المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هوشااااااات قبل !!



راس مشعاب
03-03-2013, 01:34 PM
الهوشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــات ،،،،، قبــــــــــــــــل





لازالت اثار المرض وبقاياه وفلوله تمسك بي ولازال المرض " امجلب " فيني موراضي يهدني ، وبسبب من الملل وبقايا المرض ، قلت لماذا لااجلس علي الكرسي امام " الدريشه " لاتفرج علي الشارع وعلي خلق الله وهي هوايه قديمه امارسها ولازلت منذ اكثر من عشرين عاما .


وفعلا جلست علي الكرسي وانا خدران ودايخ وبينما كنت انظر الي الناس في الشارع لاح لي تجمعا كبيرا لعدد كبير من الاولاد والصبيان وهم يصرخون ويتكلمون بطريقه حاده كان من الواضح انها ستنتهي حتما الي هوشه كبيره ولم اهتم لهم لكنني خفت الايكسرون سيارتي وفعلا ماهي الا فتره قصيره حتي صارت هوشه كبيره جدا وكنت انظر اليها مبتسما ابتسامه مرضيه ، لم اكن اهتم بظاهر الهوشه ، انما كنت مهتما للغايه ب (( الانا )) الانسانيه التي لاتدركها الحواس الخمس ، ولقد تجلت (( الانا )) الانسانيه بمنتهي الوضوح في تلك الهوشه كما في اي هوشه اخري ، فعادت بي ذاكرتي الي زمن الطفوله فكان هذا الموضوع عن الهوشات .


من الظواهر الاجتماعيه التي لازلت اذكرها منذ ايام الطفوله الله يذكرها بالخير هي الهوشات أي المشاجرات وكانت الهوشات منتشره عندنا بشكل رهيب ، و" الهوشات " جمع ومفردها " هوشـــــــــــه " أي مشاجره .


والواقع انه ليس هناك فارق يكاد ان يذكر بين هوشات قبل وهوشات الان .

فالانسان هو هو منذ القدم لم ولن يتغير فيه شئ نعم ان الانسان تطور عقليا وماديا في عالمه الخارجي لكن بقيت النفس الانسانيه هي هي لاتتغير ولاتتبدل ابدا في كل مكان وزمان واذا كان مضي الزمان يغير اشياء كثيره الا ان الزمان فشل فشلا ذريعا في تغيير النفس البشريه واطباعها المستحكمه والمتحكمه في بني الانسان فالصراع والنزاع والكراهيه والاحقاد بين الناس لايمكن لها ان تزول ابدا ولن تزول .

والهوشات موجوده في المجتمع الحيواني مثلما هي موجوده في المجتمع الانساني غير انها في المجتمع الانساني اكثر تطورا وتقدما وعنفا ودمويه والانسان يستعمل قوي العقل بالاضافة الي قوي الغريزه في الهوشات بينما يقتصر المجتمع الحيواني علي قوي الغريزه فقط لاغير .


علي فكره عبارة (( هوشه )) هي كلمه فصحي وليست عاميه وتنطق بالفصحي بنصب الهاء بالفتحه وتسكين الواو بينما بالعاميه تنطق الهاء مرفوعه بالضمه مع مدها بالواو اذ ان الغالبيه يعتقدون ان عبارة (( هوشـــــــــــه )) هي لفظه عاميه لذا اقتضي التنويه وتم عمل مايلزم .


ومن الملاحظات الهامه جدا في مجتمعنا ان الهوشات كانت تقع بكثره وبمنتهي العنف بين الصبيان والاولاد بعضهم البعض بينما كانت الهوشات بين البنات نادره ان لم تكن منعدمه وانا شخصيا لم اشاهد بحياتي " هوشه جماعيه " بين البنات سوي هوشه بسيطه مره او مرتين اقتصرت علي " تمجع وشد الشعر!! :anger1: " .

ولعل ابرز الهوشات التي كانت تندلع باستمرار هي هوشات المدارس بالاضافة الي الهوشات الفرديه وتسمي ايضا هوشات " راس براس " وايضا هوشات مجموعه من الربع مع مجموعه اخري (( المهادد )) وكانت هوشات المدارس اما ان تحدث في المدرسه اثناء الدوام المدرسي او ب " الهــــــــــــــــــــده " أي بعد نهاية الدوام وكانت الهوشات تندلع بالهده اكثر مما تندلع اثناء الدوام المدرسي كما ان الهوشات التي تحدث بالهده اشدعنفا واكثر قسوة ودموية وهيجانا من الهوشات التي تحدث في اثناء الدوام الرسمي للمدرسه حيث انه اثناء الدوام المدرسي فان المدرسين يتدخلون ويفرقون (( المتهاوشين )) أي المتشاجرين ويحاسبونهم حسابا عسيرا اذ كان للمدرسين هيبتهم انذاك في اواخر السبعينيات وبداية الثمانينات وليس كما هو الحال الان اذ ان المدرسين بالغصب شايلين انفسهم من المشاكل . كما ان الادوات التي يمكن استعمالها في الهوشات اثناء الدوام المدرسي محدوده جدا بينما المجال مفتوح علي مصراعيه لاستعمال اية ادوات للهوشه اذا صارت الهوشه بعد انتهاء الدوام المدرسي .



ومن العبارات الشهيره التي كانت متداوله انذاك بل ولازالت هي انه اذا مابدا ان شرارة هوشه ستندلع بين طالبين وحتي يكون المجال للهوشه اكثر حريه فان احدهما يهدد الاخر قائلا له : (( اذا فيك خير اطلع لي بالهده مب اهنيه جدام المدرسين )) ،، او بعبارة اخي : (( اذا في امك خير اطلع لي بره مب جدام المدرسين )) . واعتقد ان ترجمتها للفصحي واضحه .



وايضا ،،،،، ومن باب الترادف اللغوي ،،، كانت الهوشات تسمي (( طق ومطاقق )) فيقول شخص لاخر انه قد صار طق ومطاقق في المكان الفلاني بين فلان وعلان .



وعندما اري الهوشات ومدي دمويتها وعنفها والقسوه الشرسه من الطالب تجاه " اخـــــــــــــــيه " الطالب ومدى العنف والغيظ المتغلغل في قلوب المتهاوشين والرغبه الشنيعه المستعره في اعماق كلا منهما لتمزيق الاخر وتقطيعه اربا اربا فانني اتذكر ماساوية الوجود الانساني البشع والطابع البارز فيه وهو الصراع والمراره والوحشيه والرغبه الشرسه العنيفه في الفتك والافتراس فالانسان في صراع دائم ومستمر مع اخيه الانسان صراع لايهدا ولايتوقف وليس له حد ولانهايهوالصراع هو الطابع الاصيل للعلاقات الانسانيه وكل تعاون ينتهي الي صراع والصراع لاينتهي الي تعاون الا نادرا بل ينتهي الي كوارث او موت واصابات بليغه او ثأراو قطيعه نهائيه او سجن او اعدام وغيره والواقع ان الانسان يعيش وجودا قاسيا مريعا يملؤه العذاب والشقاء والمرض والشعور بالاحتياج وكل معاني التعاسه وزيف السعاده ومن ثم هو يسير الي الموت ليعاني سكرات مرعبه موجعه بشعه لاتطاق ولاتحتمل وهو مرغم علي ان يتحملها ويطيقها ولامفر له من هذا .



في كل مكان وفي كل زمان يوجد هناك " قابيــــــــــل " واخيه " هابـــــــــــــــــيل " .

وثالثهما ،،، الصــــــــــــــــــــــراع ؟!! .


ان في اعماق النفس الانسانيه المظلمه السوداء رغبه عارمه جامحه في الانتصار والغلبه وهي من اسباب الشر والصراع والنزاع ، ترافقها رغبه عنيفه هي الاخرى وهي الرغبه في سحق الاخر وتحطيمه وهزيمته والتغلب عليه ولاسبيل للخلاص من هذه الصفات الاصيله في النفس الانسانيه وهذا مايؤدي الي اشتداد حدة الصراع الانساني منذ الازل وحتي يوم الدين .

اذن فان الوحشيه والصراع والغموض والالم المرير والرغبه في الافتراس والفتك علامات واضحه جليه واصيله ومميزه في الوجود الانساني ولعلاقة الطالب مع " اخيه " الطالب وهي تمثل الحقيقه البشعه للوجود الانساني المريع وهي حقيقه ينكرها الانسان دائما وليت شعري مايجدي انكاره نفعا .

واكثر مايثيرني ويعجبني في الهوشات انها تكشف (( الانا )) الانسانيه وتعريها وتكشف عذابها وغيظها وتوترها وبشاعتها وقسوتها ان الهوشات (( اتفصخ )) وتعري الانا وتجعلنا نراها عاريه مفضوحه وليس العين هي التي تري الانا وتدركها انما الروح هي التي تعي الانا وتدركها والانسان يتعري جسديا عندما يخلع ملابسه (( زلط ملط ))ويتعري ذاتيا عندما يكون في هوشه مع الاخروكأن الانا تقول ايها الاخر كم اكرهك لانك تكشف وجودي الاخر يكشف الانا ويبرزها وينتشلها من معارفها الذهنيه ومعلوماتها المكتسبه وهذا يسبب لها الالم واي الم .


ان " الانـــــــــــــــــــــا " هي دائما وابدا في حالة هوشه مستمره وصراع مستديم مع زميلها في الوجود وهو " الاخـــــــــــــــــــــــــــــــــر " .


وكانت الهوشات تندلع لاسباب كثيره متعدده فاحيانا تكون نتيجة ان صبيا كان قد تحرش بصبي اخر عادة (( يبي منه شئ )) استحي اقوله فيذهب الصبي اللذي تعرض للتحرش ويخبر (( ربعه )) أي اصدقائه واقرانه وبعدها عينك ماتشوف الا النورفما هي الا لحظات حتي تندلع معركه حامية الوطيس ويصير طق ومطاقق .
كما ان من اسباب الهوشات هي (( الطنازه والتطنز )) وذلك عندما " يتطنز " احد الاشخاص علي شخص اخربان يستهزء به او يمصخره او يهين عائلته او قبيلته واهله وما الي ذلك .

واحيانا تندلع الهوشات بسبب الخلاف وعدم الرضا عن نتيجة المباريات ذلك ان لعبة كرة القدم كانت منتشره في ذلك الوقت وكثيرا ماكانت المباريات التي تلعب من فريقين ومن جولين أي " مرميين " تنتهي بهوشه وذلك بسبب كثرة اعداد اللواعيب كما ان الوضع كثيرا مايكون باين من الاول انه وضع متكهرب وينذر باشتعال معركه لاتحمد عقباها .

وما الي ذلك من اسباب يطول شرحها ،،،،،،،

والحقيقه المره المريره ان الهوشات والصراعات كانت ستندلع حتما ليس للاسباب الظاهره التي ذكرتها فحسب وانما لاسباب موجوده في اعماق كل انسان لا خلاص منها ولاسبيل ابدا لاسبيل للقضاء عليها باي حال من الاحوال فهي موجوده في كل مكان وزمان وستبقي مابقي الانسان ومابقي كائن حي علي وجه الارض فالحياة تاكل نفسها بنفسها وتقتل نفسها بنفسها انها قوانين الطبيعه وسنن الكون .

ان الغيره والكراهيه الشرسه والحقد العنيف والحسد والشعور بالكرامه ورفض الاهانه والاعتزاز الغريزي للانسان بنفسه والانتماءات المتطرفه وعلو الانا والتوجس من الاخر والضغينه ورغبة الانسان في اثبات وجوده وغيرها من صفات اصيله في اعماق الانسان لاسبيل للخلاص منها ابدا تعد هذه الامور مكائن ضخمه هاااائله لاشعوريه موجوده في اعماق الانسان تدفع به دفعا لاسبيل له الي مقاومته لكي يكون في حالة صراع وهوشات مستمره مع " اخيه " الانسان .

ان الانسان منساق وراء شياطين نفسه من حيث يدري او لايدري وغالبا هو لايدري وكثيرا ماتجده مستانس بالتبريرات ولعل اشهر التبريرات الانسانيه هي انني انا علي حق وانت علي باطل وانا علي صح وانت مخطئ وانا عادل وانت ظالم معتدي .

ولقد خضت انا شخصياغمار العديد من المعارك والهوشات وطقيت وانطقيت في معارك كثيره وغني عن القول انني كنت شجاعا مقداما مغوارا في المعارك والهوشات وكان لايشق لي غبارخاصة اذا عصبت ولم يسجل علي التاريخ اية حالة هروب تذكر ابدا وانتصرت في اغلب الهوشات التي خضتها وخسرت اعداد قليله من المعارك والهوشات وكانت هزيمتي غالبا بسبب الخيانات او غدر الاعداء رغم وفاء الاصدقاء !!!!!!!.

وكان مشهورا عني انني " ليــــــــــن عصبت " فانا (( انطح فريج )) بكبره .

وكانت الاسلحه المستعمله في الهوشات متعدده ومتنوعه منها العصي ((العجرات )) ،، والقواطي و" الغراش " الفاضيه ،، أي العلب الزجاجيه الفارغه ،، والجواتي والاحذيه والنعول وكانت " النعل النجديه " من الاسلحه الفعاله المستعمله في الهوشات ومنها ايضا الطابوق والاحجار والصخر بمختلف اشكاله وانواعه واحجامه وقطع واسياخ الحديد والخشب وغراش البيبسي وفي هوشات المدارس كانت العقل تستعمل كسلاح فعال ومؤلم للخصم وكانت عاملا مؤثرا في حسم المعركه وكانت لشطتها تعور ،، تعور حيل ،، حيل حيل تعور .


وياما وياما لعبت العقل علي ظهور الصبيان ،، وياما وياما لعبت " النعل النــــــــجديه " ،، علي رؤوس الصبيان سواء في المدارس او خارجها .


والحق يقال ان ضربة النــــــــــــــعل النجديه علي الظهر كانت مؤلمه مؤلمه للغايه خاصة اذا كان " الضارب " امعصب وغاضب .

ومن اخطر الاسلحه التي كانت تستعمل في الهوشات هو (( الفرجار )) اللذي كان يستعمله الطالب مع علبة الهندسه ولقد حدثت العديد من الاصابات المؤسفه والمزمنه لعدد من الطلبه بسبب هذا السلاح الدموي والخطير جدا . وكذلك الفلاتية او النباطة كانت تعد من الاسلحه الهامه والخطيره جدا في الهوشات .

ومن الصرخات الشهيييييره انذاك في الهوشات هي صرخة : (( عطوووووووووووووني طابوقة !! )) وكان يطلقها الشخص (( المتهاوش )) بصوت عالي ومدوي اذا انطق طقا شديدا وعصب وتنرفز وذلك لكي يضرب بها خصمه وهذه الصرخه كانت عاملا مؤثرا في حسم الكثير من الهوشات اذ ان معناها ان هذا الشخص لم يعد يبالي ولايهتم باي شكل من اشكال المسؤوليه التي قد تترتب نتيجة استعماله العنف دون هواده .

وكانت وسائل تبادل الضرب بين المتهاوشين متعدده ايضا فكان هناك : الرفس والتشوت والطق والفناقر والضرب والتكفخ وطق طراقات والتبكس وكان الضرب يتم علي اماكن متفرقه من الجسم .
وكان للاشارت باليدين وغالبيتها اشارات جنسيه و للالفاظ البذيئه والجنسيه والسب والشتم واللعن والمعاير والتحقير بكل اشكاله والوانه دورا لايستهان به في الهوشات . وكان يعادل سلاح " الاعلام " في زماننا هذا .

وكانت هناك صوره من صور المعاناة فيما يتعلق بالهوشات الجماعيه اذ انه يكون سببها غالبا هو ان شخصين اثنين كانا متهاوشين مع بعضهما البعض ولاعلاقة لربع هذا ولاربع ذاك بالهوشه الا انه ونتيجة لوجوب ان يفزع كل ربع لرفيجهم ولان التخلف عن الفزعه كان عيبا مشينا ومن كان يتخلف عن الفزعه كان يتفشل ويستحي ان يجتمع مع ربعه بعد الهوشه فان بقية المجموعه تتدخل في الهوشه وهذا يؤدي الي اصابة كثيرين من الطرفين اصابات بالغه في الهوشه دون ذنب سوي الفزعه وهذا ادي الي التفكير في سن قوانين او تشريعات او عرف يجنب بقية الربع الاثار المؤلمه للهوشه .

فاجتمع نفر من القوم وقرروا ، انه اذا كانت الهوشه بين اثنين فانه ليس لزاما علي بقية ربع الطرفين التدخل والفزعه بالهوشه لكن مالعمل ؟؟
جري الاتفاق علي ان الشخصين المتهاوشين يذهبان الي مكان بعيد مع بعض الاشخاص من كلا الطرفين (( ويتكافخان )) و (( يتطاققان )) و (( يتضاربان )) هناك الي ان يشبعا من بعضهما البعض رفسا وضربا وركلا وفناقر وكانت هذه النوعيه من الهوشات تسمي هوشة (( راس براس )) وكان بعض الصبيان يقول لغريمه : (( اذا فيك خير مو تجيب ربعك لا اطلع لي براس الشارع ،،،، راس براس وانا اراويك الشغل )).


وكانت الهوشات لاتتوقف بسهوله الا ان يصاب احد الطرفين او احد الفريقين المتصارعين المتهاوشين اصابات بالغه او ان ينصرع احد الاشخاص من احد الطرفين ويغمي عليه فكان الجميع يخافون ويقولون ويصرخون ان فلانا مات مات مات انحاشووووووووا انحاشووووووووا يالربع وقبل كنا نعتبر " المنصرع " ميتا ، وكانت من اسباب توقف الهوشات هو لما (( يطلع دم )) من احد اطراف الهوشه فيخاف جماعة الفريق الثاني فيهربون وتتوقف الهوشه .

والحديث عن الهوشات حديث ممتع لاينتهي .

العلم
03-03-2013, 02:16 PM
وإذا الله حاط لك مهابه في قلوب البشر شتسوي ..:shy:

راس مشعاب
03-03-2013, 03:22 PM
وإذا الله حاط لك مهابه في قلوب البشر شتسوي ..:shy:

اكيد الاخ حجم اندر تيكر !!:nice: