المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التسامح سمة الأقوياء الواثقين



امـ حمد
11-04-2013, 03:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى كل المتخاصمين لكي يصطلحوا،وينتزعوا ما في قلوبهم من شحناء وبغضاء وغل،وأن يزرعوا بدلاً منها المودة والمحبة

والرحمة والتسامح والعفو،فإلى متى والشيطان يستعبدكم ويطوي حباله على عقولكم وقلوبكم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا

يحل لمؤمن،أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يعرض هذا ويعرض هذا،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)رواه البخاري وأبي داود

وغيرهما،ورواه الطبراني وزاد فيه(يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا والذي يبدأ بالسلام يسبق إلى الجنة)بادروا بالصلح واعلموا

أن،خير المتخاصمين هو الذي يبدأ بالسلام ، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم(وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)ولا تتحجج بأن

خصمك هو الذي أخطأ ويجب أن يعتذر أو أن يبادرهو بالصلح،ويفتح الله للمتصالحين 70 باباً من الرحمة، تذكر أن من

مكارم الأخلاق،أن تعفو عن من ظلمك،وأن تعطي من حرمك،وأن تصل من قطعك،وتحصل على عفو الله عز وجل،وليعفوا

وليصفحوا،ألا تحبون أن يغفر الله لكم،ولا تحرم نفسك وأخاك من مغفرة الله،عندما يغفر لجميع عباده في ليلة القدر،إلا

للمتخاصمين،حيث يقول لملائكته،أنظروا هذين حتى يصطلحا،ولا تكن ناكراً للجميل،وتنسى محاسن أخاك،واعلم أن كل البشر

معرضون للخطأ،ألا تحب أن تكون آمناً من سخط الله يوم القيامة،فلا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله

يوم القيامة،هل تعلم أن أعظم حسنة عند الله تعالى هي حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء،المبادر دائماً هو الأقوى لأن

المبادر متسامح،والتسامح سمة الأقوياء الواثقين،واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عفا عن المشركين الذين آذوه وطردوه

من مكة يوم الفتح،وأخيراً،إن لم تكن على خصومة مع أحد،فأنت على خير كبير،فلا يفوتك أن تصلح بين المتخاصمين،وقد جاء في

الحديث الشريف، أفضل الصدقة،إصلاح ذات البين،وهذه الصفة مدحها الله سبحانه وتعالى(لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ

بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)النساء،وهل تعلم أن الكذب

لا يجوز أبداً،إلا في المصالحة بين المتخاصمين ،والبشاشة حبال المودة،وتبسمك في وجه أخيك صدقة،ولاتفوت الفرصة على

نفسك،ولا تستمع لوساوس النفس والشيطان،جاءت الشريعة بالأمر بصلة الرحم،وبالعفو عن المسيء،بل وبمقابلة إساءته

بالإحسان،قال الله تعالى(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ،وَمَا يُلَقَّاهَا

إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )فصلت،
قال السعدي رحمه الله،يقول تعالى(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا

السَّيِّئَةُ)أي،لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى ،ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه،ولا يستوي

الإحسان إلى الخلق،ولا الإساءة إليهم،لا في ذاتها،ولا في وصفها،ولا في جزائها(هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ)ثم أمر

بإحسان إلى من أساء إليك،فقال(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)أي،فإذا أساء إليك مسيء من الخلق،خصوصاً من له حق كبير

عليك،كالأقارب،والأصحاب،ونحوهم،فقابله بالإحسان إليه،فإن قطعك فَصلْهُ،وإن ظلمك،فاعف عنه،وإن تكلم فيك،غائباً أو حاضراً،فلا

تقابله،بل اعف عنه،وعامله بالقول اللين،وإن هجرك،فَطيِّب له الكلام،وابذل له السلام(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ

حَمِيمٌ)أي،كأنه قريب شفيق(وَمَا يُلَقَّاهَا)أي،وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة(إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا) نفوسهم على ما تكره،وأجبروها على ما

يحبه الله،فإذا صّبر الإنسان نفسه،وامتثل أمر ربه،وعرف جزيل الثواب،بل من تواضع للّه رفعه،هان عليه الأمر،وفعل

ذلك،متلذذاً،لكونها من خصال خواص الخلق،التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والآخرة،التي هي من أكبر خصال مكارم

الأخلاق،وفي صحيح مسلم،عن أبي هريرة أن رجلاً قال،يا رسول اللَه(إن لي قرابة،أصلهم ويقطعوني،وأحسن إليهم ويسيئون إلي،

وأحلم عنهم ويجهلون علي،فقال(لئن كنت كما قلت،فكأنما تسفهم الملّ،ولا يزال معك من اللَه ظهير عليهم ما دمت على ذلك،

بمعنى،كأنك تطعمهم الرماد الحار،وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله،أهل زوجتي يكدرون علي وعلى زوجتي فما حكم هجرهم وترك

زيارتهم،فأجاب،لك أن لا تزورهم،إذا كان في زيارتهم مفسدة عليك،أو إفسادٌ لزوجتك،فلك أن تمتنع من زيارتهم،ولك أن تمنع زوجتك من زيارتهم أيضاً،


اللهم ألف بين قلوب المتخاصمين,وأصلح ذات بينهم.

00soma00
11-04-2013, 05:49 PM
موضوع رائع

امـ حمد
12-04-2013, 03:20 AM
موضوع رائع

الله يعطيك العافيه