المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوجه الحقيقي



خوي الدرب
19-04-2013, 04:15 PM
http://im42.gulfup.com/oOwXp.jpg
دانيال بايبس . الصهيونية على حقيقتها ..
دعا السياسي والمؤرخ الاميركي دانيال بايبس الذي يوصف بانه احد اقطاب «المحافظين الجدد» في الولايات المتحدة، واشنطن والحكومات الغربية الى تقديم الدعم للرئيس السوري بشار الاسد، قائلا في مقالة كتبها في موقع «ذا جويش برس» الالكتروني اليهودي ان ذلك يحدث توازناً بينه وبين معارضيه ويمنع انتصارا للاسلاميين في سورية.
وكتب بايبس ان «المحللين يتفقون على ان تلاشي قدرات النظام السوري يتسارع وانه يواصل تراجعه شيئا فشيئا، وان انتصار الاسلاميين اصبح مرجحا بشكل متزايد»، مضيفا: «ردا على ذلك، فانني اغيّر توصيتي السياسية من الحيادية، الى شيء يجعلني بصفتي انسانيا ومعاديا منذ عقود لعائلة الاسد اتوقف لأكتب ان الحكومات الغربية يجب ان تدعم النظام الديكتاتوري الخبيث لبشار الاسد».
واوضح بايبس ان «المنطق الذي دفعني لتقديم هذا الاقتراح النافر هو ان قوى الشر عندما تحارب بعضها بعضا، تصبح اقل خطرا علينا، ما يجعلها اولا تركز على اوضاعها المحلية، ويمنع ثانيا ايا منها من تحقيق انتصار (بحيث تشكل خطرا اكبر). القوى الغربية يجب ان تدفع الاعداء الى طريق مسدود بينهم من خلال دعم الطرف الخاسر، لجعل الصراع بينهم يطول اكثر».
واشار الى ان «هذه السياسة لها سابقة. فخلال معظم فترة الحرب العالمية الثانية كانت ألمانيا النازية في موقع الهجوم ضد الاتحاد السوفياتي وكان ابقاء الجنود الالمان منشغلين في الجبهة الشرقية أمرا حاسما لانتصار الحلفاء. لذلك قام فرانكلين دي. روزفلت بمساعدة جوزف ستالين من خلال تموين قواته وتنسيق جهود الحرب معه. واذا استعدنا الاحداث يتضح ان هذه السياسة البغيضة اخلاقيا ولكن الضرورية استراتيجيا حققت نجاحا. ستالين كان وحشا اسوأ بكثير من الأسد».
وكتب بايبس: «الحرب العراقية - الايرانية بين العامين 1980 و1988 اوجدت وضعا مماثلا. فبعد منتصف العام 1982، عندما اصبحت قوات آية الله الخميني في موقع الهجوم ضد قوات صدام حسين، بدأت الحكومات الغربية تدعم العراق. نعم النظام العراقي هو الذي بدأ الاعمال العدائية وكان اكثر وحشية، لكن النظام الايراني كان اكثر خطورة من الناحية العقائدية وكان في موقع الهجوم. الخيار الافضل كان ان تعيق الاعمال العدائية الطرفين لمنع اي منهما من الخروج منتصرا. او في التعبير الساخر لهنري كيسنجر: من المثير للشفقة ان أيا منهما لا يستطيع ان يخسر».
وقال بايبس ان «تطبيق هذه السياسة على سورية اليوم، تسوّغه اوجه شبه كثيرة. الأسد يشغل دور صدام حسين، الديكتاتور البعثي الذي بدأ العنف. القوى المتمردة تشبه ايران. الذي كان ضحية في البداية يصبح اقوى مع الوقت ويمثل خطرا اسلاميا متزايدا. القتال المستمر يعرض الجوار للخطر. الجانبان ينخرطان في جرائم حرب ويمثلان خطرا على المصالح الغربية. بهذه الروح، فاني ادعو اذا الى ان تذهب المساعدة الاميركية الى الطرف الخاسر، أيا كان».
وذكّر بايبس بتحليل كتبه في العام 1987 ويقول فيه: «في العام 1980 عندما هدد العراق ايران. مصالحنا كانت على الاقل جزئيا تكمن مع ايران. ولكن العراق كان في الموقف الدفاعي منذ صيف 1982، والولايات المتحدة وقفت بحزم الى جانبه. واذا حاولنا الرجوع الى ذلك الوقت واستقراء المستقبل، وعاد العراق الى موقع الهجوم، وهو تغيير لم يكن مرجحا، ولكنه لم يكن مستحيلا، فان الولايات المتحدة كان سيتعين عليها ان تنتقل من ضفة الى اخرى مجددا وتمنح دعمها الى ايران».
واضاف بايبس: «نعم، بقاء الاسد يفيد طهران، النظام الاكثر خطورة في المنطقة، ولكن انتصار المتمردين، تذكروا، سيعزز كثيرا الحكومة التركية التي تتحول بصورة متزايدة الى حكومة مارقة، ويقوي الجهاديين ويستبدل حكومة الاسد باسلاميين منتصرين وهائجين. استمرار القتال يسبب ضررا اقل للمصالح الغربية من استيلاء الاسلاميين على السلطة. هناك توقعات اسوأ من ان يتصارع الشيعة والسنة، وان يقتل جهاديو حماس جهاديي حزب الله والعكس. الافضل ألا يفوز اي من الطرفين».
وقال بايبس ان «ادارة الرئيس باراك أوباما تجرب سياسة طموحة بشكل مبالغ فيه ودقيقة تقوم على دعم المتمردين الجيدين باسلحة قاتلة وشملت 114 مليون دولار من المساعدات، في الوقت الذي تستعد فيه لشن هجمات محتملة بطائرات من دون طيار ضد المتمردين السيئين. فكرة جيدة، لكن التلاعب بقوى الثوار من خلال التحكم عن بعد ليس له حظ كبير بالنجاح. في النهاية المساعدات ستقع في ايدي الاسلاميين والضربات الجوية ستصيب المتمردين الحلفاء. من الافضل ان يتقبل المرء حدوده وان يطمح الى ما هو مجد: دعم الطرف المتراجع».
وتابع: «في الوقت نفسه يجب على الغربيين ان يكونوا اوفياء لاخلاقياتهم وان يساعدوا في وقف الحرب على المدنيين، ملايين الابرياء الذين يعيشون أهوال الحرب الاهلية. الحكومات الغربية يجب ان تجد آليات تلزم الاطراف المتنازعة بقواعد الحرب، خصوصا تلك القواعد التي تعزل المحاربين عن غير المحاربين. قد يشمل ذلك الضغط على ممولي المتمردين وداعمي الحكومة السورية لربط دعمهم بشرط الالتزام بقواعد الحرب. هذا سيلبي واجب الحماية».
وانتهى بايبس الى القول انه «في اليوم السعيد الذي تحارب فيه ايران والاسد الثوار وانقرة حتى يستهلكوا بعضهم البعض، يمكن للحكومات الغربية عندها ان تدعم العناصر غير البعثية وغير الاسلامية في سورية، لمساعدتها في توفير بديل معتدل عن خيارات اليوم البائسة وقيادة سورية الى مستقبل افضل».

الترجمة لصحيفة " الراي "