المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثمار الشكر الدنيوية والأخروية



امـ حمد
05-03-2013, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ثمار الشكر الدنيوية والأخروية

للشكر جزاء عظيم وثواب عند الله،لأن الشاكر امتثل أمر ربه،وعرف واهب النعمة،وأدرك قيمتها،وأدى حق الله تعالى فيه،فمن شكر الله على كل نعمة قدر استطاعته،فقد عبد الله وأتى بما أُمر به،فاستحق الثواب العظيم،يقول الشيخ عبد الرحمن

السعدي،رحمه الله(الشاكرون أطيب الناس نفوساً،وأشرحهم صدوراً،وأقرهم عيوناً،فإن قلوبهم مليئة من حمده والاعتراف بنعمه،والاغتباط بكرمه،والابتهاج بإحسانه،وألسنتهم رطبة في كل وقت بشكره وذكره،وذلك أساس الحياة الطيبة،وحصول جميع

اللذائذ والأفراح،وقلوبهم في كل وقت متطلعة للمزيد،وطمعهم ورجاؤهم في كل وقت بفضل ربهم يقوى ويزيد)وقد دلت النصوص على أن الشاكر إنما يشكر لنفسه،لأنه هو المنتفع الذي سعى لحياة طيبة في الدنيا،وحياة منعمة في جنة الخلد يوم القيامة،قال

تعالى(ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه)لقمان،وقال تعالى(ومن جاهد فإِنما يجاهد لنفسه)العنكبوت،إن جزاء الشاكرين منّه ما هو معجل في الدنيا، ومنّه ما هو مدخر ليوم الجزاء،أحوج ما يكون الشاكر إليه،فمن ثمار الشكر وفوائده،أولاّ،حفظ النعم من

الزوال،إن الشكر قيد للنعم، يبقيها ويحفظها من الزوال،وهذا من أعظم آثار الشكر وثماره، فإن الإنسان يحب بقاء النعم التي هو فيها ويكره زوالها،وقد دلت النصوص على أن الشكر سبب لبقاء النعم، وكفرها سبب في زواله،فقال تعالى(وإِذ تأذن ربكم لئن

شكرتم لأزيدنكم)إبراهيم،الآية تدل بمعناها،على أن الشكر بقاء للنعم الموجودة،لأن الزيادة معناها،إضافة نعمة إلى نعمة،وهذا ظاهر في سبق نعمة أخرى،فدلت الآية،على أن الشكر زيادة النعم المفقودة، فهو سبب لبقاء النعم الموجودة، وهذه سنة الله تعالى

للخلق ووعده الصادق،وقال تعالى(إِن الله لا يغيِر ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)الرعد،فقد دلت الآية،على تمام عدل الله تعالى،وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يغير نعمة على أحد،إلا بسبب ذنب ارتكبه،ومفهوم الآية، أن من قام بالشكر،فإن الله تعالى

يحفظ عليه نعمته، ويزيده من فضله،والإنسان يملك أن يستبقي نعمة الله عليه،إذا هو عرف النعمة وشكر مسديها وموليها، ويكون سبباً في زوالها إذا هو كفر وعصى،ومن مأثور كلام الحكماء،من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها،الشكر قيد النعم الموجودة،وصيد النعم المفقودة،

ثانياّ،زيادة النعمة،وهذا أثر عظيم،من آثار الشكر في الدنيا قبل الآخرة، ولا أحب للإنسان من بقاء نعمة هو فيها، وما أطعمه في زيادة ينتظرها ويرجوها،وقد دل على ذلك قوله تعالى(وإِذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأَزيدنكم)إبراهيم،قال ابن كثير،رحمه الله( أي

آذنكم وأعلمكم بوعده لكم،وإذ أقسم ربكم وآلى بعزته وجلاله وكبريائه، كما قال تعالى(وإذ تأذن ربّك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب)الأعراف،إن الله تعالى أعلم عباده ووعدهم أنهم إن شكروا نعمته زادهم،وهذا يتضمن بقاء النعم

الموجودة،ووعد الله صدق،وخزائنه ملأ، لكن هذا مرتب على أمر واحد،وهو الشكر،الشكر بأركانه الثلاثة، شكر القلب واللسان والجوارح، ولو أن الشكر سبب في بقاء النعم الحاضرة،وما أكثرها وما أعظمها،فكيف والشكر كفيل،بالنعم المستقبلة،فالشكر معه

المزيد بنص القرآن،فهو سبب للمزيد من فضل الله، وهو حارس وحافظ لنعم الله،

ثالثاّ،الجزاء على الشكر،ومن آثر الشكر الجزاء الذي قال الله تعالى عنه(وسيجزي الله الشاكرين)آل عمران،وقال عز من قائل( وسنجزي الشاكرين)آل عمران،قال ابن كثير،رحمه

الله( أي،سنعطيهم من فضلنا ورحمتنا في الدنيا والآخرة بحسب شكرهم وعملهم)وأن هذا الجزاء يكون معجلاً في الدنيا،ومؤجلاً في الآخرة،مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ويُجري عليهم أرزاقهم في الدنيا ويزيدهم من فضله، وذلك

لأنه سبحانه وتعالى لم يذكر جزاءهم إلا ليدل ذلك على كثرته وعظمته، وليعلم أن الجزاء على قدر الشكر،وقدر الله سبحانه كثيراً من الجزاء على المشيئة كقوله تعالى(فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء)التوبة،وقال في المغفرة(ويغفر لمن يشاء)المائدة،وقال

في التوبة)ويتوب الله على من يشاء)التوبة،رابعاّ،رضا الله عن الشاكر،ومن آثار الشكر رضا الله تعالى عن عبده،ومغفرته له،وهو رضا حقيقي يليق بالله تعالى،الراوي عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث،البخاري،المصدر،صحيح،كما قال النبي صلى الله عليه

وسلم(إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها )أخرجه مسلم،وعن معاذ بن جبل،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى عليه وسلم(من أكل طعاماً فقال،الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول

مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه )حسنه الألباني في،صحيح أبي داود،والرضا أعظم وأجّل من كل نعيم،قال تعالى(ورضوان من الله أكبر)التوبة،فمن أراد أن يكون ممن رضي الله عنهم،فليحمد الله تعالى ويشكره شكراً يظهر على جوارحه وتصرفاته، ليحظى بالمزيد من فضل الله وعطائه ومغفرته ورضاه، وهذه سعادة الدنيا والآخرة،

اللهم رضني بما قسمت لي وآرض عني يا كريم آللهم قنعني بمآ رزقتني وأخلف لي كل غائبة بخير


آللهم أجعلني وإيآكم من المحمودين عنده يآرحيم،اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

كازانوفا
06-03-2013, 08:40 AM
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يارب العالمين
جزيتي خيراا

عضوو
06-03-2013, 08:53 AM
جزاج الله خير

امـ حمد
06-03-2013, 02:29 PM
اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يارب العالمين
جزيتي خيراا

بارك الله في حسناتج حبيبتي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
06-03-2013, 02:30 PM
جزاج الله خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس