امـ حمد
01-04-2013, 04:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها العبد،حاسب نفسك في خلوتك وتفكر في انقراض مدتك واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك،قال ابن القيم،تدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك وانظر،هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك لقد سعد من
حاسبها،وفاز من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها،وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وطالبوا بالصدق في الأعمال قبل أن تطالبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون
عليكم في الحساب غداً وتزينوا للعرض الأكبر(يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لَا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ)وقال الحسن البصري رحمة الله(أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا فوقفوا عند همومهم
وأعمالهم فإن كان الدين لله هموا بالله،وإن كان عليهم أمسكوا،وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر فقالوا(يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً إِلَّا أَحصَاها
وقال أبو بكر البخاري(من نفر عن الناس قل أصدقاؤه،ومن نفر عن ذنوبه طال بكاؤه،ومن نفر عن مطعمه طال جوعه وعناؤه)المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها،وإنما يسعى في سعادتها فاحترز عليها واغتنم
لها منها،فإنها إن علمت منك الجد جدت وإن رأتك مائلاً عنها صدت وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعت وقفت،وإن توانى في حقها قليلاً وقفت،وإن طالبها بالجد لم تلبث أن صفت وأنصفت،وإن مال عن العزم
أماتها،وفي الجملة،من راقب العواقب سلم،وترك الطمع واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع،ولا تكن من الذي قال،سمعت وما سمع ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع كلا ليندمن على تفريطه وما صنع وليسألن عن
تقصيره في عمله وما ضيع فيا لها من حسرة وندامة وغصةٍ تجرع عند قراءة كتابه وما رأى فيه وما جمع فبكى بكاء شديداً،فما نفع وبقى محزوناً لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه،وقد سمع فلا ينفعه الحزن
ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع،قال تعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ،وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)ولا ينجي من هذه الأخطار الجليلة،إلا محاسبة النفس كل يوم وليلة،فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في يوم
القيامة حسابه،وحضر عند السؤال جوابه، وعظم يوم القيامة ثوابه،ومن لم يحاسب نفسه، وأضاع يومه وأمسه، وتلفع بملاءة الهوى، وتعرى من لباس التقوى، وجب أن يطول في يوم القيامة مقامه،وتدوم في مواقف يوم
الطامة آلامه،فإن النفس بالطبع متمردة عن الطاعات، مستعصية عن العبادات،فكن لها من الواعظين(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)سورة الذاريات،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد
الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)رواه الإمام احمد وأبو داوود،فحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وطالبها قبل أن تطالب، وقل لها)يا نفس،إن اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة، فاشتغلي فيها
بالطاعة،فاملئي تلك الساعات من الحسنات،واشحنيها بما شق من العبادات والقربات،ولا تميلي إلى الكسل والاستراحة،وهب كنت مسيئة قد عفي عن جريرتك،وستر على سريرتك،أليس قد فاتك ثواب المحسنين،
ودرجات الأبرار في عليين،وإن كنت في معصية الله ممن يعلم اطلاعه، فلقد اجترأت على أمر عظيم الشناعة،
لجعلك إياه أهون الناظرين، وأخف المطلعين، وإن كنت تظنين أنه لا يراك، فلقد كفرت بمولاك،يا نفس،ويلك من
العذاب،كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب،أتظنين أنك إذا مت انفلت،وإذا حشرت رددت،هيهات هيهات،كل ما
توعدين لآت،إنك تقدمين على ما قدمت،وتجازين على ما أسلفت، فلا تأخذك دنيا دنية، عن مراتب جنات عالية،
فإن لكل حسنة ثواباً،ولكل سيئة عقاباً،وإنه لا بد لك في قبرك من قرين،فإن كان صالحاً فبه تستأنس،وإن كان طالحاً فمنه تستوحش،يا نفس،ما هذه الغفلة،إلى متى تجمعين ولا تقنعين، ولوارثك تودعين،أتفرحين بنعيم زائل،
وسرور راحل،غفلت وأغفلت، وعلمت فأهملت، إلى متى مواظبتك على الذنوب،وأنت بعين علام الغيوب،فجمعك في هذه الدنيا إلى تفريق،وسعتك إلى ضيق، فما هذه الطمأنينة وأنت مزعجة،واعملي لما أمامك
من الهول،ودعي عنك زخرف القول،فعلام أصبحت تتكالبين على طلب الدنيا،وأعرضت عن الآخرة إعراض
المغرور المستحقر،هذا من علامات من لا يتبع السنة،أو يبتغي الجنة،يا نفس،أتحسبين أن تتركي سدى،ألم تكوني
نطفة من مني يمنى، ثم كنت علقة فخلق فسوى، أليس ذلك بقادرعلى أن يحيي الموتى،فما لك لا تعرفين
قدرك،ولا تأخذين حذرك،فما بالك تسوفين بالعمل،وقد دنى الأجل،ولعله يختطفك من غير مهل،ما المانع لك من
المبادرة إلى صالح الأعمال، وما الباعث لك على التسويف والاهمال،وهل سببه إلا عجزك عن مخالفة
شهوتك،فلعل اليوم آخر عمرك،ونهاية دهرك،
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين،نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من عاداك،
اللهم اجعل عملي كله صالحاً واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً،اللهم وأسألك نعيماً لا ينفد،وقرة عين لا تنقطع،وأسألك لذة النظر إلى وجهك،وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة،ولا فتنة مضلة،
اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء،وبرد العيش بعد الموت،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها العبد،حاسب نفسك في خلوتك وتفكر في انقراض مدتك واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك،قال ابن القيم،تدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك وانظر،هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك لقد سعد من
حاسبها،وفاز من حاربها وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها،وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وطالبوا بالصدق في الأعمال قبل أن تطالبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإنه أهون
عليكم في الحساب غداً وتزينوا للعرض الأكبر(يَومَئِذٍ تُعرَضُونَ لَا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ)وقال الحسن البصري رحمة الله(أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين حاسبوا أنفسهم لله عز وجل في الدنيا فوقفوا عند همومهم
وأعمالهم فإن كان الدين لله هموا بالله،وإن كان عليهم أمسكوا،وإنما يثقل الحساب على الذين أهملوا الأمور فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر فقالوا(يَا وَيلَتَنَا مَالِ هَذَا الكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرةً إِلَّا أَحصَاها
وقال أبو بكر البخاري(من نفر عن الناس قل أصدقاؤه،ومن نفر عن ذنوبه طال بكاؤه،ومن نفر عن مطعمه طال جوعه وعناؤه)المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها،وإنما يسعى في سعادتها فاحترز عليها واغتنم
لها منها،فإنها إن علمت منك الجد جدت وإن رأتك مائلاً عنها صدت وإن حثها الجد بلحاق الصالحين سعت وقفت،وإن توانى في حقها قليلاً وقفت،وإن طالبها بالجد لم تلبث أن صفت وأنصفت،وإن مال عن العزم
أماتها،وفي الجملة،من راقب العواقب سلم،وترك الطمع واحذر أن تميل إلى حب الدنيا فتقع،ولا تكن من الذي قال،سمعت وما سمع ولا ممن سوف يومه بغده فمات ولا رجع كلا ليندمن على تفريطه وما صنع وليسألن عن
تقصيره في عمله وما ضيع فيا لها من حسرة وندامة وغصةٍ تجرع عند قراءة كتابه وما رأى فيه وما جمع فبكى بكاء شديداً،فما نفع وبقى محزوناً لما رأى من نور المؤمن يسعى بين يديه،وقد سمع فلا ينفعه الحزن
ولا الزفير ولا البكاء ولا الجزع،قال تعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ،وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)ولا ينجي من هذه الأخطار الجليلة،إلا محاسبة النفس كل يوم وليلة،فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في يوم
القيامة حسابه،وحضر عند السؤال جوابه، وعظم يوم القيامة ثوابه،ومن لم يحاسب نفسه، وأضاع يومه وأمسه، وتلفع بملاءة الهوى، وتعرى من لباس التقوى، وجب أن يطول في يوم القيامة مقامه،وتدوم في مواقف يوم
الطامة آلامه،فإن النفس بالطبع متمردة عن الطاعات، مستعصية عن العبادات،فكن لها من الواعظين(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ)سورة الذاريات،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد
الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)رواه الإمام احمد وأبو داوود،فحاسب نفسك قبل أن تحاسب، وطالبها قبل أن تطالب، وقل لها)يا نفس،إن اليوم والليلة أربع وعشرون ساعة، فاشتغلي فيها
بالطاعة،فاملئي تلك الساعات من الحسنات،واشحنيها بما شق من العبادات والقربات،ولا تميلي إلى الكسل والاستراحة،وهب كنت مسيئة قد عفي عن جريرتك،وستر على سريرتك،أليس قد فاتك ثواب المحسنين،
ودرجات الأبرار في عليين،وإن كنت في معصية الله ممن يعلم اطلاعه، فلقد اجترأت على أمر عظيم الشناعة،
لجعلك إياه أهون الناظرين، وأخف المطلعين، وإن كنت تظنين أنه لا يراك، فلقد كفرت بمولاك،يا نفس،ويلك من
العذاب،كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب،أتظنين أنك إذا مت انفلت،وإذا حشرت رددت،هيهات هيهات،كل ما
توعدين لآت،إنك تقدمين على ما قدمت،وتجازين على ما أسلفت، فلا تأخذك دنيا دنية، عن مراتب جنات عالية،
فإن لكل حسنة ثواباً،ولكل سيئة عقاباً،وإنه لا بد لك في قبرك من قرين،فإن كان صالحاً فبه تستأنس،وإن كان طالحاً فمنه تستوحش،يا نفس،ما هذه الغفلة،إلى متى تجمعين ولا تقنعين، ولوارثك تودعين،أتفرحين بنعيم زائل،
وسرور راحل،غفلت وأغفلت، وعلمت فأهملت، إلى متى مواظبتك على الذنوب،وأنت بعين علام الغيوب،فجمعك في هذه الدنيا إلى تفريق،وسعتك إلى ضيق، فما هذه الطمأنينة وأنت مزعجة،واعملي لما أمامك
من الهول،ودعي عنك زخرف القول،فعلام أصبحت تتكالبين على طلب الدنيا،وأعرضت عن الآخرة إعراض
المغرور المستحقر،هذا من علامات من لا يتبع السنة،أو يبتغي الجنة،يا نفس،أتحسبين أن تتركي سدى،ألم تكوني
نطفة من مني يمنى، ثم كنت علقة فخلق فسوى، أليس ذلك بقادرعلى أن يحيي الموتى،فما لك لا تعرفين
قدرك،ولا تأخذين حذرك،فما بالك تسوفين بالعمل،وقد دنى الأجل،ولعله يختطفك من غير مهل،ما المانع لك من
المبادرة إلى صالح الأعمال، وما الباعث لك على التسويف والاهمال،وهل سببه إلا عجزك عن مخالفة
شهوتك،فلعل اليوم آخر عمرك،ونهاية دهرك،
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين،نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من عاداك،
اللهم اجعل عملي كله صالحاً واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً،اللهم وأسألك نعيماً لا ينفد،وقرة عين لا تنقطع،وأسألك لذة النظر إلى وجهك،وشوقاً إلى لقائك في غير ضراء مضرة،ولا فتنة مضلة،
اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء،وبرد العيش بعد الموت،