المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آيات الكتاب تدل على أن النبي عيسى رفع



امـ حمد
09-03-2013, 07:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رفع النبي عيسى عليه السلام

آيات الكتاب تدل على أن النبي عيسى رفع،وصحت بها الأخبار عن النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه،وتصديقها،بأن نبي الله عيسى رفع من الأرض إلى السماء بروحه وجسده،عندما أراد اليهود قتله وصلبه فلم يمكنهم الله منه،ودلت كذلك على أنه

سينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان،علامة على قرب قيام الساعة،وأنه ينزل بمشيئة الله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق،حاكماً بشريعة محمد،لا ناسخاً لها،فيكسر الصليب،ويقتل الخنزير،ويضع الجزية فلا يقبل من الكفار إلا الإسلام،ويفيض

المال،وتنزل البركات والخيرات،بعض الأحاديث في نزول عيسى،منها أحاديث في الصحيحين كحديث أبي هريرة،الذي يقول فيه(والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم،حكماً مقسطاً،فيكسر الصليب،ويقتل الخنزير،ويضع الجزية،ويفيض المال حتى

لا يقبله أحد،حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها)ثم يقول أبو هريرة،واقرءوا إن شئتم(وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً)النساء،وروى مسلم عن جابر،قال،سمعت النبي،يقول( لا تزال طائفة من

أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة،قال،فينزل عيسى ابن مريم،فيقول أميرهم،تعال صل لنا،فيقول،لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة )وفي حديث حذيفة بن أسيد الذي يقول فيه النبي(إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات،ذكر

منها نزول عيسى بن مريم)وروى الإمام أبو داود عن أبي هريرة أن النبي،قال(ليس بيني وبينه نبي،يعني عيسى،وإنه نازل،فإذا رأيتموه فاعرفوه،رجل مربوع إلى الحمرة والبياض،بين ممصرتين،كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل،فيقاتل الناس على

الإسلام،فيدق الصليب،ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام،ويهلك المسيح الدجال،فيمكث في الأرض أربعين سنة،ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون )آيات الكتاب تدل على رفعه ونزوله،إن الآيات في كتاب الله قد دلت على

رفع نبي الله عيسى إلى السماء،وبين العلماء أنه رفع بروحه وجسده،ومن هذه الآيات قول الله(إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك)آل عمران،فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية،الأول،قول الجمهور ورجحه ابن

كثير،وهو أن المراد به توفي النوم،فكلمة الوفاة،كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً،الثاني،أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير(إني رافعك ومتوفيك)أي،بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة،الثالث،أن المراد بالتوفي،هو نفس الرفع،والمعنى (إني

قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك ) وهذا رأي ابن جرير،وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً،وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض،قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى،وأما قوله تعالى(إني متوفيك ورافعك إلي

ومطهرك من الذين كفروا)آل عمران،فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت،إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين،فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء،فعلم أن ليس في ذلك خاصية،وكذلك قوله(ومطهرك من الذين كفروا)آل

عمران،ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء،وقد قال تعالى في الآية الأخرى(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه

يقينا،بل رفعه الله إليه)النساء،فقوله هنا،إذ لو أريد موته لقال،وما قتلوه وما صلبوه،بل مات،فقوله،بل رفعه الله إليه،يبيِّن أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه،وقد يراد به توفي النوم كقوله تعالى(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي

لم تمت في منامها)الزمر،وقوله(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار)الأنعام،وحياته بعد رفعه لا يلزم منها أن تكون كحياة من على الأرض في احتياجه إلى الطعام والشراب،كسائر الأحياء،وإنما هي حياة خاصة عند الله،كما أن الآيات القرآنية قد

دلت أيضاً على نزوله إلى الأرض في آخر الزمان،وذلك في ثلاثة مواضع من القرآن،الأول،قوله تعالى( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً)النساء،فقد دلت الآية على أنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بعيسى

عبداً لله ورسولاً من عنده،وذلك سيكون قبل موت عيسى،ومعلوم أن هذا لم يقع حتى الآن، مما يعني،أنه مما سوف يقع فيما نستقبله من الزمان،لأن الآية جاءت في سياق تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه وتسليمه،الثاني،قوله تعالى

(وإنه لعلم للساعة)الزخرف،فإن الآيات قبلها كانت تتحدث عن عيسى،ولذا فإن الضمير في هذه الآية يعود إليه،فيكون خروجه من علامات الساعة وأماراتها،لأنه ينزل قبيل قيامها،وهي مروية عن ابن عباس و مجاهد وغيرهما من أئمة التفسير،الثالث،قوله

تعالى(ويكلم الناس في المهد وكهلاً)آل عمران،وفي هذا الآية،عدد الله تعالى بعض خصائص عيسى ودلائل نبوته،فكان منها كلامه في المهد وهو رضيع،وكلام الرضيع من الخوارق الدالة على النبوة ولا شك،وذكر منها كلامه وهو كهل،والكهولة سن بداية

ظهور الشيب،لا بد أن يكون المراد بهذا الخبر أن كلامه كهلاً سيكون آية ككلامه طفلاً،وهذه الحالة لم تقع فيما مضى من حياته التي كان فيها بين الناس لأنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة،ثم ينزل فيبقى في الأرض أربعين سنة،كما ثبت في الحديث،إلى أن
يكتهل،فيكلم الناس كهلاً كما كلمهم طفلاً،وتتحقق له هذه الآية والمعجزة التي أخبر الله عنها في كتابه.