لعديد
24-04-2013, 11:08 AM
مستعطياً....... لا مستجدياً
أعزائي القراء.. بالطبع تعرفون عبدالله بن الزبير -رضي الله عنهما- أول مولود للمهاجرين بالمدينة المنورة، والذي حنكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمه أسماء بنت أبي بكر، وخالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها- وقد اشتهر بعبادته وأخلاقه وقوته، مما يجعله مقدماً في كل شيء، لذلك عندما تنازل خالد بن معاوية عن الخلافة نادى لنفسه خليفة للمسلمين، وبايعه على ذلك أكثر المسلمين إلا أهل الشام، فقد كانوا يميلون إلى مروان بن الحكم، وهو لا يعدل عبدالله بن الزبير في شيء، بل على العكس أبعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المدينة المنورة، وسجلت عليه بعض الملاحظات التاريخية لا مجال لسردها الآن..... دخل على عبدالله بن الزبير رجل من أهل الشام يطلبه العطاء (أي من المال المستحق من بيت مال المسلمين)، ولكن عبدالله بن الزبير -اشتهر بتقتيره- منعه العطاء، فأحس الرجل أنه كالمتسول، فقال لعبدالله: «لقد جئتك مستعطياً... لا مستجدياً» أنا لست متسولاً ولكن لي حق من بيت مال المسلمين، وخرج غاضباً وتوجه إلى أهل الشام، وقد بدأت قلوبهم تميل لمبايعة عبدالله بن الزبير فأججهم وقلب الموازين لصالح مروان بن الحكم، بسبب أمور صغيرة لو التفت إليها الناس لما خسروا الشيء الكثير.
عزيزي القارئ.. الشاهد من هذه القصة أن الذين يطالبون برفع أعطياتهم أعني معاشاتهم من المطلقات والأرامل والمنتفعين من وزارة الشؤون الاجتماعية هؤلاء مستعطون.. لا مستجدون.. يا أستاذة/ نجاة العبدالله.. هذه الفئة من الناس تعيش بيننا وتظلهم سماؤنا وتحكمهم ظروف معيشتنا ويتأثرون بالتضخم الاقتصادي وغلاء الأسعار الذي يحكمنا... وقد كانوا ينتظرون منك أنتِ بالذات يا من تعرفين ظروفهم وتعلمين حالتهم أن تخرجي بتصريح صحافي ينصفهم ويطالب لهم بالزيادة، تناسباً مع ما تطمح إليه البلاد وأميرها من تحقيق حياة كريمة للمواطن، خاصة أننا في بلد يلتحف فيه الناس بعدالة سمو الأمير وتوجيهاته للوصول بالإنسان القطري إلى أعلى سقف من حقوق الإنسان.
أتصدمين الناس بقولك: إن ألفي ريال تكفي هؤلاء وتسد رمقهم؟!!
إلى أي شيء تطمحون يا مسؤولين؟ إلى الشهرة.. بمخالفة رأي أغلبية الناس، ومن بينهم أهل الحل والعقد من مجلس بلدي ومجلس شورى الذين طالبوا لهم بالزيادة؟ أم إلى المناصب العليا بعد أن قدمتم قرابين الولاء بإظهار الحرص على المال العام؟!! إن هذه الأعطيات لن تنقص بيت مال المسلمين أعني (الميزانية العامة)، لأن المال يربو ويزيد بفضل دعائهم، خاصة أنهم الفئة الأضعف في المجتمع، ولن أسرد لك القصص التاريخية التي تؤكد كيف أن الله أعز أقواماً برحمة ضعيفهم وأذل آخرين بتكبرهم وتجبرهم!!
إلى أي شيء استندتم في حكمكم؟ هل لاستبانات؟ أم إلى مسح ميداني؟ أو مقابلات وهمية؟
ماذا تعني ألفا ريال وسط كل الظروف الاقتصادية والمجتمعية الراهنة؟!
بالتأكيد سنحمد الله على آلائه ونعمه وفضله، ولكن لنكن واقعيين أيضاً هل ألفا ريال من وجهة نظرك تستوعب الجمعية والبترول والسائق والخادمة واحتياجات الأبناء..... إلخ.
إذا كانت الإجابة أن كل المواد التموينية مدعمة والعلاج والتعليم مجاناً..... وهم لا يحتاجون إلى خادمة وسائق باعتبار أن هذه رفاهية اجتماعية، وهكذا عليهم أن يرضوا بما قسم الله لهم، وأن تكون أرجلهم أقصر من لحافهم، وأن لا يتطلعوا إلى من هم أعلى منهم حتى لا تنكسر رقابهم.
والله لقد أصيبوا بكل الأمراض المستعصية عندما قرؤوا تصريحاتك..... فلقد اعتبرتهن مستجديات (متسولات) لا مستعطيات يطالبن بحقوقهن في بلد نادى أميرها المفدى لكل الشعوب بالعدالة... بل وساهم في تعديل أوضاعهم الاقتصادية، وكان علماً من أعلام الجود والكرم التي تضيء صفحات التاريخ القطري.
ولكن يبدو يا مسؤولين أنكم ما زلتم تعيشون بتلك العقلية التي تعتقد بالمقولة الشهيرة «أنا والطوفان من بعدي».
قد آن الأوان لترتقوا إلى مستوى طموحات سمو الأمير بكم.. شعب يؤمن بالعدالة والشفافية، وقديماً قيل: «الناس على دين ملوكها» أميركم يعتلي القمة.. فمتى ستحاولون الصعود؟
تحياتي لكل المنتسبات للشؤون من أمهاتنا وأخواتنا اللاتي جار عليهن الزمان والتصريحات البعيدة كل البعد عن الواقعية.
وقفة:
إلى متى ستظل النساء يثبتن للتاريخ ولأنفسهن وللرجال أنهن أحدّ من السيف عندما يعتلين المناصب، لماذا تتخلين عن الرحمة وبها افتتح الله سور القرآن الكريم، أتتخلين عن صفة اشتهر بها كل الخلفاء الراشدين، لتكن مثل السلاطين العثمانيين.
تحياتي لكل النساء في المواقع القيادية اللائي يرتدين ثوب الحزم وتاج الرحمة والعطف.
للكاتبة / سارة الخاطر
جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1960&artid=240157
أعزائي القراء.. بالطبع تعرفون عبدالله بن الزبير -رضي الله عنهما- أول مولود للمهاجرين بالمدينة المنورة، والذي حنكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمه أسماء بنت أبي بكر، وخالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها- وقد اشتهر بعبادته وأخلاقه وقوته، مما يجعله مقدماً في كل شيء، لذلك عندما تنازل خالد بن معاوية عن الخلافة نادى لنفسه خليفة للمسلمين، وبايعه على ذلك أكثر المسلمين إلا أهل الشام، فقد كانوا يميلون إلى مروان بن الحكم، وهو لا يعدل عبدالله بن الزبير في شيء، بل على العكس أبعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المدينة المنورة، وسجلت عليه بعض الملاحظات التاريخية لا مجال لسردها الآن..... دخل على عبدالله بن الزبير رجل من أهل الشام يطلبه العطاء (أي من المال المستحق من بيت مال المسلمين)، ولكن عبدالله بن الزبير -اشتهر بتقتيره- منعه العطاء، فأحس الرجل أنه كالمتسول، فقال لعبدالله: «لقد جئتك مستعطياً... لا مستجدياً» أنا لست متسولاً ولكن لي حق من بيت مال المسلمين، وخرج غاضباً وتوجه إلى أهل الشام، وقد بدأت قلوبهم تميل لمبايعة عبدالله بن الزبير فأججهم وقلب الموازين لصالح مروان بن الحكم، بسبب أمور صغيرة لو التفت إليها الناس لما خسروا الشيء الكثير.
عزيزي القارئ.. الشاهد من هذه القصة أن الذين يطالبون برفع أعطياتهم أعني معاشاتهم من المطلقات والأرامل والمنتفعين من وزارة الشؤون الاجتماعية هؤلاء مستعطون.. لا مستجدون.. يا أستاذة/ نجاة العبدالله.. هذه الفئة من الناس تعيش بيننا وتظلهم سماؤنا وتحكمهم ظروف معيشتنا ويتأثرون بالتضخم الاقتصادي وغلاء الأسعار الذي يحكمنا... وقد كانوا ينتظرون منك أنتِ بالذات يا من تعرفين ظروفهم وتعلمين حالتهم أن تخرجي بتصريح صحافي ينصفهم ويطالب لهم بالزيادة، تناسباً مع ما تطمح إليه البلاد وأميرها من تحقيق حياة كريمة للمواطن، خاصة أننا في بلد يلتحف فيه الناس بعدالة سمو الأمير وتوجيهاته للوصول بالإنسان القطري إلى أعلى سقف من حقوق الإنسان.
أتصدمين الناس بقولك: إن ألفي ريال تكفي هؤلاء وتسد رمقهم؟!!
إلى أي شيء تطمحون يا مسؤولين؟ إلى الشهرة.. بمخالفة رأي أغلبية الناس، ومن بينهم أهل الحل والعقد من مجلس بلدي ومجلس شورى الذين طالبوا لهم بالزيادة؟ أم إلى المناصب العليا بعد أن قدمتم قرابين الولاء بإظهار الحرص على المال العام؟!! إن هذه الأعطيات لن تنقص بيت مال المسلمين أعني (الميزانية العامة)، لأن المال يربو ويزيد بفضل دعائهم، خاصة أنهم الفئة الأضعف في المجتمع، ولن أسرد لك القصص التاريخية التي تؤكد كيف أن الله أعز أقواماً برحمة ضعيفهم وأذل آخرين بتكبرهم وتجبرهم!!
إلى أي شيء استندتم في حكمكم؟ هل لاستبانات؟ أم إلى مسح ميداني؟ أو مقابلات وهمية؟
ماذا تعني ألفا ريال وسط كل الظروف الاقتصادية والمجتمعية الراهنة؟!
بالتأكيد سنحمد الله على آلائه ونعمه وفضله، ولكن لنكن واقعيين أيضاً هل ألفا ريال من وجهة نظرك تستوعب الجمعية والبترول والسائق والخادمة واحتياجات الأبناء..... إلخ.
إذا كانت الإجابة أن كل المواد التموينية مدعمة والعلاج والتعليم مجاناً..... وهم لا يحتاجون إلى خادمة وسائق باعتبار أن هذه رفاهية اجتماعية، وهكذا عليهم أن يرضوا بما قسم الله لهم، وأن تكون أرجلهم أقصر من لحافهم، وأن لا يتطلعوا إلى من هم أعلى منهم حتى لا تنكسر رقابهم.
والله لقد أصيبوا بكل الأمراض المستعصية عندما قرؤوا تصريحاتك..... فلقد اعتبرتهن مستجديات (متسولات) لا مستعطيات يطالبن بحقوقهن في بلد نادى أميرها المفدى لكل الشعوب بالعدالة... بل وساهم في تعديل أوضاعهم الاقتصادية، وكان علماً من أعلام الجود والكرم التي تضيء صفحات التاريخ القطري.
ولكن يبدو يا مسؤولين أنكم ما زلتم تعيشون بتلك العقلية التي تعتقد بالمقولة الشهيرة «أنا والطوفان من بعدي».
قد آن الأوان لترتقوا إلى مستوى طموحات سمو الأمير بكم.. شعب يؤمن بالعدالة والشفافية، وقديماً قيل: «الناس على دين ملوكها» أميركم يعتلي القمة.. فمتى ستحاولون الصعود؟
تحياتي لكل المنتسبات للشؤون من أمهاتنا وأخواتنا اللاتي جار عليهن الزمان والتصريحات البعيدة كل البعد عن الواقعية.
وقفة:
إلى متى ستظل النساء يثبتن للتاريخ ولأنفسهن وللرجال أنهن أحدّ من السيف عندما يعتلين المناصب، لماذا تتخلين عن الرحمة وبها افتتح الله سور القرآن الكريم، أتتخلين عن صفة اشتهر بها كل الخلفاء الراشدين، لتكن مثل السلاطين العثمانيين.
تحياتي لكل النساء في المواقع القيادية اللائي يرتدين ثوب الحزم وتاج الرحمة والعطف.
للكاتبة / سارة الخاطر
جريدة العرب
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1960&artid=240157