المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن بطش ربك لشديد



امـ حمد
27-04-2013, 02:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله سبحانه وتعالى حليم كريم عليم، بالمؤمنين رؤوف رحيم،لكنه سبحانه وتعالى،إذا غضب،فإن غضبه شديد،قال تعالى(إن بطش ربك

لشديد)البروج،والله تعالى إذا غضب على عبد فكل المخلوقات ستغضب عليه، الملائكة والسماوات حتى الجمادات والنباتات

والحيوانات ستغضب عليه،يقول أحد الصالحين(إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي)وهناك بعض الناس الذين

يُغضبون الله عز وجل لإرضاء غيرهم من البشر،كمن يقع فيما يغضب الله لإرضاء رئيسه أو عميله،وهؤلاء أنفسهم سيُغضبون من

أولئك الذين يسعون لمرضاتهم بما يُغضب المولى عز وجل،يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(من التمس رضا الله بسخط الناس

كفاه الله مؤنة الناس،ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)سنده صحيح، والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح

الجامع،وإذا أصر الإنسان على المعصية،كان غضب الله تعالى عليه أقرب وأشد،ولن يُفلح أبداّ من أغضب الله ولو فعل ما فعل، إلا إذا

ارتفع عنه هذا الغضب،كيف ترفع غضب الله عنك،إذا غضب الله سبحانه وتعالى على العبد،فإنه يُمهله ويحلُم عليه،وهذه مرحلة

الإمهال التي تكون فرصة للعبـد،لكي يحاول المسارعة لإرضاء ربه حتى يرفع عنه غضبه،ومن يعيش في تلك المرحلة،عليه أن يستغلها

حق الاستغلال وينتهز الفرصة قبل أن تنتهي ويدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام،فإن الله تعالى لا ينتقم من العبد مباشرةً،بل يتركه

يعيش فترة الإمهال والحلم مع إنه غاضبٌ عليه،لعله أن يرجع ويتوب إلى الله عز وجل،فبعض الناس قد يعيش لسنوات في غضب

الله دون أن يشعر،والذي يُبقيه على قيد الحياة،هو حلمه وكرمه سبحانه وتعالى على عبده،لعلك تتسائل الآن،كيـف أعرف إن كان الله

عزَّ وجلَّ غاضبٌ عليَّ دون أن أشعر،إذا كان العبد مصراّ على المعصية،فيُخشى أن يكون الله عز وجل غاضبٌ عليه،فإذا انتهت

مرحلة الإمهال تبدأ بعدها مرحلة الانتقام،والعياذ بالله،وهي مرحلة شديدة الصعوبة،والله تعالى يختار لكل عاصٍ العقاب الذي

يناسبه،ومن أحس بوقوع غضب الله عليه،عليه أن يُسارع بالتوبة حتى ينال رضا الله،ولن يخلصك أحداّ من هذا الغضب، سوى الله

تعالى ،فكل شيءٍ تفرُّ منه عنه، إلا الله تعالى فإنك تفرُّ منه إليه سبحانه،قال تعالى(ففروا إلى الله)الذاريات،فالله تعالى سيُخلصك من

غضبه،إذا لجأت إليه وحده،كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم،يقول في دعائه(لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك)صحيح الجامع فتستعيذ به سبحانه وتعالى من غضبه،كما كان أعرف الخلق به صلى الله عليه وسلم،يقول(اللهم إني أعوذ برضاك من

سخطك،وبمعافاتك من عقوبتك،وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) رواه مسلم،فعليك أن تكلمه سبحانه من

كل قلبك وتشكو إليه،قل له،يا ربي لا تغضب عليَّ، يا ربي ليس لي سـواك، اللهم إن لم يكن بك علي سخطٌ فلا أبالي،وإن كنت

صادقاّ،فبلا شك سيرضى الله تعالى عنك،قال تعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي

وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)البقرة،وإذا لم تسأله أن يرضى عنك، فسوف يزيد غضبه سبحانه وتعالى،عن النبي صلى الله عليه وسلم

،قال(من لم يسأل الله، غضب الله عليه)حسنه الألباني،والعبد لا يُطيق هذا الغضب ولا يقدر عليه،والذنب وإن كان

صغيراّ،فإنه يصبح أعظم وأشد في حالة الغضب،وينبغي أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى سريع الرضـا،ولكرمه وفضله فإنه يرضى

بالقليل سبحانه،في لحظة واحدة تتوب إليه، فيتحوَّل غضبه إلى رضا،بل إنه سبحانه وتعالى سيفرح بك،حاول أن تُرضي ربَّك، بفعل

أمور يُحبها سبحانه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى)حسنه الألباني، صحيح

والله سبحانه وتعالى يريد أن يرضى عليك أكثر من رغبتك في رضاه،يقول جلَّ وعلا(والله يريد أن يتوب

عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أَن تميلوا ميلاّ عظيماّ،يريد الله أَن يخفف عنكم وخلق الْإِنسان ضعيفاّ)النساء،ومع ذلك بعض العباد

يُصر على إغضاب الله عزَّ وجلَّ وطرد نفسه من رحمته،والله سبحانه وتعالى لازال يدعوهم في كل يوم للعودة إلى محبته

ومرضاته،قال،رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل

حتى تطلع الشمس من مغربها)رواه مسلم،ما أجمل أن تشعر برضا الله سبحانه وتعالى عليك،وأن تلقاه يوم القيامة وهو راضٍ غير

غضبان،فسارع للحصول على مرضاة الله تعالى،قبل أن يفوت الأوان،

اللهم تقبل توبتنا واهدى قلوبنا وثبت السنتنا،واجعلنا من الشاكرين الذاكرين اللهم انزع الحقد والحسد من قلوبنا واستر عوراتنا،يا حى يا قيوم برحمتك نستغيثك اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرف عين،يا غافر الذنب وياقابل التوبة نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من عتقائك من النار,
اللهم اجعلنا فى ظلك يوم لا ظل فيه الا ظلك،وهون علينا سكرات الموت،وثبتنا عند سؤال الملكين،
اللهم لا تأخذ ارواحنا الا وانت راضى عنا.

CHESS
27-04-2013, 08:04 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
27-04-2013, 03:37 PM
جزاك الله خير



بارك الله في حسناتك

وجزاك ربي جنة الفردوس

التميمي 3
27-04-2013, 05:35 PM
الله يكتب لكي الأجر أن شاءالله أم حمد

امـ حمد
27-04-2013, 11:25 PM
الله يكتب لكي الأجر أن شاءالله أم حمد

اللهم امين اخوي التميمي
بارك الله في حسناتك

وجزاك ربي جنة الفردوس