R 7 A L
17-03-2013, 07:13 AM
علي المري.. مواطن قطري ذهب إلى أميركا برفقة عائلته وفي ريعان شبابه طلباً للعلم.. ففوجئ بابتلاء لم يخطر بباله وتطلب منه ومن أهله الثبات والصبر الجميل! حيث قُبض عليه في ديسمبر 2001 واتُهم بالاحتيال والإدلاء بأقوال كاذبة لمكتب التحقيقات الاتحادي FBI.
وكان من المقرر أن يُقدَّم «بن كحلة» للمحاكمة بهذه التهم في محكمة اتحادية، إلا أنه تم إسقاط التهم عنه واتهامه من قبل «بوش» على أنه «مقاتل عدو»! فتم نقله إلى السجن العسكري الخاضع لسيطرة وزارة الدفاع.. ليظل فيه حتى يومنا هذا وإلى أجل غير مسمى.. في حبس انفرادي! وقد سلبت الإدارة الأميركية من «بن كحلة» جميع حقوقه المدنية التي يتمتع بها أي سجين، كتوكيل محام والسماح لأحد بزيارته أو محاكمته محاكمة مدنية أو حتى التقدم بالتماس! وكأن الإدارة الأميركية تُعاقب العالم أجمع بسبب الصدمة التي عاشتها بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001! «بن كحلة» ليس إلا مجرد ضحية من ضحايا هوس هذه الفوبيا!
11 عاماً بلا تهمة معينة سوى تصنيفه أنه «عدو مقاتل».. بلا محاكمة رسمية.. وفي سجن انفرادي يُقال إنه ثلاثة أمتار بمترين..
11 عاماً تسببت في آلام جسده وظهره وعينيه.. وانكسار روحه وتفطُّر قلبه على أهله ووطنه!
11 عاماً وقد انتهكت فيها حقوقه «الإنسانية» والعقلية والبدنية في تحدٍ سافر لحقوق الإنسان من بلد تنادي وتقاتل للحرية وحقوق الإنسان في دول العالم الثالث!
11 عاماً بلا تهمة رغم إعلان لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في تقريرها الصادر في مايو 2006 «أن اعتقال أشخاص إلى أجل غير مسمى بدون تهمة يشكل بحد ذاته انتهاكاً لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة»!
11 عاماً منذ أن طالبت منظمة العفو الدولية بتقديم «بن كحلة» للمحاكمة إن كانت تهمته جنائية، ومناشدة بحقه في الحصول على محاكمة عادلة وزيارة أقاربه!
11 عاماً ولم تحظ قضية «بن كحلة» بأي اهتمام أو تغطية في إعلامنا المحلي مقارنة بتغطيته واهتمامه بالقضايا المماثلة.. لمواطني دول أخرى!
وعلى الطرف الآخر، يتم اعتقال طبيب قطري أثناء رحلة «ترانزيت» له في دارنا الثانية الحبيبة إلى قلوبنا «دار زايد». وبغض النظر عن التهمة الموجهة له، فإننا على يقين وثقة تامة أن ولاة أمرنا في الدولة لم ولن يُقصروا في بذل جهودهم ومساعيهم لحل الموضوع بعيداً عن أي توتر واحتقان سياسي، وأن ما حدث ليس إلا سحابة وستمضي.. لم ولن تؤثر على تماسكنا وتلاحمنا مع أهلنا في الحبيبة الإمارات.. وأن كلتا الدولتين تملكان حق تقدير مصلحتهما كما تريانها، ووفقاً لبروتوكولات معينة.. قد لا تعنينا تفاصيلها كثيراً بقدر ما يعنينا بقاء تماسكنا كشعبين.. ولكن اللافت للنظر في قضية د. الجيدة أن الأمور لم تعد حكراً على السياسيين فقط! حيث انتفضت وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات «تويتر» للتعبير عن مواقفها وآرائها.. حتى يُخيل للمتابع لهم أن كل مواطن فيها نصب نفسه سياسياً ومحامياً للقضية!
ما يعنينا هنا هو: أين دور إعلامنا المحلي من هذه القضايا! ربما قضية د. الجيدة جديدة على الساحة الإعلامية، ولكن قضية «بن كحلة» منذ 11 عاماً.. وصمت إعلامي! لم تحظ قضية «بن كحلة» وحتى مؤخراً د. الجيدة إلا بقدر قليل من اهتمام الإعلام المحلي، وتشكلت غالباً في مجرد مقالات من قبل بعض الكُتاب.. وتغطية متواضعة لبعض التطورات! ولعب الإعلام الجديد «تويتر» في ظل تواضع الإعلام الرسمي الغائب.. الدور البارز في الرصد والحشد والتغطية! وكأن المذكورين ليسوا بمواطنين ولا يستحقون من إعلامنا القليل من الاهتمام! وكأن إعلامنا من الانشغال بقضايا الأمة ما لا يملك الوقت الكافي للالتفات لقضية المواطنين أعلاه! وكأن المواطنين ارتكبوا جُرماً وخرقاً قانونياً يستحقون عليه الصمت القاتل الشبيه بصمت «سجونهم الفردية»!
فهل إعلامنا المحلي بعيد عن قضايا المواطن بشكل عام؟ أم إن مثل هذه القضايا تشكل خطاً أحمر لا يمكن القرب منه لحساسيته الأمنية؟ أم هل فقد إعلامنا المحلي مصداقيته فأصبح الرأي العام لأفراد المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هو الشريك الحقيقي والفعلي والأكثر تأثراً وتأثيراً في قضايا الوطن؟
وبعيداً عن الأدوار السياسية، يلعب الضغط الإعلامي دوراً مهماً في التأثير على الرأي العام من ناحية وعلى صناع القرار السياسي من ناحية أخرى.. وسيتم في يوم 22 مارس تنظيم وقفة سلمية مُرخصة للتضامن مع «بن كحلة» أمام السفارة الأميركية.. ولهذا.. فإننا نأمل.. ونتمنى.. ونطمح.. أن يكون للضغط الإعلامي هذه المرة دور في إثارة قضية «بن كحلة» من جديد. كما نأمل.. ونتمنى.. ونطمح.. بوجود إعلامنا المحلي لتغطية وتسويق القضية.. كما فعلت مسبقا الـ BBC والـ CNN وجعلت منه خبراً رئيسياً عاجلاً، وكما فعلت الـ «نيويورك تايمز» والـ «واشنطن بوست» و»لوس أنجلوس بوست» ووكالة الأنباء الألمانية.. رغم أنه مواطن.. قطري!
د / هند المفتاح
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1922&artid=234556
.
وكان من المقرر أن يُقدَّم «بن كحلة» للمحاكمة بهذه التهم في محكمة اتحادية، إلا أنه تم إسقاط التهم عنه واتهامه من قبل «بوش» على أنه «مقاتل عدو»! فتم نقله إلى السجن العسكري الخاضع لسيطرة وزارة الدفاع.. ليظل فيه حتى يومنا هذا وإلى أجل غير مسمى.. في حبس انفرادي! وقد سلبت الإدارة الأميركية من «بن كحلة» جميع حقوقه المدنية التي يتمتع بها أي سجين، كتوكيل محام والسماح لأحد بزيارته أو محاكمته محاكمة مدنية أو حتى التقدم بالتماس! وكأن الإدارة الأميركية تُعاقب العالم أجمع بسبب الصدمة التي عاشتها بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001! «بن كحلة» ليس إلا مجرد ضحية من ضحايا هوس هذه الفوبيا!
11 عاماً بلا تهمة معينة سوى تصنيفه أنه «عدو مقاتل».. بلا محاكمة رسمية.. وفي سجن انفرادي يُقال إنه ثلاثة أمتار بمترين..
11 عاماً تسببت في آلام جسده وظهره وعينيه.. وانكسار روحه وتفطُّر قلبه على أهله ووطنه!
11 عاماً وقد انتهكت فيها حقوقه «الإنسانية» والعقلية والبدنية في تحدٍ سافر لحقوق الإنسان من بلد تنادي وتقاتل للحرية وحقوق الإنسان في دول العالم الثالث!
11 عاماً بلا تهمة رغم إعلان لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في تقريرها الصادر في مايو 2006 «أن اعتقال أشخاص إلى أجل غير مسمى بدون تهمة يشكل بحد ذاته انتهاكاً لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة»!
11 عاماً منذ أن طالبت منظمة العفو الدولية بتقديم «بن كحلة» للمحاكمة إن كانت تهمته جنائية، ومناشدة بحقه في الحصول على محاكمة عادلة وزيارة أقاربه!
11 عاماً ولم تحظ قضية «بن كحلة» بأي اهتمام أو تغطية في إعلامنا المحلي مقارنة بتغطيته واهتمامه بالقضايا المماثلة.. لمواطني دول أخرى!
وعلى الطرف الآخر، يتم اعتقال طبيب قطري أثناء رحلة «ترانزيت» له في دارنا الثانية الحبيبة إلى قلوبنا «دار زايد». وبغض النظر عن التهمة الموجهة له، فإننا على يقين وثقة تامة أن ولاة أمرنا في الدولة لم ولن يُقصروا في بذل جهودهم ومساعيهم لحل الموضوع بعيداً عن أي توتر واحتقان سياسي، وأن ما حدث ليس إلا سحابة وستمضي.. لم ولن تؤثر على تماسكنا وتلاحمنا مع أهلنا في الحبيبة الإمارات.. وأن كلتا الدولتين تملكان حق تقدير مصلحتهما كما تريانها، ووفقاً لبروتوكولات معينة.. قد لا تعنينا تفاصيلها كثيراً بقدر ما يعنينا بقاء تماسكنا كشعبين.. ولكن اللافت للنظر في قضية د. الجيدة أن الأمور لم تعد حكراً على السياسيين فقط! حيث انتفضت وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات «تويتر» للتعبير عن مواقفها وآرائها.. حتى يُخيل للمتابع لهم أن كل مواطن فيها نصب نفسه سياسياً ومحامياً للقضية!
ما يعنينا هنا هو: أين دور إعلامنا المحلي من هذه القضايا! ربما قضية د. الجيدة جديدة على الساحة الإعلامية، ولكن قضية «بن كحلة» منذ 11 عاماً.. وصمت إعلامي! لم تحظ قضية «بن كحلة» وحتى مؤخراً د. الجيدة إلا بقدر قليل من اهتمام الإعلام المحلي، وتشكلت غالباً في مجرد مقالات من قبل بعض الكُتاب.. وتغطية متواضعة لبعض التطورات! ولعب الإعلام الجديد «تويتر» في ظل تواضع الإعلام الرسمي الغائب.. الدور البارز في الرصد والحشد والتغطية! وكأن المذكورين ليسوا بمواطنين ولا يستحقون من إعلامنا القليل من الاهتمام! وكأن إعلامنا من الانشغال بقضايا الأمة ما لا يملك الوقت الكافي للالتفات لقضية المواطنين أعلاه! وكأن المواطنين ارتكبوا جُرماً وخرقاً قانونياً يستحقون عليه الصمت القاتل الشبيه بصمت «سجونهم الفردية»!
فهل إعلامنا المحلي بعيد عن قضايا المواطن بشكل عام؟ أم إن مثل هذه القضايا تشكل خطاً أحمر لا يمكن القرب منه لحساسيته الأمنية؟ أم هل فقد إعلامنا المحلي مصداقيته فأصبح الرأي العام لأفراد المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هو الشريك الحقيقي والفعلي والأكثر تأثراً وتأثيراً في قضايا الوطن؟
وبعيداً عن الأدوار السياسية، يلعب الضغط الإعلامي دوراً مهماً في التأثير على الرأي العام من ناحية وعلى صناع القرار السياسي من ناحية أخرى.. وسيتم في يوم 22 مارس تنظيم وقفة سلمية مُرخصة للتضامن مع «بن كحلة» أمام السفارة الأميركية.. ولهذا.. فإننا نأمل.. ونتمنى.. ونطمح.. أن يكون للضغط الإعلامي هذه المرة دور في إثارة قضية «بن كحلة» من جديد. كما نأمل.. ونتمنى.. ونطمح.. بوجود إعلامنا المحلي لتغطية وتسويق القضية.. كما فعلت مسبقا الـ BBC والـ CNN وجعلت منه خبراً رئيسياً عاجلاً، وكما فعلت الـ «نيويورك تايمز» والـ «واشنطن بوست» و»لوس أنجلوس بوست» ووكالة الأنباء الألمانية.. رغم أنه مواطن.. قطري!
د / هند المفتاح
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1922&artid=234556
.