سهم عتيج
18-03-2013, 08:45 AM
توقعوا طرحها مع نهاية الشهر.. خبراء:
السوق يترقب اكتتاب "الدوحة للاستثمار العالمي"
البورصة مستعدة لإتمام عمليات الإدراج
عمليات بيع بالبورصة استعدادا لعملية الاكتتاب
اليافعي: إدراج أسهم الشركة إضافة قوية للسوق
عبد العزيز: الشراكة مع الحكومة تخلق جيلا جديدا من رجال الأعمال
الدوحة - طوخي دوام:
*يترقب مستثمرون ومواطنون الفترة المقبلة طرح أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي للاكتتاب العام، والتي تم الإعلان عن إنشائها الشهر الماضي برأسمال قدره 12 مليار دولار المدفوع منها 50% بقيمة 6 مليارات دولار، وقد تم الإعلان وقتها بأن الاكتتاب سيكون خلال 6 إلى 8 أسابيع، وسيتم إدراجها للتداول في بورصة قطر بعد اكتمال الاكتتاب بأسبوع.
ومن المتوقع أن يعطي إدراج «الدوحة للاستثمار العالمي» بعدا جديدا للسوق، وذلك نظرا كونه الأكبر في تاريخ الاكتتابات القطرية، وأن يشهد السوق القطري انتعاشا في سوق الاكتتابات هذا العام، حيث توجد قائمة انتظار طويلة لشركات جديدة تسعى لطرح إصدارات أولية، وبدأت هذه الشركات تجهيز نفسها للتحول إلى شركات مساهمة عامة، غير أنه من غير الواضح عدد الشركات المؤهلة للحصول على موافقات رسمية لإنجاز مثل هذا التحول، أو الشركات التي يمكن أن تحظى باهتمام خاص من قبل المستثمرين.
من جانبها، أعربت البورصة عبر رئيسها التنفيذي عن استعدادها لطرح وإدراج أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي وذلك بالتعاون مع الشركة وإدارة الإدراج في البورصة.
وقال في تصريحات سابقة إن بعض الشركات الحكومية والخاصة تستعد للإدراج في البورصة، مشيرا إلى أن هذه الشركات تعتبر من كبريات الشركات القطرية مثل بنك بروة وغيره من الشركات التي مازالت تتكتم على هذا الموضوع في الوقت الراهن، وأن هناك مفاوضات مع عدد من الشركات الخليجية المدرجة والتي ترغب في الإدراج في سوق بورصة قطر.
واستحوذ الاستعداد للاكتتاب في أسهم الشركة الجديدة على اهتمام المستثمرين في البورصة. حيث اتجه بعضهم عقب الإعلان عن تفاصيل إنشاء الشركة إلى القيام بعمليات بيع للأسهم التي في حوذتهم لتشكيل رأسمال سائل للاكتتاب في أسهم الشركة الجديدة، وهو ما أدى إلى تراجع مؤشر السوق من أعلى مستوى له عند 8900 نقطة إلى مستوى 8400 نقطة تقريبا فاقدا نحو 500 نقطة تقريبا، وإن عاود الارتفاع قليلا خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة 0.91%، ليغلق عند مستوى 8583 نقطة مقارنة بإقفاله نهاية الأسبوع الماضي.
ويرجع التذبذب الكبير الذي شهده السوق على مدى الأسابيع الماضية، للتحفظ الكبير الذي أبداه عدد من المستثمرين متأثرين بالاستعداد للاكتتاب في الشركة الجديدة، ما دفع العديد منهم للاحتفاظ بالسيولة المالية، الأمر الذي انعكس على ضعف التعاملات خلال الأسبوع المنتهي.
وأكد محللون ماليون أن نشاط الاكتتابات العامة الأولية في قطر سيشهد بوادر انتعاشة تظهر ملامحها مع البدء في اكتتاب أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي في ظل توقعات بتحسن أوضاع السوق نتيجة لما يتمتع به الاقتصاد المحلي من عوامل قوة وسيولة ضخمة. مشيرين إلى أن إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي وإدراجها في بورصة قطر سيعطي دفعة قوية للبورصة لاسيما وأن الشركة الجديدة سيكون للحكومة حصة مؤثرة فيها الأمر الذي سيشجع المستثمرين على ضخ الأموال، وبذلك فإن السوق سيجذب سيولة جديدة تعمل على انتعاشه، متوقعين أن ينشط ذلك حركة التداول ويرفع من حجم السيولة بما يجعل من بورصة قطر أكثر جاذبية.
وقال الخبراء إن الشركة الجديدة تعد خطوة رائدة ومميزة، وستعمل على تحول السوق القطري إلى وجهة مالية عالمية تجتذب الاستثمارات المحلية والعالمية على حد سواء. وتنسجم مع توجه الحكومة في إشراك المواطنين في الشركات الكبرى التي تؤسسها الدولة والاستفادة من عوائدها المجزية في المستقبل. وقالوا: إن قطر ستصبح خلال الفترة المقبلة من أنشط الأسواق في المنطقة، نظراً لما تملكه من إمكانات ضخمة تؤهلها لهذا الدور.
من جانبهم، أعرب بعض الموطنين عن أملهم أن تقوم الحكومة بصرف نهاية الخدمة للمواطنين من متقاعدين ومن هم على رأس عملهم.. حتى يتسنى لهم الاكتتاب في أسهم الشركة الجديدة. مشيرين إلى أن الاكتتاب في مثل هذه الشركات يمثل فرصة استثمارية هامة للقطريين أفرادا وشركات، خاصة أن جهاز قطر للاستثمار سيكون الشريك الأساسي في هذا المشروع.
وقالوا: إن المشاركة في الاكتتاب في هذه الشركة تعكس حرص قيادتنا الرشيدة على تحسين وضعية المواطنين والرفع من قدرتهم المالية، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مستقبل تنمية واقتصاد البلاد.
وأكدوا أن قطر ستصبح خلال الفترة المقبلة من أنشط الأسواق في المنطقة، نظراً لما تملكه من إمكانات ضخمة تؤهلها لهذا الدور، كما أن هذا التوجه سيسهم في انتعاش السوق المالي بدخول شركات قوية وهو ما يجذب سيولة جديدة للسوق المالي، خاصة أن هناك شريحة كبيرة من المستثمرين تترقب أي أخبار إيجابية تدفعها للعودة مجدداً لقاعات التداول. وبالتالي سوف يُستقطب مستثمرون من داخل قطر وخارجها على حد سواء، وهذا الاستقطاب سوف تستتبعه مراحل أخرى من عمليات لتمويل المشاريع الكبرى للدولة، وبالتالي تستطيع أن تصل دولة قطر لتصبح مركزاً إقليمياً جاذباً للاستثمارات من خلال مشاريعها.
وتوقعوا تطور النشاط الاستثماري وبداية مرحلة جديدة من النمو والتنوع بما يتناسب مع متطلبات السوق القطري وما هو متوقع لدخول استثمارات خارجية في هذا المجال حيث إن قطر من أهم مناطق الاستثمار العالمي بما تملكه من إمكانات وعلاقات وبيئة أساسية كونت عوامل جذب قوي. وقد كشف بمنتصف الشهر الماضي عن تفاصيل إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي برأس مال قدره 12 مليار دولار المدفوع منها 50% بقيمة 6 مليارات دولار، وأنه سيتم طرح الشركة للاكتتاب خلال 6 إلى 8 أسابيع من الآن، وسيتم إدراجها للتداول في بورصة قطر بعد اكتمال الاكتتاب بأسبوع واحد، وسيكون الاكتتاب للمواطنين القطريين فقط، ولكن بعد إدراجها في البورصة يمكن تداول أسهمها من قبل غير القطريين، وستكون القيمة الاسمية للسهم 10 ريالات المدفوع منها 5 ريالات وذلك في حالة تسجيل الشركة بالريال القطري، أما في حالة تسجيلها بالدولار الأمريكي فستكون القيمة الاسمية للسهم دولارا واحدا والمدفوع منه 50 سنتا.
وسوف تستحوذ شركة قطر القابضة بنصف رأسمال الشركة المدفوع بقيمة 3 مليارات دولار وهي عبارة عن قيمة أصول محفظتها الاستثمارية الحالية والتي تبلغ 3.5 مليار دولار لافتا إلى أن المبلغ الزائد وقيمته 500 مليون ريال سيكون هدية من الحكومة إلى القطاع الخاص.
وسيطرح النصف الآخر من رأس المال المدفوع للاكتتاب بواقع 2.5 مليار دولار للشركات والمؤسسات وكبار المستثمرين، و500 مليون دولار لصغار المستثمرين والمواطنين العاديين، وستقوم الشركة الجديدة بتوزيع أرباح بنسبة 5% سنويا وهي جزء من العائد على رأس المال والذي ربما يصل إلى 10 أو 15 بالمائة وفقا للتوقعات.
تحفيز للسوق
*قال الخبير المالي والمستثمر أبو سلطان اليافعي إن إدراج أسهم الدوحة للاستثمار العالمي تمثل حافزا قويا لتنشيط السوق، خصوصا أن أغلب الأسهم متراجعة في الوقت الحالي، وأشار إلى أن مشاركة المواطن الحكومة في الاستثمارات سواء الداخلية أو الخارجية سيكون له مردود إيجابي على الجميع.
وأكد أن إدراج شركات جديدة للتداول في البورصة له عدة انعكاسات إيجابية بما فيه زيادة عمق السوق وتنويع الأنشطة الاستثمارية في السوق، كذلك زيادة حجم التداولات وارتفاع منسوب السيولة في السوق. ويساعد إدراج شركات جديدة على استقطاب مستثمرين جدد وضخ مزيد من السيولة وتنشيط السوق بشكل عام. واعتبر أن تنويع المنتجات المالية عنصر مهم، يجذب مزيداً من الاستثمارات ويعطي للمساهمين أكثر من خيار للاستثمار، وتوقع أن تشهد الفترة القادمة توسعاً ونشاطاً كبيراً في مجال مشاريع المونديال في ضوء توجه قطر إلى أن تكون لاعباً أساسياً في المنطقة.
وقال اليافعي: إن البورصة القطرية من أنشط الأسواق في المنطقة، وإن الشركات المدرجة تحقق أرباحا عالية وهو ما يجعل المساهمين مطمئنين على استثماراتهم. وتوقع أن يكون العام الحالي هو عام الاستثمار في الأسهم، كما توقع أن تشهد الفترة القادمة توسعاً ونشاطاً كبيراً في مجال مشاريع المونديال في ضوء توجه قطر إلى أن تكون لاعباً أساسياً في المنطقة.
مردود إيجابي
*من جانبه قال الاستشاري الاقتصادي أسامة عبد العزيز أن الاكتتاب وإدراج شركة الدوحة للاستثمار العالمي في البورصة سيكون له مردود إيجابي هام على أداء السوق ويوفر العديد من المميزات للموطنين، مشيرا إلى أن مساهمة جهاز قطر للاستثمار بنصف رأسمال الشركة بقيمة 3 مليارات دولار وهي عبارة عن قيمة أصول محفظتها الاستثمارية الحالية والتي تبلغ 3.5 مليار دولار تعتبر ضمانا لجدية هذا المشروع، وترفع من جودة أسهمه، لافتا إلى أن المبلغ الزائد وقيمته 500 مليون ريال سيكون هدية من الحكومة إلى القطاع الخاص.
وأضاف أن من مزايا الاكتتاب في الشركة الجديدة أنه لا يوجد حد أدنى أو أعلى بالنسبة للمواطنين العاديين حيث سيكون سقف مشاركتهم في الاكتتاب مفتوحا، وهو ما يفتح لهم لاستثمار مدخراتهم في شركة تعطي عائدا مضمونا، حيث ستقوم الشركة الجديدة حسب ما هو معلن بتوزيع أرباح بنسبة 5% سنويا وهي جزء من العائد على رأس المال والذي ربما يصل إلى 10 أو 15 بالمائة وفقا للتوقعات، وأشار إلى أن شركة قطر القابضة حققت أرباحا بنسبة 17.4% خلال العام 2012 الماضي، في حين بلغ متوسط العائد خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو 13 بالمائة.
وأشار عبد العزيز إلى أن شركة الدوحة للاستثمار العالمي ستهم في خلق جيل جديد من الكوادر الإدارية المدربة، وذلك من خلال المشاركة في إدارة الشركة، حيث إنه سيكون نصف عدد أعضاء الشركة المكون من 8 أعضاء من القطاع الخاص ونصفهم الآخر من قطر القابضة.
وأوضح أن الإعلان عن عزم الحكومة استثمار 17 مليار دولار في القطاع الصناعي المحلي حتى 2017 خارج إطار النفط والغاز، يسهم في خلق قاعدة صناعية قوية، كما أن الإعلان عن قيام قطر للبترول بتأسيس شركتين صناعيتين وتطرحهما للقطاع الخاص، يخلق جيلا جديدا من رجال الأعمال القطريين ويعزز الاستثمار في هذا القطاع.
جذب استثمارات
*ووافقه الرأي المحلل المالي خالد الكردي وأضاف: إن إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي وإدراجها في بورصة قطر، سيكون له انعكاسات إيجابية، على مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة، وأوضح أن إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي يهدف إلى تجميع الأموال على أن يتم استثمارها خارجياً، للاستفادة من انخفاض بعض الأصول عالمياً، وأشار إلى أن إدراج هذه الشركة في البورصة من شأنه أن يسهم في جذب استثمارات إضافة للسوق المالي ويزيد من قاعدة الشركات بالسوق ويوفر الخروج الآمن للمستثمرين إذا رغبوا في ذلك. وأوضح أن طرح أسهم الشركة للجمهور من شأنه أن يمتص السيولة المتوفرة لدى الأفراد ما يؤدي إلى السيطرة على معدلات التضخم.
وأشار الكردي إلى إن أداء الطروحات الأولية في المنطقة على مدى السنوات الماضية كان غير جيد بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية وهناك شركات جمدت خططها للطرح أو الإدراج في السوق المالي. حيث إن الأوضاع الاقتصادية العالمية لم تكن مثالية لطرح اكتتابات عامة كبرى وقد أثر هذا الوضع في مزاج المستثمرين وأدى لتراجع شهية الاستثمار. وأكد أن بورصة قطر مازالت لا تعكس قوة الاقتصاد الذي أظهر مرونة في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية وكذلك النمو الكبير لأرباح الشركات المدرجة.
وقال الكردي: إنه لتحقيق عودة قوية لسوق الطروحات الأولية لابد من تحسن أوضاع السوق وارتفاع شهية المستثمرين وعودة الثقة لهم من جديد، مشيرا إلى أنه رغم التفاؤل المتوقع بالنسبة للسوق من المتوقع أن تقابل الاكتتابات الجديدة بحالة من الحذر والترقب سواء من حيث الأفراد أو الشركات التي أصبحت تحتاج إلى مزيد من الوقت للتجهيز لطرح أسهمها بما يمكنها من تحقيق النجاح في جمع الأموال.
وبين أن التوجه لزيادة عدد الشركات المدرجة يعتبر توجها جيداً وضرورياً لتعميق السوق مطالباً التركيز على استقطاب الشركات الكبرى التي تحظى بمعدلات ربحية مرتفعة، مشيراً إلى أن هناك عددا من الشركات المساهمة المغلقة والشركات العائلية كانت لديها خطة مالية للطرح والإدراج في السوق إلا أنها أحجمت عن المضي قدماً في ذلك وفضلت انتظار الوقت المناسب.
السوق يترقب اكتتاب "الدوحة للاستثمار العالمي"
البورصة مستعدة لإتمام عمليات الإدراج
عمليات بيع بالبورصة استعدادا لعملية الاكتتاب
اليافعي: إدراج أسهم الشركة إضافة قوية للسوق
عبد العزيز: الشراكة مع الحكومة تخلق جيلا جديدا من رجال الأعمال
الدوحة - طوخي دوام:
*يترقب مستثمرون ومواطنون الفترة المقبلة طرح أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي للاكتتاب العام، والتي تم الإعلان عن إنشائها الشهر الماضي برأسمال قدره 12 مليار دولار المدفوع منها 50% بقيمة 6 مليارات دولار، وقد تم الإعلان وقتها بأن الاكتتاب سيكون خلال 6 إلى 8 أسابيع، وسيتم إدراجها للتداول في بورصة قطر بعد اكتمال الاكتتاب بأسبوع.
ومن المتوقع أن يعطي إدراج «الدوحة للاستثمار العالمي» بعدا جديدا للسوق، وذلك نظرا كونه الأكبر في تاريخ الاكتتابات القطرية، وأن يشهد السوق القطري انتعاشا في سوق الاكتتابات هذا العام، حيث توجد قائمة انتظار طويلة لشركات جديدة تسعى لطرح إصدارات أولية، وبدأت هذه الشركات تجهيز نفسها للتحول إلى شركات مساهمة عامة، غير أنه من غير الواضح عدد الشركات المؤهلة للحصول على موافقات رسمية لإنجاز مثل هذا التحول، أو الشركات التي يمكن أن تحظى باهتمام خاص من قبل المستثمرين.
من جانبها، أعربت البورصة عبر رئيسها التنفيذي عن استعدادها لطرح وإدراج أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي وذلك بالتعاون مع الشركة وإدارة الإدراج في البورصة.
وقال في تصريحات سابقة إن بعض الشركات الحكومية والخاصة تستعد للإدراج في البورصة، مشيرا إلى أن هذه الشركات تعتبر من كبريات الشركات القطرية مثل بنك بروة وغيره من الشركات التي مازالت تتكتم على هذا الموضوع في الوقت الراهن، وأن هناك مفاوضات مع عدد من الشركات الخليجية المدرجة والتي ترغب في الإدراج في سوق بورصة قطر.
واستحوذ الاستعداد للاكتتاب في أسهم الشركة الجديدة على اهتمام المستثمرين في البورصة. حيث اتجه بعضهم عقب الإعلان عن تفاصيل إنشاء الشركة إلى القيام بعمليات بيع للأسهم التي في حوذتهم لتشكيل رأسمال سائل للاكتتاب في أسهم الشركة الجديدة، وهو ما أدى إلى تراجع مؤشر السوق من أعلى مستوى له عند 8900 نقطة إلى مستوى 8400 نقطة تقريبا فاقدا نحو 500 نقطة تقريبا، وإن عاود الارتفاع قليلا خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة 0.91%، ليغلق عند مستوى 8583 نقطة مقارنة بإقفاله نهاية الأسبوع الماضي.
ويرجع التذبذب الكبير الذي شهده السوق على مدى الأسابيع الماضية، للتحفظ الكبير الذي أبداه عدد من المستثمرين متأثرين بالاستعداد للاكتتاب في الشركة الجديدة، ما دفع العديد منهم للاحتفاظ بالسيولة المالية، الأمر الذي انعكس على ضعف التعاملات خلال الأسبوع المنتهي.
وأكد محللون ماليون أن نشاط الاكتتابات العامة الأولية في قطر سيشهد بوادر انتعاشة تظهر ملامحها مع البدء في اكتتاب أسهم شركة الدوحة للاستثمار العالمي في ظل توقعات بتحسن أوضاع السوق نتيجة لما يتمتع به الاقتصاد المحلي من عوامل قوة وسيولة ضخمة. مشيرين إلى أن إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي وإدراجها في بورصة قطر سيعطي دفعة قوية للبورصة لاسيما وأن الشركة الجديدة سيكون للحكومة حصة مؤثرة فيها الأمر الذي سيشجع المستثمرين على ضخ الأموال، وبذلك فإن السوق سيجذب سيولة جديدة تعمل على انتعاشه، متوقعين أن ينشط ذلك حركة التداول ويرفع من حجم السيولة بما يجعل من بورصة قطر أكثر جاذبية.
وقال الخبراء إن الشركة الجديدة تعد خطوة رائدة ومميزة، وستعمل على تحول السوق القطري إلى وجهة مالية عالمية تجتذب الاستثمارات المحلية والعالمية على حد سواء. وتنسجم مع توجه الحكومة في إشراك المواطنين في الشركات الكبرى التي تؤسسها الدولة والاستفادة من عوائدها المجزية في المستقبل. وقالوا: إن قطر ستصبح خلال الفترة المقبلة من أنشط الأسواق في المنطقة، نظراً لما تملكه من إمكانات ضخمة تؤهلها لهذا الدور.
من جانبهم، أعرب بعض الموطنين عن أملهم أن تقوم الحكومة بصرف نهاية الخدمة للمواطنين من متقاعدين ومن هم على رأس عملهم.. حتى يتسنى لهم الاكتتاب في أسهم الشركة الجديدة. مشيرين إلى أن الاكتتاب في مثل هذه الشركات يمثل فرصة استثمارية هامة للقطريين أفرادا وشركات، خاصة أن جهاز قطر للاستثمار سيكون الشريك الأساسي في هذا المشروع.
وقالوا: إن المشاركة في الاكتتاب في هذه الشركة تعكس حرص قيادتنا الرشيدة على تحسين وضعية المواطنين والرفع من قدرتهم المالية، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في مستقبل تنمية واقتصاد البلاد.
وأكدوا أن قطر ستصبح خلال الفترة المقبلة من أنشط الأسواق في المنطقة، نظراً لما تملكه من إمكانات ضخمة تؤهلها لهذا الدور، كما أن هذا التوجه سيسهم في انتعاش السوق المالي بدخول شركات قوية وهو ما يجذب سيولة جديدة للسوق المالي، خاصة أن هناك شريحة كبيرة من المستثمرين تترقب أي أخبار إيجابية تدفعها للعودة مجدداً لقاعات التداول. وبالتالي سوف يُستقطب مستثمرون من داخل قطر وخارجها على حد سواء، وهذا الاستقطاب سوف تستتبعه مراحل أخرى من عمليات لتمويل المشاريع الكبرى للدولة، وبالتالي تستطيع أن تصل دولة قطر لتصبح مركزاً إقليمياً جاذباً للاستثمارات من خلال مشاريعها.
وتوقعوا تطور النشاط الاستثماري وبداية مرحلة جديدة من النمو والتنوع بما يتناسب مع متطلبات السوق القطري وما هو متوقع لدخول استثمارات خارجية في هذا المجال حيث إن قطر من أهم مناطق الاستثمار العالمي بما تملكه من إمكانات وعلاقات وبيئة أساسية كونت عوامل جذب قوي. وقد كشف بمنتصف الشهر الماضي عن تفاصيل إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي برأس مال قدره 12 مليار دولار المدفوع منها 50% بقيمة 6 مليارات دولار، وأنه سيتم طرح الشركة للاكتتاب خلال 6 إلى 8 أسابيع من الآن، وسيتم إدراجها للتداول في بورصة قطر بعد اكتمال الاكتتاب بأسبوع واحد، وسيكون الاكتتاب للمواطنين القطريين فقط، ولكن بعد إدراجها في البورصة يمكن تداول أسهمها من قبل غير القطريين، وستكون القيمة الاسمية للسهم 10 ريالات المدفوع منها 5 ريالات وذلك في حالة تسجيل الشركة بالريال القطري، أما في حالة تسجيلها بالدولار الأمريكي فستكون القيمة الاسمية للسهم دولارا واحدا والمدفوع منه 50 سنتا.
وسوف تستحوذ شركة قطر القابضة بنصف رأسمال الشركة المدفوع بقيمة 3 مليارات دولار وهي عبارة عن قيمة أصول محفظتها الاستثمارية الحالية والتي تبلغ 3.5 مليار دولار لافتا إلى أن المبلغ الزائد وقيمته 500 مليون ريال سيكون هدية من الحكومة إلى القطاع الخاص.
وسيطرح النصف الآخر من رأس المال المدفوع للاكتتاب بواقع 2.5 مليار دولار للشركات والمؤسسات وكبار المستثمرين، و500 مليون دولار لصغار المستثمرين والمواطنين العاديين، وستقوم الشركة الجديدة بتوزيع أرباح بنسبة 5% سنويا وهي جزء من العائد على رأس المال والذي ربما يصل إلى 10 أو 15 بالمائة وفقا للتوقعات.
تحفيز للسوق
*قال الخبير المالي والمستثمر أبو سلطان اليافعي إن إدراج أسهم الدوحة للاستثمار العالمي تمثل حافزا قويا لتنشيط السوق، خصوصا أن أغلب الأسهم متراجعة في الوقت الحالي، وأشار إلى أن مشاركة المواطن الحكومة في الاستثمارات سواء الداخلية أو الخارجية سيكون له مردود إيجابي على الجميع.
وأكد أن إدراج شركات جديدة للتداول في البورصة له عدة انعكاسات إيجابية بما فيه زيادة عمق السوق وتنويع الأنشطة الاستثمارية في السوق، كذلك زيادة حجم التداولات وارتفاع منسوب السيولة في السوق. ويساعد إدراج شركات جديدة على استقطاب مستثمرين جدد وضخ مزيد من السيولة وتنشيط السوق بشكل عام. واعتبر أن تنويع المنتجات المالية عنصر مهم، يجذب مزيداً من الاستثمارات ويعطي للمساهمين أكثر من خيار للاستثمار، وتوقع أن تشهد الفترة القادمة توسعاً ونشاطاً كبيراً في مجال مشاريع المونديال في ضوء توجه قطر إلى أن تكون لاعباً أساسياً في المنطقة.
وقال اليافعي: إن البورصة القطرية من أنشط الأسواق في المنطقة، وإن الشركات المدرجة تحقق أرباحا عالية وهو ما يجعل المساهمين مطمئنين على استثماراتهم. وتوقع أن يكون العام الحالي هو عام الاستثمار في الأسهم، كما توقع أن تشهد الفترة القادمة توسعاً ونشاطاً كبيراً في مجال مشاريع المونديال في ضوء توجه قطر إلى أن تكون لاعباً أساسياً في المنطقة.
مردود إيجابي
*من جانبه قال الاستشاري الاقتصادي أسامة عبد العزيز أن الاكتتاب وإدراج شركة الدوحة للاستثمار العالمي في البورصة سيكون له مردود إيجابي هام على أداء السوق ويوفر العديد من المميزات للموطنين، مشيرا إلى أن مساهمة جهاز قطر للاستثمار بنصف رأسمال الشركة بقيمة 3 مليارات دولار وهي عبارة عن قيمة أصول محفظتها الاستثمارية الحالية والتي تبلغ 3.5 مليار دولار تعتبر ضمانا لجدية هذا المشروع، وترفع من جودة أسهمه، لافتا إلى أن المبلغ الزائد وقيمته 500 مليون ريال سيكون هدية من الحكومة إلى القطاع الخاص.
