المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هم يبكون ونحن نبكي



امـ حمد
16-04-2013, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أقول أننا لا نبكي،لا،بل نبكي،ولكن السؤال على ماذا نبكي،نبكي على مصائبنا وآلامنا،هذا يبكي على أبٍ أو أم،وذاك يبكي على أخٍ

أو أخت،وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب،
وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية،بل الأدهى،هناك

من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات،وآخر يبكي على خسارة في المباريات،فكر الاّن هل جلست تبكى يوماً كما

بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم،او أصحابه رضوان الله عليهم،يبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن لانبكى،حتى

سمع لصدره ازيز كازيز المرجل من البكاء(اى كغليان القدر)يبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو خاتم الانبياء

والمرسلين،هو حبيب الرحمن وخليله،وهو الذى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تاخر،يبكى ابو بكر الصديق رضى الله عنه،ونحن لا

نبكى،كان رجلاً اذا صلى لا يتمالك نفسه من البكاء ويقول يا ليتنى شجرة تعضد،وهو من،هو ثانى اثنين فى الغار،هو الذى

قال فيه ربه (وما لاحد عنده من نعمة تجزى ولسوف يرضى)هو الذى يدعى من ابواب الجنة الثمانية،عمر الفاروق رضى الله

عنه،يبكى ونحن لا نبكى،وهو من هو،فى وجهه خطان اسودان من البكاء،عمر بن الخطاب يغشى عليه عند سماع

القران،ويعوده الناس يظنونه مريضاً،وما به مرض بل من خشية الله تعالى،عمر يقول لإبنه فى سكرات الموت،يا بنى ضع خدى

على الارض لعل الله ان يرحمنى،ويقول ياليت ام عمر لم تلد عمر،اتدرون من عمر،الفاروق،عمر الذى هو اول من يستلم

كتابه،يبكى عثمان بن عفان رضى الله عنه،ونحن لا نبكى،يقول وددت انى اذا مت لم ابعث،اتدرون من عثمان،هو ذو

النورين،هو الذى تستحى منه الملائكة،هو الذى ائتمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه،ام المؤمنين عائشة رضى الله

عنها،تبكى ونحن لا نبكى،وهى من هى،الصديقة بنت الصديق،الحبيبة بنت الحبيب،تبكى وهى تقرأ قوله تعالى(فمن الله

علينا ووقانا عذاب السموم)وتقول ياليتنى كنت نسياَ منسيا،وبكت أم أيمن رضي الله عنها،لما جاءها أبو بكر وعمر رضي الله

عنهما،يزورانها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ،فقالا لها، يا أم أيمن ما يبكيك،أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله،

قالت،بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله،ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء،بكت هماً وحزناً وخوفاً على الأمة بعد نبيها،

وغيرهم الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم،فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه،ومنهم من إذا ذكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً

عليه،بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه،أما بكيت شوقاً لله،وسكنى جنته في جواره،أما بكيت خوفاً من دخول

النار،والحرمان من رؤية القهَّار،قال الله عن أهل النار(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون،كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ

لمحجوبون،ثم إنهم لصالوا الجحيم،ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون)والله،ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من،رؤية

الرحمن الرحيم،ووالله،ما في النار عذاب أشد وأعظم من،الحرمان من رؤية وجهه الكريم،قال ابن عثيمين رحمه الله

،والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده(واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر

المؤمنين)ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال(والذي نفس محمد بيده لو

علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد،ولحسيتم على رؤوسكم التراب)رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد،وفي حديث

آخر(والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً،ولبكيتم كثيراً،ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى

الله)قال الترمذي،حديث حسن صحيح،قال ابن القيم رحمه الله،ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب،والبعد عن الله،وما

خلقت النار،إلا لإذابة القلوب القاسية،وإنَّ أبعد القلوب من الله،القلب القاسي،وإنه إذا قسى القلب قحطت العين،إذا أنت لم

تبكي على ذنبك،فمن يبكي لك عليه بعدك،ابكوا،خوفاً من الله الجبار العظيم المنتقم أن ياخذكم بذنوبكم ،ابكوا،حياءً منه وقد

لوثتم اعينكم واذانكم واجسامكم بمعصيته وقد تجرأتم على نظره اليكم،وقد صبر عليكم وامهلكم،ابكوا،خوفاً من الموت،وقد يكون

ملك الموت الاًن واقفاً استعداداً لقبض ارواحكم،ابكوا،خوفاً من سكرات الموت،التى لا ينجو منها أحداّ،حيث تتألمون وحدكم،ولا

ينفع عندئذ طبيب او قريب،ابكوا،خوفاً من قبر تجلسون فيه وحدكم،لا أنيس ولا جليس،مظلم ضيق،هل سيرافقك عملك

الصالح فى قبرك فى صورة رجل جميل يؤنسك،ام سيظهر عملك الفاسد ليفزعك

اكثر،أما تبكيك الذنوب،أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب،عن عقبة بن عامر قال،قلت يا رسول الله ما النجاة،قال(أمسك عليك

لسانك،وليسعك بيتك،وابك على خطيئتك)إبكي،قبل أن تشهد عليك الجوارح،وقبل أن تقف في ذلك الموقف العظيم،وقبل أن يسألك

ربك،ألم تكن تظن أني أراك وأنت تعصاني،أما استحييت مني وأنت تختبأ عن أعين الناس وتنساني،فإن العبد إذا بكى بين يدي

سيده رحمه،فإن الطفل إذا بكى رحمته أمه،وربنا أرحم بنا من إمهاتنا،بل حتى من أنفسنا،واعلم أنَّ البكاء من مفاتيح التوبة،ألا

ترى أن القلوب ترق حينها فتندم،إذا أردت أن تعرف قيمة الدموع وأثرها،اسأل التائبين عندما يتوجهون إلى ربهم بقلب

كسير،وعيون خاشعة ذليلة فتنهمر الدموع لتكون دليلاً على الندم والتوبة،قال تعالى(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)

إن البكاء داعٍ إلى الرحمة،لعله يراك على حالة فيرحمك بها،فإذا رحمك فإنك نجوت

من النار وفزت بالجنة،أليست الأم ترحم وليدها إذا بكى،أتظن أن الأم تقذف بوليدها في النار،آه ثم آه من القلوب القاسية،عن أبي

هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلاً شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال( إن أحببت أن يلين قلبك فامسح رأس

اليتيم وأطعم المسكين)إلى متى وقلوبنا قاسية،وأنفسنا لاهية،أما آن أن نستجيب لنداء ربنا وهو يخاطبنا قائلاً (ألم يأن للذين آمنوا

أَن تخشع قلوبهم لذكر اللَه وما نزل من الحق)يقول ابن مسعود،والله ما بين إسلامنا ونزول هذه الآيات إلا سنوات حتى

لامنا ربنا،وكان أصحاب القلوب الحية إذا سمعوا هذه الآية بكوا،وقالوا،بلى يا ربي قد آن قد آن،

اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلبي يخشع من تقواك واجعل عيوني تدمع من خشيتك واجعلني يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أسد قطري
20-04-2013, 12:17 AM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

أسد قطري
20-04-2013, 12:18 AM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

امـ حمد
20-04-2013, 04:00 PM
يعطيك العافية ..
ومشكور ..

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس