سهم عتيج
26-03-2013, 11:46 AM
تحت هذا العنوان، نشرت أسبوعية "لوجورنال دو ديمانش"، مقالاً لسعادة السفير القطري في فرنسا، محمد جهام الكواري، تساءل فيه عن الحملة المتواصلة في بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد قطر، بشكل تشكك فيه بنوايا هذه الدولة واستثماراتها في فرنسا، فضلاً عن اتهامها بالترويج للإسلام في فرنسا والرغبة في وضع يدها على التراث العمراني والثقافي الفرنسي، وندّد السفير بما اعتبره نظريات المؤامرة الممزوجة بشيء من الكراهية مذكرا بأن العلاقة القطرية الفرنسية هي علاقة صداقة مبنية على احترام قطر وإعجابها بفرنسا، وملوّحاً بأن التحامل على قطر يسيء إلى هذه الصداقة. جاء في المقال:
إن أسلوب استهداف قطر بشكل مستمر والتشكيك في كل استثمار تقوم به في فرنسا، تحولا إلى عادة لدى وسائل الإعلام. إن هذه الحملة على قطر تستند إلى أسئلة، غالباً ما تكون مضمرة، أسئلة تستدعي الرد من أجل وضع حد لسوء التفاهم المتكرر.
إن هذه الأسئلة المضمرة المختلفة وغير المبررة تأتي على النحو التالي:
لماذ تسعى دولة قطر الثرية للتقرب من فرنسا؟ ألا تريد في الواقع "شراء" فرنسا، في وقت تدعي فيه أنها تستثمر في هذا البلد؟ ألا تبحث عن الترويج للإسلام؟ وماذا عن وضع يدها على التراث العقاري والثقافي الفرنسي وبسط نفوذها على المجال الرياضي الفرنسي بشكل عام؟
إن كل هذه التساؤلات ليست إلا تهيؤات، إن نظريات المؤامرة قد بلغت الذروة وقد باتت تتواكب مع حالة من العداء للأجانب بالكاد تكون مقنعة. إن هذه الحملة على قطر، شئنا أم أبينا، ترتدي طابع جنحة الاستهداف استناداً إلى لون البشرة. علماً أن الأمور في الحقيقة أكثر بساطة.
إن قطر تستثمر في فرنسا لأنها تؤمن بقدرة هذا البلد الكبير، الذي تكن له الإعجاب والاحترام، على النهوض من جديد.ففي الوقت الذي يتحدث فيه العديد من المراقبين الفرنسيين والأجانب عن تراجع فرنسا بشكل لا يمكن تداركه، تؤمن قطر بمستقبل هذا البلد. إن العلاقات بين قطر وفرنسا تقوم على مشاعر الود، فقطر تدرك أن تاريخ فرنسا كان باستمرار ملهماً لتاريخ العالم، لكن هذا لا ينفي أن قطر تتصرف كمستثمر عقلاني.
إن بلدنا الصغير يمتلك أحلاماً كبيرة تتمثل في المساهمة في إعادة إضفاء طابع خلاب على عالمنا والمشاركة في إطلاق نهضة جديدة. إننا ندرك أن "القارة العتيقة" بشكل عام، وفرنسا بشكل خاص، لا يمكنهما أن يكونا غائبيْن عن الانطلاقة الجديدة للاقتصاد والتبادل العالمي.
إن فرنسا تحتل موقعاً مهماً في الفضاء المتوسطي، الذي يمثل بالنسبة لقطر، فضاء حيوياً. إن الاستثمار الذي توظفه قطر في فرنسا، يشكل استثماراً من أجل مستقبلها.
إن قطر بلد إسلامي وفخور بانتمائه للإسلام، إلا أن الاعتقاد بأنها تستثمر في فرنسا لأهداف تبشيرية دينية أمر سخيف. إن مثل هذه النظرة تعبر عن جهل بحقيقة إسلام قطر، اسلام الانفتاح، "إسلام الأنوار"، إسلام ابن رشد، الشارح المستنير لأرسطو.
نعم إن قطر سعيدة بأنها تشجع وتعمل في فرنسا على التعريف بالثقافة العربية بالمعنى الواسع وبالتقاليد القطرية بشكل خاص، مدفوعة بهموم الإثراء المتبادل. إن الثقافة العربية، بتنوعها وتعدديتها، تظل أحياناً غير معروفة ولا تحظى بالتقدير الذي تستحق في أحيان أخرى، وقد تبدو رجعية في نظر البعض.
أن من واجب قطر التعريف بهذه الثقافة التي قدمت الكثير لتعزيز القاعدة المشتركة للحضارات. هذا ما سيقوم به "بيت قطر في فرنسا" الذي سيتم إنشاؤه في المستقبل.
إن هذا التوجه الثقافي الذي يتأسس على التبادل والمعاملة بالمثل، هو نقيض مفهوم التوجيه الإيديولوجي، لكن أثر هذا التوجه الثقافي يبقى ثانوياً ولا يرقى إلى مستوى البعد الأساسي، الذي يميز علاقات البلدين والذي يتمثل في المقام الأول بالشراكة الاقتصادية.
