المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم أحباب الله



امـ حمد
28-04-2013, 03:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحباب الله الحقيقيون هم

في عيونهم النقية,وآمالهم الطاهرة,وغضباتهم الساحرة,وإقبالهمُ الأخاذ,وإعراضهم البريء,وانتقاماتهمُ الحالِمة , وتوسلاتهم الفطرية,ووجودهم المبهج,وعطاياهم الصادقة التي لا يريدون عليها حمداً ولا شكوراً،في كل ذلك وغيره نلمحُ

عند الأطفال عشراتِ بل مئات الصفات التي يحبها الله نظراً لبقائهم على الفطرة التي وُلدوا عَليها , فلذلك استحقوا لقب (أحباب الله) بجدارة،وإجماع لا يعرف له مخالف,كيف لا وكل واحدٍ منهم يغدو ويروح ويصحو وينام وما عليه خطيئة,وما

تثقله سيئة,وما يقلقه ذنب،هل من فرصة للناس أجمعين أن يعودوا كما كانوا أطفالاً حاملين تاج(أحباب الله)
قال أبو العتاهيةِ رحمه الله،
عريت من الشّباب وكنت غضاً،،،كما يعرى من الـورق القضيب
فيَا لَيتَ الشّـبابَ يَـعُـودُ يَوْماً،،،فـأُخـبرَهُ بمَا فَـعَــلَ المَشيبُ

ونحن غير بعيدين من أبي العتاهية أيضاً إذ عرينا من وصف الطفولة,وعين علينا الكتبة الكرام الحافظون,وتوالت منا السيئات حتى لم نعد نجرؤ على وصف أنفسنا بـ(أحباب الله)لا تنحصر محبة الله في الأطفال,وهناك كثيرون جداً من البشر

الذين نراهم بكرةً وعشياً،وفي كل مكان وجميعهم لا زال يحتفظ بلقب (أحباب الله)كثيرون هم أولئك الذين أخبرهم الله أنه يحبهم,وكثيرون هم أولئك الذين ينضمون يومياً إلى قافلة (أحباب الله) السائرة إلى الدار الآخرة,تختلف

بلدانهم,وأجناسهم,وألوانهم,قد لا يدري بعضُهم أنه من (أحباب الله) ولكن الله يدري ويعلَمُ ويَشهدُ أنهم من أحبابه(وَكَفَى بِاللَّهِ

عَلِيماً) (وَكَفَى بِاللَّهِ شَهيداً)(أحباب الله) قوم لا ينتزعون بالواسطة , ولا الشهرة , ولا السلطان, ولا الثَّورات , ولا

الجمال،ولا الشهادات,ولا الأموال , ولا وفرة الأصدقاء وكثرة المعارف،بل يمنح واحدهم هذا الوسام(فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ) سبحانه وتعالى (عَلِيمٌ حَكِيمٌ) عليم بمن يستحق هذا الوصف,وحكيمٌ في اصطفاء(أحباب الله) فلا يلحقُ اختيارَهُ لهم ندمٌ

ولا خطَأٌ ولا تختلطُ فيه الظُّنون،فاعقد عزمَ قلبك على أن تلتحق بأحد هذه الأوصاف,وتأكد أن الله لو اطلع على صدق قلبك في الطموح فسيمنحك الوصول,فلا تمُت إلا وأنتَ من (أحباب الله)فمن هم أحباب الله،

الإحسان مع الله ومع النفس ومع الناس ومع الدواب والأنعام(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
والتوبةُ وتطهير البدن والقلب (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).

والتقوى وترك المحرمات وأداء الواجبات (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)
والصبرُ على القضاء والقدر والصبرُ عن الشهوات (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

والتوكُّلُ على الله وقطع طريق الطمع إلا في رحمته وقدرته (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
والعَدلُ في الحُكم بين الناس (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)البائعُ اللطيف السَّمح,والمشتري اللطيف السمحِ , يتبايعان وكلاهما راضِيان,

ولا يتحالفان ولا يتلاغَطانِ يُنهِيان عمليَّة البيعِ بكل هُدوء,قال صلى الله عليه وسلم،
وفي الحديث صحيح الجامع،الذي أخرجه الترمذى عن أبي هريرة‌ رضي الله عنه،قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(إن الله يحب سمح البيع,سمح الشراء,سمح القضاء)ومعنى (سمح القضاء)أنه إذا استدان أعاد أموال الناس في وقتِها،وعمل بالسنة في شكرهم والدعاء لهم من غير

مماطلة,وإذا كان له دين على غيره طلبه منه بسماحة وحسن خلقٍ وترفع عن الخصومة,وهذا النوع من الناس اليوم مهدد بالانقراض لكثرة انبعاثات الاحتباسات الكامنة في النفوس من الخيانة والغدر وعدم الوفاء بالوعد،والجار الصابر على أذيَّـة الجار

حتى يرتاح بموتهِ أو انتقاله,قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله يُحبُّ ثلاثةً،وذكر منهم،رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على إيذائه حتى يكفيه الله إياه إما بحياة أو موت)صحيح البخاي،حسن الخلق مع الناس,قال صلى الله عليه وسلم (أحب عباد الله إلى الله أحسنُهم خُلُقاً)صحيح مسلم،

غِنَى النَّفس وشرفُها مع تقوى الله , تلك النفسُ الغنيةُ التي لا تتطلعُ إلى ما عند الناس ولا تطمحُ في عطائهم محبوبةٌ إلى الله , قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)صحيح مسلم،قال العلماء في شرح الحديث(والمُرادُ بالغِنى غنى النفس وهو

القناعة والعفة والترفع عن أموال الناس)المتعفِّف،الذي لا يسأل الناس مع حاجته إلى السؤال حتى يظنه الناس غنياً،وهو في الحقيقة فقيرٌ مُعدم وهؤلاء وصفهم الله بقوله (لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ

لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً) قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب الغني الحليم المتعفف)وهو حديث صحيح وإسنادهُ على شرط الشيخين,وإعطاء المتسولين خفية وبعيداً عن الأنظار,خُصوصاً إذا سألوا مجموعةً من الناسِ في سيارتهم أو بيتهم أو نزهتهم ,
فانقلب أحدنا راجعاً إلى السائل الذي لم يعطه أحدنا شيئاً ووضع له سؤله في يده وعاد إلى جماعته,قال صلى اللّه عليه وسلم(ثلاثةٌ يحبهم اللّه عز وجل،ومنهم،رجل أتى قوماً فسألهم باللّه ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهمْ فمنعوه فتخلفهم رجل بأعقابهم

فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلَا اللّه عز وجل)صحيح مسلم،وصِدقُ الحديث,وأداء الأمانات,وحسن الجوار,فهذه الثلاثةُ توجبُ محبَّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،لمن اتَّصَف بها , قال صلى الله عليه وسلم (من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله

فليصدق حديثه إذا حدَّث , وليؤد أمانته إذا أؤتمن , وليحسن جوار من جاوره)والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي،من هم المشتاقون إلى الله تعالى،
هم الذين يجعلون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فوق كل شيء,فوق حبهم لأنفسهم وأزواجهم وأولادهم وأموالهم وآباءهم وأمهاتهم والناس أجمعين،قال تعالى(والذينَ آمنوا أشد حباً للَه)سورة البقرة،عن زهرةَ بن معبد ،أنه سمع جده عبد الله بن هشام،

قال،كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم،وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب،رضى اللَه عنه،فَقَال،والله،لأنت،يا رسول الله،أحب إلي من كل شيء إلا نفسي،فَقَال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه،فَقَال عمر،فلأنت

الآنَ،والله،أحب إلي من نفسي،فَقَال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم،الآنَ يا عمر)أخرجه أحمد،والبخاري،عَنِ ابن عباس قَال،سئل النبي صلى الله عليه وسلم،أَى الأديان أحب إلى اللَه قال(الحنيفية السمحة)أخرجه أحمد،والبخاري،وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،

قَال،جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،فَقَال،إني أحب هذه السورةَ(قل هو اللَه أحد)فَقَال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم،حبك إياها أدخلك الجنةَ،أخرجه أحمد،والتِّرْمِذِي،والمشتاقون إلى الله تعالى،هم الذين يحبون مصاحبة الصالحين ومجالسة

المؤمنين ومرافقة المتقين،عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ؛أَنَّ رَجُلاً قَال،يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى السَّاعَة،قَال،وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ،قَال،لاَ ، إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ، قَال(فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ)قَالَ أَنَس،فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ ، بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه

وسلم،إنك مع من أحببت،قَال،فَأَنَا أُحِبُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،وأَبا بكر،وعمر،وأنا أرجو أن أكون معهم، لحبي إياهم،وإن كنت لا أعمل بعملهم)رواه أحمد،ومسلم،كلنا نستطيع أن نكونَ أحبابَ الله والمحرُومُ من حرمه الله,فاستعن بالله ولا

تعجز،وحاملاً لقب(أحباب الله)لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن أحب عباد اللّه إِلى اللّه الذين يحبون اللّه،ويحببون اللّه إلى الناسِ) إسناده صحيح أخرجه الترمذي،والمشتاقون إلى الله هم السابقون بالخيرات إليه تصديقا لقوله سبحانه (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا)النازعات ،


اللهم يا من هو فـي جلاله عظيم وبعباده رحيم،وبمن عصاه حليم،ولمن رجاه كريم،يا من امتدت إليه أكف السائلين واختلطت في دعائه أصوات الملحين،يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات،إلهنا،بمن نستغيث وأنت الرحيم الغافر،وبمن نستنصر وأنت القوي الناصر،وبمن نستجير وأنت القوي القادر،نسألك بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له السماوات والأرض وباسمك العظِيم أن تقبلنا وترضى عنا رضاً لا سخط بعده أبداً.

بـارود
28-04-2013, 10:54 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين يا رب العالمين

أسعدكم الله في الدارين

وكتب أجركم

جُزيتم خيرا

امـ حمد
29-04-2013, 02:25 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين يا رب العالمين

أسعدكم الله في الدارين

وكتب أجركم

جُزيتم خيرا

اللهم امين
بارك الله في حسناتك بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس

الناايفه
29-04-2013, 10:05 AM
اللهم اجعلنا من احبابك

امـ حمد
29-04-2013, 04:11 PM
اللهم اجعلنا من احبابك

بارك الله في حسناتك الناايفه
وجزاك ربي جنة الفردوس