ahmed jasim
06-03-2013, 06:56 PM
حينما فكرت بأول مقال لي بعد عودتي من السفر مؤخراً تصارعت في رأسي عدة افكار حتى وصل الأمر لإصابتي بصداع نصفي حيث تزاحمت هذه الأفكار في الجهة اليمنى من رأسي وكأنها تتسابق للانسكاب أمامي واستعراض مفاتنها لعل إحداها تكون لها الأفضلية في اللقاء الأول بعد غيبة سفر كانت تستحق العناء فعلاً ولكني وجدت بأن أكثر ما بات يشغلنا إلى هذه اللحظة هو خبر اعتقال الطبيب القطري محمود الجيدة في مطار دبي أثناء توقفه ( ترانزيت ) منذ ما يزيد عن أربعة أيام لم يعلم عنه أحد ولم تطفُ أخباره إلا بعد مرور أيام عن اعتقاله وهذا ما يجعلنا في حيرة من الأمر في الكيفية التي تم اعتقاله بها رغم توقف الدكتور محمود الجيدة في مطار دبي مروراً فقط بعد رحلة قادمة من تايلند وكان بانتظار رحلته التي ستقله إلى قطر والمعروف أن الذي ينزل ترانزيت بأي مطار في العالم لا يتعرض لأي إجراءات تفتيشية نظامية باعتباره لم يجتز (الكاونترات) التي تكشف عن هويته وتسمح له بالدخول للبلاد وهذا ما يظهر أن أمر اعتقاله واقتياده بهذه الصورة الغامضة كان صادراً ومعلوماً بأن الدكتور محمود كان على متن الرحلة القادمة من تايلند وسيتوقف ترانزيت في مطار دبي!.. ألا يبدو الأمر مريباً لاسيما أمام انعدام الشفافية التي كنا نتوقعها من الأخوة في دولة الإمارات العربية في شرح الأسباب التي دعت قوات الأمن بمطار دبي لإلقاء القبض على مسافر خليجي مشهود له في بلاده بحسن أخلاقه واعتداله وتوسطه في أموره وتعمد عدم الكشف عن أخبار سجنه إلا بعد مرور أيام عن اعتقاله؟!..ولذا فإن التساؤلات الكثيرة والواقعية تفرض نفسها في المطالبة بكشف الدواعي الأمنية التي دعت أمن مطار دبي باحتجاز (الجيدة) وهذه من أقل الحقوق التي يطالب بها أهل الدكتور ومواطني دولة قطر بل إن الأمر يجب أن يصدر من جهة معتمدة وليس بالاجتهادات الشخصية التي يتناقلها مغردو تويتر ما بين صواب لم يؤكده صاحبه وخطأ يحتمل الصواب !..من حقنا أن نعرف تلك الأسباب التي جعلت من (الجار العزيز) أن يمنع إعلامي قطري هو السيد عبدالعزيز المحمود منذ فترة ليست بالطويلة من دخول الإمارات واحتجازه عدة ساعات لحين التأكد من المغادرة والعودة من حيث أتى وإلى قطر تحديداً !..واليوم تبادر نفس الجهة لاعتقال طبيب قطري كان متوقفاً فقط في المطار لحين ركوب الطائرة المتجهة إلى قطر بل والإفصاح عن قصة اعتقاله الغامضة بعد مرور أيام لم يعرف أقرب الناس من أهله وذويه أين الرجل وأين اختفى وما القصة؟!..وعليه فإن حجم مثل هذه الاستفهامات يجب أن تلقى إجابات وافية كافية وملمة بحيثياتها لئلا نسمح لمتصيدي الماء العكر الذي بدأ في إحاطة البيت الخليجي الواحد من انتهاز هذه الفرص السانحة لتعميق الشروخ التي تطرأ على جدرانه وأبوابه وإطلاق شائعات تتعلق بسياسة الدولتين التي تقوم إحداها إلى ما يعاكس توجه الأخرى وهذا لا يمكن أن نضعه بيد الصغار الذين يمكنهم أن يلعبوا بنار الفتنة بين الشعبين رغم أننا سنحتاج كشعب قطر لأكثر من فتنة وفتنة لتتغير مشاعرنا وأخوتنا من شعب الإمارات الشقيق الذي يشاركنا ونشاركه أفراح دولته العزيزة ومع هذا فإن الأمر يظل بابه مفتوحاً لحين موافاتنا بما يطمئن القلوب بأن الطبيب محمود الجيدة سيكون على متن رحلة قريبة من دبي لارض وطنه وبين أهله وذويه ومن ناصر قضيته الغامضة وستبقى كذلك حتى تتحرك الجهود الدبلوماسية لدينا هنا في قطر وبتعاون من الجهات الأمنية في دولة الإمارات للكشف عن كل مايدور في أذهاننا من أفكار وتفسيرات تتطاير هنا وهناك وتحتاج فعلاً لمن يهدئ روعها ويقول لها بأن الرجل سيعود عاجلاً غير آجل إلى وطنه وإننا اكتفينا بمثل هذه الأخبار التي لم يكن في حسباننا أنها ستأتي هذه المرة من دولة خليجية جارة (يتبجح) بعض رموزها الأمنية إلى التطاول وبث العداء في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وكأننا لسنا (إخوان) رغم تأييدنا للـ (إخوان) وعدائهم الواضح لها !..ولعلكم تعرفون المقصود بهذه السطور والذي يبدو أن (خرافاته) التي يطلقها في وقت (الضحى) تحديداً تبث رسائل عداء مكشوفة ولا تحتاج لمن يذكره بأن موقعه ومنصبه لا يسمحان له بما يقوله على حسابه الشخصي وأن كلامه يحمل أبعاداً خطيرة لما يجب أن يكون عليه رجل الأمن والذي من أهم مسئولياته الحفاظ على أمن البيت (الخليجي المتوحد) أو الذي كان متوحداً باعتبار إن المجريات الحاصلة تثبت بأن ما نحن فيه ليس كما كان عليه وهذه حقيقة وواقع لا يتحملان مزيداً من الدعاية لنفيهما رغم الحرص الحكومي الخليجي على رأب الصدع في العلاقات وإثبات إن الاختلاف في الراي لايفسد بالضرورة للود قضية ولذا ولأجل كل ما نخاف حدوثه يبقى السؤال وهو: لماذا تم اعتقال الطبيب محمود الجيدة ومادور سفارة قطر في الإمارات حيال هذا الأمر ولم لم يصدر بياناً يفيد بكل حيثيات هذا الأمر ليهدأ طوفان التساؤلات الذي لم ينشد الراحة منذ أن فقدنا الدكتور الجيدة بيننا واستمرار الصمت الثنائي حول هذا الموضوع الذي بات يأخذ أبعاداً أكبر خصوصاً وأن الداخل لهاشتاق (المعتقل محمود الجيدة) في تويتر سيتأكد بأن شعار (لولا غلاكم ما جيناكم) كان يكذب به أصحابه وإن هذه القضية أعطت الفرصة لكشف أوراق مستترة لربما يعدها كاتبوها بأنها أمور شخصية لكنها وبقدرة هذا الهاشتاق قد حولتها لأمور يناقشها الجميع!..نحن في الانتظار يا سادة !
فاصلة أخيرة:
عودة محمودة يا محمود !..أسبق بها الجميع لثقتنا بالله ثم بك بأن القضبان لا تحتمل دعاء إنسان مظلوم وراءها !
العناوين الفرعية للمقال:
- أسباب اعتقال الطبيب (الجيدة)لايجب أن تـُترك لمغردي (تويتر) ومحبي الإفتاء!
- (البيت الخليجي المتوحد) .. شعار قابل للسقوط إن مارس هؤلاء تخريفاتهم !
- لم هذا الصمت الغريب العجيب الرهيب إزاء
قضية تشغل الوطن والمواطن؟!
بقلم / ابتسام حمود آل سعد
فاصلة أخيرة:
عودة محمودة يا محمود !..أسبق بها الجميع لثقتنا بالله ثم بك بأن القضبان لا تحتمل دعاء إنسان مظلوم وراءها !
العناوين الفرعية للمقال:
- أسباب اعتقال الطبيب (الجيدة)لايجب أن تـُترك لمغردي (تويتر) ومحبي الإفتاء!
- (البيت الخليجي المتوحد) .. شعار قابل للسقوط إن مارس هؤلاء تخريفاتهم !
- لم هذا الصمت الغريب العجيب الرهيب إزاء
قضية تشغل الوطن والمواطن؟!
بقلم / ابتسام حمود آل سعد