وأضاف أن من مزايا الاكتتاب في الشركة الجديدة أنه لا يوجد حد أدنى أو أعلى بالنسبة للمواطنين العاديين حيث سيكون سقف مشاركتهم في الاكتتاب مفتوحا، وهو ما يفتح لهم لاستثمار مدخراتهم في شركة تعطي عائدا مضمونا، حيث ستقوم الشركة الجديدة حسب ما هو معلن بتوزيع أرباح بنسبة 5% سنويا وهي جزء من العائد على رأس المال والذي ربما يصل إلى 10 أو 15 بالمائة وفقا للتوقعات، وأشار إلى أن شركة قطر القابضة حققت أرباحا بنسبة 17.4% خلال العام 2012 الماضي، في حين بلغ متوسط العائد خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو 13 بالمائة.
وأشار عبد العزيز إلى أن شركة الدوحة للاستثمار العالمي ستهم في خلق جيل جديد من الكوادر الإدارية المدربة، وذلك من خلال المشاركة في إدارة الشركة، حيث إنه سيكون نصف عدد أعضاء الشركة المكون من 8 أعضاء من القطاع الخاص ونصفهم الآخر من قطر القابضة.
وأوضح أن الإعلان عن عزم الحكومة استثمار 17 مليار دولار في القطاع الصناعي المحلي حتى 2017 خارج إطار النفط والغاز، يسهم في خلق قاعدة صناعية قوية، كما أن الإعلان عن قيام قطر للبترول بتأسيس شركتين صناعيتين وتطرحهما للقطاع الخاص، يخلق جيلا جديدا من رجال الأعمال القطريين ويعزز الاستثمار في هذا القطاع.
جذب استثمارات
*ووافقه الرأي المحلل المالي خالد الكردي وأضاف: إن إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي وإدراجها في بورصة قطر، سيكون له انعكاسات إيجابية، على مختلف القطاعات الاقتصادية بالدولة، وأوضح أن إنشاء شركة الدوحة للاستثمار العالمي يهدف إلى تجميع الأموال على أن يتم استثمارها خارجياً، للاستفادة من انخفاض بعض الأصول عالمياً، وأشار إلى أن إدراج هذه الشركة في البورصة من شأنه أن يسهم في جذب استثمارات إضافة للسوق المالي ويزيد من قاعدة الشركات بالسوق ويوفر الخروج الآمن للمستثمرين إذا رغبوا في ذلك. وأوضح أن طرح أسهم الشركة للجمهور من شأنه أن يمتص السيولة المتوفرة لدى الأفراد ما يؤدي إلى السيطرة على معدلات التضخم.
وأشار الكردي إلى إن أداء الطروحات الأولية في المنطقة على مدى السنوات الماضية كان غير جيد بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية وهناك شركات جمدت خططها للطرح أو الإدراج في السوق المالي. حيث إن الأوضاع الاقتصادية العالمية لم تكن مثالية لطرح اكتتابات عامة كبرى وقد أثر هذا الوضع في مزاج المستثمرين وأدى لتراجع شهية الاستثمار. وأكد أن بورصة قطر مازالت لا تعكس قوة الاقتصاد الذي أظهر مرونة في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية وكذلك النمو الكبير لأرباح الشركات المدرجة.
وقال الكردي: إنه لتحقيق عودة قوية لسوق الطروحات الأولية لابد من تحسن أوضاع السوق وارتفاع شهية المستثمرين وعودة الثقة لهم من جديد، مشيرا إلى أنه رغم التفاؤل المتوقع بالنسبة للسوق من المتوقع أن تقابل الاكتتابات الجديدة بحالة من الحذر والترقب سواء من حيث الأفراد أو الشركات التي أصبحت تحتاج إلى مزيد من الوقت للتجهيز لطرح أسهمها بما يمكنها من تحقيق النجاح في جمع الأموال.
وبين أن التوجه لزيادة عدد الشركات المدرجة يعتبر توجها جيداً وضرورياً لتعميق السوق مطالباً التركيز على استقطاب الشركات الكبرى التي تحظى بمعدلات ربحية مرتفعة، مشيراً إلى أن هناك عددا من الشركات المساهمة المغلقة والشركات العائلية كانت لديها خطة مالية للطرح والإدراج في السوق إلا أنها أحجمت عن المضي قدماً في ذلك وفضلت انتظار الوقت المناسب.