المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته



امـ حمد
12-04-2013, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإصلاح النفسي للفرد أساس استقامته

فإن أشد ما تكون إليه حاجة الأمة اليوم هو انضواءُ أفرادها تحت لوائها بحيث يمثّل كل فردٍ منهم لبنة قوية صالحة،تشيد بناء الأمة،

وترسخ دعائمه،لأن فساد الأمة بفساد أفرادها،وقد أثنى اللهُ تعالى على خيرِ جِيلٍ عرفَتْهُ البشريةُ يحمل صفاتٍ لم تبلُغْها أُمَّةٌ لَمْ تَنْعَمْ

بنعمةِ الإسلام،قال تعالى﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ﴾آل عمران،فكانوا أفرادًا

متجانسين أهلَ مُعْتَقَدٍ واحدٍ، يسيرون على مسارٍ واحدٍ لا عِوَجَ فيه كما أمرهم ربُّهم سبحانه﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ

تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾الأنعام،ويؤلفون مجتمعاً مؤمناً له شخصيته القوية،وهم متكتِّلون على كلمة التوحيد الخالص بصدق

وأمانة،وقائمة على تجريد العبادة لله وحده بجميع أنواعها،ومتابعة رسول الهدى محمد صلى اللهُ عليه وآله وسلم،والاكتفاء به إماماً

وقدوة،والعمل بسنته والدعوة إليها،وتحذير الناس من الابتداع في دين الله تعالى،فكان أن ورَّث تلك المتابعة الصادقة ثمرات حسنةً

ارتفعوا بها عن الحضيض،لأن الإصلاح النفسي للفرد هو القاعدة الأساسيةُ لصلاحه وصلاح أمته،وهو الدعامةُ الأولى لاستقامته

وسعادته في الدارين،ومستلزمةٌ للإقرار بالخالق سبحانه ومحبّتِهِ وإخلاصِ الدِّين له،قال ابنُ تيمية،رحمه الله(لقد أودع الله عز وجل في قلوب العباد من المعارف الفِطرية الضرورية ما يفرقون به بين الحق

والباطل،وما يجعلها مستعدة لإدراك الحقائق ومعرفتها،كما أنه سبحانه جعل الأبدان مستعدة للاغتذاء بالطعام والشراب،ولولا هذا

الاستعداد لما أمكن تغذيتها وتربيتها،وكما أن في الأبدان قوة تفرق بين الغذاء الملائم والمنافي،ففي القلوب قوة تفرق بين الحق

والباطل)وشق سلبي عارض على الفطرة التي قد تضعف ويخفت نورها فيعرض لها ما يغيرها ويحولها إلى ملل الكفر والشرك بسبب

البيئة السيئة التي يتربى فيها الإنسان منذ صغره،ففي الحديث(كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا

تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ)أخرجه البخاري،وأبو داود،أو بسبب نزغات شيطانيةٍ طائشةٍ تميل به عن الجادَّةِ وتنحرف به عن سواء السبيلِ، وإلى هذا المعنى يشير النبيُّ

صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله فيما يروي عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال(إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ

عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنزلْ بِهِ سلطاناً) أخرجه مسلم،وأحمد،فارتبط مصيرُ الإنسان في

دنياه وآخرته بأحد الشِّقين،شقّ الخير والتقوى،وشقّ الشرّ والفجور،فمن طهَّر نفسَه بطاعة الله، وأصلحها من الأخلاق الدنيئة

والرذائل فقد أفلح وربح، ومن أخملها ودسَّها حتى ركب المعاصي وترك طاعةَ الله فقد خاب وخسر، وأصلُ هذا المعنى قول الله

تعالى﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا،قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾الشمس،لذلك أرسل اللهُ الرسل لتذكر

النفس بوجوب المحافظة على طهارة فِطرَتها المتجلِّية في معرفة الله ومحبَّتِهِ والإخلاصِ له،كما حذرت من الاستسلام للنزعات الشيطانية

والطبائع الشرِّيرة الطارئة على النفس التي تضعف من عزمها، وترمي بها في بُؤَرِ الضلال وساحات الهوى،وتنحرفُ بها عن سواء

السبيل،فدعت إلى تخليص الفطرة من كلّ ما قد يُعَكِّرُ صفاءَهَا ويذهب نقاءَها ممّا يلابسها من الشوائب والعوالق المدنِّسة،قال تعالى﴿فَأَقِمْ

وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾الروم،قال ابن

القيم،رحمه الله(وهكذا شأن الشرائع التي جاءت بها الرسل،فإنّها أمر بمعروفٍ،ونهي عن منكر،وإباحة طيب، وتحريمُ خبيثٍ، وأمرٌ بعدلٍ،

ونهيٌ عن ظُلْمٍ،وهذا كلّه مركوزٌ في الفطرة،وكمال تفصيله وتبيينِه موقوفٌ على الرسل)وعلى أساس معايير الهداية التي جاءت بها الرسلُ تقوم دعوةُ المصلحين.

أسد قطري
20-04-2013, 12:28 AM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

الصغيره
20-04-2013, 05:05 AM
بارك الله فيك وجعله بميزان اعمالك الصالحه وجزيت الجنه مقاما

لاجل QT
20-04-2013, 05:20 AM
هذا شي نفتقدة من البعض الالتزام الذاتي كبير وصغير الله يصلحهم

موضوع جميل يستحق وقفة للنقاش فية

امـ حمد
20-04-2013, 03:50 PM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

بارك الله في حسناتك

امـ حمد
20-04-2013, 03:51 PM
بارك الله فيك وجعله بميزان اعمالك الصالحه وجزيت الجنه مقاما



بارك الله في حسناتج حبيبتي الصغيره

ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

امـ حمد
20-04-2013, 03:52 PM
هذا شي نفتقدة من البعض الالتزام الذاتي كبير وصغير الله يصلحهم

موضوع جميل يستحق وقفة للنقاش فية

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس