شذى الورد
06-03-2013, 06:17 PM
http://www.al-sharq.com/NewsImages/WriterImages/ListImage20120129151405.jpg
تأملات في أسئلة القراء بشأن ملامح الاكتتاب القادم
أرسلت في 4/3/2013
تعرضت في مقال الأسبوع الماضي إلى موضوع الاكتتاب في أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي الذي سيجري في منتصف إبريل القادم، شارحاً وملخصاً أهم الجوانب المتعلقة به. وقد استندت فيما ذكرت من معلومات إلى ما ورد في المؤتمر الصحفي للدكتور حسينن العبدالله عن الموضوع بالإضافة إلى بعض النقاط التي استوضحتها منه بشكل شخصي عبر الهاتف. وبعد نشر المقال وحتى قبله، تعددت الأسئلة من القراء ومن المهتمين في المشاركة بالاكتتاب عن جوانب أخرى لم يتطرق لها المقال السابق، من قبيل التأثيرات المحتملة للاكتتاب على تداولات البورصة، وعن مدى ربحية الشركة الجديدة وجاذبيتها، والتوقعات بشأن سعر السهم بعد الإدراج، وما إذا كانت الشركة من النوع التقليدي أم المتوافق مع منهج الصيرفة الإسلامية. وقد تكفلت وقائع جلسات التداول منذ الإعلان عن الشركة بالرد على السؤال الأول المتعلق بمدى التأثير على أسعار أسهم الشركات الأخرى حيث انخفضت الأسعار على مدى أسبوعين مع اشتداد الانخفاض في الأسبوع الأخير. وقد قيل في تفسير ما حدث أن الأنخفاض ناتج عن تضافر عاملين الأول هو اتجاه جانب من المستثمرين لبيع ما لديهم من أسهم لتوفير السيولة اللازمة للاكتتاب، وأما الثاني فهو تزامن الإعلان عن الشركة الجديدة مع انعقاد الجمعيات العمومية لبعض الشركات وما يتبعه ذلك من اكتساب المساهمين حق الحصول على الأرباح الموزعة، حتى مع بيع الأسهم. وهناك عامل ثالث يضغط في اتجاه انخفاض الأسعار وهو قيام بعض الشركات بزيادة رؤوس أموالها، وما يستتبعه ذلك من طرح أسهم جديدة للاكتتاب لصالح تلك الشركات، فيضغط ذلك على السيولة المتاحة. وقد يستمر التأثير المتعدد الأسباب على أسعار الأسهم في البورصة خلال الأسابيع القادمة.
وعن مدى ربحية الشركة الجديدة، فإنه وفقاً للبيانات المتاحة عن استثمارات قطر القابضة التي ساهمت بجزء منها في رأسمال الشركة الجديدة وبقيمة 3.5 مليار دولار، فإن هذه الاستثمارات تحقق عائداً جيداً –وفق ما قالته قطر القابضة-يتراوح ما بين 10-15% سنوياً، وأن الشركة الجديدة تنوي لذلك توزيع عائد للمساهمين بواقع 5% منذ السنة الأولى. ولكن ربما يتطلب الأمر تأكيد رسمي على هذا الموضوع ضمن وثائق الاكتتاب حتى لا يتم التنصل منه إذا واجهت الشركة ظروفاً مغايرة بعد التأسيس. وقد تكون إلـ 5% عائداً مجزياً إذا ما قورنت بعوائد الودائع المصرفية التي لا تزيد عن 2%، كما أنها تزيد عن عوائد كثير من أسهم الشركات في السوق المحلي. وفي المقابل فإن مدى جاذبية العائد تتوقف على التغيرات المحتملة في القيمة الرأسمالية للسهم، فإذا حدث أن ارتفع سعر السهم بعد الإدراج عن القيمة المدفوعة فيه- وهي 5 ريال أو نصف دولار- فإن العائد يكون جذاباً ومغرياً لشراء السهم سواء أثناء الاكتتاب أو بعد إدراجه للتداول في السوق. أما إذا انخفض السعر فإن العائد الكلي سيكون ضعيفاً أو سلبياً في سنته الأولى على الأقل. ولكن ما هي احتمالات أن يرتفع السعر أو أن ينخفض بعد الإدراج؟؟ ذلك يتوقف على عدة عوامل:
العامل الأول هو أن تكون موجودات الشركة الجديدة في نهاية السنة الأولى أكبر من رأس المال الذي بدأت به، وهذا الأمر شبه مضمون باعتبار أن قطر القابضة قد دفعت 3.5 مليار دولار بزيادة 500 مليون دولار عن المطلوب منها في مقابل حصتها، وهذه الزيادة تشكل أكثر من 8% من رأسمال الشركة الجديدة,
العامل الثاني أن يحدث تهافت على الاكتتاب بحيث تتم تغطيته بأكثر من 150% مثلاً ويحدث بالتالي تخصيص بنسبة وتناسب كما كان يحدث في اكتتابات سابقة ، وهذا العامل صعب التحقق رغم أن الحكومة تساهم بـ 50% من رأسمال الشركة-وهذا عامل جذب وطمأنينة للكثيرين-، ورغم أن هناك تأكيدات بأن الشركات الكبيرة مثل البنوك وشركات التأمين وغيرها عازمة على المشاركة بقوة في الاكتتاب،، وأنها قادرة بمفردها على تأمين الملبغ المطلوب من القطاع الخاص. والسبب في عدم إمكانية التغطية بأكثر من رأس المال المطروح للاكتتاب، هو ضخامة المبلغ المطلوب، وهو في حده الأدنى 1820 مليون ريال من الأفراد فقط، وذلك في زمن قلت فيه السيولة، مع عدم إتاحة الفرصة للخليجيين للمشاركة كما حدث أيام الريان.
العامل الثالث: أن تصدر تطمينات من المؤسسين بشأن استثمارات الشركة، وما إذا كانت متوافقة مع المنهج الإسلامي أم لا أو أن أسهمها قابلة للتطهير على الأقل.
وعليه فإن الإجابة على السؤال بشأن مستقبل سعر السهم بعد الإدراج قد لا تكون مؤكدة ومضمونه، صحيح أن هناك تطمينات بأن سعر السهم قد لا ينخفض دون القيمة المدفوعة فيه باعتبار مساهمة الحكومة في الشركة، إلا إنه لا أحد يستطيع أن يتكهن بمدى ارتفاع السعر بعد الإدراج، فهل سيرتفع إلى 6 ريال أم سبعة أم ثمانية؟ وهل إذا ارتفع في اليوم الأول سيثبت على ارتفاعه أم تحدث عمليات بيع لجني أرباح سريعة فينخفض إلى ما بين 5-6 ريال،،،، ذلك أمر لا يعلمه إلا الله. ويظل ما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ والله أعلم.
بشير يوسف الكحلوت
تأملات في أسئلة القراء بشأن ملامح الاكتتاب القادم
أرسلت في 4/3/2013
تعرضت في مقال الأسبوع الماضي إلى موضوع الاكتتاب في أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي الذي سيجري في منتصف إبريل القادم، شارحاً وملخصاً أهم الجوانب المتعلقة به. وقد استندت فيما ذكرت من معلومات إلى ما ورد في المؤتمر الصحفي للدكتور حسينن العبدالله عن الموضوع بالإضافة إلى بعض النقاط التي استوضحتها منه بشكل شخصي عبر الهاتف. وبعد نشر المقال وحتى قبله، تعددت الأسئلة من القراء ومن المهتمين في المشاركة بالاكتتاب عن جوانب أخرى لم يتطرق لها المقال السابق، من قبيل التأثيرات المحتملة للاكتتاب على تداولات البورصة، وعن مدى ربحية الشركة الجديدة وجاذبيتها، والتوقعات بشأن سعر السهم بعد الإدراج، وما إذا كانت الشركة من النوع التقليدي أم المتوافق مع منهج الصيرفة الإسلامية. وقد تكفلت وقائع جلسات التداول منذ الإعلان عن الشركة بالرد على السؤال الأول المتعلق بمدى التأثير على أسعار أسهم الشركات الأخرى حيث انخفضت الأسعار على مدى أسبوعين مع اشتداد الانخفاض في الأسبوع الأخير. وقد قيل في تفسير ما حدث أن الأنخفاض ناتج عن تضافر عاملين الأول هو اتجاه جانب من المستثمرين لبيع ما لديهم من أسهم لتوفير السيولة اللازمة للاكتتاب، وأما الثاني فهو تزامن الإعلان عن الشركة الجديدة مع انعقاد الجمعيات العمومية لبعض الشركات وما يتبعه ذلك من اكتساب المساهمين حق الحصول على الأرباح الموزعة، حتى مع بيع الأسهم. وهناك عامل ثالث يضغط في اتجاه انخفاض الأسعار وهو قيام بعض الشركات بزيادة رؤوس أموالها، وما يستتبعه ذلك من طرح أسهم جديدة للاكتتاب لصالح تلك الشركات، فيضغط ذلك على السيولة المتاحة. وقد يستمر التأثير المتعدد الأسباب على أسعار الأسهم في البورصة خلال الأسابيع القادمة.
وعن مدى ربحية الشركة الجديدة، فإنه وفقاً للبيانات المتاحة عن استثمارات قطر القابضة التي ساهمت بجزء منها في رأسمال الشركة الجديدة وبقيمة 3.5 مليار دولار، فإن هذه الاستثمارات تحقق عائداً جيداً –وفق ما قالته قطر القابضة-يتراوح ما بين 10-15% سنوياً، وأن الشركة الجديدة تنوي لذلك توزيع عائد للمساهمين بواقع 5% منذ السنة الأولى. ولكن ربما يتطلب الأمر تأكيد رسمي على هذا الموضوع ضمن وثائق الاكتتاب حتى لا يتم التنصل منه إذا واجهت الشركة ظروفاً مغايرة بعد التأسيس. وقد تكون إلـ 5% عائداً مجزياً إذا ما قورنت بعوائد الودائع المصرفية التي لا تزيد عن 2%، كما أنها تزيد عن عوائد كثير من أسهم الشركات في السوق المحلي. وفي المقابل فإن مدى جاذبية العائد تتوقف على التغيرات المحتملة في القيمة الرأسمالية للسهم، فإذا حدث أن ارتفع سعر السهم بعد الإدراج عن القيمة المدفوعة فيه- وهي 5 ريال أو نصف دولار- فإن العائد يكون جذاباً ومغرياً لشراء السهم سواء أثناء الاكتتاب أو بعد إدراجه للتداول في السوق. أما إذا انخفض السعر فإن العائد الكلي سيكون ضعيفاً أو سلبياً في سنته الأولى على الأقل. ولكن ما هي احتمالات أن يرتفع السعر أو أن ينخفض بعد الإدراج؟؟ ذلك يتوقف على عدة عوامل:
العامل الأول هو أن تكون موجودات الشركة الجديدة في نهاية السنة الأولى أكبر من رأس المال الذي بدأت به، وهذا الأمر شبه مضمون باعتبار أن قطر القابضة قد دفعت 3.5 مليار دولار بزيادة 500 مليون دولار عن المطلوب منها في مقابل حصتها، وهذه الزيادة تشكل أكثر من 8% من رأسمال الشركة الجديدة,
العامل الثاني أن يحدث تهافت على الاكتتاب بحيث تتم تغطيته بأكثر من 150% مثلاً ويحدث بالتالي تخصيص بنسبة وتناسب كما كان يحدث في اكتتابات سابقة ، وهذا العامل صعب التحقق رغم أن الحكومة تساهم بـ 50% من رأسمال الشركة-وهذا عامل جذب وطمأنينة للكثيرين-، ورغم أن هناك تأكيدات بأن الشركات الكبيرة مثل البنوك وشركات التأمين وغيرها عازمة على المشاركة بقوة في الاكتتاب،، وأنها قادرة بمفردها على تأمين الملبغ المطلوب من القطاع الخاص. والسبب في عدم إمكانية التغطية بأكثر من رأس المال المطروح للاكتتاب، هو ضخامة المبلغ المطلوب، وهو في حده الأدنى 1820 مليون ريال من الأفراد فقط، وذلك في زمن قلت فيه السيولة، مع عدم إتاحة الفرصة للخليجيين للمشاركة كما حدث أيام الريان.
العامل الثالث: أن تصدر تطمينات من المؤسسين بشأن استثمارات الشركة، وما إذا كانت متوافقة مع المنهج الإسلامي أم لا أو أن أسهمها قابلة للتطهير على الأقل.
وعليه فإن الإجابة على السؤال بشأن مستقبل سعر السهم بعد الإدراج قد لا تكون مؤكدة ومضمونه، صحيح أن هناك تطمينات بأن سعر السهم قد لا ينخفض دون القيمة المدفوعة فيه باعتبار مساهمة الحكومة في الشركة، إلا إنه لا أحد يستطيع أن يتكهن بمدى ارتفاع السعر بعد الإدراج، فهل سيرتفع إلى 6 ريال أم سبعة أم ثمانية؟ وهل إذا ارتفع في اليوم الأول سيثبت على ارتفاعه أم تحدث عمليات بيع لجني أرباح سريعة فينخفض إلى ما بين 5-6 ريال،،،، ذلك أمر لا يعلمه إلا الله. ويظل ما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ والله أعلم.
بشير يوسف الكحلوت