المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقليل من عبادي الشكور



امـ حمد
20-04-2013, 11:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير منا يصبح كل يوم معافى فى جسده قد أنعم الله عليه بجوارح تعمل وقلب ينبض وجسد قادر على البذل والعطاء لكنه ينسى

واجب مهم هو أن يشكر الله على هذه النعم وهى كثيرة لا تعد ولا تحصى،من الناس من ينسب النعمة لغير الله أو يقابلها

بالذنوب ولا يؤدى شكر الله فيها،والحياة بين صبر على ابتلاء أو شكر على نعمة فالعبد يتقلب بين الابتلاءات والنعم،عن

صهيب،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عجباً لأمر المؤمن،إن أمره كله خير،وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن،إن أصابته

سراء شكر،فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر،فكان خيراً له)رواه مسلم،ماهو الشكر،هو عرفان الإحسان ونشره،والثناء

على المنعم بما أعطاك من معروف على وجه الخضوع له،والفرق بين الحمد والشكر،أن الحمد،يكون باللسان

والقلب،والشكر،يكون بالقلب واللسان والجوارح،لذلك قال الله تعالى(اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادى الشكور)ومن

أسباب الغفلة عن الشكر،أولاً،جهل العبد وعدم تدبره للنعم عامة لجميع الخلق،مثل عدم شعوره بأن الشمس والقمر نعمة والهواء

الذى تتنفس منه نعمة،وعينك وأذنك ولسانك وسائر خلايا جسدك نعمه،فتجده لا يشعر بهذه النعم لأنها نعم عامة أى منحها الله

للناس كافة، فمثلاً،غسيل الكلى للمريض فى مرة تتكلف مالاً قدره كذا منحك الله كليتان تعملان بصحة جيدة،فيظن بعض الناس أن

هذه النعم يسيرة ومنالة للجميع فلا يؤدى شكر الله،وشكر الله فيه،هو إستعمالها فى طاعته سبحانه،ثانياً،جهله لمن أقل منه فى

النعمة والأمن،عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أصبح منكم

معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا )رواه النسائي،وأحمد في المسند،والترمذي،والألباني في

صحيح ابن ماجه،وعن أبي هريرة، قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(انظروا إلى من هو أسفل منكم،ولا تنظروا إلى من هو

فوقكم،فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله )حسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود،ثالثاً،جهله بأسماء الله تبارك وتعالى وصفاته جلا

وعلا،فترى الإنسان منا ينسى ويجهل أن الله هو القوى يعز من يشاء ويذل من يشاء قدَّر للفقير فقره وللغنى غناه،كقارون قال

(إنما أوتيته على علم عندى)فلم يعترف قارون بفضل الله عليه بل نسب الفضل كله لنفسه وعلمه فأهلكه الله،وهل النعمة يمكن

أن تزول أو أن تنقلب إلى نقمة،قال عمر بن عبد العزيز،قيدوا النعمة بشكر الله،وقد يقول قائل نرى أصحاب الذنوب والمعاصى

وتأتيهم النعم،فنرد عليهم،عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إذا رأيت الله يعطى العبد من الدنيا ما يحب وهو

مقيم على المعاصى فإن ذلك منه إستدراج)وقال بعض السلف،إذا رأيت الله عز وجل يتابع عليك نعمة ،وأنت مقيم على

معاصيه،فاحذره،فإنما هو استدراج منه يستدرجك به،وقد قال تعالى(ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن

لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون،ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون،وزخرفاً وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا

والآخرة عند ربك للمتقين)الزخرف، وقد رد سبحانه،على من يظن هذا الظن بقوله،فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه

فيقول ربي أكرمن،وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن)الفجر، كلا ،أي،ليس كل من نعمته ووسعت عليه رزقَه

أكون قد أكرمته،ولا كل من ابتليتُه وضيقت عليه رزقه أكون قد اهنته،بل أبتلي هذا بالنعم،وأُكرم هذا بالابتلاء،وفي مسند أحمد

عنه،إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب،قال سفيان،رحمه الله،عند ءاية(سنستدرجهم من

حيث لا يعلمون)قال يعطيهم النعم ويسبغها عليهم ولا يشكرون،ومن أسباب زوال النعم،المعاصى والذنوب،فإن كنت فى

نعمة فراعها فإن المعاصى تزيل النعم،قال تعالى(ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس)وقال تعالى(قل هو من عند

أنفسكم)والإعراض عن الدين،عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،لرجل وهو يعظه

(اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)وإذا

حدث مع العبد غرور وكبر وعجب،قال تعالى (ويل لكل همزة لمزة الذى جمع مالاً وعدد يحسب أن ماله أخلده)تبرأ من النعمة

إلا من عند الله ، قم واشكر النعمة وانصح ولا تتكبر وتواضع عند نزول النعمة،كان الحسن البصرى رحمه الله،إذا شرب الماء قال

الحمد لله الذى جعله فراتاً ولم يجعله ملحاً أجاجاً،مرة شرب عمر بن الخطاب،فبكى فقال لسائله عن سبب بكائه تذكرت هذا الماء

البارد واشتهائى له يوم القيامة،وقال ابن أبى مليكة،أدركت ثلاثين من الصحابة كلهم يخاف النفاق على نفسه،



اللهم احفظ نعمك علينا فإنا مقصرون وإن شكرنا لن نوفيك حقك.

الوليد1
21-04-2013, 01:02 AM
روي عن داود عليه السلام انه قال: " يا رب! كيف اشكرك وشكري لك نعمة اخرى منك، ويوجب علي الشكر لك، فيقول الله عز وجل: إذا عرفت هذا فقد شكرتني ".

امـ حمد
21-04-2013, 02:29 AM
روي عن داود عليه السلام انه قال: " يا رب! كيف اشكرك وشكري لك نعمة اخرى منك، ويوجب علي الشكر لك، فيقول الله عز وجل: إذا عرفت هذا فقد شكرتني ".

بارك الله في حسناتك