة بالدعاء أن ينصر المسلمين، ثم انتخب جماعة من أبطال المسلمين وهجموا بصدق على الفرس فهزموهم، وعندما استشهد "مسعود بن حارثة" وكان من قادة المسلمين وشجعانهم وهو أخو المثنى قال المثنى: "يا معشر المسلمين لا يرعكم أخي؛ فإن مصارع خياركم هكذا"، فنشط المسلمون للقتال، حتى هزم الله الفرس.

وقاتل مع المثنى في هذه المعركة أنس بن هلال النمري وكان نصرانيًّا، قاتل حمية للعرب، وكان صادقًا في قتاله، وتمكن أحد المسلمين من قتل "مهران" قائد الفرس، فخارت صفوف الفرس، وولوا هاربين، فلحقهم المثنى على الجسر، وقتل منهم أعدادًا ضخمة، قدرها البعض بمائة ألف، ولكن هذا الرقم لا يشير إلى العدد الفعلي، ولكنه كناية عن الكثرة فقط.

وقد سميت معركة البويب بـ"يوم الأعشار"؛ لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم عشرة من الفرس، ورأى المسلمون أن البويب كانت أول وأهم معركة فاصلة بين المسلمين والفرس، وأنها لا تقل أهمية عن معركة اليرموك في الشام.

ومن روعة المثنى أنه اعترف بخطأ ارتكبه أثناء المعركة رغم أنه حسم نتيجة المعركة، فقال: "عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر حتى أحرجتهم؛ فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها؛ فإنها كانت زلة فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع".

بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الرسول :
ذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه من حديث عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو وأبو بكر مع رسول الله لذلك قال علي: وكان أبو بكر في كل خير مقدمًا فقال: ممن القوم؟ فقالوا: من شيبان بن ثعلبة, فالتفت أبو بكر إلى رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي، هؤلاء غرر في قومهم وفيهم مفروق بن عمر وهانئ بن قبيصة ومثنى بن حارثة والنعمان بن شريك, وكان مفروق بن عمر قد غلبهم جمالاً ولسانًا وكانت له غديرتان وكان أدنى القوم مجلسًا من أبي بكر فقال له أبو بكر : كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق: إنا لنزيد على الألف ولن تغلب الألف من قلة, فقال أبو بكر: كيف المنعة فيكم؟ فقال مفروق: علينا الجهد ولكل قوم جد, فقال أبو بكر: فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟ فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا لحين نلقى وأنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا ويديل علينا أخرى لعلك أخو قريش..

فقال أبو بكر: أوقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا, فقال مفروق: قد بلغنا أنه يذكر ذلك فإلام تدعو يا أخا قريش؟ فتقدم رسول الله : "أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن تؤوني وتنصروني, فإن قريشًا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد", فقال مفروق: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فقال رسول الله : {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151], فقال مفروق: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فقال رسول الله : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

فقال مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال, ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك, وكأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة, فقال: هذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا, فقال هانئ: قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش وإني أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأي وقلة نظر في العاقبة, وإنما تكون الزلة مع العجلة, ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدًا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر, وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة, فقال: وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا, فقال المثنى: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا واتباعنا دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر وإنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة والسمامة فقال رسول الله : "ما هذان الصريان", فقال: أنهار كسرى ومياه العرب, فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول, وأما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول, وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثًا, وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت هو مما يكرهه الملوك, فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا, فقال رسول الله : "ما أسأتم في الرد إذ فصحتم في الصدق, وإن دين الله لن ينصره إلا من حاط من جميع جوانبه, أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نسائهم أتسبحون الله وتقدسونه", فقال النعمان بن شريك: اللهم لك ذا, فتلا رسول الله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46] ثم نهض رسول الله فأخذ بيدي, فقال: "يا أبا بكر، أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض, وبها يتجاوزون فيما بينهم".

بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الصحابة :
عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر ، فسأل عن المثنى، فقيل له: "هذا رجل غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد".

ولم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة، وقال للصديق: "يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس"، فكتب له الصديق عهدًا، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى.

أثر المثنى بن حارثة في الآخرين :
وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبًا في الناس فقال: "أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس، وغلبناهم على خير شقي السواد، ونلنا منهم، واجترأنا عليهم، ولنا إن شاء الله ما بعده".

بعض كلمات المثنى بن حارثة :
وقال المرزباني: كان مخضرمًا وهو الذي يقول:

سألوا البقية والرماح تنوشهم *** شرقي الأسنة والنحور من الدم

فتركت في نقع العجاجة منهم *** جزرًا لساغبة ونسـر قشعم

وفاة المثنى بن حارثة :
لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ(قس الناطف) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل القادسية، رضي الله عنهما.

عضوو
24-02-2013, 04:10 AM
من دهاة العرب معاويه ابن ابي سفيان رضي الله عنه

هذه اللفظة .. يتغنى بها كل من أراد أن يمدح !
لكن على مرّ التاريخ العربي .. لم أعلم أدهى من معاوية .. والذي حكم الشام أربعين عاماً ولم تقم في الشام أية فتنة !
كانت العرب تقول .. دهاة العرب أربعة : معاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة و زياد بن أبيه !
وفي أحد مجالس معاوية .. كان الحديث يدور حول أكثر العرب دهاءً .. وكان في المجلس عمرو بن العاص .. واختلف الحضور بين معاوية وعمرو ( أيام أن كان معاوية خليفة للمسلمين ) فقال عمرو يا أمير المؤمنين .. أخرج راعيتك أريد أن أسر لك سراً !
فأخرج من في المجلس .. ولم يبقَ إلى الحاشية الخاصين .. قال أخرجهم جميعاً .. فأخرجهم فلم يبقَ إلا معاوية وعمرو .. قال اقترب أكثر يا أمير المؤمنين .. فأقرب أذنه من في عمرو .. ثم قال له .. أتظن أن أحداً سيسمعنا ونحن لوحدنا !
فانفجر معاوية بالضحك وأقر بغلبة عمرو !
أعجب من سياسة معاوية صاحب الشعرة .. التي اشتهرت في التاريخ بعد ذلك فكان يقول بيني وبين الناس شعرة لا تنقطع .. إن أرخوا شددت .. وإن شدوا أرخيت !
معاوية .. والذي تولى ولاية الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان في عهد عمر و كان في عهد عثمان وفي خلافة علي حارب علي للأخذ بثأر عثمان .. كان ابن عباس رضي الله عنه قد جزم بانتصاره في المعارك ضد علي واستشهد بقوله تعالى : ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل ” !
وبغض النظر عن الفتنة وما تبعها .. إلا أن معاوية قد شهد له بحسن الإدارة حتى كان عثمان يستشيره في الكثير من الأمور وأرسل له الأشتر ومن معه حينما خرجوا على عثمان في الكوفة وأرادوا تغيير واليها .. فأرسلهم لمعاوية ونصحهم رضي الله عنه .. فلم يستجيبوا قد أدبهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد في حمص !
هذه الصحابي العظيم .. واجه الكيل والكذب والافتراء بعد محاربته لعلي رضي الله عنه .. ورغم أن الحق مع علي رضي الله عنه كما قال بذلك كثير من العلماء .. إلا أن معاوية كان له رأي وما ينبغي علينا هو الصمت في الخلاف الذي جرى بين الصحابة ونترضى على كل الأطراف ..
أعجبتني شخصية معاوية .. وحينما تقرأ عن معاوية تقرأ الكثير من الحكم في السياسة والدبلوماسية في معاملة الناس والحنكة والذكاء في تسييس الرعية .. حتى كان عهد معاوية عهد الاستقرار في الدولة الإسلامية بعد أن مرّت بفترة فتن وقتل وحروب امتدت لست سنوات ” من عام 35 هـ حتى عام الجماعة 41هـ ” ..
معاوية .. تنازل بالخلافة له الحسن بن علي رضي الله عنهما .. والذي يعتبر آخر الخلفاء الراشدين .. فكانت الخلافة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثون عاماً .. ثم يكون الملك .. وكان تمام الثلاثين عاماً بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما حينما تولى الخلافة ستة أشهر وتنازل بها لمعاوية .. والذي يعتبر أول ملك إسلامي عبر التاريخ !
سأنقل لكم بعض مقولات للداهية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما .. ولكم الحكم في النظرة الثاقبة لهذا الرجل الذي يعتبر فخراً للإسلام بذكائه وحنكته ودهائه !
إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها.
ما من شيء ألذّ عندي من غيظ أتجرّعه. وأغلظ له رجل فأكثر، فقيل له: أتحلم عن هذا؟ قال: إنّي لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا.
قيل لمعاوية‏:‏ أيّ الناس أحبّ إليك قال‏:‏ أشدّهم لي تحبيبًا إلى الناس‏.
إنّي لأرفع نفسي من أن يكون ذنبٌ أعظم من عفوي وجهلٌ أكبر من حلمي وعورة لا أواريها بستري وإساءة أكثر من إحساني‏.
وقال معاوية لعبد الرحمن بن الحكم‏:‏ يا ابن أخي إنّك قد لهجت بالشعر فإيّاك والتشبيب بالنساء فتعيّر الشريفة؛ والهجاء فتعيّر كريمًا وتستثير لئيمًا؛ والمدح فإنه طعمة الوقاح ولكن افخر بمفاخر قومك وقل من الأمثال ما تزيّن به نفسك وتؤدّب به غيرك‏…
قبل أن أختم ..
عرف الدكتور طارق السويدان الدهاء بتعريف أعجبني .. قال فيه باختصار .. الداهية : هو الذي يقيس الأمور ويوازنها ويتوقع الأحداث من خلال قراءة الواقع والشخصيات ويتعامل بحنكة وهدوء وروية وحلم مع كافة المستجدات .

***