المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبوديات خفية



امـ حمد
20-04-2013, 02:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبوديات خفية
يقـصر بعض الناس مفهوم العبادة على الركوع والسجود فحسب،وهي في الحقيقة أعم من ذلك وأشمل

بكثير،فقد عرفها شيخ الإسلام بقوله،العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال
الباطنة والظاهرة ، فالصلاة والزكاة والصيام والحج،وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين

وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والآمر بالمعروف والنهى عن المنكر،والإحسان إلى الجار واليتيم
والمسكين وابن السبيل،والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر،وكذلك حب الله ورسوله

وخشية الله،والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه،والرجاء لرحمته والخوف من عذابه،وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة

والمرضية له،التي خلق الخلق لها كما قال تعالى( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وبها أُرسل جميع الرسل،ومن هنا يتبيّن أن العبادة تشمل الصلاة بما فيها الركوع والسجود والدعاء،والطاعة والخضوع،
ومن بين العبوديات الخفيّة التي قد تعـزب عن بعض الأذهان،عبودية الهوى،عبودية الشهوات،عبودية الطاعة والخضوع
،فعبودية الهوى،كذلك سماها الله عز وجل حيث قال( أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على
علم )قال الحسن،رحمه الله،هو المنافق لا يهـوى شيئا إلا ركبه،وقال قتادة،هو الذي كلما هوى شياً ركبه،وكلما
اشتهى شيئاً أتاه،لا يحجـزه عن ذلك ورع ولا تقوى، فليس الأمر اتّباعاً لشريعة الله وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم،بل هو اتّباع لما وافق الهـوى،فتلك عبادة الهوى(إن يتّبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس)ومثل
هذا اتّباع ما وافق رغبات النفس،لا أنه يبحث عن الحق ولا أنها تطلب الحق وتنشده،وأما عبودية الشهوات،
فقد قال عليه الصلاة والسلام(تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم
يرض)رواه البخاري،وهذا من باب الدعاء على من كان كذلك،من كان يُوالي لشهوته ويُعادي

عليها،إن أُعطي رضي،وإن لم يُعط سخط،يرضى لرضا الدينار والدرهم ، ويسخط لسخطهما،يرضى للفراش الوثير واللباس الفاخر،ويسخط ويتسخّط خشونة العيش،أو ترضى

(هي)لرضا الذهب والفضة ووجودهما،وتسخط لفقدهما،وذكر الدينار والدرهم والخميصة والقطيفة لا يُراد به الحصر بقدر ما يُراد به ذكر أمثلة لما يتهافت

عليه الناس،والتي هي مما حُبِّب للناس كما في قوله تعالى (زُين للناس حُبُّ الشهوات من النساء والبنين

والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث )ثم قال سبحانه(ذلك متاع الحياة الدنيا )فشهوات البطن قد تكون معبودة من دون الله،وشهوات الفرج قد تكون كذلك،
والشهوة الخفية،شهوات المناصب،
وعلى سبيل المثال ذلك المُدخِّن الذي يستأسر وينقاد ذليلاً لسيجارة،بل ربما

تنازل عن كرامته لأجل سيجارة لعينة،ومُدمن الخمر،ومُتعاطي المخدّرات مستعد لأن يُضحي بكل ما
يملك حتى يُضحّي بمتاع بيته بل يتنازل عن عرضه في سبيل الحصول عليها،فانظر،كيف أصبح عبداً ذليلاً
لشهوة بطنه التي ربما قتلته،ولذا قال عليه الصلاة والسلام(من لقي الله مدمن خمر لقيه كعابد وثن)رواه
ابن حبان وغيره وهو حديث صحيح،وانظر إلى ذلك الذي ينحني خاضعاً ذليلاً تحت قدمي عاهرة فاجرة،حتى
سجد أحدهم تحت قدميها فما رفع رأسه،عياذاً بالله من سوء الخاتمة،فإن من عاش على شيء مات عليه،قال
ابن القيم،رحمه الله،معلقاً على قول الشاعر الخبيث،

وصلك أشهى إلى فؤادي ..... من رحمة الخالق الجليل

(نعوذ بالله )قال رحمه الله،ولا ريب أن هذا العشق من أعظم الشرك وكثير من العشاق يصرح بأنه لم يبق في

قلبه موضع لغير معشوقه البتة،بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله فصار عبدا مخلصا من كل وجه

لمعشوقه،فقد رضي هذا من عبودية الخالق جل جلاله بعبودية المخلوق مثله، فإن العبودية هي كمال الحب

والخضوع،وهذا قد استغرق قوة حبه وخضوعه وذلِّه لمعشوقه،فقد أعطاه حقيقة العبودية،وذاك عبد الأطباق
الفضائية(الدشوش)لا يستغني عنها وليس عنده استعداد أن يتنازل عن النظر إلى وجوه وعورات المومسات البغايا،

وهذه أمثلة
وأما عبودية الطاعة والخضوع،كان ابو بكر رضي الله عنه،اذا صلى الفجر خرج الى الصحراء،فاحتبس فيها

شيئاً يسيراً،ثم عاد الى المدينه ،فعجب عمر رضي الله عنه، من خروجه ،فتبعه يوماً خفيةً بعدما صلى الفجر

،فأذا ابو بكريخرج من المدينه ويأتي خيمه قديمه في الصحراء،فاختبأ له عمر خلف صخره،فلبث ابو بكر في

الخيمه شيئاً يسيراً،ثم خرج ،فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه،فأذا فيها امرأه ضعيفه

عمياء،وعندها صبيه صغار،فسألها عمر،من هذا الذي يأتيكم ،فقالت،لا اعرفه،هذا رجل من المسلمين،يأتينا كل

صباح منذ كذا وكذا،قال ،فماذا يفعل قالت،يكنس بيتنا،ويعجن عجيننا،ويحلب داجننا ،ثم يخرج ،فخرج

عمر وهو يقول،لقد اتعبت الخلفاء من بعدك ياابا بكر ،لقد اتعبت لخلفاء من بعدك يا ابا بكر،

وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل .فيتصدق بها،ويقول،ان صدقة

السر تطفئ غضب الرب ،فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد،فقالو،هذا ظهر حمّال،وما علمناه اشتغل

حمالاً،فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينه،من بيوت الارامل والايتام،كان يأتيهم طعامهم بالليل،لايدرون من

يحضره اليهم،فعلموا انه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم،وصام احد السلف عشرين
سنة،يصوم يوماً ويفطر يوماً،وأهله لايدرون عنه،كان له دكان يخرج اليه،اذا طلعت الشمس،يأخذ معه فطوره

وغداءه،فاذا كان يوم صومه تصدق بالطعام،واذا كان يوم فطره اكله،كانوا يستشعرون العبوديه لله في جميع

احوالهم،هم المتقون،والله يقول(ان للمتقين مفازا ،حدائق واعنابا،وكواعب اترابا،وكأسا دهاقا،لايسمعون

فيها لغوا ولا كذابا،جزاء من ربك عطاءً حسابا)
قف مع نفسك وفتّش عن تلك العبوديات

الخفية،ويا أيتها المسلمة قفي مع نفسك وسائليها وفتّشي فيها،ولا تكن عبداً لغير الله،فهو سبحانه أهل

الثناء والمجد،وهو أهل التقوى والمغفرة،ولا أحد غيره يستحق أن يُصرف له شيء من العبودية،وقد كان

السلف والعلماء من بعدهم يُربُّون تلاميذهم على عدم التّعلّق بمتاع الحياة الدنيا،وأن لا يكون المسلم عبداً لشهوة أيّاً كانت .

الصغيره
20-04-2013, 04:38 AM
بارك الله فيك وجعله بميزان اعمالك الصالحه وجزيت الجنه مقاما

امـ حمد
20-04-2013, 03:54 PM
بارك الله فيك وجعله بميزان اعمالك الصالحه وجزيت الجنه مقاما

بارك الله في حسناتج الصغيره
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغاليه