المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لذة العطاء



لما
11-04-2013, 10:12 AM
الْتَّلَذُّذ بِالْأَخْذ يَشْتَرِك فِيْه مُعْظَم الْبَشَر ،
لَكِن الْتَّلَذُّذ بِالْعَطَاء لَا يَعْرِفُه سِوَى الْعُظَمَاء وَأَصْحَاب الْأَخْلَاق
الْسَّامِيَّة الْسَّامِقَة .
أَحْيَانا تُصَعِّب الْتَّفْرِقَة بَيْن الْأَخْذوَالْعَطَاء ،
لِأَنَّهُمَا يُعْطِيَان مَدْلُوْلَا وَاحِدَا فِي عَالَم الْرُّوِح !
إن فَرْحَتِي بِمَا أَعْطَيْت لَم تَكُن أَقَل مِن فَرْحَة الَّذِيْن أَخَذُوْا ....

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

إِن بَهْجَة الْعَطَاء تَفُوْق لَذَّة الْأَخْذ ،
فَالْأَوْلَى رَوْحَانِيَّة خَالِصَة ، تَتَمَلَّك وِجْدَانُك وَأَحَاسِيْسُك ،
وَالْثَّانِيَة مَادّيّة بَحْتَة مَحْدُوْدَة الْشُّعُوْر .
يَقُوْل جُوَرْج بِرْنَارْد شُو :
( الْمُتْعَة الْحَقِيقِيَّة فِي الْحَيَاة ، تَتَأَتَّى بِأَن تُصْهَر قُوَّتِك الْذَّاتِيَّة
فِي خِدْمَة الْآَخَرِيْن ، بَدَلَا مِن أَن تَتَحَوَّل إِلَى كَيْان أَنَانِي
يَجْأَر بِالشَّكْوَى مِن أَن الْعَالَم لَا يُكَرِّس نَفْسَه لْإِسعادُك ! ).

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::


هَذِه الْيَد الْمِعْطَاءَة هِي وَحْدَهَا الْقَادِرَة عَلَى نَقْلِك
مِن عَالْمُك الْمَادِّي الْضِّيْق ،
إِلَى عَالِم الْعطاء الْرَّحْب الْوَاسِع ،

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


فَالنَّفْس تُحِب أَن تَكْنِز وَتَجْمَع ، وَصَعْب عَلَيْهَا أَن تَجُوْد وَتُنْفَق ،
فَإِذَا مَا عَلِمَتْهَا الْعَطَاء وَالْجُوْد ،
كُنْت أَحَق الْنَّاس بِالِارْتِقَاء وَالْعُلُو وَالْرِّفْعَة فِي الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة .
صَعِب عَلَى عَقْل مَادِّي أَن يَفْهَم مُعَادَلَة الْعَطَاء السَّعِيْد ،
لِذَا لَا أَجِدُنِي مُبَالِغَ حِيْن أَجْزِم
أَن أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم...نَسِيْم الْحَيَاة وَمَلَائِكَة الْإِنْسَانِيَّة

::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم ...
رُوَّاد كُل زَمَن ، وَرُمُوْز كُل عَصْر ،
يُجَوِّدُون بِالْمَال إِن تَطلب الْأَمْر ،
وَيُضْحُون بِالْنَّفْس بِنُفُوْس رَاضِيَة ،
وَيُقَدِّمُوْن رَاحَة غَيْرُهُم عَلَى رَاحَتِهِم وَهَنَائِهِم .
تَعْرِفُهُم بِسِيْمَاهُم ، قُلُوْب هَادِئَة .. و ابْتِسَامَة رَاضِيَة وَاثِقَة ..
وَنُفُوْس مُطْمَئِنَّة مُسْتَكِيْنَة .هُم أَسْعَد أَهْل الْأَرْض ، وَلَهُم فِي الْسَّمَاء ذِكْر حَسَن .. وَأَجْر عَظِيْم

::::::::::::::::::::::::::::::::::

khalid525
11-04-2013, 12:25 PM
كلمات رائعة ، مجتمعنا للاسف تعود على الاخذ لمجرد انه مخلوق على هذا الارض ،
تسول بطريقة مختلفة ، العطاء لغة لا يقدر عليها الا العظماء فعلا ..

شراع
11-04-2013, 02:35 PM
موضوع جميل وعنوانه فقط يحتاج لتأمل عميق يأخذنا إلى الاحساس بهذه اللذة
ما أحلالها الحياة عندما نكون راضيين عن انفسنا وقمة الاحساس بهذا الرضا هو ان نجد أنفسنا اصحاب قيمة في الحياة ولنا دور حيوي وبارز ونستطيع ان نفعل شيئاً.

ولمن يحب ان يعيش أحلى وأرق وأجمل هذه الاحاسيس أقول له أن الطريق لهذه اللذة بسيط جداً فبمجرد أن نرسم بسمة على وجه طفل صغير وننظر له ونتابع ونتأمل ملامحه وهي تتحول تدريجياً لتأخذ وضعية الورود وهي تتفتح فيفرح و يمرح و يبتسم فتنعكس نشوة الفرح على الروح لتخرج من أسرها الى رحاب واسع من البهجة تأخذنا الى طريق جديد واكتشاف أكيد لتحقيق السعادة التي قد نفقدها بسبب هموم الحياة ومشاغلها على الضفاف الآخرى من حياتنا.

كثيرة هي الاشياء التي تجعلنا نعيش أحلى لحظات البهجة والفرحه من القلب عندما نكون سبب وسر في إسعاد الآخرين فنعطي وننتظر المقابل ... نعم ننتظر المقابل وما احلاه وما اثمنه عندما نحصل بالمقابل على ابتسامة ترتسم ودعاء يتوجه الى السماء وحب في الله ثم التتويج الكبير ورضانا عن انفسنا والشعور بقيمتنا في الحياة

الكثير من التأملات ستظل تلاحقني بسبب هذا الموضوع فالشكر الجزيل لصاحبه لك مني كل التحية ....

ام السعف
12-04-2013, 05:08 PM
لـــذة العطـــاء

كثيريون يتلذذون بنعم عدة في آن واحد ،، بداية من نعمة التذوق والسمع والبصر
مرورا بالتذذ بالمشاعر والاحساسيس الجميلة والتعايش مع البشر والأرواح ،

بينما لــذة العطــاء كما ذكر في الموضوع لن يشعر به الجميع
فالأخذ صفة يشترك فيها جميع البشر ولكن العطاء لن تجده الا عند
العظماء الذين سمت انفسهم فوق الترهات والحاجات والكماليات
واغدقوا على الآخرين من جود مشاعرهم واموالهم واحاسيسهم
ونقاء سريريتهم وصفاء قلوبهم ،،

وعطوني واحد زامفير

Sound of Silence

ام السعف
12-04-2013, 05:09 PM
موضوع جميل وعنوانه فقط يحتاج لتأمل عميق يأخذنا إلى الاحساس بهذه اللذة
ما أحلالها الحياة عندما نكون راضيين عن انفسنا وقمة الاحساس بهذا الرضا هو ان نجد أنفسنا اصحاب قيمة في الحياة ولنا دور حيوي وبارز ونستطيع ان نفعل شيئاً.

ولمن يحب ان يعيش أحلى وأرق وأجمل هذه الاحاسيس أقول له أن الطريق لهذه اللذة بسيط جداً فبمجرد أن نرسم بسمة على وجه طفل صغير وننظر له ونتابع ونتأمل ملامحه وهي تتحول تدريجياً لتأخذ وضعية الورود وهي تتفتح فيفرح و يمرح و يبتسم فتنعكس نشوة الفرح على الروح لتخرج من أسرها الى رحاب واسع من البهجة تأخذنا الى طريق جديد واكتشاف أكيد لتحقيق السعادة التي قد نفقدها بسبب هموم الحياة ومشاغلها على الضفاف الآخرى من حياتنا.

كثيرة هي الاشياء التي تجعلنا نعيش أحلى لحظات البهجة والفرحه من القلب عندما نكون سبب وسر في إسعاد الآخرين فنعطي وننتظر المقابل ... نعم ننتظر المقابل وما احلاه وما اثمنه عندما نحصل بالمقابل على ابتسامة ترتسم ودعاء يتوجه الى السماء وحب في الله ثم التتويج الكبير ورضانا عن انفسنا والشعور بقيمتنا في الحياة

الكثير من التأملات ستظل تلاحقني بسبب هذا الموضوع فالشكر الجزيل لصاحبه لك مني كل التحية ....

والشكر لك مشاركتك جميلة ايضا

بنـ الدحيل ـت
12-04-2013, 09:03 PM
موضوع جميل يا غاليتي

طبعا العطاء شيء جميل يسمو بمشاعرنا الى ارقى الدرجات ،،،
وعطاء ان تساعد شخص بدون مقابل اوكلمة شكر سوى تلك الابتسامة ،،،
التي ترتسم على فم طفل او عجوز والاحساس الذي تحس به ،،،
عندما تعطي شيء بدون مقابل فالام تعطي بدون مقابل من اولادها ،،،
والاب كذالك والزوجة تعطي للزوج بدون مقابل سوى ان يرضى الله وازوج عليها ،،،
ولاكن في هذا الزمان صار العطاء ورائه الف مطلب ،،،
واصبح الذي يعطي بدون مقابل شيء نادر في زمننا هذا ،،،
شكرا على موضوعك انه موضوع ذو اهمية

شراع
13-04-2013, 11:02 AM
شكراً لصاحبة الموضوع
شكراً لكل من جذبه الموضوع وعلق عليه بكلمات تخاطب المشاعر وتداعب الاحاسيس وتفتح مجال لاكتشاف نوع آخر من اللذة ، هذا الشعور كما قالت أختنا ام السعف قد يجهله الكثير مقارنة بالاشياء الاخرى التي تشعرنا بالسعاده
أفرحني شئ واحزنني آخر ، اما الذي افرحني هو التعليقات التي لم يتمالك اصحابها الا تلبية الدعوة للمشاركة في هذا النبع العذب ربما لان الموضوع خاطب وجدانهم ومشاعرهم واحدث بها النشوة المطلوبة فدخلوا واعبروا فأبدعوا
اما ما يحزنني هو قلة المشاركات في هذا النوع من الطرح على الرغم من تهافت الناس في مواضيع آخرى هامشية وربما لا ترتقى ولا تقارن بمثل هذا الموضوع لما فيه من مشاعر نبيلة وهمسات إنسانية تجعلنا ننظر لجوانب العطاء بعيداً عن انتظار المقابل المادي فالمقابل هنا شئ اثمن بكثير ولكن لن يشعر به الا من خاض هذه التجارب التي ربما كانت سبب في خروجه من محنة نفسية عميقة ، نعم بالعطاء نحيا ونحب الحياة ونتلذذ ونتفائل ونفرح ونبتهج ثم نواجه الصعاب كأنها جبال ثلج ذابت وتحطمت لاننا اصبحنا اقوى من داخلنا وكأن هذا العطاء يعطينا شحنات كبيرة كفيلة بتزليل الصعاب واذابة الهموم والعقبات النفسية.
كل شكر وامتناني وتقديري لكل من تواجدوا في هذا المساحات الانسانية ،أنا فخور بكم .......

تغلبية
14-04-2013, 12:20 AM
صاحب العطاء ... سيد في قومه .. وسيد على نفسه

صاحب العطاء .. يجنح بنفسه من ضيق النيْــل إلى رحابة المنح والبـــذل ..

فلا عجب بعــد ذلك أن يكون للبذل لــــــذة !

امـ حمد
14-04-2013, 02:17 AM
الله يعطيج العافيه لما

بصمة قطرية
14-04-2013, 02:30 AM
لذة العطاء ..
عنوان الموضوع بحد ذاته يدعو للتأمل و التذكر في مدى روعة العطاء ..
هناك قلوب تسمو بالعطاء
و تسعد بالعطاء
و تعطي ببذخ
ليس لأنها تعودت فقط على العطاء
بل لأنها تعيش لذة العطاء
و تستمتع بها
صار العطاء عنوانها
و اللذة روحها التي تسمو ..
موضوع يجعلنا نبحر في أعماق العطاء
و نستشعر لذته ..

لاجل QT
14-04-2013, 02:42 AM
لاتعطى بلا مقابل الاشخصية محبة لله نقية القلب..ليس لها اطماع شخصية

بس للاسف قلة هم او ياكد ينعدمون بيننا

موضوع رائع...يعطيكم العافية

شبح الصمت
14-04-2013, 08:06 AM
ماشاء الله كلمات جميلة

ذكرتيني يالما

في ناس مهما عطيتها تصدقين وقدمتي لها على خطأ بسيط او ليش خطأ نقول حق من حقوقك وطالبتي فيه تصدقين يتكدرون ويشوفون هالجانب وينسون الي سويته لهم وخدمتيه وقدمتيه ويمكن كثير ما قدمه لهم ..

بس اجرك عند رب العالمين وهو أعلم مافي القلوب ..

في ناس تخطط لقدام قبل لا تخطي خطوة وتكون مستعده للهجوم عليكـ بس ينتظرون لحظة العطاء تنتهي وبعدين يشهرون انيابهم ..

حسبي الله ونعم الوكيل

ولكن يبقى ولد الاصل اصل مهما مروا عليه من ناس تجحد العطاء ..

تحياتي لموضوعكـ ولكـ

:)

شراع
14-04-2013, 02:44 PM
اذا اعطينا المال فنحن لا نعطي الا ما وهبه الله لنا ودعونا نتأمل في مسألة زيادة المال بالصدقة ونتذكر قول الله تعالى
"مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{261} " [البقرة: 261]
هذا من جانب العطاء المادي انظروا كيف يضاعف الله قيمة العطاء
دعونا نتأمل سوياً قيمة وأجر ومردود نوع آخر من العطاء قد يكون مجانياً ولا تستخدم فيه المادة وسيلة ابداً فربما بسمه من وجه بشوش وحسن تعامل مع الناس بالرفق والرحمة قد تكون اكبر في قيمتها من العطاء المادي ... فكيف يكون المردود وعلى ماذا ينعكس.؟؟
من وجهة نظري أن الابتسامة في وجه الاخ لاخية بما انها صدقه ستنعكس بدورها على سعادة المتصدق فكما وهب السعادة فسوف يجني السعادة اضعاف ...
وهذا هو محور الموضوع وهذه هي السعادة في ابهى صورها واحلا معانيها والتي ترجمت في كلمة لذة وكانت محور الموضوع القيم المليئ بالتأملات
واخيراً أحب ان احيي اخي شبح الصمت واقول له جزاك الله خير على ما تقدمه وما ستقدمه سيزيد من رصيدك اضعاف ما تقدم فلا تنتظر المقابل حتى وان كان عكسي فلا تحزن فخزائن الله لا تنفذ ونبع كرمه لا يجف .
تحياتي لكم جميعاً. بعض الأعضاء اللذين كنت انتظرهم يشاركون في الموضوع بالفعل دخلوا واثروه بمداخلاتهم والبعض الآخر ما زلت انتظره وانا على يقين انهم سيشاركون في هذا الطرح فهم لا يستطيعون مقاومة هذه الهمسات فكما عرفتهم بقلوبهم الطيبة النقيةواحساسهم الصادق سأنتظرهم على هذا الأمل في دعوة الى التأمل وتذوق اللذة بطعم العطاء