المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملامح النظام السياسي لدولة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام



كازانوفا
26-02-2013, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ملامح النظام السياسي لدولة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام
وبيان مناقضتها للدولة الديمقراطية
الحمد لله رب العالمين وأصلى وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
نزول عيسى عليه السلام من الأحداث التي أخبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بوقوعها آخر الزمان ، وهي معدودة في القواطع العقدية التي أجمع عليها المسلمون .
وجاء في الأخبار النبوية المتحدثة عن هذا النزول المبارك ، تفاصيل عن الأعمال التي سيقوم بها المسيح عليه السلام ، أحببت في هذه الورقة أن أسلط الضوء على ما يتعلق بملامح النظام السياسي للدولة التي سيكون المسيح عليه السلام إمامها ، إذ سيكون عمر دولته عليه السلام أربعين عاماً ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إماماً عدلاً ، وحكماً مقسطاً " أخرجه أحمد وابن حبان ، وهذه المدة تفوق مدة خلافة الخلفاء الراشدين مجتمعين ، فالنظر في سياسته عليه السلام لا يقل أهمية عن النظر في سياسات الخلفاء الراشدين التي أولاها الفقهاء عناية في بحثهم في هذا الباب .
وفي ضمن ذلك إشارات إلى الفرق بين هذه الدولة النبوية والدولة التي يُنظّر لها بعض الكُتَّاب في الفقه السياسي من دعاة الديمقراطية ، ليعلم هؤلاء أن الفقه الموروث الذي يفرون منه ويشغبون عليه هو دين الله تعالى الذي سيحكم به نبي الله عيسى عليه السلام ، ففرارهم من الموروث الماضي لن ينجيهم من الواقع المستقبل ، ولا أدري إن أدركهم اليوم الذي ينزل فيه المسيح عليه السلام وهم على ضلالهم هل سيكونون من أتباعه أم من أتباع الدجال !
أولاً : في طريق توليته :
اعلم أن إمامة عيسى عليه السلام تنعقد باتباع الطائفة المنصورة الغالبة له ، وهي طائفة اجتمع فيه وصف القوة الإيمانية العلمية والقوة العملية القتالية .
ففي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " ، قال : " فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة " .
فدل هذا الحديث على رضا إمام الطائفة المنصورة – وهو المهدي في قول بعضهم - بالمسيح عليه السلام إماماً ، ولذلك يتبعونه بعد ذلك ويجاهد بهم ويصير هو الإمام ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: " والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم صلى الله عليه وسلم حكماً مقسطاً " ، وفي رواية : " إماماً مقسطاً، وحكماً عدلاً " ، فالجمع بين هذا الحديث والذي قبله يقتضي أن إمامة عيسى تكون بعد رضا الطائفة المنصورة المجاهدة .
ولا تكون إمامته عليه السلام من خلال الطريق الديمقراطي الذي يشترط فيه فوز الحاكم بالأغلبية الشاملة للكافر والمسلم ، فإمامته في قول الديمقراطين إمامة باطلة غير شرعية .
فإن قيل : إن استحقاق المسيح عليه السلام الإمامة إنما هو بالنص والوحي ، فلا معنى للكلام في مصدر الرضا عن إمامته هل هو الطائفة المنصورة أو الأغلبية بالمفهوم الديمقراطي ؟
قيل : استحقاق الإمامة أمر منفك عن وقوعها بالفعل ، فذاك أمر منوط بالصلاحية وهذا أمر منوط بالقدرة والسلطان ، وسلطان المسيح عليه السلام إنما يقع باتباع الطائفة المنصورة له .
يقول ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة : " فكل من ليس له قدرة وسلطان على الولاية والإمارة لم يكن إماماً ، وإن كان يستحق أن يجعل له قدرة حتى يتمكن، فكونه يسوغ أن يمكن أو يجب أن يمكن ليس هو نفس التمكن، والإمام هو المتمكن القادر الذي له سلطان " .
ثانياً : في مقصود إمامته :
مقصود الشريعة من الولايات بدلالة نصوص الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم : إنما هو حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين ، يقول ابن تيمية : " المقصود الواجب بالولايات: إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبينا ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا؛ وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم " .
وهذا يتم على أكمل وجه في إمامة المسيح عليه السلام ، حيث يظهر الدين في وقته على الدين كله ، و " ويدعو الناس إلى الإسلام ، وتهلك الملل كلها إلا الإسلام " ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
فمقصود إمامته مطابق لمقصود الإمامة في الشريعة المحمدية ، بل يقوم بذلك على أكمل وجه وأتمه حتى قال المفسرون في قوله تعالى : " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " إن ذلك يكون بنزول عيسى عليه السلام .
فهذا هو المقصود من إمامة عيسى عليه السلام ، أما المقصود في الحكم الديمقراطي فهو بناء دولة تساوي بين المواطنين مؤمنهم وكافرهم في الحقوق والواجبات وتكفل حرياتهم مطلقاً أو بالقيد الذي ترضاه الأغلبية .. إلخ ما هو معلوم مما يخالف المقصود الشرعي من الولايات .
ثالثاً : قيامه بالقسط وتحكيمه الشريعة المحمدية :
في صحيح مسلم – والتبويب للشراح - : " باب نزول عيسى ابن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "
قال : حدثنا زهير بن حرب ، حدثني الوليد بن مسلم ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن ابن شهاب ، عن نافع ، مولى أبي قتادة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم؟ " ، فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي، حدثنا عن الزهري، عن نافع، عن أبي هريرة : " وإمامكم منكم " قال ابن أبي ذئب: " تدري ما أمكم منكم؟ " قلت: تخبرني، قال: " فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى ، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم " .
ومن ذلك : أنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ، قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى : " فيه دليل على وجوب قتل الخنازير، وبيان أن أعيانها نجسة، وذلك أن عيسى عليه السلام إنما ينزل في آخر الزمان وشريعة الإسلام باقية " .
واعلم أن كسر الصليب في مبادىء الدولة الديمقراطية فاقرة من الفواقر ، إذ هو اعتداء على الحرية الدينية وحرية العبادة .
وكذلك فإن عيسى عليه السلام يضع الجزية ، ووضعه الجزية إما لأنه لا تبقى ملة إلا الملة الإسلامية ، أو لأن المال يفيض حتى لا يقبله أحد – كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - ، فيستغنى بذلك عن الجزية ، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في مشكل الآثار: " الجزية إنما جعلها الله تعالى على من جعلها عليه لتصرف فيما يحتاج إليه من قتال ومما سواه مما يجب صرفها فيه فإذا ذهب ذلك ولم يكن لها أهل تصرف إليهم سقط فرضها " .
أما أولئك المشوهين لمبادىء النظام السياسي الإسلامي ، فإنهم يعدون الجزية من الأمور المخالفة لمبدأ المواطنة ، إذ فيها عنصرية ضد بعض مواطني الدولة ، فلا معنى لوضع الجزية عندهم لأنها لا تفرض في دولتهم .
رابعاً : جهاده في سبيل الله تعالى وقتله الدجال بيده وقتاله الناس على الإسلام :
وهذا من تمام حكمه بالشريعة المحمدية ، إذا الأمم السابقة " منهم من لم يجاهد والذين جاهدوا كبني إسرائيل فعامة جهادهم كان لدفع عدوهم عن أرضهم كما يقاتل الصائل الظالم؛ لا لدعوة المجاهدين وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر " كما يقول شيخ الإسلام ، أما عيسى عليه السلام فيكون قتاله على الإسلام ويبطل كل الملل غيره .
قال الإمام أبو حاتم ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه : " ذكر البيان بأن عيسى بن مريم إذا نزل يقاتل الناس على الإسلام "
ثم أخرج بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " الأنبياء كلهم إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم، إنه ليس بيني وبينه نبي، وإنه نازل، إذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، وتقع الأمنة في الأرض، حتى ترتع الأسد مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات، لا تضرهم، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون، صلوات الله عليه " .
وهذا النوع من القتال ، هو لدى شيوخ الشذوذ المشوهين للنظام السياسي الإسلامي ، قتال غير شرعي ، إذ القتال في الإسلام عندهم إنما هو قتال الدفع فقط ، أما هذا النوع من القتال فهو من الاعتداء على الحريات !
وفي قصة قتاله مع الدجال : " حتى إن الحجر أو جذم الحائط لينادي: يا مسلم - أو يا مؤمن - هذا كافر مستتر بي فتعال فاقتله " ، فالحجر هنا أفقه من أولئك الشيوخ !
هذه بعض ملامح إمامة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وإخالها قد كونت قناعة لديك أخي القارىء فعلمت البون الواسع بين دولة المسيح عليه السلام والدولة التي ينشدها دعاة الديمقراطية ، فتحذرهم على دينك ، ثم تسعى لتحصيل صفات الطائفة المنصورة المناصرة للمسيح عليه السلام ، جعلنا الله منهم .


وكتب محمد براء ياسين
5/ رمضان المبارك /1433 هـ
24/7/2012 م

عضوو
26-02-2013, 08:42 PM
مأكثر من سيتبع المسيح الدجال منا اذا كان منا من تبع دجاجلة الديمقراطيه والعلمانيه

والليبراليه والتغريبيه والرانديه على ضحالتها ووضوح ضعفها وتفاهتها

فما الذي سيفعله هؤلاء امام اكبر فتنه ستعرفها البشريه المتمثله في المسيح الدجال

وليس هناك نبي لم يحذر قومه من المسيح الدجال

اللهم انا نعوذ بك من فتنة المسيح الدجال

وجزاك الله خير اختي الكريمه *

امـ حمد
27-02-2013, 04:08 AM
اللهم اني أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال
بارك الله فيج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس

كازانوفا
27-02-2013, 08:25 AM
وياكم اجمعين ان شالله
جزيتم خيرا على المرور الطيب