المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصدمة الأولى



امـ حمد
27-03-2013, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصدمة الأولى
جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)يشير إلى

مرتبة الكمال في الصبر،فإن المصيبة بطبعها لها أثرٌ مروّع تزلزل النفس وتزعج القلب، فإذا ثبت المبتلى في لحظاته الأولى سهل

عليه الأمر وهان عليه الخطب، فتراه مع الأيام يستديم الصبر بعد الاعتياد على الواقع الجديد،من هنا جاء التفاوت في الأجر

واستحقاق المدح بين الصابرين عند الصدمة الأولى والصابرين بعدها،والمقصود به الصبر على المصائب الكبار من نحو فقد

الأموال، أو الأنفس العزيزة على النفس،وهذا حق،ومطلوب ممن ابتلي بشيء من ذلك أن يصبر عند أول وهلة، وأن يتماسك، وألا

يتزعزع،فإنه بذلك ينال الأجر،ولا تلبث المحنة أن تكون في حقه منحة،ولعل الأمر لا يقف عند مجرد الحوادث الكبار، بل يشمل

الأمور التي دونها مما يمر بالإنسان في حياته اليومية،فإنه إذا أخذ بتلك الوصية النبوية العظيمة حصلت له نتائج باهرة،وسلم من

تبعات باهظة تنال نيلها منه،ولكن ما أعظم هذا الدين وما أكمله وما أشمله حين يداوي هذه النفوس، محتسباً طمعاً في مرضاة

الله،قال تعالى(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ،لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى

مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )الحديد،ولله در ابن القيم رحمه الله وهو يوضح حال العبد مع

المصيبة فيقول،وربما تأتي المضرة من قِبْلِ المسرة وربما تأتي المسرة من قِبْلِ المضرة فلا يؤمن العبد أن تأتيه المضرة من قِبْلِ

المسرة،ولا ييأس العبد أن تأتيه المسرة من قِبْلِ المضرة،ومن أمثلة ذلك،أن تتصور أن شخصاً أساء إليك، أو رماك بما ليس فيك،فاستشطت عليه غضباً،وهممت برد إساءته

بمثلها أو أشد،ثم تَذَكَّرْتَ الصبرَ عند الصدمة الأولى، فَتَرَيَّثْتَ حتى هدأت نفسك، فرأيت أن الأمر أهون مما تتصور، وأن هناك طرقاً

أخرى يُمْكِنُك الأخذُ بها حِيَالَ هذا الأمر،وهب أنه بلغك عن أحد أنه نال منك أي منال،فوجدت في نفسك عليه، وحرصت على لقاء

صديق لك،لكي تفرغ أمامه شحنات غضبك بالنيل ممن نال منك، ثم

رأيت أن تصبر عند أول وهلة، وأن تدع الكلام في تلك اللحظة،لا شك أنك ستحمد العاقبة إذا هدأت نفسك، وسكنت ريحك، وعاد إليك

رشدك،ويزداد سرورك إذا تبين أن ما بلغك غير صحيح، أو أن لتلك المقولة تأويلاً سائغاً،فتكون بذلك احتفظت بأوراقك،وكرامتك،

ورزانتك،وسلامة قلبك،وسَلِمْتَ من خسارة صديق،ونأيت بنفسك عن الإساءةِ إلى بريء، ولم تقع في بحر الندم والحسرة وذل

الاعتذار،وهب أنك توقعت النجاح الباهر في أمر من الأمور ثم جاءت الأمور على خلاف ما تريد، ثم صبرت، وتجرعت تلك

المرارة، لا شك أنك ستظفر بحميد العاقبة،وهب أنك انتظرت من أحد الناس موقفاً حول قضية تخصك، ثم وطَّنت نفسك على ألا

يكون عند ظنك به،ثم حصل منه تباطؤ، وخذلان لك،وقلةُ إقبال عليك،فصبرت عنه أول وهلة،لا شك أنك،والحالة هذه،ستتلقى الأمر

برحابة صدر،واطمئنان نفس،وإن حصل منه إسعاد لك،وإقبال عليك،ومسارعة إلى نجدتك،لا شك أن فرحك سيتضاعف،بخلاف ما

إذا لم تصبر،أو توطِّن نفسك عكس ما أملته،فإنك ستصاب بألم مضاعف،وحسرات متزايدة،وعلى هذه النبذة اليسيرة فقس،ولكن

توطين النفس بسوء الظن حتى لا نصدم بالواقع ليس في محله،بل الاولى أن نحسن الظن بالشخص ونلتمس له العذر،وهذه الصدمات

الصغيرة تحصل للمرء في حياته دوماً وجميل منه إذا تعلم ضبط النفس،والحلم والأناة في دفعها،فالصبر كما قال ابن القيم،أربع

أنواع،وعد منه الصبر على أذية الخلق،فالمؤمن يعتقد اعتقاداً جازماً بقضاء الله وقدره وأن كل ما يحدث في هذه الحياة من خير

أو شر،ومن نفع أو ضر،إنما هو بقضاء منه وتقدير،فيرضي بحكم الله،وبيان حسن خلق النبي،صلى الله عليه وسلم،حيث لم يغضب

لنفسه، ولزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاعتذار لأهل الفضل والاعتراف بالخطأ،لا مفرّ في هذه الدنيا من مواجهة

صنوف البلايا،فتلك سنّة الله في خلقه ما داموا في دار الامتحان، قال سبحانه وتعالى(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)

الأنبياء،ودور الإيمان هنا هو سياسة الروح لتحتمل هول المصيبة وشدّتها، وإشاعة مشاعر الرضا بقضاء الله وقدره حتى تنزل

السكينة في قلب صاحبها، ويتحوّل الجزع والسخط إلى ثقةٍ بالخالق سبحانه، وطمعٍ فيما أعدّه من الثواب الجزيل والخير

العميم للصابرين، قال تعالى(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر.

بـارود
27-03-2013, 03:57 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يقول الله سبحانه وتعالى :

{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ .. }

ولا شك بأن الإبتلاء هي سنة الله

في خلقه ، فالواجب علـى العبــد

هو الصبر والإستعانة بالله وحده

وجزاكم الله خيرا ،،

امـ حمد
27-03-2013, 04:29 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يقول الله سبحانه وتعالى :

{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ .. }

ولا شك بأن الإبتلاء هي سنة الله

في خلقه ، فالواجب علـى العبــد

هو الصبر والإستعانة بالله وحده

وجزاكم الله خيرا ،،

بارك الله في حسناتك بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس

التميمي 3
27-03-2013, 10:44 PM
الله يعطيكي العافيه ام حمد

امـ حمد
28-03-2013, 12:24 AM
الله يعطيكي العافيه ام حمد

وبارك الله في حسناتك اخوي التميمي
وجزاك ربي جنة الفردوس

فارس محمد
04-04-2013, 03:03 AM
يعطيك الف عافية وجزاك الله كل خير

امـ حمد
04-04-2013, 04:03 AM
يعطيك الف عافية وجزاك الله كل خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

أسد قطري
20-04-2013, 12:51 AM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

امـ حمد
20-04-2013, 03:55 PM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس