المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فالله أرحم بك منك به وهو أرحم الراحمين



امـ حمد
16-03-2013, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال،أتى النبي رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه،فقال النبي،أترحمه،قال،نعم قال(فالله أرحم

بك منك به،وهو أرحم الراحمين)رواه البخاري وصححه الألباني، الأدب المفرد (377)فكيف تتعامل مع رحمة الله عز

وجل،وكيف ننال رحمة الله جل وعلا،إن الحصول على رحمة الله عز وجل يسير،لأن رحمته سبحانه وتعالى قد وسعت كل

شيء،وأما غضبه فلم يسع كل شيء،لأنه القائل سبحانه(ورحمتي وسعت كل شيء)الأعراف،وهذا ما يليق برحمة

أرحم الراحمين،ولولا ذلك لكنا جميعاّ خاسرين هالكين،فكل من رحمك من أهلك وأحبابك،فإن الله تعالى قد رحمك أكثر منهم

وهو الذي أرسلهم إليك رحمةً بك،ولو جمعت رحمات الخلق جميعاّ،لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع،ولن يفوق أحد رحمة

ربنا سبحانه وتعالى أبداّ،وقد شرف الله عز وجل،رحمته وعظمها، بأن جعلها في كتابه الذي فوق العرش،قال رسول

الله،لما قضى اللَّه الخلق كتب في كتابه(إِن رحمتي غلبت غضبي)صحيح البخاري،فإن كانت رحمة الله عز وجل قد

وسعت كل شيء،ألا تسعك أنت،وقد وسعت رحمته من قتل 99 نفساّ،وأنت لم تقتل أحداّ، فكيف لا يرحمك،فإياك أن تيأس

من رحمة ربك أبداّ،الكون كله من أوله لآخره مملؤ برحمة الله،وليس بينك وبين رحمة الله إلا أن تطلبها منه وسوف

يعطيك إياها،لأنه هو وحده الذي يملكها،قال تعالى(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له

من بعده وهو العزيز الحكيم)فاطر،ومن شدة قرب رحمة الله منك، فليس عليك سوى أن تُحسن الظن بربِّك وهو سبحـانه

سيكون عند حُسن ظنك،فإن ظننت إنه سيرحمك، يرحمك،وإن ظننت إنه سيعتقك من النار، يعتقك من النار،وإن ظننت أنه

سيدخلك الفردوس الأعلى، يُدخلك الفردوس الأعلى،قال في الحديث القدسي،قال الله تعالى(أنا عند ظن عبدي بي،فليظن

بي ما شاء)رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (4316)ويجب أن تُحسن الظن بالله وأنت موقن بذلك،قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)

رواه الترمذي وحسنه الألباني،صحيح الجامع (245)والفرق بين الرجاء والأماني،أن الرجاء ،يقترن بالعمل وامتثال

الأوامر،والرحمة مشروطة بالعمل،كما قال تعالى(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاّ ثم اهتدى(سورة طه،أما

الأماني،فهي مجرد ظنون،بلا عمل أو امتثال للأوامر،فإن حققت تلك الشروط، تنال رحمة الله عز وجل في الدنيا

والآخرة،أما من يصر على الوقوع في الذنوب وعدم التوبة على الرغم من كل هذا الكرم، فهذا لا يستحق أن يرحم،وكيـف

تقترب من رحمة الله،إذا رحمت الناس وعطفت عليهم، ستكون رحمة الله قريبة جداّ منك،قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم(الراحمون يرحمهم الرحمن،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)رواه أبو داوود وحسنه

الألباني، صحيح الترغيب والترهيب،وقال عليه الصلاة والسلام(من لا يرحم، لا يرحم)صحيح البخاري،ماذا تعرف

عن الله،إن الإنسان كلما إزدادت معرفته وعلمه بالله،إزدادت خشيته وتحسن تعامله مع ربه،قال تعالى(إِنما يخشى الله من

عباده العلماء)سورة فاطر،الله سبحانه وتعالى في السماء العليا لا يعلم حقيقة ذاته إلا هو،ويكفي لتدرك مدى

عظمته،وفي الآخرة لا يوجد لذة أعظم من لذة رؤية الله جلَّ جلاله في الجنة،فإن الله تعالى يعلم كم إن أحبابه قد اشتاقوا

لرؤيته،فمن هو الله،الله سبحانه هو إله جميع المخلوقات وليس لهم إلهٌ غيره، هو سبحانه المتكفل بأمورهم وحده،يدبِر

شؤون مملكته الواسعة التي تشمل السموات والأرض،فهو وحده الخالق،الرازق، المدبر،المالك،فلا يمكن لبشرٍ أن

يتصور الله جل جلاله قبل أن يراه يوم القيامة،لأنه سبحانه(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى،فالفضل له

سبحانه إذا تقبل عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة وبعض الرياء أحياناّ،وقد سبقنا هذه العبادة بذنوب

وألحقناها بذنوب أخرى،ومع هذا فهو سبحانه يتفضل ويقبل هذه العبادة،إذا كانت خالصة لوجهه الكريم،مع إن عباداتنا لا

تنفعه بشيء، بل نحن الذين نحتاج أن نرتاح بأدائنا للعبادة والاستمتاع بها، ونحتاج لأن نفوز بالجنة،حتى ننال السعادة

الأبدية،هو الغني سبحانه، ونحن الفقراء إليه،ومع هذا فإنه سبحانه يغنينا ويسقينا ويكرمنا ويهدينا،وإذا احتجنا فإنه

يعطينا،بل إنه سبحانه وتعالى يحب أن نطلب منه،وكلما طلبنا منه أكثر أحبنا أكثر،ولهذا كانت أعظم نعم أهل الجنة أن

يكشف لهم ربهم جلَّ وعلا عن جماله،وكل من سيُكتب له رؤيته،سيفرح ويسعد سعادة لم تمر به في حياته أبداّ،لأن الله

سبحانه وتعالى هو الذي خلق السعادة وإليه منتهاها،ولذلك سيعطيها لمن جاء إليه وتقرَّب بين يديه، ولن يُعطيها لمن

ابتعد عنه،وكلما أقتربت من الله تعالى أكثر،زادت هذه السعادة أكثر،ولهذا كانت الجنة قريبة منه في السماء السابعة،لأنها

مستقر السعادة،وكلما أرتفعت في الجنة أكثر،أقتربت من الذات الإلهية أكثر،حتى تصل إلى الفردوس الأعلى من الجنة، وهي

أسعد مكان في الجنة مع الأنبياء والرسل والشهداء والصديقين،وسقفها عرش الرحمن،ومع كل هذه العظمة

والجلال والجمال،فإن أكثر من يعصى ويخالف ويعرض عنه،فهو سبحانه حليم وصبور على عباده،بل لو تاب أي

عاص ورجع إلى الله سبحانه،فإنه يفرح به فرحاّ شديداّ بتوبته،ويكرمه غاية الإكرام،فليس العجب من عبدٍ مملوكٍ

يتقرب إلى مولاه ويتودد إليه ويبتغي رضاه، بل العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذي يتودد إلى عبده ويتحبب إليه

بأنواعٍ من العطايا والهدايا، ومع ذلك العبد يعرض ويصر على الابتعاد وعدم التوبة،مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله

تعالى،لاستحى أن يردهما خائبتين،هذا هو ربنا،الذي نعلق آمالنا على رحمته ومغفرته يوم القيامة.

غزلان
16-03-2013, 10:28 PM
جزاك الله خير

وسبحان ربي ارحم الراحمين

امـ حمد
16-03-2013, 10:50 PM
جزاك الله خير

وسبحان ربي ارحم الراحمين

بارك الله فيك
وجزاك ربي جنة الفردوس