المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما الله بغافل عما تعلمون



امـ حمد
20-03-2013, 05:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيراً ما يتجرأ الإنسان إذا كان وحيداً غائباً عن أعين الناس على أمور لا يتجرأ عليها أمامهم،وقد يبتعد الإنسان عن المعاصي

والذنوب إذا كان يحضره الناس،لكنه إذا خلا بنفسه،وغاب عن أعين الناس،أطلق لنفسه العنان،فاقترف السيئات،وارتكب المنكرات

(وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً)الإسراء(وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة،بل إن الإنسان لا يقع في ذنب،إذا كان يحضره

طفل،فصار حياؤه من هذا الطفل أشد من حيائه من الله جل وعلا، أتراه،في هذه الحالة مستحضراً قول الله تعالى(أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ

يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)البقرة(أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ )التوبة،ويحك،إن كانت جراءتك

على معصية الله لاعتقاد أن الله لا يراك، فما أعظم كفرك،وإن كان علمك باطلاعه عليك،فما أشد وقاحتك،وأقل حياءك(يَسْتَخْفُونَ مِنَ

النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً)النساء،من أعجب الأشياء أن

تعرف الله ثم تعصيه،وتعلم قدر غضبه ثم تعرض له،وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه،قال قتادة(ابن آدم،والله إن عليك

لشهوداً غير متهمة في بدنك، فراقبهم،واتق الله في سرك وعلانيتك،فإنه لا يخفى عليه خافية، الظلمة عنده ضوء،والسر

عنده علانية،فمن استطاع أن يموت وهو بالله حسن الظن فليفعل،ولا قوة إلا بالله)(وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ

وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ،وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ

الْخَاسِرِينَ)فصلت،قال ابن الأعرابي(آخر الخاسرين،من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح،من هو أقرب إليه من حبل الوريد)

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(أسألك خشيتك في الغيب والشهادة)والمعنى،أن العبد يخشى الله سراً وعلانية، ظاهراً وباطناً،

فإن أكثر الناس قد يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن خشية الله في الغيب إذا غاب عن أعين الناس فقد مدح الله

من خافه بالغيب،فهل ما تفعله وحدك تستطيع أن تفعله أمام الناس،
بدون تردد ،لا،إذا كان الحياء يمنعك عن ذلك أليس أولى من

تستحي منه،هو الله الذي يعلم السر وأخفى)يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)غافر،في الحديث،قال النبي صلى الله عليه وسلم

(لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً،قيل،يا رسول الله صفهم

لنا،جلّهم لنا،أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم،قال،أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلو

بمحارم الله انتهكوها)رواه ابن ماجه،وصححه الألباني،أمور الموجبة لخشية الله عز وجل،قوة الإيمان بوعده ووعيده على المعاصي،والنظر في شدة بطشه

وانتقامه وسطوته وقهره،وذلك يوجب للعبد ترك التعرض لمخالفته،كما قال الحسن(ابن آدم،هل لك طاقة بمحاربة الله،فإن من

عصاه فقد حاربه )وقال بعضهم(عجبت من ضعيف يعص قوياً)وقوة المراقبة لله،والعلم بأنه شاهد رقيب على قلوب عباده

وأعمالهم،وأنه مع عباده حيث كانوا،فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر

ذلك في خلواته،أوجب له ذلك ترك الماصي في السر،قال وهب بن الورد(خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه قدر قربه منك)

وقال( اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك )واستحضار معاني صفات الله تعالى،ومن صفاته(السمع،والبصر،والعلم)فكيف تعصي

من يسمعك،ويبصرك ويعلم حالك،فإذا استحضر العبد معاني هذه الصفات، قوي عنده الحياء، فيستحي من ربه أن يسمع منه ما

يكره،أو يراه على ما يكره، أو يخفي في سريرته ما يمقته عليه، قتبقى أقواله وحركاته وخواطره موزونة بميزان الشرع،قال ابن

رجب(فتقوى الله في السر،هي علامة كمال الإيمان، ولها تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبها الثناء في قلوب المؤمنين)قال أبو

الدرداء(ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر،يخلو بمعاصي الله،فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين)وقال سليمان

التيمي(إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله،ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك الذنب عليه)الله سبحانه وتعالى،المجازي

بالأعمال في الدنيا قبل الآخرة، ولا يضيع عنده عمل عامل،فالسعيد
من أصلح ما بينه وبين الله،فإنه من أصلح ما بينه وبين الله،أصلح

الله ما بينه وبين الخلق، ومن التمس محامد الناس بسخط الله،عاد حامده من الناس ذاماً له،قال سفيان الثوري(إن اتقيت الله كفاك

الناس،وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً)وودّع ابن عون رجلاً فقال(عليك بتقوى الله، فإن المتقي ليست عليه وحشة)



نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.

الايرلندي
20-03-2013, 06:31 PM
اللهم ارزقنا خشيتك

امـ حمد
21-03-2013, 12:19 AM
اللهم ارزقنا خشيتك


اللهم امين
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

عاشق العديد
21-03-2013, 08:16 AM
الله يزاج خير ..

الله يهدينا جميعا ..

والله يرحمنا ويغفر لنا ..

فتى الجود
21-03-2013, 09:35 AM
السلام عليكم

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.


والله يجزاك خير

امـ حمد
21-03-2013, 04:15 PM
الله يزاج خير ..

الله يهدينا جميعا ..

والله يرحمنا ويغفر لنا ..
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
21-03-2013, 04:16 PM
السلام عليكم

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وفي السر والعلانية.


والله يجزاك خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس