المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطمأنينة في النفس



امـ حمد
31-03-2013, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فإن الأمر الذي اجتمع عليه الناس جميعاً مؤمنهم وكافرهم ,غنيهم وفقيرهم , شريفهم ووضيعهم,هو طلب الطمأنينة وتمني نزول السكينة في القلوب،ولقد جاء الدين الإسلامي العظيم لنفع الناس ومتى ما أخذوا

بتعاليمه عاشوا حياة السعداء,وكانوا من أبعد الناس عن الهموم،ومن أسباب نزول السكينة في القلب,وحلول الطمأنينة في النفس,الإيمان بالله تعالى والرضا به رباً ومدبراً لعبده،فمن آمن بالله حق الإيمان وعرفه

بأسمائه الحسنى,وصفاته العلى,عرف رباً كريماً,وإلاهاً عظيماً,رحيماً بالعباد,لطيفاً بالخلق,قريباً ممن دعاه,مجيباً للسائلين,عليماً بالخفايا،يقول رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام(ذاق طعم الإيمان من رضي

بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً) أخرجه البخاري،إن ألذ ما في الحياة هو الإيمان بالله تعالى,وهو الأساس في حلولالطمأنينة في القلب,والسكينة في النفوس , ولكن المؤمنين تتفاوت درجة

إيمانهم,وأرفعهم درجة من امتلأ قلبه رضاً بربوبية الله تعالى,وكان مع الله وبالله ولله في كل شأن من شؤونه،لقد فقه السلف الصالح هذه المسألة فطمأنت نفوسهم,وسكنت قلوبهم،قال عبد الواحد بن

زيد،الرضا،باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين،فاسع جاهداً،في زيادة إيمانك بكثرة الطاعات وسترى أثراً عظيما في نزول الطمأنينة،بإذن الله،وتفويض الأمر لله ويقين العبد أن اختيار الله له أحسن من
اختياره لنفسه،
أنا الفقير إلى رب البريات،،،أنا المسكين في مجموع حالتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي،،،والخير ان يأتينا من عنده يأتي
لا استطيع لنفسي جلب منفعة،،،ولا عن النفس لي دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني،،،ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا،،،إلى الشفيع كما قد جاء بالآيات

وحسن الصلة بالله,والإنطراح بين يديه,ودوام الخضوع له،لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة)أخرجه أبو داود,وصححه أحمد،إنها الصلاة ملجأ المتقين,وملاذ المؤمنين,بها الثبات

والطمأنينة عند الملمات،واستشعار قرب الفرج عند حلول المحن ونزول البلايا،فالعاقل يعلم أن دوام الحال من المحال,وأن المرء متقلب بين الضراء والسراء،والواقع يشهد أنه ما من نازلة إلا ارتفعت عن أصحابها
فلم هذا اليأس,وكيف يسيطر القنوط على القلوب,فأبشر بزوال كل هم,وأيقين بتحول كل مكروه،
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
تأمل قول الله تعالى( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)لترى بشارتها للمكروبين والمهمومين , يقول الشيخ السعدي عند هذه الآية،بشارة عظيمة أنه كلما وجد عسر وصعوبة فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى

لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه،كما قال تعالى‏(‏سَيَجْعَـلُ اللَّهُ بَعْـدَ عُسْـرٍ يُسْـراً‏)ذكر الله وتلاوة القرآن،يقول سبحانه وتعالى(الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)لقد بحث الناس عن الطمأنينة في المال

والشهرة،ولكنهم وجدوا سراباً خادعاً,وبريقا كاذباً,وأما أصحاب الذكر المستديم فهم في راحة وطمأنينة لا يشعر بها إلا من ذاقها،قال أحد السلف(مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل،وما

أطيب ما فيها،قال،محبة الله عز وجل ومعرفته وذكره)هل جربت أن تجلس منعزلاً تذكر ربك وتناجيه , تتلوا كتابه وتتأمل في معاني هذا الكتاب العظيم،يقول ابن تيمية،إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة

الآخرة قيل وما هي،معرفته والأنس به جل وعلا،والعلم،نعم العلم أعظم هبة من الله لعبده،به يعرف به جل وعلا وتعرف حدوده ونواهيه,ومن أعمر وقته بطلب العلم,كان في لذة وأنس لا تعدلها لذائد الدنيا كلها،إنه

نموذج للحياة الطيبة التي كان يعيشها العلماء,والأنس والسرور الذي كانوا عليه في حياتهم الدنيا,ولما كثر انشغالنا بالتوافه من الأمور صارت حياتنا ضنك وهم،وأداء الحقوق والواجبات،أن لهذا السبب أثر كبير في

نزول السكينة والطمأنينة عند أصحاب القلوب السوية,وأرباب النفوس الكريمة ,لأن نفوسهم الكريمة تأبى التقصير في حق كل ذي حق،وأعظم الحقوق حق الله تعالى من توحيده وأداء فرائضه،ويتبع هذا أداء حقوق

الوالدين والقرابة من زوجة وولد وكل ذي رحم قريب،والإحسان إلى الناس،سبب عظيم للأنس في الدنيا،مع نيل الأجر في الآخرة،جرب أن تعلم جاهلاً,أو تحسن إلى فقير,أو تزيل كرب مهموم,أو تعين محتاجاً,أو

تجلس بجوار مصاب,إن الإحسان إلى الناس لا يفعله إلا الكمل من البشر ولذا كانوا أسعد الناس نفوساً,وأشرحهم أفئدة,وصدق الدعاء والإلحاح في الطلب،لقد علًم رسول رب العالمين عليه الصلاة

والسلام،أمته أن يلحوا على ربهم في الدعاء,وأرشدهم أن يصدقوا في الطلب،لقد كان دعائه عليه الصلاة والسلام(اللهم إني أعود بك من الهم والحزن)


ألا أيها المأمول في كل ساعة شكوت إليك الضر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي وهب لي ذنوبي كلها واقضي حاجتي
فرج الله هم كل ذي هم,وأنزل السكينة في كل قلب.

Ashom Qatar
31-03-2013, 07:09 PM
يزاج لله ألف خير

امـ حمد
31-03-2013, 11:31 PM
يزاج لله ألف خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

Qatar Angel
01-04-2013, 09:35 PM
الشعور بالطمانينة فيه راحة نفسية لا توصف واساسها ذكر الله والالتزام بالصلاة والقناعة
جزاج الله خير اختي ام حمد

امـ حمد
01-04-2013, 10:47 PM
الشعور بالطمانينة فيه راحة نفسية لا توصف واساسها ذكر الله والالتزام بالصلاة والقناعة
جزاج الله خير اختي ام حمد


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس