المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل أوصى ولده بحرقه



امـ حمد
20-02-2013, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الخوف والرجاء للمؤمن بمثابة الجناحين للطائر، فلابد أن يجتمع كل من الخوف والرجاء في قلب المؤمن حتى يحلق في

سماء الإيمان،ومن المعلوم أن الخوف من الله سياط للقلوب تمنع العبد من مواقعة الذنوب،وتجعله يقبل على طاعة علام

الغيوب،ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف،وعن أبي هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(كان رجل

يسرف على نفسه،فلما حضره الموت قال لبنيه، إذا أنا مت فأحرقوني،ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح،فوالله لئن قدر الله

عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً، فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال،اجمعي ما فيك،ففعلت،فإذا هو قائم، فقال،ما

حملك على ما صنعت،قال،خشيتك يا رب،ومخافتك،فغُفر له)وفي رواية،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(قال رجل لم يعمل

حسنة قط لأهله،إذا مت فحرقوه،ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر،فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذاباً لا يعذبه أحداً من

العالمين،فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال،لم فعلت هذا،قال،من

خشيتك يا رب وأنت أعلم،فغفر الله تعالى له) رواه البخاري،ومسلم، ورواه مالك والنسائي،من أجل ذلك أخرج

البخاري و مسلم،عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما،قال،الرسول صلى الله عليه وسلم(كان رجل يسرف على

نفسه،أي(لم يعمل خيراّ قط)واستمر في إسرافه وفي ظلمه لنفسه،ومعصيته لربه حتى حضره الموت،وكان من الذين

يتواكلون على مغفرة الله عز وجل،ولا يتعاطون من الأعمال الصالحات ما بها مغفرة الله تبارك وتعالى،فهذا الرجل كان

معترفاً بتقصيره وبجنايته على نفسه،ومع أنه كان إيمانه لا يزال حياً في قلبه،وسلك سبيلاً ربما لم يسلكه أحدٌ قبله ولا أحدٌ

بعده،ذلك أنه أوصى بهذه الوصية الجائرة،حيث قال عليه الصلاة والسلام(فلما حضره الموت،قال لبنيه،إذا أنا مت فأحرقوني) ولم

يقنع بهذا،فقال لهم(اطحنوني)ثم أكد لهم ذلك بأن يطحنوه، ثم يأخذوا الحاصل من ذلك الحرق والطحن وهو أن يصبح رميماً،

قال(ثم ذروني في الريح)فقال(فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً)فنفذوا وصية أبيهم هذه،قال عليه الصلاة

والسلام في تمام الحديث(فأمر الله الأرض فقال،اجمعي ما فيك) بعد أن تفرقت ذرات هذا الإنسان المحرق بالنار،قال لكل من

البحر والأرض اليابسة،اجمعي ذرات فلان،وقال لها،كوني فلاناً، فكانت بشراً سوياً، فقال سبحانه وتعالى مخاطباً لهذا الإنسان

بعد أن أعاده كما كان(ما حملك على ما صنعت،قال،خشيتك،ومخافتك،يارب،فغفر له)ما يستفاد مـن هـذا

الحديث،أن هذا الرجل كان من أهل التوحيد،وإلا ما غفر الله له،وعنده مال،وولد، لكنه مُسرف،مسرف على نفسه في

المعاصي والذنوب والآثام،وأساء الظن بعمله،حتى رأى أنه لم يعمل ولم يدخر خيراً قط،وأن الخوف من الله ومن الموت،وتذكر

الآخرة غائب عن ذهنه تماماً،فإن بعض الناس لا يفكر في اليوم الآخر،ولا يخاف الله،ولا يرجو لقاءه،ولم يحتمل مشهد حسابه،

أراد أن يحتال على ذلك،لكن من يُعينه في هذه الحِيلة،أبناؤه الذين رباهم وكد وتعب، وأحسن إليهم طيلة حياته،هم أوَّل مَلجأ

له في مِحنته،وهم سنده في كُربته،يا له من جهل بالله جل جلاله،فقد وقع الرجل في خطأين،الأول،يظن أنه لو بقي على

هيئته،ووُضِع في القبر،فستكون إعادته سهلة،لكن إذا تفرَّق بهذا الشكل،فسوف يغيب ويتلاشى تماماً،ولن يُبعث،ولن يحاسب،ولن

يُعاقب،فأساء الظن في سعة قُدرة الله،الثاني،ظن من عظم ذنبه أن الله لن يغفر له،ودمعة في خشيةٍ ستْر لك من النار،أن الله عز

وجل حينما خلق ملائكة وخلق بشراً ،فقد قدر على هؤلاء البشر أن يخطئوا رغم أنوفهم،كما قال عليه الصلاة و السلام حديثان

مهمان،ولكن حذاري أن يفهما فهماً خاطئاً، الحديث الأول،قال عليه الصلاة والسلام(كتب على ابن آدم حضه من الزنا وهو

مدركاً لامحا له فهو مدركه،فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع،واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني

وزناها المشي،والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه)صحيح مسلم،
الشاهد من هذا الحديث(فهو مدركه لا محاله)لماذا،لأنه إنسان ليس

ملكاً،الحديث الآخر،قال عليه الصلاة والسلام(لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم)قال،

ماجه في سننه،وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه،لو لم

تذنبو لذهب الله بكم ولجاء بقوم يحلون محلكم ويذنبون

بخلافكم،هذا قضاء الله وقدره لابد لجنس البشر من أن يقع في
الخطأ الذي لا يحبه الله،لكن هذا الخطأ قد يكون من الصغائر من اللمم،وقد يكون من الكبائر فسواءً كان هذا أو هذا،الشاهد من

الحديث ،لو لم تذنبوا أيها البشر،مادام أنكم فطرتم على المعصية،فلا تتكلوا عليها،وإنما أتبعوها بالمغفرة بالاستغفار حتى

تعقبها المغفرة،لأن الله عز وجل يقول(إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)


اسأل الله خشيته في السر والعلن،وخوف يحفزنا على طاعته سبحانه،ونسألك كلمةَ الحقِّ في الغضب والرضا،القصد في الفقر

والغنى، ونسألك نعيماً لا ينفد،والنظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك،اللهم زيِّنا بزينة الإيمان،واجعلنا هداة مهتدين.

عضوو
20-02-2013, 01:12 AM
جزاج الله خير وزين رديتوا الموضوع لانه فعلا مفيد

امـ حمد
20-02-2013, 01:31 AM
جزاج الله خير وزين رديتوا الموضوع لانه فعلا مفيد

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

كازانوفا
20-02-2013, 08:02 AM
يا الله تحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

جزيتي خيرا حبيبتي في الله

امـ حمد
20-02-2013, 03:59 PM
يا الله تحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن

جزيتي خيرا حبيبتي في الله




بارك الله في حسناتج حبيبتي
وجزاك ربي جنة الفردوس يالغاليه