إن استثمارات قطر في العالم محايدة تماماً وتحترم الخصائص الوطنية والدينية لكل دولة، كما تحترم بشكل خاص النموذج العلماني الفرنسي.
إن الخوف من استيلاء قطر على التراث الفرنسي يدخل في عالم التهيؤات. إن الاستثمارات القطرية في فرنسا، مع أنها كبيرة الحجم، فإنها لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جداً مقارنة بثروة فرنسا الوطنية وقدراتها الاقتصادية.
أما في ما يتعلق بالمخاوف من استغلال الشباب الفرنسيين المسلمين لأغراض أصولوية، فإنها مخاوف من نسج الخيال. إنه من الخطأ القول إن قطر تريد أن تستثمر بشكل خاص في الضواحي الفرنسية. فلنتذكر أن صندوق الودائع و"قطر القابضة" أبرما في 30 نوفمبر 2012 اتفاقاً يقضي بإنشاء شراكة للاستثمار في الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة، أكانت موجودة في الأرياف أو المدن المتوسطة أو في ضواحي المدن الكبرى.
إن رغبة قطر في التقرب من فرنسا يمكن فهمها من خلال إدراك الإعجاب الذي تكنه قطر لفرنسا. إن انضمام قطر للمنظمة الدولية للفرنكفونية يمثل مؤشراً على هذه الرغبة في التقرب الثقافي من فرنسا من أجل تقاسم القيم التي تحملها الفرنكوفونية.
يعيش في قطر حوالي 2 مليون نسمة، 200 ألف منهم فرنكوفونيون، أي ما يوازي 10 بالمئة من عدد السكان. إن قبول قطر في المنظمة الفرنكوفونية ينسجم مع رؤيتها البعيدة المدى ومعنى دخولها في فضاء العولمة، لأن اللغة الفرنسية تشكل عاملاً لغوياً هاماً في هذا الإطار.إن قطر من خلال انضمامها إلى الفرنكوفونية، تؤكد تبنيها للأهداف التي يتضمنها البند الأول من ميثاق هذه المنظمة حول تقاسم القيم الكونية التي يتبناها أعضاؤها، لاسيما في ميدان الحقوق.
لكل هذه الأسباب، فإن قطر تعتبر أن هذه الحملة تشكل ظلماً كبيراً بات ينمو في فرنسا. إننا نعتقد أن الشراكة بين قطر وفرنسا والتعاون في مشاريع مشتركة، ثقافية وصناعية،يحققان مكاسب كبيرة للبلدين، بالمقابل فإن التحامل المستمر وسوء النية الواضحة يشكلان عوائق أمام تعاون سليم ومثمر.
إن صداقتنا تستحق أفضل من ذلك.
انتهى...
يعني لا من فلوسنا ولا من كرامتنا؟؟؟ الكل يلطش في قطر حتى الدول العظمى اللي هي على وشك الانهيار شايلين على قطر..
اترك لكم التعليق
إن أسلوب استهداف قطر بشكل مستمر والتشكيك في كل استثمار تقوم به في فرنسا، تحولا إلى عادة لدى وسائل الإعلام. إن هذه الحملة على قطر تستند إلى أسئلة، غالباً ما تكون مضمرة، أسئلة تستدعي الرد من أجل وضع حد لسوء التفاهم المتكرر.
إن هذه الأسئلة المضمرة المختلفة وغير المبررة تأتي على النحو التالي:
لماذ تسعى دولة قطر الثرية للتقرب من فرنسا؟ ألا تريد في الواقع "شراء" فرنسا، في وقت تدعي فيه أنها تستثمر في هذا البلد؟ ألا تبحث عن الترويج للإسلام؟ وماذا عن وضع يدها على التراث العقاري والثقافي الفرنسي وبسط نفوذها على المجال الرياضي الفرنسي بشكل عام؟
إن كل هذه التساؤلات ليست إلا تهيؤات، إن نظريات المؤامرة قد بلغت الذروة وقد باتت تتواكب مع حالة من العداء للأجانب بالكاد تكون مقنعة. إن هذه الحملة على قطر، شئنا أم أبينا، ترتدي طابع جنحة الاستهداف استناداً إلى لون البشرة. علماً أن الأمور في الحقيقة أكثر بساطة.
إن قطر تستثمر في فرنسا لأنها تؤمن بقدرة هذا البلد الكبير، الذي تكن له الإعجاب والاحترام، على النهوض من جديد.ففي الوقت الذي يتحدث فيه العديد من المراقبين الفرنسيين والأجانب عن تراجع فرنسا بشكل لا يمكن تداركه، تؤمن قطر بمستقبل هذا البلد. إن العلاقات بين قطر وفرنسا تقوم على مشاعر الود، فقطر تدرك أن تاريخ فرنسا كان باستمرار ملهماً لتاريخ العالم، لكن هذا لا ينفي أن قطر تتصرف كمستثمر عقلاني.
إن بلدنا الصغير يمتلك أحلاماً كبيرة تتمثل في المساهمة في إعادة إضفاء طابع خلاب على عالمنا والمشاركة في إطلاق نهضة جديدة. إننا ندرك أن "القارة العتيقة" بشكل عام، وفرنسا بشكل خاص، لا يمكنهما أن يكونا غائبيْن عن الانطلاقة الجديدة للاقتصاد والتبادل العالمي.
إن فرنسا تحتل موقعاً مهماً في الفضاء المتوسطي، الذي يمثل بالنسبة لقطر، فضاء حيوياً. إن الاستثمار الذي توظفه قطر في فرنسا، يشكل استثماراً من أجل مستقبلها.
إن قطر بلد إسلامي وفخور بانتمائه للإسلام، إلا أن الاعتقاد بأنها تستثمر في فرنسا لأهداف تبشيرية دينية أمر سخيف. إن مثل هذه النظرة تعبر عن جهل بحقيقة إسلام قطر، اسلام الانفتاح، "إسلام الأنوار"، إسلام ابن رشد، الشارح المستنير لأرسطو.
نعم إن قطر سعيدة بأنها تشجع وتعمل في فرنسا على التعريف بالثقافة العربية بالمعنى الواسع وبالتقاليد القطرية بشكل خاص، مدفوعة بهموم الإثراء المتبادل. إن الثقافة العربية، بتنوعها وتعدديتها، تظل أحياناً غير معروفة ولا تحظى بالتقدير الذي تستحق في أحيان أخرى، وقد تبدو رجعية في نظر البعض.
أن من واجب قطر التعريف بهذه الثقافة التي قدمت الكثير لتعزيز القاعدة المشتركة للحضارات. هذا ما سيقوم به "بيت قطر في فرنسا" الذي سيتم إنشاؤه في المستقبل.
إن هذا التوجه الثقافي الذي يتأسس على التبادل والمعاملة بالمثل، هو نقيض مفهوم التوجيه الإيديولوجي، لكن أثر هذا التوجه الثقافي يبقى ثانوياً ولا يرقى إلى مستوى البعد الأساسي، الذي يميز علاقات البلدين والذي يتمثل في المقام الأول بالشراكة الاقتصادية.
إن استثمارات قطر في العالم محايدة تماماً وتحترم الخصائص الوطنية والدينية لكل دولة، كما تحترم بشكل خاص النموذج العلماني الفرنسي.
إن الخوف من استيلاء قطر على التراث الفرنسي يدخل في عالم التهيؤات. إن الاستثمارات القطرية في فرنسا، مع أنها كبيرة الحجم، فإنها لا تمثل سوى نسبة ضئيلة جداً مقارنة بثروة فرنسا الوطنية وقدراتها الاقتصادية.
أما في ما يتعلق بالمخاوف من استغلال الشباب الفرنسيين المسلمين لأغراض أصولوية، فإنها مخاوف من نسج الخيال. إنه من الخطأ القول إن قطر تريد أن تستثمر بشكل خاص في الضواحي الفرنسية. فلنتذكر أن صندوق الودائع و"قطر القابضة" أبرما في 30 نوفمبر 2012 اتفاقاً يقضي بإنشاء شراكة للاستثمار في الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة، أكانت موجودة في الأرياف أو المدن المتوسطة أو في ضواحي المدن الكبرى.
إن رغبة قطر في التقرب من فرنسا يمكن فهمها من خلال إدراك الإعجاب الذي تكنه قطر لفرنسا. إن انضمام قطر للمنظمة الدولية للفرنكفونية يمثل مؤشراً على هذه الرغبة في التقرب الثقافي من فرنسا من أجل تقاسم القيم التي تحملها الفرنكوفونية.
يعيش في قطر حوالي 2 مليون نسمة، 200 ألف منهم فرنكوفونيون، أي ما يوازي 10 بالمئة من عدد السكان. إن قبول قطر في المنظمة الفرنكوفونية ينسجم مع رؤيتها البعيدة المدى ومعنى دخولها في فضاء العولمة، لأن اللغة الفرنسية تشكل عاملاً لغوياً هاماً في هذا الإطار.إن قطر من خلال انضمامها إلى الفرنكوفونية، تؤكد تبنيها للأهداف التي يتضمنها البند الأول من ميثاق هذه المنظمة حول تقاسم القيم الكونية التي يتبناها أعضاؤها، لاسيما في ميدان الحقوق.
لكل هذه الأسباب، فإن قطر تعتبر أن هذه الحملة تشكل ظلماً كبيراً بات ينمو في فرنسا. إننا نعتقد أن الشراكة بين قطر وفرنسا والتعاون في مشاريع مشتركة، ثقافية وصناعية،يحققان مكاسب كبيرة للبلدين، بالمقابل فإن التحامل المستمر وسوء النية الواضحة يشكلان عوائق أمام تعاون سليم ومثمر.
إن صداقتنا تستحق أفضل من ذلك.
انتهى...
يعني لا من فلوسنا ولا من كرامتنا؟؟؟ الكل يلطش في قطر حتى الدول العظمى اللي هي على وشك الانهيار شايلين على قطر..
اترك لكم التعليق