المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنترنت إمتحان الإيمان والأخلاق والعقول



امـ حمد
30-04-2013, 04:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنترنت إمتحان الإيمان والأخلاق والعقول

إن الإنترنت ميدان فسيح لامتحان الإيمان والأخلاق بل والعقول،فالخير مفتوح الأبواب،والشر معروض بشتى
الأساليب،وبإمكان الذي يتعامل مع الإنترنت،أن يطلق لسانه بما شاء،وأن يُسرح بصره كما يريد،وأن يخط بيده ما يرغب،فلا
حسيب عليه،ولا رادع له،إلا الخشية من الواحد القهار،فإن نظر في العاقبة،واستحضر رقابة ربه،وشهوده عليه،أفلح ،واقتحم تلك

العقبة،وإن هو أطلق لنفسه العنان،ومال حيث يميل الهوى، وغاب عنه رادع الإيمان ووازع التقوى،أوشك أن يرتكس في حمأة

الرذيلة،ويسقط في الحضيض،فلا يكون من رواء ذلك إلا إذلال النفس،ولهذا كان حرياً بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت،وأن

لا يفرط في الثقة في نفسه،فيوقعها في الفتنة،ثم يصعب عليه الخلاص منها،وجديراً به إذا أراد أن يقدم أية مشاركة،أو

مداخلة،أن يحذر من أذية المؤمنين،وإشاعة الفاحشة فيهم،وأن ينأى بنفسه عن القيل والقال،واستفزاز المشاعر،وكيل

التهم،وتسليط الناس بعضهم على بعض،وإذا أراد أن يعقب أو يرد فليكن ذلك بعدل،ورحمة،وأدب،وإذا أراد أن يشارك فليشارك باسمه

الصريح،فليحذر من كتابة ما لا يجوز ولا يليق،وليستحضر وقوفه بين يدي الله يوم تبلى السرائر،وعلى العاقل كذلك أن يحذر خطوات

الشيطان،فهو متربص ببني آدم،فهو عدوهم الذي يسعى في سبيل إغوائهم،قال ربنا تبارك وتعالى(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ

لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)فالعاقل اللبيب لا يثق بعدوه أبداً،ولا يلقي نفسه في براثن الفتن،ولا يفرط في الثقة مهما بلغ من العقل، والدين،

والعلم،ومن هنا تجده ينأى عن الفتن،ولا يستشرف لها،وهو وثق بنفسه،ومما يعين على تعدي هذه البلايا،أن يخصص الإنسان وقتاً

محدداً،وعملاً معيناً وأن يكون له هدف واضح،أما إذا انتقل من موقع إلى موقع دون هدف أو غاية،ضاع وقته وقلت

فائدته،وإفادته،وأن ينظر العاقل في العواقب،وأن يقهر نفسه،ويلجمها بلجام التقوى،ومما يعين على ذلك،أن يتجنب

المتعامل مع الإنترنت المثيرات فيبتعد عن المواقع المنحطة،وعن المنتديات التي يثار فيها الكلام الفاحش،وعن المقالات التي تثير

الغرائز،وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة،واللقطات المثيرة،فإن مثل النفوس،بما جبلت عليه من ميل للشهوات،وما أودع فيها من

غرائز تميل مع الهوى،ومتى كانت بعيدة عما يشعل فتيلها،بقيت ساكنة وادعة،لا يخشى خطرها،وكذلك النفوس،فإنها تظل وادعة

ساكنة هادئة،فإذا اقتربت مما يثيرها،ويحرك نوازعها إلى الشرورمن مسموع،أو مقروء،أو منظور،ثارت كوامنها،وهاجت
شرورها،وتحرك داؤها،وطغت أهواؤها،

قال ابن حزم،رحمه الله،
لا تتبع النفس الهوى،،،ودع التعرض للفتن
إبـليس حيٌّ لم يمت،،،والـعين باب للفتن

ومما يعين على النجاة من فتنة الإنترنت،غض البصر،لأن الصورة القبيحة تعرض للإنسان ولو بدون قصد،فإذا غض بصره أرضى

ربه،وأراح قلبه،فالعين مرآة القلب، وإطلاق البصر يورث المعاطب،وغض البصر يورث الراحة،فإذا غض العبد بصره غض

القلب شهوته وإرادته،وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته،قال ربنا،عز وجل(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ

ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)قال شيخ الإسلام ابن تيمية،رحمه الله،في هذه الآية،فجعل،سبحانه،غض البصر،وحفظ الفرج هو أقوى تزكيةٍ

للنفوس،وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش، والظلم،والشرك،والكذب،ومما يجب على الإنسان حال تعامله مع

الإنترنت،أن يتثبت مما يقوله،ويسمعه،ويقرؤه،ويرويه،وبذلك يعلم عقلُ الإنسان،ورزانته،وإيمانه،والإنترنت يكتب فيه كل من هب

ودب،وبأسماء مجهولة مستعارة،فعلى العاقل أن ينظر في هذا الأمر،فإذا اطلع على خبر أو أمر من الأمور تثبّت في شأنه،وإذا

ثبت له نظر في جدوى نشره، فإن كان في ذلك حفز للخير،نشره وأظهره،وإن كان خلاف ذلك طواه وأعرض عنه،ولقد جاء النهي

الصريح،عن أن يحدث المرء بكل ما سمع،قال الله تعالى(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ

وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء،قال الشيخ

العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله،في تفسير هذه الآية،هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق،وأن يتثبتوا، ولا

يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل إلى أولي الأمر منهم،أهل الرأي، والعلم،والنصح، والعقل، والرزانة، الذين يعرفون الأمور،ولهذا قال

(لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )أي،يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة،وعلومهم الرشيدة،وأعظم زاجر وواعظ للمرء،ومعين له

على الإفادة من الإنترنت، والسلامة من شروره وغوائله،لـزوم المراقبة لله،عز وجل، واستشعار اطلاعه،تبارك وتعالى،يخاف مقام

الله فـي الخلوات،فحري بالعاقل أن يستحضر هذا المعنى جيداً، وأن يتذكر دائماً أن الغيب عند الله علانية،وحقيق عليه أن يدرك أنه من

أخفى خبيئة ألبسه الله ثوبها،ومن أضمر شيئاً أظهره الله عليه
سواء كان ذلك خيراً أو شراً،فالجزاء من جنس العمل(مَنْ يَعْمَلْ

سُوءاً يُجْزَ بِهِ )وكما أنه يجب على المسلم، أن ينأى بنفسه عن شر الإنترنت،فكذلك ينبغي له أو يجب عليه،ألا يحرم نفسه من

خيره،خصوصاً إذا كان ذا دراية، وتخصص فيه،فلا يقع في المحذور،بل عليه أن يقدم النافع المفيد، من المشاركات الهادفة، والاقتراحات النافعة،


أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى،أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،وأن يجعلنا مفاتيح للخير،مغاليق للشر.

بـارود
01-05-2013, 04:45 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين .. آمين

وكما أن الإنترنت سلاح ذو حدين

وجزاكم الله خيرا

امـ حمد
01-05-2013, 07:19 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمين .. آمين

وكما أن الإنترنت سلاح ذو حدين

وجزاكم الله خيرا

وجزاك ربي جنة الفردوس بارود