طير حوران
27-02-2013, 03:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاعزاء
سأتحدث اليكم بقصص واقعيه عشت بعضها وأعايش بعضها الاخر حاليا وأخرى سمعنا بها من اقرباء لنا حدث معهم من ابناؤهم الذين اصبحوا أباء واجداد الان ونسأل الله لمن توفي الجنه والمغفره ولمن لايزال باقيا منا ومنهم حسن الخاتمه
القصه الاولى
كانت لآأحد قريباتنا وأبناؤها حفظهم الله وابقاهم لبعض فأبناؤها من الذكور خمسه بالاضافه الى مجموعه من البنات وقصتنا مع اثنين من الابناء احدهم يعمل في الدوله ومتزوج ولديه اثنين من الابناء والاخر لايزال يدرس دراسه جامعيه في الخارج تتعجب من علاقة هؤلاء باءمهم فعندما يجلسون جلسه عائليه الام والاب وابناؤهم يأتون الاثنين احدهم من اليسار والاخر من اليمين ثم ينامون على صدرها ويمدون ايديهم ويمسحون على صدرها وكأنهم اطفال
القصه الثانيه
كذلك احد اقرباؤنا يحمل ابيه معه في السياره على الكرسي الامامي اينما ذهب ومعه كرسي متحرك حتى الى العمل وهو رجل طاعن في السن لايمشي على قدميه ولم يعد يسمع جيدا ولايعي ماهو فيه الا ان ابنه يرفض بقاؤه في المنزل خلفه حتى عند زوجته وابناؤه وخدمه مبررا ذلك بقوله ان الله يوم القيامه سيسألني عن كل شيء حدث له عندما اصبح ضعيفا يعيش في كنفي هل اعتنيت به كما اعتنى بي عنما كنت في كنفه (( وهو على هذه الحال لغاية الان منذ عام 2000))
القصه الثالثه
كذلك احد اقرباؤنا عندما كبر والده اصبح لاينام الا عنده وفي غرفته على الارض تحت سريره
وبالرغم من ان زوجته صالحه جزاها الله خير وتحاول ان تنوب عنه احيانا لأن والده كثير الاحتياجات في الليل وهو رجل موظف ولديه من الانشطه اليوميه مايجعله بحاجه الى راحة الليل يرفض ويقول جزاك الله خير بس ربي سيسألني انا
القصه الرابعه
تتعلق بي ولست انا الاكبر وبأخي الاصغر وهو بالفعل اصغر الاولاد
لدينا والدان عظيمان ونحن بفضل الله لسنا بقليل وتكمن عظمتهم أنهم ربونا على ان نأخذ الحياه مأخذ الجد من خلال تعاملهم معنا في صغرنا فلامجال لديهم للمجامله او العاطفه التي لاتخرج عن كونها عاطفه ليس الا لأننا ابناؤهم وفقط ابناؤهم فهم لايتعاطون بهذا المنطق على الاطلاق لدرجة اننا في احيان كثيره نرى استثارة عواطفهم تجاه قصص اخرى او أناس أخرين لدرجة اننا نستغربها منهم فهم لم يشعرونا بتلك العاطفه من خلال تربيتهم الا اذا كان احد منا مسافرا او مريض فنرى شيئا من مؤشرات العاطفه التي نقتنص حدوثها لكي نسعد بها ونثمنها وفيما بعد عندما اصبحنا من الاعمار ان نفهم معنى العاطفه كنا نتعمد اثارتها فيهم فنضحك عليهم
والدي كان غفر الله له جادا وقاسيا في التربيه ولكم ان تتصورون حجم تلك القساوه اقصى ماتتصورون
والدتي كانت جاده جدا ولاتستخدم الشده الا نادرا وخاصة عند الصلاه والمدرسه عندما يكون والدنا غائبا
اذكر انني كنت مسافرا للدراسه وفي ذلك الوقت لايوجد من وسائل الاتصال سوى الطائره التي لاتتوافر باءستمرار او الرسائل التي تحتاج ليستلمها المعني الى حدود الشهر من تاريخ ارسالها اذا كانت الامور طبيعيه
فكنت من صغر السن الى انني كل مايتوافق مع عطلتي رحلة طيران تتجه الى قطر وعن اي طريق احضر حتى لوكانت احيانا فقط للبقاء في الدوحه لمده احيانا والله لاتزيد عن ست ساعات وهى المده التي تقضيها الطائره في المطار لكي تعيد ادراجها الى بلد الاغتراب لتسلك نفس الطريق التي سلكته في القدوم الى قطر
لقد كانت امي سعيده بذلك لرؤيتي كلما امكن وتشجعني على ذلك ولكن نظرا لما كان يعتقد من خطوره كما يرى والدي واقرانه من استخدام وسيلة الطيران في ذلك الوقت فقد كان ينصحني بعدم القدوم بهذا الشكل لما للسفر من خطوره وعناء ومشقه وخاصة الرحلات التي لاتسمح لي بالبقاء لديهم سوى ساعات
كانت امي امد الله في عمرها وامهاتكم تغضب من ابي وتبكي وتتهمه بقسوة القلب ولكنه كان الله يرحمه ويغفر له يضحك منها ويقول لك تربية البنات وانا شريك غصب عني لأنهم النار والجنه اما الاولاد فتربيتهم مسؤوليتي انا وانتي ماقصرتي حملتي فيهم وجبتيهم وسهرتي عليهم اما حياتهم فأنا مسؤول عنها
فكان يقول لكي يحثني على قوة القرار ويستثير رجولتي (( ياولدي تراك ان سافرت وتعلمت وتحملت مايتحملونه الرجال من الغربه وهو الاحسن او انك اخترت انك تقعد بيننا فوالله انك ولدنا اللي نحبه ولن نكرهك او نطردك ولن يتغير شي فهذي حياتك ولكن ان اخترت الغربه فتحمل تبعاتها وهو ان لاتأتي الا في الاجازه المشروعه ))
لقد قمت منه ولم يرى مني شيء يغضبه وعندما دخلت الى غرفتي انا واحد اخواني الذي كان نائما جلست ابكي وصحى اخي الاكبر واخذ يواسيني ويضحك معي ويقول يااخي قول الحمد لله على الاقل افتكيت من الطبيخ والغسيل والكوي ((وهذا صحيح)) واذا بأمي تحضر وتبكي معي وتقول لي خلاص مانبي دراسه ولاسفر خلك عندنا ولاعليك من كلامه هو يقول اذا ماتبغي تسافر خلك عندنا
على ذكر الطبيخ والغسيل والكوي والقهوه والشاي صحيح كنا نتعاون مع امي في احيان كثيره لأن والدي رحمه الله يستقبل في مجلسه الكثير من الضيوف يوميا ونقتسم الاعمال بالايام بيننا معها لأن اخواتنا البنات لم يأتوا الا متأخرين فكانوا كلهم الاصغر منا نحن الذكور
اما اخي الاصغر حفظه الله ورزقه الجنه وكلينا اصبحنا رجال كبار ولدينا اولاد بل كذلك احفاد ولله الحمد
الى اليوم وهو لايجلس على الكرسي في حضرة امي بل عند قدميها وهى على الكرسي لآنها تشتكي من آلام في ظهرها تمنعها من الجلوس على الارض (عافاها الله وشافاها ) وعندما تضطر نادرا الى الجلوس في السياره للذهاب الى مكان ضروري يجلس معها في خلفية السياره كي يعتني بها ليسوق به السائق او احد ابناؤه
ولدينا الكثير والكثير من القصص الواقعيه التي احيانا تقترب من الخيال ولكن لله الحمد والمنه ان خلقنا مسلمين
يعلم الله انني اكتب وانا لم اتمالك نفسي من شدة البكاء واستغرقت معي الكتابه اكثر من ساعتين لعدم قدرتي على الاستمرار في الاسترسال في الكتابه
اتمنى من الله العلي القدير لنا ولكم رضى الوالدين والاجر والثواب
اخواني الاعزاء
سأتحدث اليكم بقصص واقعيه عشت بعضها وأعايش بعضها الاخر حاليا وأخرى سمعنا بها من اقرباء لنا حدث معهم من ابناؤهم الذين اصبحوا أباء واجداد الان ونسأل الله لمن توفي الجنه والمغفره ولمن لايزال باقيا منا ومنهم حسن الخاتمه
القصه الاولى
كانت لآأحد قريباتنا وأبناؤها حفظهم الله وابقاهم لبعض فأبناؤها من الذكور خمسه بالاضافه الى مجموعه من البنات وقصتنا مع اثنين من الابناء احدهم يعمل في الدوله ومتزوج ولديه اثنين من الابناء والاخر لايزال يدرس دراسه جامعيه في الخارج تتعجب من علاقة هؤلاء باءمهم فعندما يجلسون جلسه عائليه الام والاب وابناؤهم يأتون الاثنين احدهم من اليسار والاخر من اليمين ثم ينامون على صدرها ويمدون ايديهم ويمسحون على صدرها وكأنهم اطفال
القصه الثانيه
كذلك احد اقرباؤنا يحمل ابيه معه في السياره على الكرسي الامامي اينما ذهب ومعه كرسي متحرك حتى الى العمل وهو رجل طاعن في السن لايمشي على قدميه ولم يعد يسمع جيدا ولايعي ماهو فيه الا ان ابنه يرفض بقاؤه في المنزل خلفه حتى عند زوجته وابناؤه وخدمه مبررا ذلك بقوله ان الله يوم القيامه سيسألني عن كل شيء حدث له عندما اصبح ضعيفا يعيش في كنفي هل اعتنيت به كما اعتنى بي عنما كنت في كنفه (( وهو على هذه الحال لغاية الان منذ عام 2000))
القصه الثالثه
كذلك احد اقرباؤنا عندما كبر والده اصبح لاينام الا عنده وفي غرفته على الارض تحت سريره
وبالرغم من ان زوجته صالحه جزاها الله خير وتحاول ان تنوب عنه احيانا لأن والده كثير الاحتياجات في الليل وهو رجل موظف ولديه من الانشطه اليوميه مايجعله بحاجه الى راحة الليل يرفض ويقول جزاك الله خير بس ربي سيسألني انا
القصه الرابعه
تتعلق بي ولست انا الاكبر وبأخي الاصغر وهو بالفعل اصغر الاولاد
لدينا والدان عظيمان ونحن بفضل الله لسنا بقليل وتكمن عظمتهم أنهم ربونا على ان نأخذ الحياه مأخذ الجد من خلال تعاملهم معنا في صغرنا فلامجال لديهم للمجامله او العاطفه التي لاتخرج عن كونها عاطفه ليس الا لأننا ابناؤهم وفقط ابناؤهم فهم لايتعاطون بهذا المنطق على الاطلاق لدرجة اننا في احيان كثيره نرى استثارة عواطفهم تجاه قصص اخرى او أناس أخرين لدرجة اننا نستغربها منهم فهم لم يشعرونا بتلك العاطفه من خلال تربيتهم الا اذا كان احد منا مسافرا او مريض فنرى شيئا من مؤشرات العاطفه التي نقتنص حدوثها لكي نسعد بها ونثمنها وفيما بعد عندما اصبحنا من الاعمار ان نفهم معنى العاطفه كنا نتعمد اثارتها فيهم فنضحك عليهم
والدي كان غفر الله له جادا وقاسيا في التربيه ولكم ان تتصورون حجم تلك القساوه اقصى ماتتصورون
والدتي كانت جاده جدا ولاتستخدم الشده الا نادرا وخاصة عند الصلاه والمدرسه عندما يكون والدنا غائبا
اذكر انني كنت مسافرا للدراسه وفي ذلك الوقت لايوجد من وسائل الاتصال سوى الطائره التي لاتتوافر باءستمرار او الرسائل التي تحتاج ليستلمها المعني الى حدود الشهر من تاريخ ارسالها اذا كانت الامور طبيعيه
فكنت من صغر السن الى انني كل مايتوافق مع عطلتي رحلة طيران تتجه الى قطر وعن اي طريق احضر حتى لوكانت احيانا فقط للبقاء في الدوحه لمده احيانا والله لاتزيد عن ست ساعات وهى المده التي تقضيها الطائره في المطار لكي تعيد ادراجها الى بلد الاغتراب لتسلك نفس الطريق التي سلكته في القدوم الى قطر
لقد كانت امي سعيده بذلك لرؤيتي كلما امكن وتشجعني على ذلك ولكن نظرا لما كان يعتقد من خطوره كما يرى والدي واقرانه من استخدام وسيلة الطيران في ذلك الوقت فقد كان ينصحني بعدم القدوم بهذا الشكل لما للسفر من خطوره وعناء ومشقه وخاصة الرحلات التي لاتسمح لي بالبقاء لديهم سوى ساعات
كانت امي امد الله في عمرها وامهاتكم تغضب من ابي وتبكي وتتهمه بقسوة القلب ولكنه كان الله يرحمه ويغفر له يضحك منها ويقول لك تربية البنات وانا شريك غصب عني لأنهم النار والجنه اما الاولاد فتربيتهم مسؤوليتي انا وانتي ماقصرتي حملتي فيهم وجبتيهم وسهرتي عليهم اما حياتهم فأنا مسؤول عنها
فكان يقول لكي يحثني على قوة القرار ويستثير رجولتي (( ياولدي تراك ان سافرت وتعلمت وتحملت مايتحملونه الرجال من الغربه وهو الاحسن او انك اخترت انك تقعد بيننا فوالله انك ولدنا اللي نحبه ولن نكرهك او نطردك ولن يتغير شي فهذي حياتك ولكن ان اخترت الغربه فتحمل تبعاتها وهو ان لاتأتي الا في الاجازه المشروعه ))
لقد قمت منه ولم يرى مني شيء يغضبه وعندما دخلت الى غرفتي انا واحد اخواني الذي كان نائما جلست ابكي وصحى اخي الاكبر واخذ يواسيني ويضحك معي ويقول يااخي قول الحمد لله على الاقل افتكيت من الطبيخ والغسيل والكوي ((وهذا صحيح)) واذا بأمي تحضر وتبكي معي وتقول لي خلاص مانبي دراسه ولاسفر خلك عندنا ولاعليك من كلامه هو يقول اذا ماتبغي تسافر خلك عندنا
على ذكر الطبيخ والغسيل والكوي والقهوه والشاي صحيح كنا نتعاون مع امي في احيان كثيره لأن والدي رحمه الله يستقبل في مجلسه الكثير من الضيوف يوميا ونقتسم الاعمال بالايام بيننا معها لأن اخواتنا البنات لم يأتوا الا متأخرين فكانوا كلهم الاصغر منا نحن الذكور
اما اخي الاصغر حفظه الله ورزقه الجنه وكلينا اصبحنا رجال كبار ولدينا اولاد بل كذلك احفاد ولله الحمد
الى اليوم وهو لايجلس على الكرسي في حضرة امي بل عند قدميها وهى على الكرسي لآنها تشتكي من آلام في ظهرها تمنعها من الجلوس على الارض (عافاها الله وشافاها ) وعندما تضطر نادرا الى الجلوس في السياره للذهاب الى مكان ضروري يجلس معها في خلفية السياره كي يعتني بها ليسوق به السائق او احد ابناؤه
ولدينا الكثير والكثير من القصص الواقعيه التي احيانا تقترب من الخيال ولكن لله الحمد والمنه ان خلقنا مسلمين
يعلم الله انني اكتب وانا لم اتمالك نفسي من شدة البكاء واستغرقت معي الكتابه اكثر من ساعتين لعدم قدرتي على الاستمرار في الاسترسال في الكتابه
اتمنى من الله العلي القدير لنا ولكم رضى الوالدين والاجر والثواب