المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوز الحقيقي العظيم



امـ حمد
25-04-2013, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجري حديث في بعض مجالس النّاس عن الفوز وعن الفائزين ،وعن أسباب الفوز وعن من فاز،ومن هم الفائزون كلمة تتردد في

بعض المجالس وينحصر الفهم عن الفوز وعن معانيه لدى بعض الأفهام في متعٍ زائلة،وأُمورٍ فانية،فهناك حديث عن فوز في

مسابقات تجاريّة،وعن فوز في مباريات رياضية، وعن فوز في تعاملات محرّمة كالقمار والميسر،وهكذا تتنوّع الأحاديث عن الفوز

وعن ماهيته وحقيقته وعن مجالاته وعن أسبابه،ويغيب عن أذهان كثير منهم الفوز العظيم عند لقاء رب العالمين,الفوز برضا الله

والنجاة من عذابه والفوز بجنته,يغيب هذا المعنى عن كثير من الأذهان في غمرة الانهماك في متع الدنيا وملذاتها وشهواتها,قال

تعالى(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)العنكبوت،والواجب على كل مسلم أن

يكون دائماً متذكِّراً الفوز الأكبر والفوز العظيم والفوز المبين يوم يلقى الله تبارك وتعالى،وتأمل أيها المؤمن،في هذه الوقفة متذكراً

ومتفكِّراً في الفوز العظيم وحقيقته يقول الله عز وجل(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ

النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)آل عمران،هاهنا مقام الفائزين الرابحين الذين يمنّ الله عليهم بالفوز

الحقيقي العظيم,إنَّ الفوز نجاةٌ من مرهوب وتحصيل لمرغوب,وهذان يجتمعان للمؤمنين،أهل الجنة ينجيهم الله تبارك

وتعالى من النّار ويمنّ عليهم بدخول الجنة،وهذا هو حقيقة الفوز،وأيُّ مرهوب أعظم من النّار،وأي مرغوب فيه أعظم من

الجنة،ولهذا ينبغي لكل واحد منا أن يتذكَّر هذا الموقف العظيم وكلنا صائر إليه,جاء في صحيح مسلم،من حديث أبي سعيد

الخدري رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون،اللهم سلم

سلم)قيل يا رسول الله وما الجسر،قال(دحض مزلة،فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فَيَمُرُّ

المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم،ومخدوش مرسل،ومكدوس فى نار جهنم)

تأمَّل هذا الموقف وأنت صائر إليه لا محالة،والنّاس على هذا الصراط أقسام ثلاثة حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم,تأمل

هذه الأقسام الثلاثة،وتأمَّل مرور النّاس على هذا الصِراط المنصوب على متن جهنم،وتوهّم حالك وأنت على هذا الصراط

الذي جاء في بعض الأحاديث أنه أدق من الشعر,وقد وضعت قدمك عليه،وبين أيديك الناس،ومن خلفك ناج مسلم،ومخدوش مرسل،

ومكردس في نار جهنم،ومن نجا منهم يتفاوتون في سرعة المرور عليه،فمنهم من يمرّ كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل,على قدر

تفاوتهم وتباينهم في طاعة الله عز وجل في هذه الحياة، فتفكَّر في حالك وأنت من هؤلاء وأنت صائرٌ إلى هذا المقام قال تعالى(وَإِنْ

مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِياً،ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياً)مريم،هل أنت من هؤلاء النّاجين الفائزين

أو لست منهم،وصفات هؤلاء الفائزين وأعمالهم التي نالوا بها هذا الفوزالعظيم،قال الله تعالى في سورة النور(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)النور،إنَّها صفاتٌ أربعة إذا اجتمعت في العبد كان من الفائزين،أولاً،طاعة الله،ثانياً،وطاعة

رسوله صلى الله عليه وسلم،ثالثاً،وخشية الله والوقوف بين يديه سبحانه وتعالى،رابعاً،وتقوى الله جلّ وعلا بالبعد عن المعاصي

والآثام، وبعد نجاة الفائزين من النار،وفكاكهم من عذابها وسلامتهم من الدّخول فيها،أعذ الله لهم،يقول الله تعالى(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ

مَفَازاً،حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً،وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً،وَكَأْسًا دِهَاقاً،لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً،جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً)النبأ،ما أعظمها من

حال وما أطيبه من مآل فكّهم الله عزّ وجل وأجارهم من النار فجازوا الصراط ودخلوا الجنة وحازوا هذا النعيم المقيم،فتفكر في

هذا المقام،وأهل الجنة يدخلون الجنّة من بابها فائزين أعظم فوز نائلين أعظم غنيمة قال تعالى(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى

نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد،فازوا برضوان
ربّ الأرض والسماوات،وفرحوا بقربه سبحانه ولذّة المناجاة،وتنعّموا بالنّظر إلى وجهه الكريم،وهو أعظم النعيم

وأكمل اللّذات،فتفكّر في حالك ومآلك في هذا المقام العظيم،ولا تشغلك مُتع الدّنيا عن هذا الفوز المبين،والواجب على المؤمن أن

يكون دائماً وأبداً،مُتَذَكِّراً لهذا المقام العظيم،آخذاً بالأسباب التي يكون بها نجاتُه من سخط الله وعقابِه وفوزُه بجنّته ونعيمه(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ،لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)الصّافات،

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلني ويجعلكم
من الفائزين النّاجين،وأن يوفّقنا لطاعته ولنيل رضاه وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً.

Qatar Angel
25-04-2013, 11:58 PM
اللهم اني أسالك الفوز برضاك والجنه
وأعوذ بك من سخطك والنار
جزاج الله خير ام حمد

امـ حمد
26-04-2013, 02:35 AM
اللهم اني أسالك الفوز برضاك والجنه
وأعوذ بك من سخطك والنار
جزاج الله خير ام حمد

اللهم امين
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس