لعديد
18-04-2013, 01:57 PM
هذه قطر يا رستم
عزيزي القارئ هل لنا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء أو إلى أهم المحطات في تاريخ بناء الحضارة الإسلامية وفي الوقت الذي امتدت فيه الفتوحات شرقاً وغرباً على يد الفاتحين من أبناء شبه الجزيرة، وبالتحديد معركة القادسية، والتي نصر فيها العرب على الفرس وكانت الطريق الأكبر لفتح بلاد فارس، والتي كان القائد فيها رستم أكثر جنود (يزدجر كسرى الفرس) جرأة وشجاعة وتخطيطاً يقف قبالة الصحابي الجليل ربعي بن عامر مندهشاً متسائلاً مستهزئاً بالعرب بأنهم قبائل متفرقة يتحاربون لأتفه الأسباب ويعيشون في كنف فارس والروم فأجابه الصحابي الجليل (الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله. ومن ضيق الدنيا إلى سعتها. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه. فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا. ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله..... إلخ) فلو تأملنا السؤال الذي طرحه رستم هو نفس السؤال الذي يطرح من قبل الدول الكبيرة صاحبة التاريخ العريق والمساحات الممتدة والعدة والعتاد، ودائماً تكون الإجابة هي أن الغاية السلمية النبيلة ووضوح الرؤيا وقوة الرسالة المحمولة هي التي جمعتنا وأعطتنا الدافع لتنفيذ خططنا والاستمرار بتحقيق غاياتنا. وإذا حركنا الذاكرة بشكل أكبر سنجد فرعون يطرح نفس السؤال مستهيناً بموسى وقومه، وهكذا إذا كان هناك حراك من فئة قليلة تجاه فئة كبيرة طُرح نفس السؤال المحقر للشأن من أنتم؟
وهذا بالضبط ما تواجهه قطر اليوم من أغلب الإعلام العربي من هي قطر؟ وما حجمها التاريخي والسياسي الذي يؤهلها للعب هذا الدور والرغبة في تزعم العرب؟ وما إمكاناتها البشرية؟ وما مساحتها الجغرافية؟ ولك أن تسمع من الاستهزاء والتحقير الشيء الكثير، وتناسوا أنهم يشبهون رستم إلى حد كبير؟
لن أدافع عن قطر أو الخليج أو الجزيرة العربية، فتاريخهم يشهد لهم ولن أدافع عن أمير قطر فالله يدافع عن الذين آمنوا.
ولكني سأحلل المعلومة التاريخية التي ستجعلنا نستوعب الأحداث ومجرياتها، وتجرنا إلى نقطة مهمة منذ متى كانت العراقة التاريخية والمساحة الجغرافية هي التي تصنع زعامة الأمم. لو كان الأمر كذلك لكانت الهند والصين أهم دولتين في العالم على مر التاريخ، وما استطاع أحد انتزاع ذلك منهما!! وحتى في الحياة لو كان الأمر بالأحجام لكان الفيل ملك الغابة والنعامة سيدة الطيور!! ولكن الأمم والدول تتقدم بتقدم إرادتها ووضوح أهدافها ورغبتها في أن تكون، زد على ذلك قوة اقتصادها وتمكنها من إدارة ذاتها، ولذلك استطاع العرب تكوين حضارة إسلامية عريقة من أقوام يرعون الغنم. واستطاع الأتراك العثمانيون تسيد العالم بعد أن كانوا مجموعة من الغزاة.
واستطاع المغول تسيد مناطق من العالم بعد أن كانوا رعاعاً لا قيمة لهم، وهكذا يبزغ نجم دول ثم يأفل ويأتي غيرها، كلهم في البداية كانوا صغاراً لا يلتفت إليهم ثم أصبحوا قوة لا يستهان بها. لذلك عندما تطرحون السؤال باستهزاء من أنتم يا قطر وما حجمكم وما قوتكم؟ سنرد عليكم قائلين نحن دولة لها الحق أن تنفذ مخططاتها وسياستها كما تريد، وهذه السياسات والخطط ليست شرطاً أن تتوافق مع رغبات الناس، لأن ما يعلمه الخاصة لا يعلمه العامة، وهذا بالضبط ما قاله محمد بن أبي عامر عندما اعتلى عرش الأندلس وطرح عليه أحدهم سؤالاً، وكان يعرفه عندما كان شاباً من العامة، أصرت تفعل ما كنت تنكره عليهم يا محمد؟ فقال لعلي صرت أرى ما يرون!!
إذاً أن تدعم قطر ذاك أو هذا، هذا يأتي وفق ما رسمته لنفسها من سياسة طموحة، تجعل لها دوراً ريادياً بين الأمم، وهذا حق يجب أن لا ينكره أحد علينا!!
فإذا كنا نملك المال والاقتصاد وارتأينا أن ندعم بعض المشاريع الاقتصادية في دول العالم أو في الدول العربية الإسلامية، فأين الخطأ في هذا؟
ولا تحسبوا أننا لا نعي أن هذا الاقتصاد مرتبط بدور سياسي ولكنه مرتبط أيضاً بطموح مشروع فنحن لا نسعى إلى قتل المسلمين، ولا نهدف إلى إيذاء أحد!!
لذلك سأقول لكل العالم الذين يذكروننا بأفضالهم علينا وبأننا جهلة وهم من قاموا بتعليمنا. نحن والله لا ننكر فضلكم بل نجلكم ونحترمكم، لأنكم جزء لا يتجزأ من الذات العربية المسلمة ننحني إجلالاً وتقديراً لها، ولكن تذكروا أيضاً أنكم حملتم إلينا العلم، ولكننا أيضاً حملنا لكم الإسلام. وحملتم لنا الدنيا وحملنا إليكم الآخرة.
إن النار المتأججة في الإعلام كلها تنكر على قطر طموحها ورغبتها في التزعم، بينما التاريخ كله لم ينكر ذلك على أمة من الأمم، وتذكروا أن الأيام دول...... وأن الإنسان هو الذي يصنع موقعه في الحياة الدنيا.
تحياتي لكل أبناء الأمة الشرفاء من خليجها إلى محيطها.....
وقفة:
يقول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار يا ليتها عيرت بما هو عار
عيرتمونا بأننا لا تاريخ ولا جغرافيا ولكننا إمكانات سيشهد لها التاريخ وطموح يفوق كل جغرافيا.
للكاتبة/ سارة الخاطر
بجريدة العرب القطرية
http://www.alarab.qa/details.php?iss...4&artid=239361
عزيزي القارئ هل لنا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء أو إلى أهم المحطات في تاريخ بناء الحضارة الإسلامية وفي الوقت الذي امتدت فيه الفتوحات شرقاً وغرباً على يد الفاتحين من أبناء شبه الجزيرة، وبالتحديد معركة القادسية، والتي نصر فيها العرب على الفرس وكانت الطريق الأكبر لفتح بلاد فارس، والتي كان القائد فيها رستم أكثر جنود (يزدجر كسرى الفرس) جرأة وشجاعة وتخطيطاً يقف قبالة الصحابي الجليل ربعي بن عامر مندهشاً متسائلاً مستهزئاً بالعرب بأنهم قبائل متفرقة يتحاربون لأتفه الأسباب ويعيشون في كنف فارس والروم فأجابه الصحابي الجليل (الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله. ومن ضيق الدنيا إلى سعتها. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام. فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه. فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا. ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضي إلى موعود الله..... إلخ) فلو تأملنا السؤال الذي طرحه رستم هو نفس السؤال الذي يطرح من قبل الدول الكبيرة صاحبة التاريخ العريق والمساحات الممتدة والعدة والعتاد، ودائماً تكون الإجابة هي أن الغاية السلمية النبيلة ووضوح الرؤيا وقوة الرسالة المحمولة هي التي جمعتنا وأعطتنا الدافع لتنفيذ خططنا والاستمرار بتحقيق غاياتنا. وإذا حركنا الذاكرة بشكل أكبر سنجد فرعون يطرح نفس السؤال مستهيناً بموسى وقومه، وهكذا إذا كان هناك حراك من فئة قليلة تجاه فئة كبيرة طُرح نفس السؤال المحقر للشأن من أنتم؟
وهذا بالضبط ما تواجهه قطر اليوم من أغلب الإعلام العربي من هي قطر؟ وما حجمها التاريخي والسياسي الذي يؤهلها للعب هذا الدور والرغبة في تزعم العرب؟ وما إمكاناتها البشرية؟ وما مساحتها الجغرافية؟ ولك أن تسمع من الاستهزاء والتحقير الشيء الكثير، وتناسوا أنهم يشبهون رستم إلى حد كبير؟
لن أدافع عن قطر أو الخليج أو الجزيرة العربية، فتاريخهم يشهد لهم ولن أدافع عن أمير قطر فالله يدافع عن الذين آمنوا.
ولكني سأحلل المعلومة التاريخية التي ستجعلنا نستوعب الأحداث ومجرياتها، وتجرنا إلى نقطة مهمة منذ متى كانت العراقة التاريخية والمساحة الجغرافية هي التي تصنع زعامة الأمم. لو كان الأمر كذلك لكانت الهند والصين أهم دولتين في العالم على مر التاريخ، وما استطاع أحد انتزاع ذلك منهما!! وحتى في الحياة لو كان الأمر بالأحجام لكان الفيل ملك الغابة والنعامة سيدة الطيور!! ولكن الأمم والدول تتقدم بتقدم إرادتها ووضوح أهدافها ورغبتها في أن تكون، زد على ذلك قوة اقتصادها وتمكنها من إدارة ذاتها، ولذلك استطاع العرب تكوين حضارة إسلامية عريقة من أقوام يرعون الغنم. واستطاع الأتراك العثمانيون تسيد العالم بعد أن كانوا مجموعة من الغزاة.
واستطاع المغول تسيد مناطق من العالم بعد أن كانوا رعاعاً لا قيمة لهم، وهكذا يبزغ نجم دول ثم يأفل ويأتي غيرها، كلهم في البداية كانوا صغاراً لا يلتفت إليهم ثم أصبحوا قوة لا يستهان بها. لذلك عندما تطرحون السؤال باستهزاء من أنتم يا قطر وما حجمكم وما قوتكم؟ سنرد عليكم قائلين نحن دولة لها الحق أن تنفذ مخططاتها وسياستها كما تريد، وهذه السياسات والخطط ليست شرطاً أن تتوافق مع رغبات الناس، لأن ما يعلمه الخاصة لا يعلمه العامة، وهذا بالضبط ما قاله محمد بن أبي عامر عندما اعتلى عرش الأندلس وطرح عليه أحدهم سؤالاً، وكان يعرفه عندما كان شاباً من العامة، أصرت تفعل ما كنت تنكره عليهم يا محمد؟ فقال لعلي صرت أرى ما يرون!!
إذاً أن تدعم قطر ذاك أو هذا، هذا يأتي وفق ما رسمته لنفسها من سياسة طموحة، تجعل لها دوراً ريادياً بين الأمم، وهذا حق يجب أن لا ينكره أحد علينا!!
فإذا كنا نملك المال والاقتصاد وارتأينا أن ندعم بعض المشاريع الاقتصادية في دول العالم أو في الدول العربية الإسلامية، فأين الخطأ في هذا؟
ولا تحسبوا أننا لا نعي أن هذا الاقتصاد مرتبط بدور سياسي ولكنه مرتبط أيضاً بطموح مشروع فنحن لا نسعى إلى قتل المسلمين، ولا نهدف إلى إيذاء أحد!!
لذلك سأقول لكل العالم الذين يذكروننا بأفضالهم علينا وبأننا جهلة وهم من قاموا بتعليمنا. نحن والله لا ننكر فضلكم بل نجلكم ونحترمكم، لأنكم جزء لا يتجزأ من الذات العربية المسلمة ننحني إجلالاً وتقديراً لها، ولكن تذكروا أيضاً أنكم حملتم إلينا العلم، ولكننا أيضاً حملنا لكم الإسلام. وحملتم لنا الدنيا وحملنا إليكم الآخرة.
إن النار المتأججة في الإعلام كلها تنكر على قطر طموحها ورغبتها في التزعم، بينما التاريخ كله لم ينكر ذلك على أمة من الأمم، وتذكروا أن الأيام دول...... وأن الإنسان هو الذي يصنع موقعه في الحياة الدنيا.
تحياتي لكل أبناء الأمة الشرفاء من خليجها إلى محيطها.....
وقفة:
يقول الشاعر:
عيرتني بالشيب وهو وقار يا ليتها عيرت بما هو عار
عيرتمونا بأننا لا تاريخ ولا جغرافيا ولكننا إمكانات سيشهد لها التاريخ وطموح يفوق كل جغرافيا.
للكاتبة/ سارة الخاطر
بجريدة العرب القطرية
http://www.alarab.qa/details.php?iss...4&artid=239361