king fish
23-02-2013, 11:27 AM
دوام الحال محال" هذا المثل ينطبق تماما على أوروبا، القارة العجوز التي ضاقت بأهلها فباتوا يحزمون حقائبهم ويودعونها بلا رجعة، باحثين عن بلدان أخرى ربما يستطيعون على أرضها تحقيق أحلام تقزمت في أوطانهم.
فلم تعد أوروبا الأرض التي تفيض لبنا وعسلا، بل تحولت إلى قارة تهددها عواصف الفقر، وتضربها زلازل الإفلاس على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها القارة. فتحولت من أرض الأحلام ومن واحة آمنة للمهاجرين من كافة أنحاء العالم الفقير، الذين تقطعت بهم سبل العيش في أوطانهم، إلى أرض الهجرة العكسية، لمغادرين يبحثون على الخارطة عن أوطان تلملم بقايا أحلامهم.
المفارقة أن تكون محطات المهاجرين الأوربيين، بلدان استعمروها في الماضي، ونهبوا خيراتها وجلبوا منها قوافل رقيق قام السيد الأبيض باستعبادهم، وبالسخرة كانوا يقومون بالأعمال الشاقة، بل يذهب المؤرخون إلى أن أوروبا قد بُنيت على أكتاف هؤلاء العبيد.
إفريقيا هي الهدف إذن لهؤلاء المهاجرين الذين أخرجهم الفقر من دولهم ليتدفقوا بالآلاف على القارة السمراء للبحث عن فرص عمل، قادمين من دول الاتحاد الأوربي مثل إسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا وحتى إيطاليا التي تواجه أصعب ظرف لها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية المتمثلة بأزمة اليورو.
المغرب قبلة الاسبان
المغرب، أنجولا وموزمبيق، ثلاث دول إفريقية هي بمثابة قبلة المهاجرين الأوروبيين حاليا. فقد انقلبت الآية، ولم يعد المغاربة يهاجرون للعمل في الديار الأوروبية خاصة فرنسا وإسبانيا التي لا يفصلها عن المغرب سوى مضيق جبل طارق وهي مسافة لا تزيد عن 14 كيلومترا، بل أصبح الشباب الأسبان خاصة يتوافدون على المغرب، فيما بدأ آلاف المهاجرين المغاربة في أسبانيا الذين يقدرون بـ 1.6 % من سكان البلاد بالعودة إلى أوطانهم إثر الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب دول اليورو.
ومنذ أن اشتدت الأزمة في أوروبا استوطن آلاف الأسبان في مدن المغرب الشمالية مثل تطوان ومارتيل وطنجة وشفشاون والعرائش والقصر الكبير، ويشتغلون في السياحة والزراعة والبناء وقطاع الفندقة. ويكتفي هؤلاء بأجور ضعيفة أو متوسطة بالمقارنة مع المعايير الأوروبية لكنها تكفيهم للعيش في مدن المغرب الشمالية الصغيرة.
ويفضل الأسبان المغرب رغم الحساسيات التاريخية والثقافية بينها وبين بلادهم بسبب فتح العرب للأندلس ثم خروجهم منه وكذلك بسبب استعمار إسبانيا للمغرب في بداية القرن العشرين واشتعال حرب الريف، كما لا تزال إسبانيا تحتفظ بجيبي سبتة ومليلية الواقعين في التراب المغربي ويعتبرهما المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.
ومن بين المهاجرين الأسبان "ليا" وتعمل مربية لطفلين في عائلة مغربية في شمال المغرب، تقول أنها تتقاضى أجرا زهيدا، وأن ما يدفعها لقبول هذا الوضع هو حبها للبلد وأهله وعامل قربه من موطنها إسبانيا، لكن السبب الرئيس التي لا تجد " ليا" غضاضة في الاعتراف به هو الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإسبانيا. وقالت: "صحيح أنني أحب المغرب وأهله جدا وأجد نفسي مرتاحة هنا، لكن بالفعل لو وجدت عملا بأجر مرتفع في بلدي لفضلت البقاء هناك".
وتتقاضي المربية الإسبانية التي وفدت إلى المغرب منذ أكثر من ستة أشهر قادمة من جنوب إسبانيا أجرا لا يتجاوز 1500 درهم، في مدينة مارتيل قرب تطوان المتاخمة للحدود مع سبتة التابعة للنفوذ الإسباني.
وتقول: إنها مؤقتا لا تجد مشكلة مع هذا الأجر بما أنها لا تتحمل مصاريف المسكن والمأكل كما أنها حصلت مؤخرا على وظيفة بإحدى مستشفيات سبتة أيام السبت والأحد أي في يومي عطلتها من العمل كمربية للطفلين المغربيين.
"مانويل باكارو" فنان ومصمم ديكور قدم إلى مارتيل المغربية ليعطي دروسا في الفن التشكيلي، وخاصة فن الديكور في المركز الثقافي الإسباني هناك. يؤكد هو الآخر أن الأزمة الاقتصادية هي أكثر ما دفعه أيضا للقدوم الى المغرب.
ويتابع بغضب شديد: "ما يحدث حاليا في إسبانيا متناقض تماما.. الكثير من العائلات تقاسي من غلاء المعيشة خاصة في العاصمة مدريد."وأضاف أن الأجر الذي كان يتقاضاه في مدريد كأستاذ لعلوم الأحياء والفن لم يعد يكفيه لتسديد إيجار البيت وفواتير الماء والكهرباء والهاتف.
ويكشف شكيب عبدالجبار صاحب مشروع سياحي بمدينة شفشاون أن هناك عددا كبيرا من الأوروبيين قد وفدوا إلى المدينة مؤخرا للعمل في قطاع السياحة ليسوا أسبان فقط بل فرنسيين أيضا.
ويؤكد باكو خامينيث منسق الكنيسة الكاثوليكية في مارتيل "هناك العديد من المغاربة الذين كانوا مقيمين في إسبانيا وحتى الأسبان لجأوا إلى شمال المغرب بصفة خاصة ليبدأوا حياة جديدة". لافتا إلى أن الكنسية تقدم لهم مساعدات في إطار خدمتها الاجتماعية.
ويعلق المحلل الاقتصادي محمد شيكر قائلا: "ظاهرة الهجرة العكسية بين إسبانيا والمغرب متواجدة وبدأت في التكاثر مع السنتين الأخريين بسبب اشتداد الأزمة."
وأضاف: "الملاحظ أنها تهم بالخصوص سكان الأندلس الذين بدأوا يتقاطرون على شمال المغرب، وهذا يذكرنا بسقوط غرناطة".
ناتاليا ب. معلمة للغة الإسبانية في مارتيل قرب تطوان أكدت عزمها العودة الى إسبانيا للبحث عن عمل مناسب هناك. وأضافت: "إذا وجدت عملا في إسبانيا بنفس الأجر الذي أتقضاه هنا لا يمكن أن أقبل به لأنه لن يكفيني للعيش هناك خاصة في مدريد."وتمنت أن "تنتهي الأزمة الاقتصادية قريبا حتى أتمكن من العودة وإيجاد عمل يوفر لي العيش الكريم في بلدي".
البرتغال..نزوح إلى الماضي
ومن إسبانيا إلى البرتغال، تكشف صحيفة "دايريو دي نوتيساس" البرتغالية أن البرتغال التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة تشهد أكبر موجة هجرة في تاريخها إلى مستعمراتها السابقة في إفريقيا خاصة أنجولا وموزمبيق إلى جانب البرازيل؛ حيث غادر البلاد خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 500 ألف برتغالي، وهو ما يعني أن مواطنا من بين كل 21 برتغاليا في البلاد يهاجر، حيث يصل عدد سكان البرتغال إلى 5ر10 مليون نسمة. وتؤكد الصحيفة أن عام 2010 فقط شهد هجرة حوالي 150 ألف شخص. ولم تشهد البرتغال موجات هجرة مماثلة منذ أواخر ستينيات القرن العشرين، عندما كان البرتغاليون يسافرون للبحث عن عمل في فرنسا أو ألمانيا. ووفقا لتقارير إعلامية فإن المطاف ينتهي بأغلب البرتغاليين المهاجرين بأن يكونوا عرضة للاستغلال أو للعمل في ظروف أقرب إلى السخرة.
ويقف البرتغاليون في طوابير طويلة أمام القنصليات الإفريقية في لشبونة بسبب العدد الكبير الباحث عن فرص عمل في الخارج وخاصة في أنغولا والبرازيل.
وقد ضربت الأزمة الاقتصادية المناطق الريفية بقوة، ففي منطقة شمال ألينتيجو بالقرب من الحدود الإسبانية، تجلس الفتاتان فرانشيسكا وصديقتها ماريا جوانا بحسرة على أطلال قريتهما بيريرو تتذكران الأيام الرغيدة، لكن اليوم باتت المخازن فارغة والمدرسة والحضانة صامتة وفرن الخبز باردا بعد توقفه عن العمل، والمصنع مدمرا عن آخره، والأسطح مقسمة والجميع غادر المكان. هنا أنجبت ماريا جوانا ثلاثة أطفال وفرانشيسكا ثمانية أطفال تقول الأخيرة:“أنا حزينة جدا أرغب في البكاء لقد عشنا هنا وكانت حياتنا هنا، أنجبنا أبناءنا هنا كل ما آمله هو أن يشتري شخص ما بيريرو، ويعيد لها الحياة كما في السابق.
ويقول سيرجو سيلفا مهندس زراعي: "تعتبر أنجولا دولة ذات نمو اقتصادي قوي في هذه الأثناء. هناك بالفعل عدد كبير من التقنيين تدربوا هنا في البرتغال. ومع تجربتي الأكاديمية ومستواي الدراسي وتجاربي المهنية السليمة الخاصة بزراعة الزهور أنا على ثقة كبيرة أنني سأنجح في أنجولا، بسبب الوضع الاقتصادي الكئيب في البرتغال".
القادم أدهى
إذن دول أوروبية كبيرة مثل البرتغال وأسبانيا وفرنسا واليونان وأيرلندا باتت تشهد هجرات عكسية ضخمة، بعدما أصبحت دول طاردة لأهلها، فالإسبان يهاجرون إلى المغرب والبرتغاليون إلى أنجولا والبرازيل ودول أخرى أحوالها أفضل اقتصاديا ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية أن العام الماضي - قبل اشتداد أزمة اليورو على هذا النحو - شهد هجرة 2500 يوناني إلى استراليا وحدها، و10 آلاف برتغالي إلى أنجولا فقط. وفي إيرلندا تشير الأرقام إلى أن أنماط الهجرة الأخيرة توضح أن أكثر من 50 ألف شخص سيكونون قد استقروا إما في استراليا أو الولايات المتحدة أو غيرهما بنهاية العام الحالي.
فيما أكدت وزارة الخارجية البرتغالية أن أكثر من 97 ألف مواطن تقدموا بطلبات تأشيرات الدخول إلى أنجولا، وهذا رقم يبلغ على الأقل ضعف عدد المتقدمين للغرض نفسه في 2005. والشيء نفسه يتكرر بالنسبة إلى البرتغاليين مع مستعمرات سابقة لهم، مثل موزمبيق والبرازيل. وقد شهدت هذه الأخيرة زيادة بنسبة 50 % في طلبات تأشيرات الدخول من البرتغال عما كان عليه الحال في العام الماضي.
وتشير المعطيات الأوربية إلى أن الاقتصاد الإسباني يواصل انحداره بتسجيل معدلات بطالة قياسية فللشهر الخامس على التوالي ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل بزيادة قدرت بسبعة فاصل ثمانية في المئة بنهاية العام 2011.
وفي إيطاليا سوق العمل يبدو قاتما، وسط توقعات بانضمام 40 ألف مواطن إلى طابور العاطلين خلال 2012. بينما في فرنسا ارتفع معدل البطالة بحسب منظمة العمل الدولية بنسبة 0.1 في الربع الأخير من عام 2011 ليبلغ 9.4٪. حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 2678000 في الربع الأخير، وهو أعلى بــ 47000 من الربع الثالث. وكان قد بلغ المعدل أدنى مستوياته في الربع الأول من عام 2008 عشية الأزمة المالية العالمية، قبل أن يبدأ بالارتفاع ليبلغ أرقاماً قياسية بداية2010. وفي إيطاليا بلغت البطالة رقماً قياسياً عند عتبة الــ 9.2 في المائة، لا سيما بين الشباب حيث تخطت النسبة 31.1 في المائة.
الأمر لا يختلف كثيرا في بريطانيا التي تشهد ازدياد عدد العاطلين وصولا إلى 2 مليون و570 ألف شخص وهو الرقم الذي يصعد بنسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ 1996. في السياق ذاته، أظهرت دراسة نشرتها مؤسسة الدراسات الضريبية أن عدد البريطانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر سيواصل ارتفاعه على مدى السنوات المقبلة
منقول
http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=12372
و
http://www.alarabiya.net/articles/2012/12/14/255020.html
و
http://hespress.com/videos/58227.html
فلم تعد أوروبا الأرض التي تفيض لبنا وعسلا، بل تحولت إلى قارة تهددها عواصف الفقر، وتضربها زلازل الإفلاس على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها القارة. فتحولت من أرض الأحلام ومن واحة آمنة للمهاجرين من كافة أنحاء العالم الفقير، الذين تقطعت بهم سبل العيش في أوطانهم، إلى أرض الهجرة العكسية، لمغادرين يبحثون على الخارطة عن أوطان تلملم بقايا أحلامهم.
المفارقة أن تكون محطات المهاجرين الأوربيين، بلدان استعمروها في الماضي، ونهبوا خيراتها وجلبوا منها قوافل رقيق قام السيد الأبيض باستعبادهم، وبالسخرة كانوا يقومون بالأعمال الشاقة، بل يذهب المؤرخون إلى أن أوروبا قد بُنيت على أكتاف هؤلاء العبيد.
إفريقيا هي الهدف إذن لهؤلاء المهاجرين الذين أخرجهم الفقر من دولهم ليتدفقوا بالآلاف على القارة السمراء للبحث عن فرص عمل، قادمين من دول الاتحاد الأوربي مثل إسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا وحتى إيطاليا التي تواجه أصعب ظرف لها منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية المتمثلة بأزمة اليورو.
المغرب قبلة الاسبان
المغرب، أنجولا وموزمبيق، ثلاث دول إفريقية هي بمثابة قبلة المهاجرين الأوروبيين حاليا. فقد انقلبت الآية، ولم يعد المغاربة يهاجرون للعمل في الديار الأوروبية خاصة فرنسا وإسبانيا التي لا يفصلها عن المغرب سوى مضيق جبل طارق وهي مسافة لا تزيد عن 14 كيلومترا، بل أصبح الشباب الأسبان خاصة يتوافدون على المغرب، فيما بدأ آلاف المهاجرين المغاربة في أسبانيا الذين يقدرون بـ 1.6 % من سكان البلاد بالعودة إلى أوطانهم إثر الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب دول اليورو.
ومنذ أن اشتدت الأزمة في أوروبا استوطن آلاف الأسبان في مدن المغرب الشمالية مثل تطوان ومارتيل وطنجة وشفشاون والعرائش والقصر الكبير، ويشتغلون في السياحة والزراعة والبناء وقطاع الفندقة. ويكتفي هؤلاء بأجور ضعيفة أو متوسطة بالمقارنة مع المعايير الأوروبية لكنها تكفيهم للعيش في مدن المغرب الشمالية الصغيرة.
ويفضل الأسبان المغرب رغم الحساسيات التاريخية والثقافية بينها وبين بلادهم بسبب فتح العرب للأندلس ثم خروجهم منه وكذلك بسبب استعمار إسبانيا للمغرب في بداية القرن العشرين واشتعال حرب الريف، كما لا تزال إسبانيا تحتفظ بجيبي سبتة ومليلية الواقعين في التراب المغربي ويعتبرهما المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.
ومن بين المهاجرين الأسبان "ليا" وتعمل مربية لطفلين في عائلة مغربية في شمال المغرب، تقول أنها تتقاضى أجرا زهيدا، وأن ما يدفعها لقبول هذا الوضع هو حبها للبلد وأهله وعامل قربه من موطنها إسبانيا، لكن السبب الرئيس التي لا تجد " ليا" غضاضة في الاعتراف به هو الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإسبانيا. وقالت: "صحيح أنني أحب المغرب وأهله جدا وأجد نفسي مرتاحة هنا، لكن بالفعل لو وجدت عملا بأجر مرتفع في بلدي لفضلت البقاء هناك".
وتتقاضي المربية الإسبانية التي وفدت إلى المغرب منذ أكثر من ستة أشهر قادمة من جنوب إسبانيا أجرا لا يتجاوز 1500 درهم، في مدينة مارتيل قرب تطوان المتاخمة للحدود مع سبتة التابعة للنفوذ الإسباني.
وتقول: إنها مؤقتا لا تجد مشكلة مع هذا الأجر بما أنها لا تتحمل مصاريف المسكن والمأكل كما أنها حصلت مؤخرا على وظيفة بإحدى مستشفيات سبتة أيام السبت والأحد أي في يومي عطلتها من العمل كمربية للطفلين المغربيين.
"مانويل باكارو" فنان ومصمم ديكور قدم إلى مارتيل المغربية ليعطي دروسا في الفن التشكيلي، وخاصة فن الديكور في المركز الثقافي الإسباني هناك. يؤكد هو الآخر أن الأزمة الاقتصادية هي أكثر ما دفعه أيضا للقدوم الى المغرب.
ويتابع بغضب شديد: "ما يحدث حاليا في إسبانيا متناقض تماما.. الكثير من العائلات تقاسي من غلاء المعيشة خاصة في العاصمة مدريد."وأضاف أن الأجر الذي كان يتقاضاه في مدريد كأستاذ لعلوم الأحياء والفن لم يعد يكفيه لتسديد إيجار البيت وفواتير الماء والكهرباء والهاتف.
ويكشف شكيب عبدالجبار صاحب مشروع سياحي بمدينة شفشاون أن هناك عددا كبيرا من الأوروبيين قد وفدوا إلى المدينة مؤخرا للعمل في قطاع السياحة ليسوا أسبان فقط بل فرنسيين أيضا.
ويؤكد باكو خامينيث منسق الكنيسة الكاثوليكية في مارتيل "هناك العديد من المغاربة الذين كانوا مقيمين في إسبانيا وحتى الأسبان لجأوا إلى شمال المغرب بصفة خاصة ليبدأوا حياة جديدة". لافتا إلى أن الكنسية تقدم لهم مساعدات في إطار خدمتها الاجتماعية.
ويعلق المحلل الاقتصادي محمد شيكر قائلا: "ظاهرة الهجرة العكسية بين إسبانيا والمغرب متواجدة وبدأت في التكاثر مع السنتين الأخريين بسبب اشتداد الأزمة."
وأضاف: "الملاحظ أنها تهم بالخصوص سكان الأندلس الذين بدأوا يتقاطرون على شمال المغرب، وهذا يذكرنا بسقوط غرناطة".
ناتاليا ب. معلمة للغة الإسبانية في مارتيل قرب تطوان أكدت عزمها العودة الى إسبانيا للبحث عن عمل مناسب هناك. وأضافت: "إذا وجدت عملا في إسبانيا بنفس الأجر الذي أتقضاه هنا لا يمكن أن أقبل به لأنه لن يكفيني للعيش هناك خاصة في مدريد."وتمنت أن "تنتهي الأزمة الاقتصادية قريبا حتى أتمكن من العودة وإيجاد عمل يوفر لي العيش الكريم في بلدي".
البرتغال..نزوح إلى الماضي
ومن إسبانيا إلى البرتغال، تكشف صحيفة "دايريو دي نوتيساس" البرتغالية أن البرتغال التي تعاني أزمة اقتصادية طاحنة تشهد أكبر موجة هجرة في تاريخها إلى مستعمراتها السابقة في إفريقيا خاصة أنجولا وموزمبيق إلى جانب البرازيل؛ حيث غادر البلاد خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 500 ألف برتغالي، وهو ما يعني أن مواطنا من بين كل 21 برتغاليا في البلاد يهاجر، حيث يصل عدد سكان البرتغال إلى 5ر10 مليون نسمة. وتؤكد الصحيفة أن عام 2010 فقط شهد هجرة حوالي 150 ألف شخص. ولم تشهد البرتغال موجات هجرة مماثلة منذ أواخر ستينيات القرن العشرين، عندما كان البرتغاليون يسافرون للبحث عن عمل في فرنسا أو ألمانيا. ووفقا لتقارير إعلامية فإن المطاف ينتهي بأغلب البرتغاليين المهاجرين بأن يكونوا عرضة للاستغلال أو للعمل في ظروف أقرب إلى السخرة.
ويقف البرتغاليون في طوابير طويلة أمام القنصليات الإفريقية في لشبونة بسبب العدد الكبير الباحث عن فرص عمل في الخارج وخاصة في أنغولا والبرازيل.
وقد ضربت الأزمة الاقتصادية المناطق الريفية بقوة، ففي منطقة شمال ألينتيجو بالقرب من الحدود الإسبانية، تجلس الفتاتان فرانشيسكا وصديقتها ماريا جوانا بحسرة على أطلال قريتهما بيريرو تتذكران الأيام الرغيدة، لكن اليوم باتت المخازن فارغة والمدرسة والحضانة صامتة وفرن الخبز باردا بعد توقفه عن العمل، والمصنع مدمرا عن آخره، والأسطح مقسمة والجميع غادر المكان. هنا أنجبت ماريا جوانا ثلاثة أطفال وفرانشيسكا ثمانية أطفال تقول الأخيرة:“أنا حزينة جدا أرغب في البكاء لقد عشنا هنا وكانت حياتنا هنا، أنجبنا أبناءنا هنا كل ما آمله هو أن يشتري شخص ما بيريرو، ويعيد لها الحياة كما في السابق.
ويقول سيرجو سيلفا مهندس زراعي: "تعتبر أنجولا دولة ذات نمو اقتصادي قوي في هذه الأثناء. هناك بالفعل عدد كبير من التقنيين تدربوا هنا في البرتغال. ومع تجربتي الأكاديمية ومستواي الدراسي وتجاربي المهنية السليمة الخاصة بزراعة الزهور أنا على ثقة كبيرة أنني سأنجح في أنجولا، بسبب الوضع الاقتصادي الكئيب في البرتغال".
القادم أدهى
إذن دول أوروبية كبيرة مثل البرتغال وأسبانيا وفرنسا واليونان وأيرلندا باتت تشهد هجرات عكسية ضخمة، بعدما أصبحت دول طاردة لأهلها، فالإسبان يهاجرون إلى المغرب والبرتغاليون إلى أنجولا والبرازيل ودول أخرى أحوالها أفضل اقتصاديا ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية أن العام الماضي - قبل اشتداد أزمة اليورو على هذا النحو - شهد هجرة 2500 يوناني إلى استراليا وحدها، و10 آلاف برتغالي إلى أنجولا فقط. وفي إيرلندا تشير الأرقام إلى أن أنماط الهجرة الأخيرة توضح أن أكثر من 50 ألف شخص سيكونون قد استقروا إما في استراليا أو الولايات المتحدة أو غيرهما بنهاية العام الحالي.
فيما أكدت وزارة الخارجية البرتغالية أن أكثر من 97 ألف مواطن تقدموا بطلبات تأشيرات الدخول إلى أنجولا، وهذا رقم يبلغ على الأقل ضعف عدد المتقدمين للغرض نفسه في 2005. والشيء نفسه يتكرر بالنسبة إلى البرتغاليين مع مستعمرات سابقة لهم، مثل موزمبيق والبرازيل. وقد شهدت هذه الأخيرة زيادة بنسبة 50 % في طلبات تأشيرات الدخول من البرتغال عما كان عليه الحال في العام الماضي.
وتشير المعطيات الأوربية إلى أن الاقتصاد الإسباني يواصل انحداره بتسجيل معدلات بطالة قياسية فللشهر الخامس على التوالي ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل بزيادة قدرت بسبعة فاصل ثمانية في المئة بنهاية العام 2011.
وفي إيطاليا سوق العمل يبدو قاتما، وسط توقعات بانضمام 40 ألف مواطن إلى طابور العاطلين خلال 2012. بينما في فرنسا ارتفع معدل البطالة بحسب منظمة العمل الدولية بنسبة 0.1 في الربع الأخير من عام 2011 ليبلغ 9.4٪. حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 2678000 في الربع الأخير، وهو أعلى بــ 47000 من الربع الثالث. وكان قد بلغ المعدل أدنى مستوياته في الربع الأول من عام 2008 عشية الأزمة المالية العالمية، قبل أن يبدأ بالارتفاع ليبلغ أرقاماً قياسية بداية2010. وفي إيطاليا بلغت البطالة رقماً قياسياً عند عتبة الــ 9.2 في المائة، لا سيما بين الشباب حيث تخطت النسبة 31.1 في المائة.
الأمر لا يختلف كثيرا في بريطانيا التي تشهد ازدياد عدد العاطلين وصولا إلى 2 مليون و570 ألف شخص وهو الرقم الذي يصعد بنسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ 1996. في السياق ذاته، أظهرت دراسة نشرتها مؤسسة الدراسات الضريبية أن عدد البريطانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر سيواصل ارتفاعه على مدى السنوات المقبلة
منقول
http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=12372
و
http://www.alarabiya.net/articles/2012/12/14/255020.html
و
http://hespress.com/videos/58227.html