المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسرة و حكمه !!



لابأس
28-03-2013, 07:16 AM
لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ ^^ فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ ^^ مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ

وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ ^^ وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ

يُـمَزِّقُ الـدَهرُ حَـتماً كُلَّ سابِغَةٍ ^^ إِذا نَـبَت مَـشرَفِيّات وَخـرصانُ

وَيَـنتَضي كُـلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو ^^ كـانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ

أَيـنَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ ^^ وَأَيـنَ مِـنهُم أَكـالِيلٌ وَتـيجَانُ

وَأَيـنَ مـا شـادَهُ شَـدّادُ في إِرَمٍ ^^ وَأيـنَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ

وَأَيـنَ مـا حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ ^^ وَأَيـنَ عـادٌ وَشـدّادٌ وَقَـحطانُ

أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ ^^ حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا

وَصـارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ ^^ كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ

دارَ الـزَمانُ عَـلى دارا وَقـاتِلِهِ ^^ وَأَمَّ كِـسرى فَـما آواهُ إِيـوانُ

كَـأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ ^^ يَـوماً وَلا مَـلَكَ الـدُنيا سُلَيمانُ

فَـجائِعُ الـدُهرِ أَنـواعٌ مُـنَوَّعَةٌ ^^ وَلِـلـزَمانِ مَـسرّاتٌ وَأَحـزانُ

وَلِـلـحَوادِثِ سـلوانٌ يُـهوّنُها ^^ وَمـا لِـما حَـلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ

أَتـى عَـلى الـكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ ^^ حَـتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا

دهـى الـجَزيرَة أَمـرٌ لا عَزاءَ لَهُ ^^ هَـوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَاِنـهَدَّ ثَهلانُ

أَصـابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت ^^ حَـتّى خَـلَت مِـنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ

فـاِسأل بَـلَنسِيةً مـا شَأنُ مرسِيَةٍ ^^ وَأَيـنَ شـاطِبة أَم أَيـنَ جـيّانُ

وَأَيـن قُـرطُبة دارُ الـعُلُومِ فَكَم ^^ مِـن عـالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ

وَأَيـنَ حـمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ ^^ وَنَـهرُها الـعَذبُ فَـيّاضٌ وَمَلآنُ

قَـوَاعد كُـنَّ أَركـانَ البِلادِ فَما ^^ عَـسى الـبَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ

تَـبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ ^^ كَـما بَـكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ

عَـلى دِيـارٍ مـنَ الإِسلامِ خالِيَةٍ ^^ قَـد أَقـفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ

حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما ^^ فـيـهِنَّ إِلّا نَـواقِيسٌ وصـلبانُ

حَـتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ ^^ حَـتّى الـمَنابِرُ تَـبكي وَهيَ عيدَانُ

يـا غـافِلاً وَلَـهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ ^^ إِن كُـنتَ فـي سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ

وَمـاشِياً مَـرِحاً يُـلهِيهِ مَـوطِنُهُ ^^ أَبَـعدَ حِـمص تَـغُرُّ المَرءَ أَوطانُ

تِـلكَ الـمُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها ^^ وَمـا لَـها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ

يـا أَيُّـها الـمَلكُ الـبَيضاءُ رايَتُهُ ^^ أَدرِك بِـسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا

يـا راكِـبينَ عِـتاق الخَيلِ ضامِرَةً ^^ كَـأَنَّها فـي مَـجالِ السَبقِ عقبانُ

وَحـامِلينَ سُـيُوفَ الـهِندِ مُرهَفَةً ^^ كَـأَنَّها فـي ظَـلامِ الـنَقعِ نيرَانُ

وَراتِـعينَ وَراءَ الـبَحرِ فـي دعةٍ ^^ لَـهُم بِـأَوطانِهِم عِـزٌّ وَسـلطانُ

أَعِـندكُم نَـبَأ مِـن أَهلِ أَندَلُسٍ ^^ فَـقَد سَـرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم ^^ قَـتلى وَأَسـرى فَـما يَهتَزَّ إِنسانُ

مـاذا الـتَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ ^^ وَأَنـتُم يـا عِـبَادَ الـلَهِ إِخـوَانُ

أَلا نُـفوسٌ أَبـيّاتٌ لَـها هِـمَمٌ ^^ أَمـا عَـلى الـخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ

يـا مَـن لِـذلَّةِ قَـوم بَعدَ عِزّتهِم ^^ أَحـالَ حـالَهُم كـفرٌ وَطُـغيانُ

بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم ^^ وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ

فَـلَو تَـراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم ^^ عَـلَيهِم مـن ثـيابِ الذُلِّ أَلوانُ

وَلَـو رَأَيـت بُـكاهُم عِندَ بَيعهمُ ^^ لَـهالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ

يـا رُبَّ أمٍّ وَطِـفلٍ حـيلَ بينهُما ^^ كَـمـا تُـفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبـدانُ

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت ^^ كَـأَنَّما هـيَ يـاقُوتٌ وَمُـرجانُ

يَـقُودُها الـعِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً ^^ وَالـعَينُ بـاكِيَةٌ وَالـقَلبُ حَيرانُ

لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ ^^ إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ

أبو البقاء الرندي
الشاعر والاديب الاندلسي,
قالها عندما فقدت الاندلس.

R 7 A L
28-03-2013, 07:41 AM
بيض الله وجهك على هذه المشاركة القيمة

المهاجر
28-03-2013, 10:16 AM
الله يرزقنا حسن الخاتمه ويحببنا بالآخره والعمل الصلح

قصيده جميله وقيمه بما فيها من نصح وحكم

تسلم اخوي ويعطيك العافيه

ضوى
28-03-2013, 10:23 AM
جدا جميلة هذه القصيدة

الاندلس وماادراك مالاندلس

الله يرجعها للمسلمين

شكرا اخي الكريم

لابأس
28-03-2013, 07:33 PM
الله يسلمكم جميعا,
وشاكر مروركم تعطيركم الموضوع,

تقديري