المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرنسا تحتج على تعليقات عنصرية لسناتور إيطالي بشأن منتخبها



hich
12-07-2006, 05:10 PM
اعتبر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أن قائد منتخب فرنسا زين الدين زيدان الجزائري الأصل تصرف دفاعا عن شرفه عندما نطح مدافع منتخب إيطاليا ماركو ماتيرازي ليطرد قبل 10 دقائق من نهاية الوقت الإضافي الثاني من المباراة النهائية لمونديال ألمانيا الأحد الماضي.
وقال بوتفليقة في رسالة رسمية وجهها إلى زيدان:"في وجه الاعتداء الخطير الذي تعرضت له، قمت برد فعل دفاعا عن شرفك أولا، قبل أن تخضع للقانون من دون أن تخاف، وبالتالي فلا أسباب لديك لتكون مطاطئ الرأس على الإطلاق".
ووصف الرئيس الجزائري زيدان بأنه حمل دائما مشعل الموهبة والعظمة والتواضع والتهذيب.
وتابع "بما أنك لم تنس بلدك الأم، فإن الجزائر والجزائريين فخورون بك، ولن ينسوك أبدا".
وأضاف في رسالته لزيدان"سأكون سعيدا جدا باستقبالك في وطنك، أنت وعائلتك في التاريخ الذي تراه مناسبا ونستطيع أن نتفق عليه"، وأردف "أريد أن أنقل إليك في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها، مشاعر الشعب الجزائري بأكمله تجاهك والاحترام الكبير الذي يكنه لك".
وحيا الرئيس الجزائري مسيرة زيدان وقال"أنهيتها في القمة ودخلت بفضلها أسطورة كرة القدم العالمية".
احتجاج فرنسي
ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أمس أن السفير الفرنسي في روما تقدم باحتجاج إلى مجلس الشيوخ الإيطالي بشأن تعليقات عنصرية أدلى بها عضو يميني في المجلس وصف فيها المنتخب الفرنسي بأنه يتألف من مجموعة من "اللاعبين السود والمسلمين والشيوعيين".
وهددت مزاعم العنصرية بإفساد فرحة الإيطاليين بالفوز بكأس العالم بعدما ذكرت تقارير أن المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي استفز النجم الفرنسي زين الدين زيدان الذي ينحدر من أصول جزائرية بعدما وصفه
بأنه "إرهابي قذر". لكن ماتيرازي نفى أن تكون هذه التعليقات قد صدرت منه تجاه زيدان.
لكن لم يصدر أي نفي من روبرتو كالديرولي الذي ينتمي إلى تحالف الشمال اليميني الذي فقد منصبه الوزاري في حكومة يمين الوسط في وقت سابق من هذا العام لارتدائه قميصا عليه رسوم كاريكاتيرية تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الوقت الذي كان يستقبل فيه الإيطاليون منتخب الأزوري استقبال الفاتحين عند عودته إلى روما أول من أمس، وصف السيناتور الإيطالي روبرتو كالديرولي فوز إيطاليا على فرنسا بالانتصار السياسي على المنتخب الفرنسي الذي يضم خليطا من الأعراق.
وقال السناتور في تعليقات رفضها أعضاء حكومة يسار الوسط الجديدة في إيطاليا "إيطاليا هزمت منتخبا ضحى من أجل الحصول على البطولة بهويته باختيار تشكيلة من اللاعبين السود والمسلمين والشيوعيين".
ونقلت صحيفتا لا ستامبا وكورييرا ديلا سيرا عن خطاب الاحتجاج الذي بعث به السفير الفرنسي لدى إيطاليا إيف أوبين دي لا ميسوزيري إلى مجلس الشيوخ الإيطالي قوله"هذه التعليقات الخسيسة وغير المقبولة لا تثير سوى الحقد والكراهية. . تفتخر فرنسا بمنتخبها وبجميع أفراده الذين تعتبرهم أبناء لها بغض النظر عن أصولهم ودياناتهم".
وأضاف السفير الفرنسي أن بعض اللاعبين الذين أهانهم السناتور الإيطالي يلعبون في فرق إيطالية ويحظون بالشهرة والنجومية في إيطاليا.
تجاوب مع رأسية زيدان
أوضحت نتيجة استطلاع للرأي نشرت في صحيفة لو باريزيان الفرنسية أمس أن أغلب الفرنسيين يغفرون لقائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان ضربه بالرأس للمدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي.
ومن بين 802 فرد جرى استطلاع رأيهم، قال 61% إنهم يغفرون لزيدان تصرفه الذي طرد بسببه من الشوط الثاني من الوقت الإضافي.
ولكن 27% قالوا إنهم لم يغفروا لزيدان خطأه.
وأجاب 52% ممن جرى سؤالهم ما إذا كانوا يتفهمون رد فعل زيدان الذي جاء فيما يبدو نتيجة استفزاز من ماتيرازي بالإيجاب بينما أجاب 32 % بلا.
وقالت مجموعة (إس.أو.إس)المناهضة للعنصرية ومقرها باريس أول من أمس الاثنين إن ماتيرازي وصف فيما يبدو زيدان بأنه "إرهابي قذر" مستشهدة "بعديد من المصادر حسنة الاطلاع في عالم كرة القدم.
ونفى ماتيرازي هذا التقرير لكنه لم يذكر ما قاله لزيدان. ولم يفسر زيدان تصرفه علنا وقال التلفزيون الفرنسي إنه سيتحدث عن الحادث"خلال الأيام المقبلة".
الحكم الرابع شاهد عيان
قال الحكم الرابع الذي كان مسؤولا عن تنبيه حكم مباراة الدور النهائي في كأس العالم لكرة القدم بين إيطاليا وفرنسا إن زيدان ضرب بالرأس المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي وإنه شاهد الحادث بعينيه عندما وقع.
وقال الحكم الإسباني لويس ميدينا كانتاليخو إن إعادة اللقطة تلفزيونيا لم تلعب دورا في قراره إبلاغ حكم اللقاء هوارسيو إيليزوندو باعتداء اللاعب الفرنسي على اللاعب الإيطالي بعد ركلة ركنية.
وقال كانتاليخو لمحطة كادينا سير الإذاعية الإبانية أمس"شاهدت ما حدث مباشرة ولم أختلق أي شيء. الكرة كانت في مكان آخر في الملعب وكان الحكم يتابعها أما مراقب الخط فكان عائدا لمكانه.. دائما أبلغ الحكم الرابع في المباريات التي أديرها بمتابعة اللاعبين لأن أي شيء يمكن أن يحدث أثناء عودة اللاعبين إلى مراكزهم وهذا هو ما فعلته.
ورفض ميدينا كانتاليخو الإيحاءات من المدير الفني للمنتخب الفرنسي ريمون دومينيك بأن طرد زيدان جاء اعتمادا على إعادة اللقطة تلفزيونيا.
وقال"أحترم رأيه ولكن لم يكن هذا ما حدث. هذا الحادث يوضح أهمية الحكم الرابع.. مهمتي هي مساعدة الحكم وهذا ما فعلته.
وذكر لصحيفة ماركا الرياضية أمس"لا أعلم ما قاله ماتيرازي قبل هذا ولكن كانت هناك احتجاجات بسبب تصرف زيدان. وأضاف"يجب ألا يلقي هذا الحادث بظلاله على زيدان".
وأردف"علينا أن نتذكر دائما هذا اللاعب المحترم بحق. لم يحتج أبدا على القرارات.. من المؤسف أن يختتم لاعب مثله حياته في الملاعب بهذه الطريقة ولكنه ارتكب خطأ كان يجب أن يعاقب بسببه.. أتمنى أن يتجاوز ذلك بأسرع وقت ممكن".
ماتيرازي يعترف
اعترف الدولي الإيطالي ماركو ماتيرازي أمس في حديث إلى صحيفة"لا جازيتا ديللو سبورت" المحلية المتخصصة بأنه وجه عبارات إهانة إلى القائد الفرنسي زين الدين زيدان لأنه متعجرف على حد قوله.
ووصف ماتيرازي الحادثة قائلا "لقد مسكته من قميصه لثوان معدودة، فاستدار نحوي ونظر إليّ بتعال وقال"إذا كنت تريد فعلا قميصي سأمنحك إياه لاحقا، لقد أجبته موجها إليه الإهانة".
وفي سؤال إذا ما كانت الإهانة طالت شقيقة اللاعب الفرنسي حسب ما ذكرت بعض وسائل الإعلام،قال"هذا النوع من الإهانات نسمعه عشرات المرات أثناء وجودنا على أرض الملعب، الأمر الأكيد أنني لم أنعته بالإرهابي، إذ لا أعرف أصلا معنى كلمة المسلم الإرهابي".
كما أكد ماتيرازي أنه لم يتناول والدة زيدان أثناء إهانته للاعب، وقال "لم أتناول والدة زيدان لأن الأم بالنسبة لي مقدسة".
وذكرت صحيفة "كورييري ديللا سيرا" في مقال إن ماتيرازي فقد والدته وهو في الـ14 من عمره وبالتالي لا يمكن أن يكون قد أهان والدة زيدان.
في المقابل، نقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن جيسيكا ريس إحدى أفضل قارئات الشفاه في بريطانيا بأن ماتيرازي قال لزيدان"ابن العاهرة الإرهابية" قبل أن يقوم الأخير بنطحه ليطرده الحكم.
وقالت الصحيفة البريطانية"بعد أن قامت ريس برؤية شريط الفيديو بإمعان وبفضل مساعدة مترجم إيطالي توجه ماتيرازي إلى زيدان بالعبارة التالية"ابن العاهرة الإرهابية".
وأكدت "دايلي مايل" أيضا في عددها الصادر أمس أها استعانت بقارئ شفاه أيضا من دون أن تكشف عن هويته مشيرة إلى أنه توصل إلى الاستنتاج عينه.
وكان اختصاصيون برازيليون أكدوا في برنامج "فانتاستيكو" الأحد الماضي أن ضربة الرأس جاءت عقب تلاسن بين اللاعبين وبعد أن جر الإيطالي صانع ألعاب المنتخب الفرنسي من قميصه قبل أن يصف أخته بـ"العاهرة" مرتين ويشتم زيدان نفسه بـ"كلمة كبيرة" غير واضحة.
بونيك: ماتيرازي الأنسب لاستفزاز زيدان
أكد نجم كرة القدم البولندي زبيجنيو بونيك اللاعب السابق بمسابقة دوري الدرجة الأولى الإيطالي أن الإيطاليين أرسلوا أفضل شخص بينهم لاستفزاز زيدان مما دفعه لاعتدائه الشهير برأسه في صدر ماتيرازي.
وصرح بونيك لصحيفة"سوبر إكسبريس" البولندية في عددها الصادر أمس قائلا "لو كان يجب أن يستفز أحدهم زيدان بهذه الطريقة فبالتأكيد لن يكون بيرلو أو جاتوسو أو كانافارو ولكنه ماركو ماتيرازي تحديدا".
وتساءل بونيك"ما الذي يحتمل أن يكون ماتيرازي قاله لزيدان؟ ربما بعض الكلمات البذيئة عن زوجته أو والدته أو خلفيته العرقية. إلا أن مثل هذه الأمور تحدث في كل مباراة"مضيفا"ولكن لا يوجد ما يمكن تبرير رد الفعل العنيف من لاعب مخضرم مثل زيزو".
وتبادل اللاعبان كلمات قبل تعدي زيدان على ماتيرازي إلا أن ما قالاه مازال واحدا من أكبر الألغاز المحيرة والساخنة.
وأشار بونيك إلى تعوده على خشونة وفوضى كرة القدم في مسابقة دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعدما لعب 6 سنوات بهذه المسابقة في ناديي يوفنتوس وإيه إس روما.
وأضاف بونيك"لو كنت تفاعلت بحدة تجاه كل الإهانات التي وجهت إلي لكنت قد حصلت على 20 بطاقة حمراء.. ولكنني كنت أتجاوز عن الأمر أو في أشد الأحوال كنت أركل بقوة أكبر".
والدة زيدان في المستشفى
من جانبها اهتمت صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار بهذا الموضوع ونقلت في عددها الصادر أمس مجموعة من آراء وتكهنات بعض خبراء كرة القدم حول السبب الذي جعل زيدان يفقد أعصابه بهذه الطريقة.
وقال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم فرانز بيكنباور" لابد أن يكون ماتيرازي قد قال له شيئا ما"في الوقت الذي أكد فيه مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك أن زيدان لم يكن ليتصرف بهذه الطريقة إلا إذا كان ماتيرازي استفزه بشدة.
أما وكيل أعمال زيدان آلان ميجلاتشيو فقال:"أخبرني زيدان بأن ماتيرازي قال له شيئا جادا للغاية"مؤكدا أن زيدان سيتحدث عن هذا الموضوع خلال الأيام المقبلة.
وأكد ميجلاتشيو أن زيدان أصيب بالحزن الشديد لما حدث، حيث لم يكن يرغب في أن ينهي حياته الكروية بهذه الطريقة.
وذكرت شبكة "سي.إن.إن"الإخبارية الأمريكية أن زيدان الذي ينتمي لعائلة ذات أصول جزائرية ويدين بالإسلام تعرض للقذف بأنه "إرهابي"، بينما ذكرت القناة الرابعة بالتلفزيون الإنجليزي أن ماتيرازي وصف والدة زيدان بأنها "عاهرة".
ولعل الأمر الأسوأ في هذا الموضوع هو أن والدة زيدان نقلت إلى المستشفى قبل المباراة النهائية بيوم واحد بسبب تعرضها لمشكلات صحية كبيرة.